ملوك مدينة وهران
بداية من القرن الثالث الهجري
الدولة الثانية الشيعة الفاطميون
ثم ملك وهران الدولة الثانية وهم الشيعة ويقال لهم الرافضية والعبيديون والعلويون والفاطميون.
أما تسميتهم بالشيعة والرافضية فلتمذهبهم بمذهب شيعة المشرق والرافضية من سبهم للشيخين أبي بكر وعمر رضياللهعنهما ، ورفضهم للسنة واتباعهم للبدعة ومدحهم لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه دون غيره.
وأما تسميتهم بالعبيديين فذلك نسبة لجدهم عبيد الله المهدي الشيعي أول ملوكهم.
وأما تسميتهم بالعلويين والفاطميين فذلك نسبة لجدهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه وجدتهم فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فهم حسينيون بضم الحاء المهملة ولا عبرة بالطعن فيهم.
وذلك أن وهران غزاها في سنة ثمانية عشر (1) داوس بن صولات ويقال له داوود بن صولات الدهيصي عامل تاهرت على يد الدولة الشيعية فحاصرها حصارا عظيما وحارب ملكها الخير بن محمد بن خزر المغراوي ومن معه من أزديجة وعجيسة لكونهم صاروا يدا واحدة مع الخير بن محمد بن خزر فأثخن فيهم كثيرا وأخذها من يد ملكها الخير عنوة بعد حروب شاب لها رأس الغراب وولى عليها من قبله محمدا ابن أبي عون الشيعي فهو أول عامل للشيعة بوهران وأول من ملكها من الشيعة داوس عامل عبيد الله الشيعي فعمّت الرافضية المغرب الأوسط وانقطع حكم المروانيين منه بالكلية وخرج حكم وهران من يد الدولة الأموية ودخل في يد الدولة الشيعية.
__________________
(1) الموافق 930 ـ 931 م.
(1) الموافق 930 ـ 931 م.
فأقام محمد بن أبي عون الشيعي الملك بوهران وتصرّف في المغرب الأوسط بما شاء وصار معه ازديجة وعجيسة يدا واحدة وعنه أخذوا الرافضية واندرست السنّة ولما مر ميسور الخصّى ، سمي بذلك لكونه لا لحية له ، في عام ثلاث وعشرين وثلاثمائة (1) بأمر القائم العبيدي حال ذهابه لمحاربة موسى ابن أبي العافية المكناسي للمغرب لمظاهرته للمروانيين وإعراضه عن الشيعة متوجها بجيشه لفاس ولقيه محمد بن أبي عون الشيعي والي وهران فأقرّه عليها. وكذلك لما توجه مصالة بن حبوس الكتامي للمغرب في عام إحدى وأربعين وثلاثمائة (2) بجيشه لتدويخ المغرب بأمر المعزّ العبيدي أقرّه على وهران كما أقر كل عامل كان للشيعة على محلّه ودوّخ المغرب غاية وأزال ما ظهر به من أمر المروانيين ملوك الأندلس ورجع بغنائم عظيمة.
ثم في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (3) اختطيعلىبن محمد بن صالح اليفريني مدينته بايفكان أحد أراضي بني راشد بسفح جبل أوسلاس وهو بجوفها واستقر بها وظاهر المروانيين بالأندلس وتجانب الشيعة بإفريقية فولّاه عبد الرحمن الناصر الأموي ملك الأندلس على المغرب الأوسط وعقد له على حروب الشيعة الرافضية.
وكان مصالة بن حبوس الكتامي قد رجع من المغرب للمهدية فخلا الجوّ ليعلا بن محمد بن صالح اليفريني وزحف لوهران فحاصر بها محمدا بن أبي عون الشيعي وازديجة وعجيسة وطالت بينه وبينهم حروب عظام إلى أن فرّق جمعهم بجبل قيزة غربي وهران وذلك في يوم السبت منتصف جمادى الثانية سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (4)
ثم في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (3) اختطيعلىبن محمد بن صالح اليفريني مدينته بايفكان أحد أراضي بني راشد بسفح جبل أوسلاس وهو بجوفها واستقر بها وظاهر المروانيين بالأندلس وتجانب الشيعة بإفريقية فولّاه عبد الرحمن الناصر الأموي ملك الأندلس على المغرب الأوسط وعقد له على حروب الشيعة الرافضية.
وكان مصالة بن حبوس الكتامي قد رجع من المغرب للمهدية فخلا الجوّ ليعلا بن محمد بن صالح اليفريني وزحف لوهران فحاصر بها محمدا بن أبي عون الشيعي وازديجة وعجيسة وطالت بينه وبينهم حروب عظام إلى أن فرّق جمعهم بجبل قيزة غربي وهران وذلك في يوم السبت منتصف جمادى الثانية سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (4)
__________________
(1) الموافق 934 ـ 935 م.
(2) الموافق 952 ـ 953 م.
(3) الموافق 949 ـ 951 م.
(4) الموافق 954 ـ 955 م.
(1) الموافق 934 ـ 935 م.
(2) الموافق 952 ـ 953 م.
(3) الموافق 949 ـ 951 م.
(4) الموافق 954 ـ 955 م.
ودخل وهران عنوة وأضرمها نارا وخربها ولحق أكثر أزديجة وعجيسة بالمغرب ، وبعضهم بالأندلس لما أيّسوا منها وملكوا دار بني صالح وهي قلعة النكور سنة ست من القرن الخامس (1) فخربوها وبقوا بها إلى أن قطع ملكهم يوسف بن تاشفين اللمتوني. ومن لحق منهم بالأندلس ، صار من أعيان جند المنصور ابن أبي عامر المعافري حاجب المؤيد هشام الأموي. ولما فتح يعلى مدينة وهران وخرّبها نقل أهلها إلى مدينته المعروفة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (2) وبقيت خرابا مدة ثم تراجع الناس لها وبنيت. وذكر الحافظ أبو راس في عجائب الأسفار أن يعلى ابن محمد بن صالح لما خرّب وهران جدّد بناءها في تلك السنة وانتقل إليها بأهله وولده من مدينته بإيفكان.
قال البكري في تاريخه وكان في عمل وهران قرية أهلها موصوفون بعظم الأجساد ، وشدة الأيادي حتى أن الرجل الكامل في الخلق المعهود من غيرهم يكون إلى دون منكب الرجل منهم وكان رجل منهم يحمل ستة أنفار ويخطوا بهم خطوات اثنين على عتقيه ويتأبّط باثنين وعلى ذراعيه اثنين. وأن رجلا منهم احتاج لعمل بيت يسكنه فاقتطع ألف كلخة وحملها على ظهره وبنا بهم بيتا تاما معرسا.
ثم أن محمدا بن الخير بن محمد بن خزر المغراوي لما رأى وهران دار ملكهم اتخذها بنو يفرن دار ملكهم أيضا وبثوا بها الدعوة المروانية نزع إلى الشيعة وظهر لهم وأدّى لهم الطاعة ووفد على المعزّ العبيدي الشيعي بإفريقية فألفاه جهز قائده جوهرا لغزو المغرب سنة سبع وأربعين وثلاثمائة (3) وخرج من القيروان في جيش عرمرم فجاء معه مغربا وكان من مشاهير بني خزر وأشرفهم نفسا فكان عنده بمكانة عظيمة وسار جوهر إلى أن نزل بتاهرت فلقيه بهايعلى ابن محمد بن صالح اليفرني في جيش عظيم من قبائل زناتة على مقربة من تاهرت بناحية شلف فالتحم الحرب بينهما وبذل جوهر الأموال لقواد كتامة
__________________
(1) الموافق 1015 ـ 1016 م.
(2) الموافق 954 ـ 955 م.
(3) الموافق 958 ـ 959 م.
قال البكري في تاريخه وكان في عمل وهران قرية أهلها موصوفون بعظم الأجساد ، وشدة الأيادي حتى أن الرجل الكامل في الخلق المعهود من غيرهم يكون إلى دون منكب الرجل منهم وكان رجل منهم يحمل ستة أنفار ويخطوا بهم خطوات اثنين على عتقيه ويتأبّط باثنين وعلى ذراعيه اثنين. وأن رجلا منهم احتاج لعمل بيت يسكنه فاقتطع ألف كلخة وحملها على ظهره وبنا بهم بيتا تاما معرسا.
ثم أن محمدا بن الخير بن محمد بن خزر المغراوي لما رأى وهران دار ملكهم اتخذها بنو يفرن دار ملكهم أيضا وبثوا بها الدعوة المروانية نزع إلى الشيعة وظهر لهم وأدّى لهم الطاعة ووفد على المعزّ العبيدي الشيعي بإفريقية فألفاه جهز قائده جوهرا لغزو المغرب سنة سبع وأربعين وثلاثمائة (3) وخرج من القيروان في جيش عرمرم فجاء معه مغربا وكان من مشاهير بني خزر وأشرفهم نفسا فكان عنده بمكانة عظيمة وسار جوهر إلى أن نزل بتاهرت فلقيه بهايعلى ابن محمد بن صالح اليفرني في جيش عظيم من قبائل زناتة على مقربة من تاهرت بناحية شلف فالتحم الحرب بينهما وبذل جوهر الأموال لقواد كتامة
__________________
(1) الموافق 1015 ـ 1016 م.
(2) الموافق 954 ـ 955 م.
(3) الموافق 958 ـ 959 م.
ولما اشتد الحرب صممت عصابة من أنجاد قواد كتامة وأجنادها وقصدوايعلى فقتلوه واجتزوا رأسه وأتوا به إلى جوهر فأعطاهم الأموال الجليلة بشارة عليه وبعث برأسه إلى المعزّ فطيف به بالقيروان وهزم بنو يفرن وتفرق جمعهم. هكذا في الأنيس المطرب ، وفي ابن خلدون ما يخالفه.
ولما مات يعلى قام ابنه يدّو مقامه لكنه لم يملك وهران. ثم ذهب جوهر مغربا ومرّ بمدينة إيفكان التي بناهايعلى فخربها ولم تعمر للآن وذهب معه محمد ابن الخير وقد عقد له على وهران فحضر معه جميع وقائعه بالمغرب ولما رجع أقرّه على وهران بعد أن قطع الدعوة المروانية من المغرب بأجمعه وردّها للشّيعة فخطب لهم على جميع منابر المغرب.
ثم حل محمد بن الخير بوهران وأقام ملكها غاية وبثّ دعوة الشيعة بالمغرب بعد أن وقعت له معهم حروب عظام ولما تقلدها في سنة سبع أو ثمان وأربعين وثلاثمائة وهي السنة التي قتل فيها يعلا. ويقال إن محمدا بن الخير هو الذي أغرى جوهرا على قتله. أدّى لهم الطاعة التامة وظاهرهم غاية الظهور ورفض المروانيين بالأندلس رفضا كليا. وفي سنة خمسين وثلاثمائة (1) توفي جده محمد ابن خزر بالقيروان بعد أن عمر كثيرا كما في ابن خلدون. ثم في سنة ستين وثلاثمائة (2) فسد ما بين محمد بن الخير والشيعة وتقلد طاعة المروانيين بالأندلس وحشّد جميع زناتة المغرب الأوسط ما عدا تاهرت لبقائها بيد الشيعة وأمدّه المرواني من قرطبة بما أراد من الجيش العرمرم ونهض من وهران يجرّ الأمم بحذافرها فبلغ ذلك زيري بن مناد الصنهاجي عامل الشيعة وجمع له الجموع التي لم يعهد الزمان بمثلها ولما اجتمعت بدار ملكه أشير ، عقد لابنه بلكين وأمره بحرب محمد بن الخير فالتقى الجمعان بالبطحاء ووقعت الدائرة على محمد بن الخير بعد أن وقعت بينهما الحروب العظام ويقال أن زيري دسّ من يجرّ الهزيمة على محمد بن الخير. ولما رأى ذلك مال بنفسه إلى ناحية من عسكره وذبح نفسه سنة ستين وثلاثمائة (2) وانهزم قومه سائر يومهم وبقيت عظامهم ماثلة بمحل القتل أعصرا وهلك من قومه سبعة عشر أميرا في تلك الواقعة سوى الأتباع كذا في ابن خلدون ، وقال غيره بضعة عشر من غير تعيين ،
__________________
(1) الموافق 961 ـ 962 م.
(2) الموافق 970 ـ 971 م.
(2) الموافق 970 ـ 971 م.
ولما مات يعلى قام ابنه يدّو مقامه لكنه لم يملك وهران. ثم ذهب جوهر مغربا ومرّ بمدينة إيفكان التي بناهايعلى فخربها ولم تعمر للآن وذهب معه محمد ابن الخير وقد عقد له على وهران فحضر معه جميع وقائعه بالمغرب ولما رجع أقرّه على وهران بعد أن قطع الدعوة المروانية من المغرب بأجمعه وردّها للشّيعة فخطب لهم على جميع منابر المغرب.
ثم حل محمد بن الخير بوهران وأقام ملكها غاية وبثّ دعوة الشيعة بالمغرب بعد أن وقعت له معهم حروب عظام ولما تقلدها في سنة سبع أو ثمان وأربعين وثلاثمائة وهي السنة التي قتل فيها يعلا. ويقال إن محمدا بن الخير هو الذي أغرى جوهرا على قتله. أدّى لهم الطاعة التامة وظاهرهم غاية الظهور ورفض المروانيين بالأندلس رفضا كليا. وفي سنة خمسين وثلاثمائة (1) توفي جده محمد ابن خزر بالقيروان بعد أن عمر كثيرا كما في ابن خلدون. ثم في سنة ستين وثلاثمائة (2) فسد ما بين محمد بن الخير والشيعة وتقلد طاعة المروانيين بالأندلس وحشّد جميع زناتة المغرب الأوسط ما عدا تاهرت لبقائها بيد الشيعة وأمدّه المرواني من قرطبة بما أراد من الجيش العرمرم ونهض من وهران يجرّ الأمم بحذافرها فبلغ ذلك زيري بن مناد الصنهاجي عامل الشيعة وجمع له الجموع التي لم يعهد الزمان بمثلها ولما اجتمعت بدار ملكه أشير ، عقد لابنه بلكين وأمره بحرب محمد بن الخير فالتقى الجمعان بالبطحاء ووقعت الدائرة على محمد بن الخير بعد أن وقعت بينهما الحروب العظام ويقال أن زيري دسّ من يجرّ الهزيمة على محمد بن الخير. ولما رأى ذلك مال بنفسه إلى ناحية من عسكره وذبح نفسه سنة ستين وثلاثمائة (2) وانهزم قومه سائر يومهم وبقيت عظامهم ماثلة بمحل القتل أعصرا وهلك من قومه سبعة عشر أميرا في تلك الواقعة سوى الأتباع كذا في ابن خلدون ، وقال غيره بضعة عشر من غير تعيين ،
__________________
(1) الموافق 961 ـ 962 م.
(2) الموافق 970 ـ 971 م.
(2) الموافق 970 ـ 971 م.
فأخذ بلكّين رؤسهم وانقلب بها إلى أبيه ظافرا بالغنيمة وبعث بها زيري إلى إفريقية للمعزّ الشيعي فامتلأ سرورا وغمّ لها المنصور الأموي بقرطبة وبذلك علا قدر زيري على سائر العمال.
ثم تولى الخير بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر رئاسة قومه بموضع أبيه بوهران فملكها واجتمع بأخيهيعلىبن محمد بن الخير وقومهما وطلبوا الثأر. ولما جاءهم جعفر بن علي عامل المسيلة للشيعة فارا من المعزّ الشيعي ألقوا إليه حالهم وجعلوا بيده زمام أمرهم فقام بدعوة المرواني منتقضا على الشيعي فزحف لهم زيري بن مناد الصنهاجي من آشير واقتتلوا قتالا شديدا فكانت الدائرة على زيرى وأكبّ به فرسه فأخذوه وقتلوه واجتزوا رأسه وبعثوا به إلى الحاكم المرواني بقرطبة سنة ستين أو إحدى وستين وثلاثمائة فأخذ مغراوة ثأرهم وشفوا غليلهم ، وأبردوا غليلهم وتهدم بموت زيري البنيان لصنهاجة ، والدنيا تلك عادتها يوم بيوم والدّهر قاض ما عليه لوم. ولما أخذ الخير بن محمد بن الخير بثأر أبيه من الصنهاجيين وتمهّد له الملك نهض بلكّين ابن زيري بن مناد الصنهاجي لقتاله آخذا بثأر أبيه زيري المذكور وذلك سنة سبع وستين وثلاثمائة (1) فجمع الجموع التي لا تحصى ولا تعد ، وغزى المغربين حتى انتهى إلى أقاصي المغرب الأقصى وملك فاسا وسجلماسة وأطرد جميع أولياء المروانيين وتقبّض على علي بن نور ، ومحمد والخير ، ابني محمد بن الخير فقتلهم وفرّ من بقي من ملوك زناتة مثل يدّو بن يعلى اليفريني وبني عطيّة المغراويين وغيرهم ولاذوا بسبتة وبعثوا بالصريخ إلى المنصور بن أبي عامر المعافري فخرج من قرطبة للجزيرة الخضراء / وأمدهم بعساكر جمّة ولّى عليها ابن حمدون وعقد له على حرب بلكين وأمّده بمائة حمل من المال فأجاز البحر وصيّر مصافّ القتال لظاهر سبتة. وكان بلكين بعساكره في تيطاون فتحيّل وأطلّ على عسكرهم فرأى ما أدهشه وقال هذه أفعا أفغرت إلينا فاها وكرّ راجعا فهدم البصرة وجاهد في بر غوّاطة وسلبهم وبعث بذلك للقيروان وأقطعت الدولة الأموية من المغرب كله.
__________________
(1) الموافق 977 ـ 978 م.
ثم تولى الخير بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر رئاسة قومه بموضع أبيه بوهران فملكها واجتمع بأخيهيعلىبن محمد بن الخير وقومهما وطلبوا الثأر. ولما جاءهم جعفر بن علي عامل المسيلة للشيعة فارا من المعزّ الشيعي ألقوا إليه حالهم وجعلوا بيده زمام أمرهم فقام بدعوة المرواني منتقضا على الشيعي فزحف لهم زيري بن مناد الصنهاجي من آشير واقتتلوا قتالا شديدا فكانت الدائرة على زيرى وأكبّ به فرسه فأخذوه وقتلوه واجتزوا رأسه وبعثوا به إلى الحاكم المرواني بقرطبة سنة ستين أو إحدى وستين وثلاثمائة فأخذ مغراوة ثأرهم وشفوا غليلهم ، وأبردوا غليلهم وتهدم بموت زيري البنيان لصنهاجة ، والدنيا تلك عادتها يوم بيوم والدّهر قاض ما عليه لوم. ولما أخذ الخير بن محمد بن الخير بثأر أبيه من الصنهاجيين وتمهّد له الملك نهض بلكّين ابن زيري بن مناد الصنهاجي لقتاله آخذا بثأر أبيه زيري المذكور وذلك سنة سبع وستين وثلاثمائة (1) فجمع الجموع التي لا تحصى ولا تعد ، وغزى المغربين حتى انتهى إلى أقاصي المغرب الأقصى وملك فاسا وسجلماسة وأطرد جميع أولياء المروانيين وتقبّض على علي بن نور ، ومحمد والخير ، ابني محمد بن الخير فقتلهم وفرّ من بقي من ملوك زناتة مثل يدّو بن يعلى اليفريني وبني عطيّة المغراويين وغيرهم ولاذوا بسبتة وبعثوا بالصريخ إلى المنصور بن أبي عامر المعافري فخرج من قرطبة للجزيرة الخضراء / وأمدهم بعساكر جمّة ولّى عليها ابن حمدون وعقد له على حرب بلكين وأمّده بمائة حمل من المال فأجاز البحر وصيّر مصافّ القتال لظاهر سبتة. وكان بلكين بعساكره في تيطاون فتحيّل وأطلّ على عسكرهم فرأى ما أدهشه وقال هذه أفعا أفغرت إلينا فاها وكرّ راجعا فهدم البصرة وجاهد في بر غوّاطة وسلبهم وبعث بذلك للقيروان وأقطعت الدولة الأموية من المغرب كله.
__________________
(1) الموافق 977 ـ 978 م.
ولم تزل معه مغراوة في تشريد إلى الصحراء وإذعان له إلى أن هلك سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة (1) بموضع يقال له وازركس بين سلجماسة وتلمسان بسمّ سقته له زوجته.
ثم تولى بوهران يعلى بن محمد بن الخير الخزري المغراوي بموضع أخيه الخير بن محمد وقام بأمر زناتة فضبط الملك وتكررت إجازته مع ابن أخيه محمد بن الخير بن محمد إلى المنصور بن أبي عامر المعافري بقرطبة ليمدهما بالجيش لأخذ الثأر في الخير بن محمد وأصحابه من أعدائهم الصنهاجيين فلم تحصل لهما فائدة وسلم يعلى بن محمد بن الخير لابن أخيه محمد في رئاسة قومه بوهران.
ثم تولى بوهران محمد بن الخير بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر المغراوي رئاسة قومه وذلك في أعوام الستين وثلاثمائة (2) ثم تولى بعده أمر زناتة بالمغرب الأوسط بدار ملكهم وهران محمد بنيعلىبن محمد بن الخير بن محمد ابن خزر المغراوي فملك ما ملك أبوه وجده كافة واستولى على كافة المغرب حتى أضاف لعمله المسيلة والصحرا والمغرب وبوادي زناتة. ولم يبق لبني أمية معه سوى الخطبة خاصة وطرد الصنهاجيين من أكثر عملهم.
ثم في سنة ثمان وستين وثلاثمائة (3) تولى زيري بن عطية بن عبد الله ابن محمد بن خزر الخزري المغراوي ، فملك وهران وغيرها وذلك بدعوة هشام المؤيد الأموي وحاجبه المنصور بن أبي عامر المعافري بعد انقطاع أيام الأدارسة وبني أبي العافية المكناسي من المغرب الأقصى ، فملك المغربيين وغلب على بواديهما كلها واستوطن فاسا وصيره دار ملكه في عام سبعة وسبعين وثلاثمائة (4) وأورثه لبنيه من بعده. المعروف الآن بباب القيسة وعلا قدره وعظم سلطانه وارتفع شأنه على سائر العمال.
ثم تولى بوهران يعلى بن محمد بن الخير الخزري المغراوي بموضع أخيه الخير بن محمد وقام بأمر زناتة فضبط الملك وتكررت إجازته مع ابن أخيه محمد بن الخير بن محمد إلى المنصور بن أبي عامر المعافري بقرطبة ليمدهما بالجيش لأخذ الثأر في الخير بن محمد وأصحابه من أعدائهم الصنهاجيين فلم تحصل لهما فائدة وسلم يعلى بن محمد بن الخير لابن أخيه محمد في رئاسة قومه بوهران.
ثم تولى بوهران محمد بن الخير بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر المغراوي رئاسة قومه وذلك في أعوام الستين وثلاثمائة (2) ثم تولى بعده أمر زناتة بالمغرب الأوسط بدار ملكهم وهران محمد بنيعلىبن محمد بن الخير بن محمد ابن خزر المغراوي فملك ما ملك أبوه وجده كافة واستولى على كافة المغرب حتى أضاف لعمله المسيلة والصحرا والمغرب وبوادي زناتة. ولم يبق لبني أمية معه سوى الخطبة خاصة وطرد الصنهاجيين من أكثر عملهم.
ثم في سنة ثمان وستين وثلاثمائة (3) تولى زيري بن عطية بن عبد الله ابن محمد بن خزر الخزري المغراوي ، فملك وهران وغيرها وذلك بدعوة هشام المؤيد الأموي وحاجبه المنصور بن أبي عامر المعافري بعد انقطاع أيام الأدارسة وبني أبي العافية المكناسي من المغرب الأقصى ، فملك المغربيين وغلب على بواديهما كلها واستوطن فاسا وصيره دار ملكه في عام سبعة وسبعين وثلاثمائة (4) وأورثه لبنيه من بعده. المعروف الآن بباب القيسة وعلا قدره وعظم سلطانه وارتفع شأنه على سائر العمال.
__________________
(1) الموافق 983 ـ 984 م.
(2) الموافق 970 ـ 980 م.
(3) الموافق 978 ـ 979 م.
(4) الموافق 987 ـ 988 م.
(1) الموافق 983 ـ 984 م.
(2) الموافق 970 ـ 980 م.
(3) الموافق 978 ـ 979 م.
(4) الموافق 987 ـ 988 م.
ثم قام عليه أبو البهار بن زيري بن مناد الصنهاجي بالمغرب الأوسط مخالفا على ابن أخيه منصور بن بلكين ظهير الشيعة فنقض أمر الشيعة ومال للمروانيين وغلب على تلمسان ووهران ومازونة ومزغران ومستغانيم ، والبطحا ، وتنس ، وشلف ، وشرشال ، ووانشريس ، ومليانة ، وكثير من بلاد الزّاب ، وخطب للمؤيد وحاجبه وبعث لهما بالبيعة والهدية وذلك سنة سبع وسبعين وثلاثمائة (1) فبعث له المنصور بالعهد على ما بيده من البلاد وصارت وهران في حكمه ودار ملكه وبقي نحو الشهرين ورفض دعوة الأمويين ومال للشيعة فبلغ المنصور أمره فبعث فورا لزيري بن عطية المغراوي المذكور بالعهد على بلاد أبي البهار وأمره بقتاله فسار له بجيوش كثيرة وفرّ أبو البهار هاربا بنفسه فلحق بابن أخيه وترك المغرب لزيري الخزري فرجعت له وهران كأول مرة فاتسع عند ذلك سلطانه وامتدّ ملكه من سوس الأقصى إلى الزاب ، وكتب بالفتح للمنصور وبعث له صحبة الكتاب بهدية عظيمة من جملتها قطط الزبد ثم اللمط ، والزرفة وغيرهم ، فسرّ المنصور بذلك كثيرا وكتب له بالجواز عنده فجاز في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة (2) فأوسع له المنصور ولأصحابه في الجوائز وأعطاه مالا عظيما ، وهدايا كثيرة ولقّبه بالوزارة فرجع لأهله كارها لذلك ومستقللا للعطايا ونهر من قال له يوما يا وزير وقال له ما أنا إلّا أمير وابن أمير ، فو الله لو ألقى المنصور رجلا بالأندلس ما تركه على حاله يراه ، تسمّع بالمعيد خير من أن تراه ، ثم وضع يده على رأسه وقال له يا هذا الراس الآن علمت أنك لي ، وكان في حال جوازه للأندلس وجد يدو بن يعلى اليفريني فرصة للمغرب فزحف بجنوده لفاس ودخله في ذي القعدة سنة اثنين وثمانين وثلاثمائة (3) ولما سمع به زيري جدّ السير له إلى أن وصله فقاتله كثيرا واتصلت بينهما حروب عظيمة وصار كل من غلب منهما دخل فاسا إلى أن ظهر به زيري في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة (4) فقتله وبعث برأسه للمنصور فلم يبق له بالمغرب منازع وهابته الملوك.
__________________
(1) الموافق 987 ـ 988 م.
(2) الموافق 991 ـ 992 م.
(3) الموافق 992 ـ 993 م.
(4) الموافق 993 ـ 994 م.
__________________
(1) الموافق 987 ـ 988 م.
(2) الموافق 991 ـ 992 م.
(3) الموافق 992 ـ 993 م.
(4) الموافق 993 ـ 994 م.
ويدّو بن يعلى هو القائل للنصور لما استدعاه للقدوم عنده : حمر الوحش لا تقاد للبيطار، ثم في رجب سنة ثلاث أو أربع وثمانين وثلاثمائة (1) بنى زيري مدينة وجدة وحصّنها وشيد قصبتها وانتقل إليها بأهله وذخائره وجعلها قاعدة ملكه لتوسطها بين المغربين.
قال الحافظ أبو راس في الخبر المعرب : إن وجدة هي الفاصل بين المغرب الأقصى والأدنى.
وقال في فتح الرحمان : إن وجدة كانت في القديم بها مدينة عظيمة لها ثلاثمائة باب وبضع وستون بابا. وسمّيت وجدة لأنها مسكن أهل الوجد ، أو لوجود الصالحين فيها. قاله الغزالي. وبإزائها قبر يحيى بن يونس المدفون بغرب جبل الكواكب من أرض أنقاد يقال إنه من الحواريين الصديقيين ، عبد الله تعالى ثمانين سنة صياما وقياما ولم يأكل فيها شيئا وآمن بالنبي صلىاللهعليهوسلم قبل مبعثه بخمسمائة عام يقال إن ماء وجدة يخرج من قرب ضريحه أو منه نفعنا الله وذريتنا وقرابتنا وأحبابنا وكافة المؤمنين ببركته.
ثم فسد ما بين زيري بن عطية الخزري المغراوي وبين المنصور بن أبي عامر المعافري في سنة ست وثمانين وثلاثمائة (2) فبعث المنصور جيوشا كثيرة لنظر واضح لمحاربته ولقيه زيري بجيوشه وحصل المصافّ بوادي ردات بأحواز طنجة واتصلت الحروب الكثيرة بينهما ثلاثة أشهر فكان الظفر فيها لزيري وهزم واضح بجيوشه ومات منه خلق كثير وفرّ لطنجة فتحصّن بها وكتب للمنصور يستصرخه فأمده بجيوش الأندلس وقوادها وعقد عليها لابنه المظفر بن المنصور وأمره بحرب زيري فأجاز البحر وحلّ بطنجة فأهابه زيري وكتب لجيوشه فاجتمعت عليه من سجلماسة ، وتلمسان ، ووهران ، والزاب ، وسائر بوادي زناتة ، ونهض بهم للقاء المظفر فكان المصاف بوادي مينا من أحواز طنجة. وكان لزيري غلام يقال له سلام لا يحبه فألفى الغلام في زيري الفرصة لما وجده مضطجعا ظنّا منه أنه نائم فتقدم له وضربه بسكين كانت عنده للبّته يريد نحره وجرحه ثلاث جراحات ، وتركه كالميت في دمه وانطلق مسرعا للمظفر وأخبره فأمكنته الفرصة وشدّ على زناتة وهم في دهشة مما حلّ بأميرهم من غلامه سلّام فهزمهم واحتوى على المحلة بجميع ما فيها وكثر السبي والقتل وغنم ما لا يحصى ولا يعدّ.
__________________
(1) الموافق 993 ـ 995 م.
(2) الموافق 996 ـ 997 م.
قال الحافظ أبو راس في الخبر المعرب : إن وجدة هي الفاصل بين المغرب الأقصى والأدنى.
وقال في فتح الرحمان : إن وجدة كانت في القديم بها مدينة عظيمة لها ثلاثمائة باب وبضع وستون بابا. وسمّيت وجدة لأنها مسكن أهل الوجد ، أو لوجود الصالحين فيها. قاله الغزالي. وبإزائها قبر يحيى بن يونس المدفون بغرب جبل الكواكب من أرض أنقاد يقال إنه من الحواريين الصديقيين ، عبد الله تعالى ثمانين سنة صياما وقياما ولم يأكل فيها شيئا وآمن بالنبي صلىاللهعليهوسلم قبل مبعثه بخمسمائة عام يقال إن ماء وجدة يخرج من قرب ضريحه أو منه نفعنا الله وذريتنا وقرابتنا وأحبابنا وكافة المؤمنين ببركته.
ثم فسد ما بين زيري بن عطية الخزري المغراوي وبين المنصور بن أبي عامر المعافري في سنة ست وثمانين وثلاثمائة (2) فبعث المنصور جيوشا كثيرة لنظر واضح لمحاربته ولقيه زيري بجيوشه وحصل المصافّ بوادي ردات بأحواز طنجة واتصلت الحروب الكثيرة بينهما ثلاثة أشهر فكان الظفر فيها لزيري وهزم واضح بجيوشه ومات منه خلق كثير وفرّ لطنجة فتحصّن بها وكتب للمنصور يستصرخه فأمده بجيوش الأندلس وقوادها وعقد عليها لابنه المظفر بن المنصور وأمره بحرب زيري فأجاز البحر وحلّ بطنجة فأهابه زيري وكتب لجيوشه فاجتمعت عليه من سجلماسة ، وتلمسان ، ووهران ، والزاب ، وسائر بوادي زناتة ، ونهض بهم للقاء المظفر فكان المصاف بوادي مينا من أحواز طنجة. وكان لزيري غلام يقال له سلام لا يحبه فألفى الغلام في زيري الفرصة لما وجده مضطجعا ظنّا منه أنه نائم فتقدم له وضربه بسكين كانت عنده للبّته يريد نحره وجرحه ثلاث جراحات ، وتركه كالميت في دمه وانطلق مسرعا للمظفر وأخبره فأمكنته الفرصة وشدّ على زناتة وهم في دهشة مما حلّ بأميرهم من غلامه سلّام فهزمهم واحتوى على المحلة بجميع ما فيها وكثر السبي والقتل وغنم ما لا يحصى ولا يعدّ.
__________________
(1) الموافق 993 ـ 995 م.
(2) الموافق 996 ـ 997 م.
وهرب زيري لمضيق الحية وهو موضع قرب مكناسة واجتمع عليه فلّه وهم بالرجوع فجهّز له المظفر خمسة آلاف فارس لنظر واضح فأسرى بهم ليلا وضرب محلّة زيري غفلة وذلك في نصف رمضان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة (1) فأوقع بهم موقعا عظيما وأسر من أعيانهم نحو ألفي رجل فمنّ عليهم المظفر وصاروا من جملة جنوده. وفرّ زيري في شرذمة من أصحابه وقرابته لفاس فأغلقت الأبواب في وجهه فأخذ أهله والدواب والزاد وذهب للصحراء فنزل بسجلماسة ثم زاد لبلاد صنهاجة فألفى أهلها قد اختلفوا على ملكهم باديس بن منصور بن بلكين بعد وفاة منصور فبعث لقبائل زناتة فأتاه خلق كثير فاغتنم الفرصة وزحف لصنهاجة فأوغل فيهم كثيرا وهزم جيوشهم ودخل تاهرت وجملة من الزاب وملك المسيلة ، ووانسريس ، وشلف ، وتنس ، ومازونة ، والبطحاء ، ومستغانم ، وتمزغران ، ووهران ، وتلمسان ، وسائر المغرب الأوسط ، وغيره ، وعاد لوجدة وأقام الدعوة للمؤيد وحاصر آشير قاعدة صنهاجة وبقي يغاديها ويراوحها إلى أن مات من جراحاته المارة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة (2).
ثم تولى بعده بوهران يعلى بن محمد بن الخير مرة ثانية وضبط أمرها وخضعت له الرعية وأدّت طاعته زناتة ، وهابته الملوك فبقي إلى سنة عشرة وأربعمائة (3).
ثم بويع بموضعه ابن أخيه وهو محمد بن الخير بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر مرة ثانية وضبط الملك أكثر من عمّهيعلىوأطاعته سائر زناتة المغرب الأوسط مدنه وبواديه وامتدّ له في الملك من سنة عشرة وأربعمائة إلى سنة ثلاثين وأربعمائة (4).
__________________
(1) الموافق سبتمبر 1997 م.
(2) المواف 1000 ـ 1001 م.
(3) الموافق 1019 ـ 1020 م.
(4) الموافق 1019 ـ 1039 م.
ثم تولى بعده بوهران يعلى بن محمد بن الخير مرة ثانية وضبط أمرها وخضعت له الرعية وأدّت طاعته زناتة ، وهابته الملوك فبقي إلى سنة عشرة وأربعمائة (3).
ثم بويع بموضعه ابن أخيه وهو محمد بن الخير بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر مرة ثانية وضبط الملك أكثر من عمّهيعلىوأطاعته سائر زناتة المغرب الأوسط مدنه وبواديه وامتدّ له في الملك من سنة عشرة وأربعمائة إلى سنة ثلاثين وأربعمائة (4).
__________________
(1) الموافق سبتمبر 1997 م.
(2) المواف 1000 ـ 1001 م.
(3) الموافق 1019 ـ 1020 م.
(4) الموافق 1019 ـ 1039 م.
ثم قام بأمره من بعده في وهران ابن عمه محمد بن يعلى بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر مرة أخرى ومهّد له الملك أكثر من الأولى ودخل في طاعته سائر المغرب الأوسط بواديه وقراه ومدنه ، وحصنه ، وضايق صنهاجة بالمشرق وأبناء عمه مغراوة وبني يفرن بالمغرب والصحراء ، وصاروا معه تارة في حرب وأخرى في سلم واتصلت يده بيد ابن أخيه بختي بن تميم بن يعلى ابن محمد بن الخير بن محمد بن خزر ملك تلمسان فتمهّد لهما المغرب. ولا زالا كذلك في الملك إلى أن هلكا معا ومعهما وزير بختي بن تميم وهو أبو سعيد الزناتي خليفة اليفرني في حرب الأثبج وزغبه ، الهلاليين بالزاب في أعوام الخمسين وأربعمائة (1) كما في ابن خلدون وغيره.
ثم تولى بموضع محمد بن يعلى بوهران ابنه محمد الصغير ابن محمد بن يعلى بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر المغراوي. وبتلمسان العباس ابن بختي بن تميم بن يعلى بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر المغراوي. واستبدّ كلّ منهما بموضعه وما يليه وتحت حكمه ، وضبط الأمر بحكمه. ولا زالا كذلك إلى أن أزالهما يوسف بن تاشفين اللمتوني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة (2) فانقطع ملك الدولتين بالمغرب وهما المروانيين والشيعة بالكلية.
قائمة حكام وهران
فتلخص من هذا أن الذين ملكوا وهران من عمّال الدولتين المذكورتين ستة عشر.
فمن مغراوة عشرة وهم : خزر بن حفص ، ثم ابنه محمد بن خزر ، ثم ابنه الخير بن محمد ، ثم ابنه محمد بن الخير ، ثم ابنه الخير بن محمد ابن الخير ، ثم ابنه يعلى بن محمد بن الخير ، ثم محمد بن الخير بن محمد ابن الخير بن محمد بن خزر ، ثم محمد بن يعلى، ثم زيري بن عطية ، ثم محمد الصغير بن محمد بن يعلا. وهؤلاء كلهم خزريون مغراويون.
ومن أزديجة وعجيسة اثنان : وهما : أبو ديلم بن الخطاب الزديجي من بني مسرقين ، وشجرة ابن عبد الكريم العجيسي.
ومن الشيعة واحد وهو محمد بن أبي عون. ومن بني يفرن واحد وهويعلى بن محمد بن صالح اليفرني.
__________________
(1) الموافق 1058 ـ 1067 م.
(2) الموافق 1080 ـ 1081 م.
ثم تولى بموضع محمد بن يعلى بوهران ابنه محمد الصغير ابن محمد بن يعلى بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر المغراوي. وبتلمسان العباس ابن بختي بن تميم بن يعلى بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر المغراوي. واستبدّ كلّ منهما بموضعه وما يليه وتحت حكمه ، وضبط الأمر بحكمه. ولا زالا كذلك إلى أن أزالهما يوسف بن تاشفين اللمتوني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة (2) فانقطع ملك الدولتين بالمغرب وهما المروانيين والشيعة بالكلية.
قائمة حكام وهران
فتلخص من هذا أن الذين ملكوا وهران من عمّال الدولتين المذكورتين ستة عشر.
فمن مغراوة عشرة وهم : خزر بن حفص ، ثم ابنه محمد بن خزر ، ثم ابنه الخير بن محمد ، ثم ابنه محمد بن الخير ، ثم ابنه الخير بن محمد ابن الخير ، ثم ابنه يعلى بن محمد بن الخير ، ثم محمد بن الخير بن محمد ابن الخير بن محمد بن خزر ، ثم محمد بن يعلى، ثم زيري بن عطية ، ثم محمد الصغير بن محمد بن يعلا. وهؤلاء كلهم خزريون مغراويون.
ومن أزديجة وعجيسة اثنان : وهما : أبو ديلم بن الخطاب الزديجي من بني مسرقين ، وشجرة ابن عبد الكريم العجيسي.
ومن الشيعة واحد وهو محمد بن أبي عون. ومن بني يفرن واحد وهويعلى بن محمد بن صالح اليفرني.
__________________
(1) الموافق 1058 ـ 1067 م.
(2) الموافق 1080 ـ 1081 م.
ومن صنهاجة اثنان وهما : بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي ، وأخوه أبو البهار بن زيري بن مناد الصنهاجي.
قائمة الخلفاء الأمويين بالأندلس والمشرق
واعلم أن جملة المروانيين بالأندلس ستة عشر ملكا وهم : عبد الرحمن الداخل ، ثم ابنه هشام الراضي ، ثم ابنه الحاكم ، ثم ابنه عبد الرحمن ، ثم ابنه محمد بن عبد الرحمن ، ثم ابنه المنذر بن محمد ، ثم أخوه عبد الله بن محمد ، ثم عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله ، ثم ابنه الحاكم بن عبد الرحمن الناصر ، ثم ابنه هشام المؤيد ، ثم محمد المهدي بن هشام بن عبد الجبار ، ثم المستعين سليمان بن الحاكم بن سليم بن عبد الرحمن الناصر ، ثم عبد الرحمن ابن هشام بن عبد الجبار ، ثم المستكفي محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله ابن عبد الرحمن الناصر ، ثم المستعين هشام بن محمد بن عبد المالك بن عبد الرحمن الناصر ، ثم أميّة الأموي وبه انقطعت دولة بني أمية من الأندلس.
وجملتهم بالمشرق أربعة عشر ملكا وهم : معاوية بن أبي سفيان ، ثم ابنه يزيد بن معاوية ، ثم ابنه معاوية بن يزيد ، ثم مروان ابن عبد الحاكم ، ثم ابنه عبد الملك بن مروان ، ثم ابنه الوليد ابن عبد المالك ، ثم أخوه سليمان بن عبد المالك ، ثم عمر بن عبد العزيز ابن مروان ، ثم يزيد بن عبد المالك بن مروان ، ثم هشام بن عبد المالك ، ثم الوليد بن اليزيد بن عبد المالك ، ثم ابنه يزيد بن الوليد ، ثم إبراهيم بن الوليد ، ثم مروان بن محمد بن مروان ، وبه انقرضت دولتهم بالمشرق.
قال العلى ولما انقضت مدة دولة بني أمية وقرب تمامها كنت نائما عند سليمان ابن هشام فإذا به قد أيقظني وقال لي كنت نائما فرأيت في نومي كأني في جامع دمشق وكأن رجلا في يده خنجر وعلى رأسه تاج وهو رافع صوته بهذه الأبيات :
أبني أمية قد دنا تشتيتكم
وذهاب ملككم وأن لا يرجع
قائمة الخلفاء الأمويين بالأندلس والمشرق
واعلم أن جملة المروانيين بالأندلس ستة عشر ملكا وهم : عبد الرحمن الداخل ، ثم ابنه هشام الراضي ، ثم ابنه الحاكم ، ثم ابنه عبد الرحمن ، ثم ابنه محمد بن عبد الرحمن ، ثم ابنه المنذر بن محمد ، ثم أخوه عبد الله بن محمد ، ثم عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله ، ثم ابنه الحاكم بن عبد الرحمن الناصر ، ثم ابنه هشام المؤيد ، ثم محمد المهدي بن هشام بن عبد الجبار ، ثم المستعين سليمان بن الحاكم بن سليم بن عبد الرحمن الناصر ، ثم عبد الرحمن ابن هشام بن عبد الجبار ، ثم المستكفي محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله ابن عبد الرحمن الناصر ، ثم المستعين هشام بن محمد بن عبد المالك بن عبد الرحمن الناصر ، ثم أميّة الأموي وبه انقطعت دولة بني أمية من الأندلس.
وجملتهم بالمشرق أربعة عشر ملكا وهم : معاوية بن أبي سفيان ، ثم ابنه يزيد بن معاوية ، ثم ابنه معاوية بن يزيد ، ثم مروان ابن عبد الحاكم ، ثم ابنه عبد الملك بن مروان ، ثم ابنه الوليد ابن عبد المالك ، ثم أخوه سليمان بن عبد المالك ، ثم عمر بن عبد العزيز ابن مروان ، ثم يزيد بن عبد المالك بن مروان ، ثم هشام بن عبد المالك ، ثم الوليد بن اليزيد بن عبد المالك ، ثم ابنه يزيد بن الوليد ، ثم إبراهيم بن الوليد ، ثم مروان بن محمد بن مروان ، وبه انقرضت دولتهم بالمشرق.
قال العلى ولما انقضت مدة دولة بني أمية وقرب تمامها كنت نائما عند سليمان ابن هشام فإذا به قد أيقظني وقال لي كنت نائما فرأيت في نومي كأني في جامع دمشق وكأن رجلا في يده خنجر وعلى رأسه تاج وهو رافع صوته بهذه الأبيات :
أبني أمية قد دنا تشتيتكم
وذهاب ملككم وأن لا يرجع
وينال صفوته عدو ظالم
للمحسنين إليه ثمّت يفجع
للمحسنين إليه ثمّت يفجع
بعد الممات فكل ذلك صالح
يا ويحه من قبح ما قد يصنع
يا ويحه من قبح ما قد يصنع
قال العلى فقلت لسليمان ولعل ذلك لا يكون ، فأطرق سليمان ساعة وقال لي هيهات يا علا ما يأتي به الزمان قريب ، فلم تتم الجمعة حتى دخل عليهم مروان الجعدي وانقرضت دولتهم فاتح ثلاث وثلاثين ومائة (1) انظر الجمان للشاطبي.
قائمة خلفاء الشيعة الفاطميين
وجملة ملوك الشيعة وهم العبيديون أربعة عشرة ملكا وهم : المهدي ثم القائم ، ثم المنصور ، ثم المعزّ ، ثم العزيز ، ثم الحاكم ، ثم الظاهر ثم المستنصر ، ثم المستعلا ، ثم الآمر ، ثم الحافظ ، ثم الظافر ، ثم الفائز ، ثم العاضد وهو آخرهم. وبه انقرضت دولتهم ، ودأب الدنيا لم تعط إلّا استردّت ولم تحل إلّا تمرّرت ولم تصف إلا تكدرت بل صفوها لا يخلو من الكدر. وفي ذلك قال الشاعر من البسيط :
حسّنت ظنك بالأيام إذ حسنت
ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
قائمة خلفاء الشيعة الفاطميين
وجملة ملوك الشيعة وهم العبيديون أربعة عشرة ملكا وهم : المهدي ثم القائم ، ثم المنصور ، ثم المعزّ ، ثم العزيز ، ثم الحاكم ، ثم الظاهر ثم المستنصر ، ثم المستعلا ، ثم الآمر ، ثم الحافظ ، ثم الظافر ، ثم الفائز ، ثم العاضد وهو آخرهم. وبه انقرضت دولتهم ، ودأب الدنيا لم تعط إلّا استردّت ولم تحل إلّا تمرّرت ولم تصف إلا تكدرت بل صفوها لا يخلو من الكدر. وفي ذلك قال الشاعر من البسيط :
حسّنت ظنك بالأيام إذ حسنت
ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
وساعدتك الليالي فاغتررت بها
وعند صفو الليالي يحدث الكدر
وعند صفو الليالي يحدث الكدر
الحذر ينفع ما لم يغلب القدر
فإن أتى قدر لم ينفع الحذر
فإن أتى قدر لم ينفع الحذر
لا بدّ من فرح يوما ومن ترح
وهكذا الدّهر في تصريفه عبر
وهكذا الدّهر في تصريفه عبر
وليس من قدر إلّا له سبب
وليس من سبب إلّا له قدر
وليس من سبب إلّا له قدر
رمت البقا أبدا ولا بقاء بها
والموت حقّ فلا يبقي ولا يذر
والموت حقّ فلا يبقي ولا يذر
قائمة ملوك الأدارسة بالمغرب الأقصى
وجملة ملوك الأدارسة بالمغرب الأقصى ثلاثة عشر وهم : إدريس الأكبر ابن عبد الله الكامل ، ثم ابنه إدريس الأصغر ، ثم ابنه محمد بن إدريس ، ثم ابنه علي ابن محمد ، ثم أخوه يحيى بن محمد ، ثم ابنه يحيى بن يحيى ، ثم علي بن عمر ابن إدريس الأصغر ، ثم يحيى المقدام بن القاسم بن إدريس الأصغر ، ثم يحيى ابن إدريس بن عمر بن إدريس الأصغر. وهو أعلى الأدارسة ملكا ، ثم الحسن الحجام ابن محمد بن القاسم بن إدريس الأصغر. ثم محمد كانون ابن القاسم بن إدريس الأصغر. ثم ابنه أبو يعيش أحمد بن محمد كانون ، ثم أخوه الحسن بن محمد كانون. وهو آخرهم ، وبه انقرضت دولتهم من المغرب بالكلية.
وجملة ملوك الأدارسة بالمغرب الأقصى ثلاثة عشر وهم : إدريس الأكبر ابن عبد الله الكامل ، ثم ابنه إدريس الأصغر ، ثم ابنه محمد بن إدريس ، ثم ابنه علي ابن محمد ، ثم أخوه يحيى بن محمد ، ثم ابنه يحيى بن يحيى ، ثم علي بن عمر ابن إدريس الأصغر ، ثم يحيى المقدام بن القاسم بن إدريس الأصغر ، ثم يحيى ابن إدريس بن عمر بن إدريس الأصغر. وهو أعلى الأدارسة ملكا ، ثم الحسن الحجام ابن محمد بن القاسم بن إدريس الأصغر. ثم محمد كانون ابن القاسم بن إدريس الأصغر. ثم ابنه أبو يعيش أحمد بن محمد كانون ، ثم أخوه الحسن بن محمد كانون. وهو آخرهم ، وبه انقرضت دولتهم من المغرب بالكلية.
__________________
(1) الموافق أوت 750 م.
(1) الموافق أوت 750 م.
قائمة ملوك السليمانيين بالمغرب الأوسط
وجملة ملوك السليمانيين بالمغرب الأوسط إحدى وعشرون :
فبتلمسان أربعة وهم : محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل. ثم ابنه أحمد ، ثم ابنه محمد ، ثم ابنه القاسم.
وبرشقون أربعة أيضا وهم : عيسى بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، ثم ابنه إبراهيم ، ثم ابنه يحيى ، ثم أخوه إدريس بن إبراهيم.
وبجرارة ثلاثة وهم : إدريس بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، ثم ابنه أبو العيش عيسى ، ثم ابنه الحسن.
وبتاهرت ثلاثة أيضا وهم : الحسن بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، ثم ابنه حناش ، ثم ابنه بطوش.
وبتنس سبعة وهم: إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، ثم ابنه عيسى ، ثم ابنه إبراهيم ، ثم محمد بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، ثم ابنه يحيى ، ثم ابنه علي ، ثم أخوه حمزة بن علي ، وتغلّب العبيديون على السليمانيين ، لما تملّكوا المغرب الأوسط فأزالوا دولتهم وقطعوها والملك لله وحده.
وجملة ملوك السليمانيين بالمغرب الأوسط إحدى وعشرون :
فبتلمسان أربعة وهم : محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل. ثم ابنه أحمد ، ثم ابنه محمد ، ثم ابنه القاسم.
وبرشقون أربعة أيضا وهم : عيسى بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، ثم ابنه إبراهيم ، ثم ابنه يحيى ، ثم أخوه إدريس بن إبراهيم.
وبجرارة ثلاثة وهم : إدريس بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، ثم ابنه أبو العيش عيسى ، ثم ابنه الحسن.
وبتاهرت ثلاثة أيضا وهم : الحسن بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، ثم ابنه حناش ، ثم ابنه بطوش.
وبتنس سبعة وهم: إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، ثم ابنه عيسى ، ثم ابنه إبراهيم ، ثم محمد بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ، ثم ابنه يحيى ، ثم ابنه علي ، ثم أخوه حمزة بن علي ، وتغلّب العبيديون على السليمانيين ، لما تملّكوا المغرب الأوسط فأزالوا دولتهم وقطعوها والملك لله وحده.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire