ملوك مدينة وهران
ملوك مدينة وهران
الدولة الخامسة الزيانيون
ثم ملك وهران ، الدولة الخامسة ، وهم الزيانيون ويقال لهم بنو زيان والعبد الواديون يوم وبنو عبد الوادي.
فتسميتهم بالزيانيين نسبة لجدهم لأبيهم زيان بن ثابت بن محمد بن زيدان ابن يندوكسبن طاع الله بن علي بن يمل بن يزوجن بن القاسم بن محمد ابن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه. وتسميتهم ببني عبد الواد نسبة لجدهم لأمهم عبد الوادي ابن يادين بن محمد بن رزجيك ابن واسين كما في ابن خلدون وغيره. قال صاحب بغية الرواد : وعبد الواد أصله عابد الوادي رهبانية عرف بها جدهم من ولد سجيع بن واسين بن يصليتن ابن مسرى بن زاكيا بن رسيح بن مادغس الأبتر بن قيس بن غيلان بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
قال التّنسي في نظم الدرر والعقيان في شرف بني زيان ، والقاسم جد أمير المؤمنين المتوكل ، اتفق النّسابون على أنه من ولد عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه. ولكن اختلف في طريق اتصاله به. فقيل إنه القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل. قال صاحب بغية الرواد : وهذا القول من أشهرهم. وقيل إنه القاسم بن محمد ابن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، وهو الذي صحّحه صاحب ترجمان العبر حيث قال : إنه القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، واحتجّ على ذلك بأن القاسم هو الذي كان بتلمسان فلمّا غلب
فتسميتهم بالزيانيين نسبة لجدهم لأبيهم زيان بن ثابت بن محمد بن زيدان ابن يندوكسبن طاع الله بن علي بن يمل بن يزوجن بن القاسم بن محمد ابن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه. وتسميتهم ببني عبد الواد نسبة لجدهم لأمهم عبد الوادي ابن يادين بن محمد بن رزجيك ابن واسين كما في ابن خلدون وغيره. قال صاحب بغية الرواد : وعبد الواد أصله عابد الوادي رهبانية عرف بها جدهم من ولد سجيع بن واسين بن يصليتن ابن مسرى بن زاكيا بن رسيح بن مادغس الأبتر بن قيس بن غيلان بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
قال التّنسي في نظم الدرر والعقيان في شرف بني زيان ، والقاسم جد أمير المؤمنين المتوكل ، اتفق النّسابون على أنه من ولد عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه. ولكن اختلف في طريق اتصاله به. فقيل إنه القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل. قال صاحب بغية الرواد : وهذا القول من أشهرهم. وقيل إنه القاسم بن محمد ابن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، وهو الذي صحّحه صاحب ترجمان العبر حيث قال : إنه القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، واحتجّ على ذلك بأن القاسم هو الذي كان بتلمسان فلمّا غلب
عليه العبيديون دخل لبني عبد الوادي القاطنين بصحراء تلمسان فأصهر فيهم وعقب عقبا مباركا فشا فيهم حتى زاد عليهم بخلاف أعقاب الأدارسة فإنهم كانوا يلتقون بغمارة الريف. وخالفه في ذلك بغية الرواد بقوله إنه لما قتل المنصور بن أبي عامر المعافري الحسن بن أبي كانون آخر ملوك الأدارسة بالمغرب افترقت الأدارسة في البلاد. فكان القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس ممّن توجه إلى الصحراء فانضاف إلى بني عبد الوادي فأكرموا نزوله وعظموا قدره وحكّموه بينهم فتزوّج فيهم وأنسل نسلا كثيرا والله أعلم بحقيقة الأمر. فبان لك بهذا أن القاسم من ولد عبد الله الكامل بلا خلاف وإنما الخلاف هل هو من ولد إدريس ابن عبد الله أو من ولد أخيه سليمان بن عبد الله. وسليمان هو الذي ملك المغرب الأوسط ، وإدريس هو الذي ملك المغرب الأقصى ه.
قال الحافظ أبو راس في تواريخه : والقول بأن سليمان بن عبد الله الكامل هو الذي جاء للمغرب غير صحيح والصحيح أن الذي جاء له هو ابنه محمد بن سليمان وهو الذي ملك المغرب الأوسط ، ووهم التنسي في قوله دخلها سليمان وملكه أهل تلمسان عليهم لأن سليمان استشهد بوقعة فخ التي قتل فيها جعفر بن يحيى البرموكي (كذا) بأمر الرشيد. الأشراف وقبورهم مشهورة بين التنعيم ومكة المشرّفة مع ضريح ابن عمر رضي الله عنه ومن أولاد سيدي محمد هذا بنو العيش ملوك رشقون ، وبنو إبراهيم ملوك أتنس. وإلى إبراهيم هذا ينسب السوق الذي هو غربي العروسي حيث مكب واد أسلي في شلف. ومنهم حمزة وأخوه علي ملوك الأبيرة (1) بإزاء جرجرة جبل زواوة وبحمزة سميت تلك الأراضي إلى الآن ه.
قال صاحب بغية الرواد : فبنو القاسم هذا هم الذين حازوا الشرف وكرم الأبوة وفخر الملك القديم والحادث. ولا يسمح للطّعن في هذا النسب الكريم لأنه من الشهرة بالآفاق والفشو في القبائل والأجداد في الغاية بحيث لا يحجبه بعد دار ولا يجحده عدو ولا بار ، وفي المشهور من مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه ثبوت النسب بمجرد الشهادة من غير معرفة أحوالها. وحكى الباجي في منتقاه وغيره من المتأخرين أن شهادة السماع
__________________
(1) يقصد مدينة البويرة شرق مدينة الجزائر ، التي تدعى ببرج حمزة كذلك.
قال الحافظ أبو راس في تواريخه : والقول بأن سليمان بن عبد الله الكامل هو الذي جاء للمغرب غير صحيح والصحيح أن الذي جاء له هو ابنه محمد بن سليمان وهو الذي ملك المغرب الأوسط ، ووهم التنسي في قوله دخلها سليمان وملكه أهل تلمسان عليهم لأن سليمان استشهد بوقعة فخ التي قتل فيها جعفر بن يحيى البرموكي (كذا) بأمر الرشيد. الأشراف وقبورهم مشهورة بين التنعيم ومكة المشرّفة مع ضريح ابن عمر رضي الله عنه ومن أولاد سيدي محمد هذا بنو العيش ملوك رشقون ، وبنو إبراهيم ملوك أتنس. وإلى إبراهيم هذا ينسب السوق الذي هو غربي العروسي حيث مكب واد أسلي في شلف. ومنهم حمزة وأخوه علي ملوك الأبيرة (1) بإزاء جرجرة جبل زواوة وبحمزة سميت تلك الأراضي إلى الآن ه.
قال صاحب بغية الرواد : فبنو القاسم هذا هم الذين حازوا الشرف وكرم الأبوة وفخر الملك القديم والحادث. ولا يسمح للطّعن في هذا النسب الكريم لأنه من الشهرة بالآفاق والفشو في القبائل والأجداد في الغاية بحيث لا يحجبه بعد دار ولا يجحده عدو ولا بار ، وفي المشهور من مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه ثبوت النسب بمجرد الشهادة من غير معرفة أحوالها. وحكى الباجي في منتقاه وغيره من المتأخرين أن شهادة السماع
__________________
(1) يقصد مدينة البويرة شرق مدينة الجزائر ، التي تدعى ببرج حمزة كذلك.
الفاشي المتواتر تفيد العلم إجماعا. وقال ابن القاسم يقطع بالنسب وإن لم يعلم الأصل ، وقال بعض قضاة المتكلمين خبر الواحد إذا اختفت به القرائن أفاد العلم. فإن روعي في إثبات هذا النسب الشريف الشهادة ، فلا شهادة أعدل من قبل الأصل المشتمل على مشيب وشبان رؤساء ومرؤسين رجال ونساء من بني عبد الوادي كرام القوم وعيانهم يعرفون أصلهم ويدينون بصحبة منتماهم الهاشمي. وإن اكتفي فيه بالسماع الفاشي فأمره في المشارق والمغارب مشهور في لسان الوالي والصدوق والعدو شأنهم معترف به. وأخبرت بحضرة تلمسان دار أولهم وآخرهم عرفان الشمس المعروفة ، فهو إذا أظهر من أن يخفى وأوضح من أن يجحد.
وهل يبقى على الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
وهل يبقى على الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
وقال ابن خلدون : كان يغمراسن بن زيان يرفع نسبه إلى إدريس ثم يقول إن كان هذا صحيحا نفعنا في الآخرة وأما الدنيا فنلناها بأسيافنا ه.
وقد ألّف الحافظ التنسي في شرفهم كتابا سماه : نظم الدرر والعقيان ، في شرف بني زيان. وكذا الحافظ أبو راس كتابا سماه : العجالة. وذكر شرفهم صاحب بغية الرواد ، وأثمد الأبصار ، وجواهر الأسرار ، وغيرهم من الأئمة. وسبب مصير الملك إليهم أن بني عبد المؤمن لما ضعف أمرهم بما بينهم من الفرقة تطاول بنو عبد الوادي إلى الاستيلاء على قطر تلمسان لقربهم منها فجاسوا خلالها وأوجفوا عليها بالخيل والركاب واحتاز كل منهم جانبا من القطر وأمّن أهله على خراج يؤديه إليه كل سنة ، وأمرهم إلى كبيرهم جابر بن يوسف بن عم زيان والد يغمراسن بن زيان وكان وإلى تلمسان أبو سعيد عثمان بن يعقوب المنصور لأخيه المأمون إدريس بن المنصور فاحتال على جماعة من رؤسائهم بإغراء الحسن بن حيون فأخذهم واعتقلهم بدار الريح من القصر القديم وبعد مدة شفع فيهم إبراهيم بن إسماعيل بن غيلان اللمتوني فردّت شفاعته فأنف وجمع قومه وهجم عليهم وسرحهم وقتل الحسن بن حيّون واعتقل الأمير أبا سعيد موضعهم وخلع طاعة المومنية (1) وتطاول لإحياء اللمتونية وسولت له نفسه أنه لا يتأتى له إلّا
__________________
(1) يقصد طاعة بني عبد المؤمن الموحدين.
وقد ألّف الحافظ التنسي في شرفهم كتابا سماه : نظم الدرر والعقيان ، في شرف بني زيان. وكذا الحافظ أبو راس كتابا سماه : العجالة. وذكر شرفهم صاحب بغية الرواد ، وأثمد الأبصار ، وجواهر الأسرار ، وغيرهم من الأئمة. وسبب مصير الملك إليهم أن بني عبد المؤمن لما ضعف أمرهم بما بينهم من الفرقة تطاول بنو عبد الوادي إلى الاستيلاء على قطر تلمسان لقربهم منها فجاسوا خلالها وأوجفوا عليها بالخيل والركاب واحتاز كل منهم جانبا من القطر وأمّن أهله على خراج يؤديه إليه كل سنة ، وأمرهم إلى كبيرهم جابر بن يوسف بن عم زيان والد يغمراسن بن زيان وكان وإلى تلمسان أبو سعيد عثمان بن يعقوب المنصور لأخيه المأمون إدريس بن المنصور فاحتال على جماعة من رؤسائهم بإغراء الحسن بن حيون فأخذهم واعتقلهم بدار الريح من القصر القديم وبعد مدة شفع فيهم إبراهيم بن إسماعيل بن غيلان اللمتوني فردّت شفاعته فأنف وجمع قومه وهجم عليهم وسرحهم وقتل الحسن بن حيّون واعتقل الأمير أبا سعيد موضعهم وخلع طاعة المومنية (1) وتطاول لإحياء اللمتونية وسولت له نفسه أنه لا يتأتى له إلّا
__________________
(1) يقصد طاعة بني عبد المؤمن الموحدين.
إذا قطع كبار عبد الوادي فبعث إلى جابر وكبراء قومه لحضور وليمة فأتوه فخرج إليهم في ثمانية من أصحابه وقد بلغهم الخبر فقبضوا عليه وأصحابه وأوثقوهم ودخلوا البلد بدعوة المأمون فجاء جابر دار الإمارة وضبط أمرها وبعث إلى المأمون بالخطبة والسكة فقنع منه لقعود الشيخوخة به عن النهوض.
فأول من ملك منهم جابر بن يوسف ونزع الملك من بني عبد المؤمن واستخلص تلمسان من يد عمّال إفريقيا (1) فملك تلمسان ووهران واستولى عليهما وعلى أحوازهما وعلى كافة بني راشد وبني عبد الواد وحواضر ذلك القطر سوى ندرومة فزحف لحصارها فهلك هناك بسهم أصابه من داخلها من يد يوسف الغفاري التلمساني. ثم ملكها ابنه الحسن بن جابر وخلع نفسه لما كبر سنّه لعمّه عثمان ثم ملكها عثمان بن يوسف وكان فظا غليظا فأساء السيرة وضيّع الملك فأخرج من تلمسان. ثم اتفق بنو عبد الوادي على تقديم أبي يعزّ زيدان بن زيان فاستولى عليها وأعمالها فنكث عنه بنو مطهر بمظاهرة بني راشد فكانت بينه وبينهم حروب سجال قتل في بعضها وبموته انقطعت دولة بني عبد المؤمن من تلمسان وقطرها وعلا صيت بني زيان فهؤلاء الأربعة تولوا لا استقلالا. ثم ملك استقلالا أبو يحيى يغمراسن بن زيان وهو في الحقيقة أول ملوكهم والذين قبله كانت لهم المشيخة ، واسمه يحيى ولقبه يغمراسن ومعناه بلغتهم كثير المرق لقب بذلك لكثرة جوده ، نصّ عليه الحافظ أبو راس في كتاب الحاوي. وكان ابتداء ملكه يوم الأحد رابع عشرين ذي القعدة الحرام سنة سبع وعشرين من السابع (2) في أيام الرشيد عبد الواحد بن إدريس المأمون ونازعه بنو مظهر وبنو راشد فأظهره الله عليهم وبعث له الرشيد المؤمني هدية عظيمة راجيا منه الخطبة والسكة فأبى وظهرت العداوة بينهما وهمّ الرشيد بالنهوض له فعاجلته المنية وهو أول من خلط البادية زي الملوك وأظهر قبيلة لباس الشريعة وتعرض لهدية أبي زكرياء الحفصي الهنتاتي التي بعثها من إفريقية للسعيد المؤمني وأخذها فنظر للسعيد فلم يظهر منه شيء فاستقلّ بنفسه .
__________________
(1) يقصد عمال تونس أو المغرب الأدنى.
(2) الموافق 4 أكتوبر 1230 م.
فأول من ملك منهم جابر بن يوسف ونزع الملك من بني عبد المؤمن واستخلص تلمسان من يد عمّال إفريقيا (1) فملك تلمسان ووهران واستولى عليهما وعلى أحوازهما وعلى كافة بني راشد وبني عبد الواد وحواضر ذلك القطر سوى ندرومة فزحف لحصارها فهلك هناك بسهم أصابه من داخلها من يد يوسف الغفاري التلمساني. ثم ملكها ابنه الحسن بن جابر وخلع نفسه لما كبر سنّه لعمّه عثمان ثم ملكها عثمان بن يوسف وكان فظا غليظا فأساء السيرة وضيّع الملك فأخرج من تلمسان. ثم اتفق بنو عبد الوادي على تقديم أبي يعزّ زيدان بن زيان فاستولى عليها وأعمالها فنكث عنه بنو مطهر بمظاهرة بني راشد فكانت بينه وبينهم حروب سجال قتل في بعضها وبموته انقطعت دولة بني عبد المؤمن من تلمسان وقطرها وعلا صيت بني زيان فهؤلاء الأربعة تولوا لا استقلالا. ثم ملك استقلالا أبو يحيى يغمراسن بن زيان وهو في الحقيقة أول ملوكهم والذين قبله كانت لهم المشيخة ، واسمه يحيى ولقبه يغمراسن ومعناه بلغتهم كثير المرق لقب بذلك لكثرة جوده ، نصّ عليه الحافظ أبو راس في كتاب الحاوي. وكان ابتداء ملكه يوم الأحد رابع عشرين ذي القعدة الحرام سنة سبع وعشرين من السابع (2) في أيام الرشيد عبد الواحد بن إدريس المأمون ونازعه بنو مظهر وبنو راشد فأظهره الله عليهم وبعث له الرشيد المؤمني هدية عظيمة راجيا منه الخطبة والسكة فأبى وظهرت العداوة بينهما وهمّ الرشيد بالنهوض له فعاجلته المنية وهو أول من خلط البادية زي الملوك وأظهر قبيلة لباس الشريعة وتعرض لهدية أبي زكرياء الحفصي الهنتاتي التي بعثها من إفريقية للسعيد المؤمني وأخذها فنظر للسعيد فلم يظهر منه شيء فاستقلّ بنفسه .
__________________
(1) يقصد عمال تونس أو المغرب الأدنى.
(2) الموافق 4 أكتوبر 1230 م.
وجهّز الجيوش لتلمسان فنازلها سنة خمس وأربعين من السابع (1) بجيوش فيها ثلاثون ألف رام من المشاة فضلا عن غيرهم وأحاط بها فكان الهرّ مع صغر جرمه تأتيه العشرون سهما فأكثر فخرج منها يغمراسن بجيشه وقد أفرج له لشدة بأسه وصعد لبني ورنيد ودخلها الحفصي وعرضها على ولاته فأبوا خشية من يغمراسن فاصطلح معه ورجع كل لموضعه واتفقا معا على عداوة بني عبد المؤمن فسمع السعيد بذلك فأقسم لا بد يملك مملكتهما معا ونهض من مراكش يجرّ الأمم العظيمة والبحور الزاخرات من الجيوش وساعدته على ذلك بنو مرين فانجاز يغمراسن لحصن تمزريدت الغربية جنوب وجدة بجبل بني ورنيد وحاصره فيها السعيد بعد أن نزل بوادي سلي وسأل منه الدخول في طاعته فأبى فزحف له وتعلق بالجبل محرّضا على الهجوم فتعرض له يغمراسن للقتال ونصره الله عليه فقتل السعيد على يد يوسف ابن خزرون وأوتي له برأسه فأدخله على أمه لكونها أمرته بطاعته فأبى وأقسم لها أن يأتيها برأسه فأبر الله قسمه وقال في ذلك الظفر الوزير أبو علي الحسن صاحب سبتة القصيدة السينية الطويلة التي مطلعها :
بشرى بعاجل أوجب لنا العرسا
وأصفر الدهر عنه بعد ما عبسا
بشرى بعاجل أوجب لنا العرسا
وأصفر الدهر عنه بعد ما عبسا
واستولى يغمراسن على المحلة بما فيها فكان منه العقد اليتيم وغدار زمرّد والمصحف العثماني الذي بخطّه رضي الله عنه. وكان يغمراسن دينا فاضلا محبا للأولياء والعلماء فأتى بأبي إسحاق الشيخ إبراهيم بن يخلف بن عبد السلام التنسي وأخيه أبي الحسن علي بن يخلف بن عبد السلام من تنس لتلمسان إلى أن ماتا بها وقبرهما بالعبّاد. ووفد عليه خاتمة أهل الأدب أبو بكر محمد بن عبد الله بن داوود بن خطاب فأحسن إليه وصيّره صاحب القلم الأعلى وارتحل لزيارة أبي اليمان القطب الشيخ واضح بن عاصم المكناسي بجبل وافرشان من وادي رهيو لنيل الفضل منه. قال الحافظ أبو راس في الحاوي : ولما جاء يحيى الملقب يغمراسن لزيارة سيدي واضح المكناسي فكوشف له عن ذلك وسد باب المغارة بالحجر فوقف السلطان بباب الخلوة فاستأذن على الشيخ فلم يأذن له فمكث حينا طويلا وكان يوما حارا فصار يتشفع إليه بخدّامه وقرابته
__________________
(1) الموافق 1247 ـ 1248 م.
__________________
(1) الموافق 1247 ـ 1248 م.
وهو ممتنع فقال بعض وزارئه قد حصل المقصود فانصرف لعل الله ييسر رؤيته في غير هذا الوقت فقال يغمراسن والله لا أنصرف حتى يرضى عنا فلما رأى منهم أنهم يئسوا من لقائه برز لهم وقال يا يغمراسن ، أما تعلم وقوف ذي الحاجات ببابك وما يجدونه من الانكسار ومدافعة الحرس لطول احتجابك عنهم وإنما جعلت لك ذلك للتيقظ من غفلتك فصار يغمراسن يتملّق بين يديه ويتعذّر له والشيخ في كل ذلك منقبض عنه وقد ألقى الله في قلب يغمراسن وجنده من هيبة الشيخ ما لا يوصف. ثم أنه خلا به وقال له أما كفاك ما ترتكب من الأعمال الخبيثة جمعت بين علجتين وهما أختان فتبّا للذّة تصيّر صاحبها إلى النار فقبّل عند ذلك السلطان أقدام الشيخ وقال أنا تائب لا أعود هذا. ثم التفت الشيخ لأخيه يحيى وقال لهءاتيهم بطعام فبعد ساعة قرب لهم طعاما جيّدا ولحما سمينا فرمى الشيخ ذلك وقال تطعم الزيار خبز الشعير وتطعم الأمير ما أرى ، فقال يغمراسن إن لم يطب خاطرك لم نأكله فقال لا بل كولوا على بركة الله. ثم قال لأخيه أنت معذور تحتاج لما بيد يغمراسن لأنك لك ذرية بكلامه الزناتي فلما أكلوا انبسط الشيخ وقال من تولي عهدك فقال هذا وأشار لولده محمد فقال له الشيخ الرعية لا تحتاج للفقيه الحاذق الكيس لأن الفقيه مجبول على جمع المال يقول للدرهم درهمان فقال له السلطان ومن ترى فقال هذا وأشار لولده عثمان فسرّ يغمراسن ببقاء الملك في عقبه فلما هم بالانصراف قال الشيخ لأحد ولدي يغمراسن ألم توصك أمك أن تأتيها بحجاب أكتبه لك فقال نسيت وقبّل يده فقال الشيخ يا سيدي عزّوز ناوله إياه فناوله فحينئذ أوصي الشيخ يغمراسن بالرفق بالرعية وقال له يغمراسن كل راع مسؤول عن رعيته. وسيدي واضح هذا هو الذي تسمى عليه جد سيدي أبي عبد الله محمد المغوفل بن محمد بن واضح بن عثمان بن محمد بن عيسى بن فكرون المغراوي سمّاه عليه والده لكونه تلميذه وتوفي سيدي واضح بن عثمان المغراوي سنة ست وخمسين وثمانمائة (1) كما في ذيل الديباج للشيخ أحمد بابا. ويغمراسن هو الذي بنى الصومعتين بالجامعين الأعظمين من أقادير ، وتلمسان. ولم يكتب اسمه عليهما
__________________
(1) الموافق 1452 ـ 1453 م.
__________________
(1) الموافق 1452 ـ 1453 م.
وقال علمهما عند ربي.
قال الحافظ أبو راس في عجائب الأسفار : ويقال أن الجامع الذي بتلمسان القديمة بناه مولانا إدريس الأكبر وعمل له المنبر. وبالقديمة ضريح الشيخ داوود بن نصر أول من شرح البخاري توفي في آخر القرن الرابع (1). وحروبه مع زناتة والعرب أمر لا يحصى ولا يصدر من أحد لشرف همته ، فقد قال صاحب بغية الرواد : له في العرب وحدهم اثنان وسبعون غزوة ومثلها مع توجين ومغراوة. ولما حل الأمير أبو إسحاق الحفصي بتلمسان لطلب ملكه بتونس سنة ثمان وسبعين من السابع (2) زوّج إحدى بناته المقصورات في خيام الخلافة لولد يغمراسن عثمان ثم بعد تمهد الملك له بعث يغمراسن ابنه إبراهيم المكنى بأبي عامر ليأت بها فلما رجع بها لقيه يغمراسن بمليانة للتنويه ببنت سلطان تونس ولما نزلوا برهيو مات سنة إحدى وثمانين من السابع (3) وحمل لتلمسان فدفن بها.
ثم ابنه أبو سعيد عثمان باتفاق الملأ من بني عبد الوادي فشمّر في غزو الأعادي ذيله حتى أقام من كل ذي زيغ ميله ، فقتل ابن عبد القوي ملك تجين وانتزع لهم وانسريس والمدية وأخذ مازونة وتنس وفرشك (4) من يد مغراوة وهرب مالكهم راشد بن منديل في البحر ، وقطع ملكهم. غير أن الحافظ أبو راس قال في عجائب الأسفار : قد رأيت راشدا بن منديل مذكورا في نحو السّبع من الثامن وزاد عثمان لبجاية فخربها وغزى العرب فأجلاهم للصحراء وحرك عليه يوسف بن عبد الحق المريني خمس مرات كان الحصار صادر منه في الخامسة لتلمسان ثمان سنين وثلاثة أشهر ، وبنا المنصورة وتوفي أبو سعيد في الحصار. ثم ابنه أبو زيان محمد بن أبي سعيد ونهض لحرب عدوه غير أنه عاجلته المنية في أثناء الحصار لمرض اعتراه.
ثم أخوه أبو حمّ (5) موسى بن عثمان وفي وقته حصل الفرج وزال الحصار
__________________
(1) الموافق أول القرن 11 م.
(2) الموافق 1279 ـ 1280 م.
(3) الموافق 1282 ـ 1283 م.
(4) الصحيح برشك بالباء وليس بالفاء قرية بين تنس وشرشال على ساحل البحر.
(5) أبو حمو يكتب بالواو بعد الميم ولكن المؤلف يهمل الواو دائما.
قال الحافظ أبو راس في عجائب الأسفار : ويقال أن الجامع الذي بتلمسان القديمة بناه مولانا إدريس الأكبر وعمل له المنبر. وبالقديمة ضريح الشيخ داوود بن نصر أول من شرح البخاري توفي في آخر القرن الرابع (1). وحروبه مع زناتة والعرب أمر لا يحصى ولا يصدر من أحد لشرف همته ، فقد قال صاحب بغية الرواد : له في العرب وحدهم اثنان وسبعون غزوة ومثلها مع توجين ومغراوة. ولما حل الأمير أبو إسحاق الحفصي بتلمسان لطلب ملكه بتونس سنة ثمان وسبعين من السابع (2) زوّج إحدى بناته المقصورات في خيام الخلافة لولد يغمراسن عثمان ثم بعد تمهد الملك له بعث يغمراسن ابنه إبراهيم المكنى بأبي عامر ليأت بها فلما رجع بها لقيه يغمراسن بمليانة للتنويه ببنت سلطان تونس ولما نزلوا برهيو مات سنة إحدى وثمانين من السابع (3) وحمل لتلمسان فدفن بها.
ثم ابنه أبو سعيد عثمان باتفاق الملأ من بني عبد الوادي فشمّر في غزو الأعادي ذيله حتى أقام من كل ذي زيغ ميله ، فقتل ابن عبد القوي ملك تجين وانتزع لهم وانسريس والمدية وأخذ مازونة وتنس وفرشك (4) من يد مغراوة وهرب مالكهم راشد بن منديل في البحر ، وقطع ملكهم. غير أن الحافظ أبو راس قال في عجائب الأسفار : قد رأيت راشدا بن منديل مذكورا في نحو السّبع من الثامن وزاد عثمان لبجاية فخربها وغزى العرب فأجلاهم للصحراء وحرك عليه يوسف بن عبد الحق المريني خمس مرات كان الحصار صادر منه في الخامسة لتلمسان ثمان سنين وثلاثة أشهر ، وبنا المنصورة وتوفي أبو سعيد في الحصار. ثم ابنه أبو زيان محمد بن أبي سعيد ونهض لحرب عدوه غير أنه عاجلته المنية في أثناء الحصار لمرض اعتراه.
ثم أخوه أبو حمّ (5) موسى بن عثمان وفي وقته حصل الفرج وزال الحصار
__________________
(1) الموافق أول القرن 11 م.
(2) الموافق 1279 ـ 1280 م.
(3) الموافق 1282 ـ 1283 م.
(4) الصحيح برشك بالباء وليس بالفاء قرية بين تنس وشرشال على ساحل البحر.
(5) أبو حمو يكتب بالواو بعد الميم ولكن المؤلف يهمل الواو دائما.
بسبب الولي أبي زيد عبد الرحمن الهزميري جاء من أغمات ليوسف بن يعقوب المريني شفيعا فأبى فذهب الشيخ مغاضبا وقال يأتي سعاذا (؟) يقضي هذاء وانصرف للمغرب فدخل عليه سعادة غلام العلامة أبي علي الملياني الذي قتله يوسف ابن يعقوب فألفاه نائما وقد ألقى الله في قلبه طلب الثأر فوجأه بسكين في بطنه فبلغ الخبر الهزميري وهو بفاس فقال له خديمه نرجع لبلدنا فقال الشيخ وعبد الرحمن يموت فمات لأيام قلائل ودفن بفاس بروضة الأنوار. وأول ما بدأ به أبو حمّ هدم المنصورة وأصلح ما ثلم من تلمسان وبنى الأسوار وحفر الخناديس والأهرية وملأها طعاما وإيداما وحطبا وفحما وملحا وجميع ما يحتاج إليه بما لا حدّ له ثم استقبل بالتمهيد وتتبع الحركات بنفسه على تجين ومغراوة وسائر المخالفين أيام الحصار وحرك عليه أبو سعيد المريني إلى أن بلغ وجدة ففرّ عنه أخوه يعيش لتلمسان فرجع وثار عليه راشد بن راشد المغراوي بشلف فنهض له وفر راشد لزواوة واستعصم بها فنازله أبو حمّ بوادي تمهل وبنى به قصره المعروف به (1) ففرّ راشد لبني أبي سعيد وانحاز للموحدين فبعث له جيشين عظيمين أحدهما لنظر مسعود بن أبي عامر الزياني والآخر لنظر موسى بن علي الغزّى فاستباحوا أبل قسنطينة وحصل التنافس بين الرؤساء كادت تبين الفتنة وعزل عامل مليانة وبعث به لتلمسان فاستقبح ابنه أبو تاشفين سجن خاله وأمره بالمسير للأمير فغضّ بصره ففر للمدية وثار بها وتبعه الغوغاء فرجع أبو حمّ مغاضبا على ابنه وصار يؤثر عليه مسعود بن أبي عامر بن عمه فأغرى أبا تاشفين خواصّه بقتل المسعود وأبيه فقتلهما. وكان أبو حمّ محبا للعلماء والعلم وهو الذي بنى المدرسة المعروفة لابني الإمام وأعطى بلاد تجين للحشم فصلا بينه وبينهم.
ثم ابنه أبو تاشفين ، فاستولى على البدو والحضر ، واستخدم ربيعة ومضر وتولّع بتبييض الدور ، وبنى القصور ، ونهض لخاله محمد بن يوسف الثائر على أبيه والموجب لقتله فحاصره ، بوانسريس إلى أن أخذه عنوة وقتله وعفا عن غيره ، ثم زاد لبجاية فأخذ رياحا أخذة رابية وأمر قائده موسى بن علي ببناء مدينة
__________________
(1) وهو الذي تحول إلى قرية عمي موى حاليا بين واد رهيو والشلف.
ثم ابنه أبو تاشفين ، فاستولى على البدو والحضر ، واستخدم ربيعة ومضر وتولّع بتبييض الدور ، وبنى القصور ، ونهض لخاله محمد بن يوسف الثائر على أبيه والموجب لقتله فحاصره ، بوانسريس إلى أن أخذه عنوة وقتله وعفا عن غيره ، ثم زاد لبجاية فأخذ رياحا أخذة رابية وأمر قائده موسى بن علي ببناء مدينة
__________________
(1) وهو الذي تحول إلى قرية عمي موى حاليا بين واد رهيو والشلف.
على وادي بجاية فبنيت في أربعين يوما وسمّاها تمزريدت الشرقية (1) وأما الغربية فهي التي بجبل بني ورنيد كما مرّ. وجهز عامله يحيى الجمي جيوشا لغزو تونس تحت نظر ابن أبي عمران الحفصي فلقيهم مالكها أبو يحيى بجيوشه فهزموه واستولوا على حريمه وذخائره ومحلاته وأفلت جريحا لقسنطينة وزادوا فدخلوها واستراحوا بها أربعين يوما وأسلموها لابن أبي عمران فبعث له أبو سعيد المريني على الإقلاع عن بجاية فأبى وهمّ أبو سعيد بقتاله فعاجلته منيته.
وكان له بالعلم وأهله احتفال عظيم فقد ورد عليه أبو موسى المشذالي فأكرمه وولّاه التدريس بمدرسته الجديدة وورد عليه أبو العباس البجائي تاجرا ودخل المدرسة القديمة فألفاهم يتكلمون بمجلس أبي زيد بن الإمام في قول ابن الحاجب في الأصول في حدّ العلم أنه صفة توجب تمييزا لا يحتمل التنقيض فقال يا سيدي هذا الحد غير مانع لانتقاضه بالفصل والخاصة فقال أبو زيد من المتكلم فقال أحمد البجائي فقال يقع الجواب بعد الضيافة وأنزله وأكرمه وسأله عن مقدمه فقال تاجرا فعرّف به الأمير فرفع عنه مغرمه ومن معه قدره مائة دينار وزاده صلة مائة دينار ذهبا ، ووقع بمجلسه السؤال عن ابن القاسم هل هو مقلدا أو مجتهد فقال أبو زيد مقلد النظر بأصول مالك وقال المشذالي مجتهد مطلق الاجتهاد واحتجّ بمخالفته لمالك في بعض المسائل واستظهر أبو زيد نصّ ابن التلمساني الذي مثل به للاجتهاد المخصوص بابن القاسم لمالك والمازني للشافعي فقال المشذالي هذا مثال لا تلزم صحته. وحرك عليه أبو الحسن المريني فنزل بتاسالة وأطال بها إلى أن ثار عليه أخوه بسجلماسة فرجع له إلى أن قتله ومهّد المغرب ثم رجع لتلمسان وحاصرها وبنى عليها مدينته التي هي الآن محراث ولم يزل أبو تاشفين وأولاده ووزيره في المقاتلة معه إلى أن استشهدوا جميعا في يوم الأربعاء ثامن عشرين رمضان سنة سبع وثلاثين من الثامن (2) فدخلها المريني وبموته جرّ الحادث ، والخطب الكارث ، على الدولة الزيانية القفا ، وكدر بنيها الحنسى ما كان صفا.
__________________
(1) وهي قرية أقبو الحالية. على الضفة الغربية لوادي الصوماح.
(2) الموافق 10 أبريل 1337 م.
وكان له بالعلم وأهله احتفال عظيم فقد ورد عليه أبو موسى المشذالي فأكرمه وولّاه التدريس بمدرسته الجديدة وورد عليه أبو العباس البجائي تاجرا ودخل المدرسة القديمة فألفاهم يتكلمون بمجلس أبي زيد بن الإمام في قول ابن الحاجب في الأصول في حدّ العلم أنه صفة توجب تمييزا لا يحتمل التنقيض فقال يا سيدي هذا الحد غير مانع لانتقاضه بالفصل والخاصة فقال أبو زيد من المتكلم فقال أحمد البجائي فقال يقع الجواب بعد الضيافة وأنزله وأكرمه وسأله عن مقدمه فقال تاجرا فعرّف به الأمير فرفع عنه مغرمه ومن معه قدره مائة دينار وزاده صلة مائة دينار ذهبا ، ووقع بمجلسه السؤال عن ابن القاسم هل هو مقلدا أو مجتهد فقال أبو زيد مقلد النظر بأصول مالك وقال المشذالي مجتهد مطلق الاجتهاد واحتجّ بمخالفته لمالك في بعض المسائل واستظهر أبو زيد نصّ ابن التلمساني الذي مثل به للاجتهاد المخصوص بابن القاسم لمالك والمازني للشافعي فقال المشذالي هذا مثال لا تلزم صحته. وحرك عليه أبو الحسن المريني فنزل بتاسالة وأطال بها إلى أن ثار عليه أخوه بسجلماسة فرجع له إلى أن قتله ومهّد المغرب ثم رجع لتلمسان وحاصرها وبنى عليها مدينته التي هي الآن محراث ولم يزل أبو تاشفين وأولاده ووزيره في المقاتلة معه إلى أن استشهدوا جميعا في يوم الأربعاء ثامن عشرين رمضان سنة سبع وثلاثين من الثامن (2) فدخلها المريني وبموته جرّ الحادث ، والخطب الكارث ، على الدولة الزيانية القفا ، وكدر بنيها الحنسى ما كان صفا.
__________________
(1) وهي قرية أقبو الحالية. على الضفة الغربية لوادي الصوماح.
(2) الموافق 10 أبريل 1337 م.