الفقيه مصطفى بن زيان الزياني
مفتى الديار التيهرتية
ومن بقايا ملوك وأمراء بني زيان
1884 -1972
مفتى الديار التيهرتية
ومن بقايا ملوك وأمراء بني زيان
1884 -1972
تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج.
أولا: شخصيته
هو الشيخ مصطفى بن محمد بن عبد القادر بن زيان الأكبر ينتمي نسبه إلى سلالة بنى زيان ملوك تلمسان وهذا النسب موجود في وثيقة محفوظة عند عائلة زيان شريف وجاء في آخر الوثيقة المخطوطة مايلى:هكذا وجد بخط الشيخ أبي راس رحمه الله، وكتب مقيدا لذلك عبد ربه الرحيم الرحمن محمد بن الحاج عبد القادر بن زيان وبتاريخ 15 صفر سنة1321 هـ
ولد سنة 1884م بسيڨ.كما جاء في النسخة من الدفتر الأصلي تحت رقم 826 وهو بخلاف ما جاء في وثيقة الفريضة التي تحدد مولده بــ 1896 وكان والده وجده يسكنان بتلمسان في دار بحي الحديد، حيث مقام الأشراف والأعيان في ذلك الحين.
ثانيا: حياته العلمية
أ- حفظه للقران الكريم و المتون العلمية
تلقى القران الكريم ومبادىءالعلوم في صغره علي والده محمد بن زيان وجده الشيخ عبد القادر بن زيان الأكبر، وكانا من العلماء المتصوفين ، و جده هذا من المجاهدين الأوائل الذين شاركوا مع الأمير عبد القادر في عدة معارك ، وخاصة معركة خنق النطاح بوهران ومعركة المقطع الشهيرة، و إثر مرض والده الشيخ محمد بن زيان و اعتلاله ، نقل إلى بادية سيدى العبدلي في أحضان الطبيعة حيث الصفو والهدوء وطيب المقام ، وكان والده شاعرا ملهما وخطاطا بارعا غيرأنه لم يستقر به الحال والمقام رغم ماأحيط به من الرعاية والعناية من محبيه ومريديه، ولذا ، ونزولا لبعض بنى عمومته المقيمين ببادية سيق ارتحل والده إليها بأهله وذويه وعشيرته ، وذلك للراحة والإستجمام ولكن الله العلي القديرأراد غير ذلك ، إذ سنة 1905 انهار على الدار جدار عال لأحد الجيران اليهود ، فانقض البنيان عليهم، ومات تحتالأنقاض والده وأخوه وأختاه ، وقد أبى جده قبض أي دية أو تعويض من اليهودي عن هذه الفاجعة التى مات ضحيتها أربع أنفس .
ب- شيوخه وأساتذته في العلم في سيڨ :
إستمر تعليم الشيخ مصطفى وأخوه عبد القادر تحت إشراف جدهما، ثم أخذا عن الفاضل القدوة الشريف الجامع بين شرفي العلم والنسب الحاج المنور بن البشير بن محمد بن البشير أحد أشراف المبطوحين يتصل نسبه بسيدى عبد الله الشريف دفين واد المبطوح بناحبة سبق بعرش الشرفاء وكان لهذا الشيخ إعتناء بحفظ المتون العلمية فمن جملة ماكان يحفظ من المتون مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي ومتن العاصمية في القضاء، وجمع الجوامع في أصول الفقه ، وألفية بن مالك في النحو ، ومختصر الخطيب في البلاغة وغير ذلك من المتون المهمة ، وكان رحمه الله أعجوبة في صناعة التدريس وفقا لأصول الدراسة والتعليم ، قرأ رحمه الله على شيوخ متعددين منهم أخوه الحاج علي بن البشير المتخرج من الأزهر الشريف بمصر ، أخذ عليه في الفقه والنحو وعلم البيان والأصول وعلم الكلام وشمائل المصطفى- صلى الله عليه وسلم - ، وأخذ قبل ذلك على غيره كالشيخ المداني ،والطيب النجاري، ثم تطوع الحاج منور بالتدريس ، و موظفا بخطة الإمامة، فكان إماما خطيبا ومدرسا بارعا تخرج على يديه أعلام منهم ولده أحمد البداوي تولى الإفتاء بوهران ثم سيدى بلعباس ، والهاشمي بن بكار مفتى معسكر ، والحاج عبد القادر بن خوجة مفتى سعيدة ......الخ، توفي الشيخ المنور عام 1344هـ عن سن يناهز خمسا وسبعين سنة ، كما أخذ عن علامة مدينة وهران الشيخ الطيب المهاجي وقد اجازه بجميع إجازاته ومروياته كما هو مثبت في فهرسته أنفس الذخائر وأطيب المآثر في أهم ما إتفق لي في الماضي والحاضر .
ثاثا - نشاطه و أعماله العلمية :
1.- من جهة نهوضه بالتعلم : بعد تخرجهما قام الشيخ مصطفى بمعية أخيه عبد القادر بمهمة التدريس في بيتهما فاختص عبد القادر بالمختصر ، وأما مصطفى فاهتم بالدرجة الأولى بعلوم الألة كالنحو والبلاغة ثم تليها العلوم الفقهية، فكان بيتهما مدرسة وكعبة للطائفين ، وكان يضرب بجودهما وكرمهما المثل ، وجعل من بيتهما مسجدا وناديا تقام فيه الندوات وصلاة التراويح والعيدين ، وعندما بدأت جمعية العلماء في تأسيس شعبها ، فأول شعبة تأسست في الغرب الجزائري كانت في مدينة سيق اجتمع فيها الشيخ العربي التبسي مع الشيخ عبد القادر بن زيان مع مجموعة قليلة وأسسوا أول مدرسة تحت لإشراف العربي التبسي.
أما الشيخ مصطفى فقد أعانه سيدى محمد بن غلام الله البوعبدلي ليكون إماما ومفتيا لمدينة تيارت ، فأعطى لهذه الوظيفة حقها، فكان زيادة على خطة الفتوى والإمامة بالجامع الكبير يقوم بدروس الوعظ والإرشاد زيادة علي الدروس العلمية كالنحو والبلاغة، ولهذا أحبوه سكان تيارت وهذا مع طول صبر وجلد.
رابعا – تأثره و تأثيره :
كان الشيخ مصطفى متأثرا بعدة أشخاص منهم الحاج محمد غلام الله ومما قاله في هذا الصدد كما جاء في جريدة النجاح عدد3097 مانصه :« ....سادتى كلكم يعلم ما لمقام صاحب هذه الذكرى بيننا فى العز والكرم ، ونيل المحتد ، وعظيم المزايا وسائر الصفات التى جعلته يتبوأ في حياته – رحمه الله – مقعد الصدارة في ميدان العلم والدين والسياسة، فقد ضرب فيها بسهم صائب وآراء سديدة موفقة ...ان الأقوام وهم يشهدون رحيل عظمائهم عنهم أشبه بالسارين على أضواء القمر الزاهي يفجعون باحتجابه إلى غير رجعة ، كذلك نحن الآن إزاء ماتركه الفقيد من وحشة....... »
خامسا : مميزاته
قال عنه صاحب المرآة «:.... ومن العلماء المشهورين مفتي تيارت السيد مصطفى بن زيان ، أخذ علمه عن المرحوم السيد الحاج المنور بسيق ، وهو من نسل الزيانيين أي ملوك بنى زيان ، وله فقه تام ، وفصاحة سحبانية ، وهو محبوب عند أهل تيارت لما اشتمل عليه من الأوصاف الحميدة ، وكف لسانه عن الفضول ، والوقوف مع الشربعة »
سادسا : أصدقاؤه و أحبابه
كان الشيخ محبا للشيخ عبد القادر بوجلال عضو جمعية العلماء بسيق.وبعمه كذلك ، وحبا للشيخ الحاج محمد غلام الله، والشيخ الطيب المهاجي فقيه مدينة وهران وغيرهم كثير
ثامنا : من رسائله
الحمد لله وحده
تيارت في 24محرم الحرام 1373 الموافق ليوم 3أكتوبر 1953
جناب زميلنا المحترم العلامة الجليل اللغوي القدير سيدي المهدي البوعبدلي مفتي مدينة الأصنام لا زال في رفعة وعلاء سلام وتحية ود وإخلاص تحية كلها إجلال وتقدير ، أحييك وأشفع تحيتي هذه بأخلص تهنئة وأعبق باقة من أزاهير الوفاء، أقدمها إليك أيها العزيز، عربون الود ، ورمز الصفاء معبرا لك عن كامل سروري وغبطتي ، وأنا أسمع بخبر استحقاقك وسام الشرف وشارة الوفاء، وهي لعمري قليل في جنابكم ، ومقامكم الأسمى يتعالى عنها ، وإن لكم فينا لمكانة تفوق هذه الشارة ،فأجدر بأمثالك أن يبلغوا سامق المراتب ، وأعلى المنازل ، لازلتم في رفعة شأن ونباهة قدر دنيا وأخرى .................................................................
.......... .أخوكم المخلص مصطفى بن زيان
عـلـوا في سماء المجد دومـا وعـزا نـلت من رب الأنـام
فيا مهـدي تـقبل من زيــان تهاني القـلب صيغت بانسجـام
لأن قـلـدت شــارة ذي ولاء ولا بدعـا فأنـت مـن الكـرام
وفي الأصنام وحـدتم جمـوعـا معرفـة، فأضحت فـي وئــام
وقبـلا في بجايـة كنت شهـمـا تذود عـن الفضيلة بالحســـام
وسوف نراك يوما في بــلاد الـ جزائـر ترتـقي اسمـي مقــام
فـذاك هو المنى دنيـا وأخــرى بمأوى الخلـد فـي دار الســلام
سابعا : مؤلفاته :
لا نعلم له من التآليف سوى بعض المقالات في بعض الجرائد كجريدة النجاح ، أومجموعة من الخطب والدروس العلمية مسجلة في وشائع يحتفظ بها بعض أقاربه بمدينة تموشنت.
ثامنا : وفاته :
توفي الشيخ مصطفى –رحمه الله- عن سن يناهز التسعين سنة قضاها كلها في خدمة كتاب الله ، وإحياء الشريعة الإسلامية , كانت وفاته يوم 29فيفري 1972 ودفن في مقبرة تيارت في الطريق المؤدي إلى مدينة السوڨر.
المراجع والمصادر
1) – وثائق خطية للشيخ بحوزة بليل حسني
2)- معلومات استفدناها من أفراد أسرته
3)- محادثة مع شيخي الشيخ الفقيه عبد القادر البوجلالي- أزيد من 90سنة- وقد عاش معه مدة زمنية في سيق عندما كان عضوا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، وبقي معه في الإتصال كلما قدم المفتي من تيارت
1) – وثائق خطية للشيخ بحوزة بليل حسني
2)- معلومات استفدناها من أفراد أسرته
3)- محادثة مع شيخي الشيخ الفقيه عبد القادر البوجلالي- أزيد من 90سنة- وقد عاش معه مدة زمنية في سيق عندما كان عضوا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، وبقي معه في الإتصال كلما قدم المفتي من تيارت
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire