jeudi 3 novembre 2022

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية


 حرب التحرير الجزائرية

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكان عديد القرى الجزائرية في عملية يشار إليها بشكل محتشم باسم “التهدئة”، وذلك قصد منع المقاتلين الاستقلاليين من الاستفادة من دعمهم. في الحقيقة، تم حشر أكثر من مليوني جزائري في معسكرات تخضع للسلطة العسكرية، مما أدى إلى تفكيك المجتمع الريفي.

ترجم هذا المقال من الفرنسية حميد العربي.

“في ألف قرية من قرى إعادة التجميع، يتعلم مليون جزائري العيش في القرن العشرين”، تحت هذا العنوان نُشر عدد جريدة “باريس-جورنال” (باريس جريدة)، الصادر بتاريخ 11 مايو/أيار 1959. وهو عنوان صادم فعلاً، إذ يتعلق الأمر في الحقيقة بالمعسكرات التي حشر فيها الجيش الفرنسي أعدادا كبيرة من سكان الريف الجزائري، قصد مواجهة حرب العصابات التي تقودها جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني بشكل أفضل. ومع ذلك، تُبرز هذه الصيغة الرهانات الدلالية للنقاش الذي أثير بعد نشر تقرير روكارد1 الذي كشف في آذار/مارس 1959 عن وجود هذه السياسة الواسعة للتهجير القسري.

في ردّه على منتقديه الذين يتهمونه بإنشاء عدد كبير من المعسكرات على التراب الجزائري، يقول الجيش الفرنسي بأنه يعمل من خلال ذلك على ضمان “حماية” سكان الريف من “المتمردين” الجزائريين، بل وحتى على العمل على ترقيتهم اقتصاديًا واجتماعيًا من خلال تهيئة “قرى جديدة”. وقد كانت هذه الاستراتيجية الخطابية ناجحة، ففضلا عن منح شرعية جديدة للجيش -لا تخلو من المفارقات- لتكثيف “إعادة التجميع” باسم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فرض هذا الخطاب على الساحة العامة صورة “القرية” بدل “المعسكر”، ما عزّز الكبت الجماعي تجاه إحدى أضخم حالات عنف الدولة في التاريخ المعاصر.

بالفعل، عند نهاية الحرب، كان ما لا يقل عن 2,35 مليون جزائرية وجزائري يصارعون من أجل البقاء في هذه المعسكرات. وبالتالي، فإن ما يقارب ربع سكان الريف كانوا يخضعون إلى نوع خاص من الحبس، يتسم بالتسلط العسكري، وغياب الحريات الأساسية، وهشاشة اقتصادية واجتماعية مستدامة في الغالب. ممارسة تكاد تكون عادية

هذه “التجمعات” المعروفة بفضل أعمال ميشيل كورناتون هي بالتأكيد معسكرات، قام الجيش والإدارة الفرنسيين بإنشائها على الأراضي الجزائرية خلال حرب الاستقلال، ولا يقل عددها عن 2392 معسكرا. ما زلنا حتى اليوم غير قادرين على تقدير عددها بدقة، ما يؤكد سعة نطاق هذه الممارسة التي صارت شبه عادية. ممارسة وُلدت في منطقة الأوراس، في شرق البلاد، لقاء تأثيرات متعددة.

تمت عمليات الترحيل الأولى -التي وُصفت على أنها “انسحابات”- بتحريض من الإداريين المدنيين والإطارات العسكرية ابتداء من نوفمبر/تشرين الثاني 1954، وكان يُفترض أن يتم من خلالها تهجير الجبل لترك المجال مفتوحا للوحدات العسكرية، وإجبار الجزائريين على إظهار طاعتهم للسلطة. تم بعد ذلك الأخذ بهذه التجربة من طرف ضباط ما يسمى بمصلحة “شؤون الأهالي الأصليين بالمغرب”2، الذين تم انتدابهم في الأوراس ليحلوا مقام الإدارة أثناء الحرب. وقد وضعوا عقيدة أولية لإعادة التجميع، تتأرجح بين قطبين متكاملين، ففضلا عن كونه أداة مواتية لمحاربة المجاهدين -حيث يحرمهم من الدعم اللوجستي والمعنوي الذي يقدمه السكان لحرب العصابات التي يقودها جيش التحرير الوطني-، كان يُنتظر أن يسمح تجميع السكان بتركيز عمل الدولة وتسهيل الإصلاحات التي تهدف إلى التخفيف من التفاوتات الاجتماعية، قصد استمالة سكان الريف لصالح الحكومة الفرنسية.

لكن منذ البداية، صار هذا الجانب الإصلاحي - المتمثل في خلق “مركز إعادة تجميع نهائي”- ثانويا، ليصبح مجرد مشروع افتراضي ترفعه السلطة العسكرية لتبرير تسريع التهجير القسري للجزائريات والجزائريين. تهجير قسري يسمح أساسا بتعويض ضُعف تعداد العسكريين آنذاك، والذي لم يكن كافيا لضمان تغطية شاملة للإقليم. وقد أدى تبني “عقيدة الحرب الثورية” إلى تسريع انتشار هذه الممارسة، بدفع من الضباط المقتنعين بأن فرنسا تواجه في الجزائر نفس نوع الحرب التي تسبب في هزيمتها في الهند الصينية، والذي يتعين خوضه بأساليب جديدة.

كما ذهبت التعبئة المدنية في نفس الاتجاه. ففي قسنطينة (شرق الجزائر) مثلا، قامت الإدارة الجهوية بقيادة المحافظ موريس بابون بالدفع نحو نفس الديناميكية، باسم الضرورات العسكرية لقيادة حرب عصابات مضادة و“ثورة مضادة”، تهدف إلى هزيمة جبهة التحرير الوطني/ جيش التحرير الوطني على أرض معركتها، أي الثورة الاجتماعية والسياسية. ومن ثم تسمح إعادة التجميع بتدمير المجتمع الريفي لكي تتم إعادة بنائه بشكل أفضل لصالح قوى “التهدئة”.

على خطى الجمهورية الخامسة

أدى انقلاب مايو/أيار 1958 الذي أدى إلى استكمال عسكرة الإدارة الجهوية وإدارة المقاطعات، ثم التحضير لاستفتاء سبتمبر/أيلول 1958 -وقد تم من أجله تجميع الجزائريات والجزائريين بأعداد كبيرة- إلى تسريع هذه الحركة، على الرغم من محاولات الإدارة المركزية، التي كانت تسعى إلى ضبط هذه الممارسة المكلفة جدا ولم تكن تشجّعها.

من خلال تبني مبدأ “إعادة التجميع النهائي” مع تقييد إمكانيات التمويل، سعت الإدارة المركزية بالجزائر إلى الحد من تنمية هذه الاستراتيجية، في وقت كانت السلطات الإقليمية تتبناها كحجة لإضفاء الشرعية على تكثيف عمليات التهجير. وهي ديناميكية متناقضة استمرت بعد عام 1959، عندما تبنى الممثل الجديد للحكومة في الجزائر، بول ديلوفريي، مبدأ “المركز النهائي” بإطلاق برنامج الـ “ألف قرية”، ولم يكن العنوان الذي ذكرناه أعلاه سوى أحد أصدائه العديدة في فرنسا.

بالفعل، كانت هناك ثلاثة أهداف لهذا البرنامج: إخماد الفضيحة النسبية الناجمة عن نشر تقرير روكارد من خلال مجهود دعائي مكثف، وخلق ديناميكية تسمح باسترجاع السلطة المدنية لصلاحياتها التقليدية، وبالتالي استعادة التحكم على الإنفاق العام الذي استباح الجيش لنفسه إدارته، وإحداث تحولٍ لدى السكان والمجتمع الريفي في إطار مخطط قسنطينة، من خلال الإكثار من هذه “القرى الجديدة”، التي عُهد تقييمها إلى مفتشية عامة للتجمعات السكانية، لكنها كانت ضعيفة ولم تدم طويلا. ويبقى أن حجة تحويل هذه المراكز إلى قرى استُخدمت بشكل أساسي لإضفاء الشرعية على استمرار إعادة التجميع، حتى جعلها عملية ممنهجة في مناطق معينة. وقد بلغ هذا المنطق ذروته مع الجنرال جان كريبان.

تتميز مراكز التجميع -التي تعد نوعا معينا من المعسكرات، يختلف عن معسكرات الاعتقال والمحتشدات- بغياب شديد للتجانس يعود إلى عدة أسباب. فهناك طرق التهجير، حيث يتعلق الأمر بتهجير سكان قرى بأكملها بالقوة العسكرية، أو بتجميع لاحق لجزائريات وجزائريين فارين من المناطق المحرّمة. وكذلك بسبب طرق الإقامة في المعسكر، من خلال النقل إلى قرى تم إخلاؤها أو إلى أخرى ما تزال مأهولة، أو إنشاء معسكرات من عَدَم، قريبة إلى حد ما من أراضي المنشأ.

كما يساهم التشكل الديمغرافي في هذا التباين، مع وجود مدن صغيرة تجمع بين أسر بضع عشرات من العمال الزراعيين، ومخيمات الرحل الكبيرة لسكان جنوب وهران، الذين يقترب عددهم أحيانا من عشرات الآلاف. فضلا عن التشكل الاجتماعي، حيث إن علاقات العمر والجنس تتغير وفق كثافة المواجهة المحلية، حتى وإن كان أغلبية السكان من الأطفال والأحداث من جهة (بين 45 و55% من مجموع سكان المخيمات، مقابل 42% في المناطق الريفية خارج المخيمات)، وذكور من جهة أخرى (متوسط النسبة بين الجنسين 0,89 رجل لكل امرأة، على عكس المعدل الريفي البالغ 1,19).

مراقبة وتأطير وتنظيم

ومع ذلك، تتميز هذه المعسكرات بممارسات هيكلية مماثلة من حيث تأطير الدولة، إذ يجب مراقبة السكان المدنيين الذين هم رهان وأداة النزاع، وتأطيرهم وتنظيمهم في القتال ضد جبهة التحرير الوطني/جيش التحرير الوطني، وفق سلسلة من تقنيات الرقابة الاجتماعية، منها شبكة الأسلاك الشائكة التي تحدد مجال الممارسة. وتُعد سلطة ضباط الشؤون الجزائرية المكلفين بهذه الأقسام الإدارية المتخصصة، والذين غالبًا ما توكل إليهم إدارة المعسكرات، شكلا من أشكال النشاط الرعوي.

في هذه الأماكن الخاضعة للمراقبة العسكرية، تعتمد الحياة اليومية للسكان المهجرين بشكل أساسي على الانضباط الذي تفرضه السلطة، سواء من حيث المجال (كما يتضح ذلك من التنظيم المهيمن للإسكان على نموذج خطة رقعة الداما) أو من حيث الحياة الاجتماعية، من خلال إرساء طقوس للحياة اليومية، ورقابة صارمة على المداخل والمخارج، ومراقبة الأنشطة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، سواء كانت تندرج ضمن المجال الجماعي أو الأسري، بل حتى ربما هيكلة وتنظيم المدنيين وفقا لمبدأ “التسلسلات الهرمية الموازية” الذي يفضله أعضاء المكتب الخامس.

وكون هدف التجميع هو تشكيل “مجموعة الدفاع الذاتي” التي تسمح نظريا بتحرير القوات العسكرية المسؤولة عن مراقبته، يسعى قادة الأقسام الإدارية المتخصصة جاهدين للحصول على تأييد -إن لم يكن انخراط- الجزائريات والجزائريين. ويعتمدون في ذلك على ترسانة من التقنيات التي تتراوح بين الإكراه (من العنف الرمزي إلى العنف الجسدي) والإقناع، وذلك من خلال توزيع الأغذية، وبناء المساكن، والتشغيل في ورشات العمل، وأيضا وعلى الخصوص تعليم الأطفال الصغار وتشغيل المراهقين. كل هذه الوسائل تسعى في نفس الوقت إلى تحويل الجزائريين عن جبهة التحرير الوطني والفوز بدعمهم.

يكرّس العديد من الضباط جزءًا كبيرًا من وقتهم لهذه الاشغال التي تهدف أيضًا إلى التقليل من آثار الأزمة الاقتصادية والصحية والاجتماعية الناتجة عن الاقتلاع العنيف وغير المخطط له في كثير من الأحيان، إذ تُعدّ حالة الهشاشة، وحتى البؤس، التي وصلت إليها الأسر الريفية إنكارًا صارخا لمشروع تطوير القرى المذكور أعلاه.

خسارة وسائل الإنتاج -وهي ظاهرة واسعة الانتشار دون أن تكون ممنهجة- حرمت غالبية العائلات المهجَّرة من وسائل عيشها التقليدية، دون أن يتم تقديم وسائل جديدة لها. وإذا كانت هناك بعض الأنشطة النادرة المدفوعة الأجر (وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى إن أجر “الحركي” عامل قوي لتجنيد الأعوان، يفوق الارتباط الوطني)، فهي جد قليلة، ولا تكفي لتشغيل مئات الآلاف من الفلاحين المجبرين قسرا على البقاء بلا عمل. هذا الوضع يجعل هذه الأسر المنبتّة عرضة إلى شكل آخر من الاعتماد على الإغاثة الغذائية واللباس التي توزّعها الإدارة أو المنظمات الخيرية القليلة (مثل منظمة “سيماد” والصليب الأحمر والإغاثة الشعبية الفرنسية)، والتي سُمح لها بدخول المعسكرات بعد عام 1959. فسوء التغذية وما يترتب عليه من هشاشة فيزيولوجية، وكذلك الاكتظاظ والمساكن غير الصحية، فضلا عن ضعف الهياكل الأساسية العامة وخاصة الطبية منها، كلها عوامل تقود لأزمة صحية كامنة باستمرار. صحيح أن هذه الأزمة ليست ممنهجة، لكنها حالة عامة في هذه المعسكرات، حيث بات ارتفاع معدل الوفيات ملحوظًا. ويمكن -دون مبالغة- تقدير أن ما يقارب 200 ألف جزائري -أغلبهم من الأطفال- لقوا حتفهم هناك، وأن هذه الوفيات هي نتيجة مباشرة لتواجدهم في المعسكرات.

ميّزت عواقب اقتصادية واجتماعية أخرى هذه المعسكرات على المدى الطويل. فعلى الرغم من تنوع المسارات الفردية والعائلية، فإن معظم هذه العواقب استمر في الواقع بعد الاستقلال، مما يبرز الطبيعة “المستدامة” لهذا العنف المفروض على السكان. وهكذا شكلت ممارسة إعادة التجميع أوج أزمة الزراعة التقليدية التي نشأت قبل الحرب. ففي هذا المجتمع الذي يغلب عليه الطابع الريفي، أكمل هذا الاجتثاث -من خلال منع العمل الزراعي والتقليل من قيمته- عملية التدمير وإنهاء وجود الفلاحين التي بدأتها الإصلاحات العقارية في القرن التاسع عشر. إذا كان هذا الواقع يساهم في تفسير إحجام الفلاحين عن العودة الى أنشطتهم التقليدية، فإن استمرار هذه المعسكرات يعود أيضًا لعوامل أخرى، من بينها أولاً وقبل كل شيء تدمير البيئة الريفية (تدمير القرى، انقطاع الوتيرة الزراعية، ترك الأراضي الزراعية بورا مما يساعد على تنامي الحياة البرية، الحد من القطعان أو حتى اختفائها)، التي غالبًا ما تمنع أية عودة إلى الوضع الطبيعي. خاصة وأن هؤلاء السكان يواجهون أنماطًا جديدة من العيش التي تشكّل الثقافة الحضرية. ولكن سكان المعسكرات القدامى، الذي يتراوح مجال إمكانياتهم الاقتصادية بعد الحرب بين البطالة والعمل الزراعي المأجور أو الهجرة إلى المدن، نادراً ما يصلون إلى هذا العالم الحضري كما يطمحون.

اضطرابات بيئية واقتصادية واجتماعية كثيرة من الضروري أخذها في الاعتبار من أجل تقييم صحيح لطبيعة ومدى ونطاق عنف الدولة هذا، خاصة في سياق إحياء ذكرى استقلال الجزائر، حيث لاتزال معسكرات التجميع -التي تبدو ذاكرتها مدفونة تحت أساطير “التهدئة”- مجهولة إلى حد كبير.

فابيان ساكريست

مدرس في التعليم الثانوي، محاضر في جامعة بواتييه وباحث مشارك في مختبر أبحاث Migrinter.

mardi 1 novembre 2022

موسوعة ب100 كتاب حول تاريخ الجزائر

موسوعة بأكثر من 100 كتاب حول تاريخ الجزائر :


01 - القسم الأول :

1 - حمدان خوجة رائد التجديد الإسلامي لمحمد الطيب عقاب

http://studentshistory13.com/archives/8191

2 - تاريخ الاستعمار والتحرر في إفريقيا وآسيا لعبد الحميد زوزو

http://studentshistory13.com/archives/8097

3 - المؤرخ ناصر الدين سعيدوني رائد الدراسات العثمانية في الجزائر تنسيق وتقديم ودان بوغافلة

http://studentshistory13.com/archives/8068

4 - قسنطينة أيام أحمد باي 1832 – 1837 لفندلين شلوصر ترجمة : أبو العيد دودو

http://studentshistory13.com/archives/7982

5 - تاريخ الجزائر المعاصرة لشارل روبير أجيرون ترجمة عيسى عصفور

http://studentshistory13.com/archives/7858

6 - مؤتمر الصومام وتطور ثورة التحرير الوطني الجزائرية 1956 – 1962 لأزغيدي محمد لحسن

http://studentshistory13.com/archives/7854

7 - تاريخ الجزائر العام لعبد الرحمن الجيلالي جزئين

http://studentshistory13.com/archives/7839

8 - سجل مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

http://studentshistory13.com/archives/7706

9 - حياة كفاح الجزء الثالث لأحمد توفيق المدني

http://studentshistory13.com/archives/7532

10 - قضايا و دراسات في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر لجمال قنان

http://studentshistory13.com/archives/7526

11 - الهجرة الجزائرية نحو بلاد الشام 1847-1918 لعمار هلال

http://studentshistory13.com/archives/7510

12 - الدرة المصونة في علماء و صلحاء بونة لأحمد بن قاسم البوني المتوفى سنة 1726 م تحقيق سعد بوفلاقة

http://studentshistory13.com/archives/7493

13 - جوانب الخلاف بين جمعية العلماء والطرق الصوفية وأسبابها لنور الدين أبو لحية

http://studentshistory13.com/archives/7448

14 - الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية لنور الدين أبو لحية

http://studentshistory13.com/archives/7450

15 - الجزائر في مؤلفات الرحالين الألمان ( 1830 – 1855 ) لأبو العيد دودو

http://studentshistory13.com/archives/7378

16 - حرب الجزائر ( ملف و شهادات ) الجزء الأول و الثاني لباتريك إفينو و جون بلانشايس ترجمة بن داود سلامنية

http://studentshistory13.com/archives/7335

17 - شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون داعية السلفية لأبي القاسم سعد الله

http://studentshistory13.com/archives/7286

18 - إتحاف المنصفين والأدباء بمباحث الاحتراز عن الوباء لحمدان بن عثمان خوجة

http://studentshistory13.com/archives/7253

19 - ثورة بوعمامة 1881 – 1908 جانبها العسكري ( الجزء الأول 1881 – 1883 ) لعبد الحميد زوزو

http://studentshistory13.com/archives/7243

20 - الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني لأحمد بن محمد بن علي بن سحنون الراشدي

http://studentshistory13.com/archives/7234

02 - القسم الثاني:

21 - مجاعات قسنطينة لصالح العنتري

http://studentshistory13.com/archives/7213

22 - جمعية العلماء المسلمين و الطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما لنور الدين أبو لحية

http://studentshistory13.com/archives/7209

23 - آليات الاستعمار الاستيطاني الأوروبي في الجزائر وليبيا الندوة العلمية الأولى في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية – قسنطينة

http://studentshistory13.com/archives/7116

24 - تاريخ الجزائر المعاصر 1830- 1989 الجزء الأول لبشير بلاح

http://studentshistory13.com/archives/2216

25 - أحمد بن بيللا ابن شمال افريقيا لعمرو أحمد عمرو و عبد الرءوف أحمد عمرو

http://studentshistory13.com/archives/6983

26 - في صحبة الأميرين أبي فراس الحمداني وعبد القادر الجزائري لأحمد درويش

http://studentshistory13.com/archives/6980

27 - يهود الجزائر و الإحتلال الفرنسي ( 1830 – 1870) لمعوشي أمال

http://studentshistory13.com/archives/6961

28 - الجزائر في عهد رياس البحر وليم سبنسر تعريب عبد القادر زبادية

http://studentshistory13.com/archives/6957

29 - غنيمة الوافد و بغية الطالب الماجد فهرست مرويات و مؤلفات فخر علماء الجزائر الامام المسند الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الجزائري و يليها رحلة عبد الرحمن الثعالبي

http://studentshistory13.com/archives/6851

30 - الثورة الجزائرية في عامها الأول لمحمد العربي الزبيري

http://studentshistory13.com/archives/6837

31 - توسع الاستعمار الفرنسي في الجنوب الغربي الجزائري لإبراهيم مياسي

http://studentshistory13.com/archives/6649

32 - رحلة العالم الألماني : ج . أو . هابنسترايت إلى الجزائر وتونس وطرابلس 1145 هـ – 1732 م

http://studentshistory13.com/archives/6565

33 - التسليح والمواصلات أثناء الثورة التحريرية 1956 – 1962

http://studentshistory13.com/archives/6304

34 - الدكتور محمد بن شنب والاستشراق : سلسلة محاضرات الملتقى الدولي محمد بن شنب والاستشراق المنظم بولاية المدية من 07 إلى 10 ديسمبر 2010

http://studentshistory13.com/archives/6217

35 - الحركات الاستقلالية في المغرب العربي لعلال الفاسي

http://studentshistory13.com/archives/6114

36 - الأمير عبد القادر عبقرية في الزمان و المكان تأليف جماعي

http://studentshistory13.com/archives/6086

37 - المثقفون الجزائريون في عمالة وهران خلال الحقبة الكولونيالية الأولى 1850 – 1912 لإبراهيم مهديد

http://studentshistory13.com/archives/5977

38 - رحلة أندري جيد إلى شمال إفريقيا

http://studentshistory13.com/archives/5974

39 - ابن باديس وعروبة الجزائر اسم لمحمد الميلى

http://studentshistory13.com/archives/5832

40 - أضواء على تاريخ الجزائر القديم بحوث و دراسات لمحمد البشير شنيتي

http://studentshistory13.com/archives/5692

03 - القسم الثالث:

41 - الصروف في تاريخ الصحراء و سوف لإبراهيم محمد الساسي العوامر

http://studentshistory13.com/archives/5664

42 - كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي و سيرة الأمير عبد القادر تاريخ الجزائر إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى لعلي محمد محمد الصلابي

http://studentshistory13.com/archives/5630

43 - معركة سيدي إبراهيم ومصير أسرارها لإسماعيل العربي

http://studentshistory13.com/archives/5499

44 - معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية ( البربرية ) لعثمان سعدي

http://studentshistory13.com/archives/5303

45 - فرانز فانون والثورة الجزائرية لمحمد الميلي

http://studentshistory13.com/archives/5070

46 - من أعلام بسكرة المعاصرين لنخبة من المؤرخين و الباحثين

http://studentshistory13.com/archives/5047

47 - سيرة الأمير عبد القادر قائد رباني و مجاهد إسلامي لعلي محمد الصلابي

http://studentshistory13.com/archives/4729

48 - مكتب المغرب العربي في القاهرة دراسات ووثائق ل امحمد بن عبود

http://studentshistory13.com/archives/4679

49 - نصوص و وثائق في تاريخ الجزائر المعاصر 1830 – 1900 لعبد الحميد زوزو

http://studentshistory13.com/archives/4645

50 - فهرست معلمة التراث الجزائري بين القديم و الحديث للشيخ بشير ضيف بن أبي بكر بن البشير بن عمر الجزائري مراجعة عثمان بدري

http://studentshistory13.com/archives/4604

51 - قاموس الأساطير الجزائرية لعبد الرحمن بوزيدة

http://studentshistory13.com/archives/4528

52 - الأمير عبد القادر الجزائري العالم المجاهد لنزار أباطة

http://studentshistory13.com/archives/4296

53 - العالم الكبير و المربي الشهير الشيخ عبد القادر الجيلاني لعلي محمد الصلابي

http://studentshistory13.com/archives/4293

54 - تاريخ جيجلي ل شارل فيرو

http://studentshistory13.com/archives/4248

55 - الاحتلال الفرنسي للجزائر من خلال نصوص معاصرة ل محمد الهادي الحسني

http://studentshistory13.com/archives/4245

56 - رائد التجديد الإسلامي محمد بن العنابي ( المتوفى سنة 1850 م ) لأبي القاسم سعد الله

http://studentshistory13.com/archives/4199

57 - رحلة الأغواطي الحاج ابن الدين لأبي القاسم سعد الله

http://studentshistory13.com/archives/4201

58 - دليل الحيران و أنيس السهران في أخبار مدينة وهران تأليف الشيخ العلامة محمد بن يوسف الزياني تحقيق و تقديم الشيخ المهدي البوعبدلي

http://studentshistory13.com/archives/4050

59 - تاريخ المدن للشيخ المهدي البوعبدلي جمع و إعداد عبد الرحمن دويب

http://studentshistory13.com/archives/4047

60 - جميلة بوحيرد ل علي الجمبلاطي

http://studentshistory13.com/archives/2313

04 - القسم الرابع:

61 - الحركة الطلابية الجزائرية 1871 – 1962 مشارب تقافية إيديولوجية ل عبد الله حمادي

http://studentshistory13.com/archives/4010

62 - قصة الثورة الجزائرية ل أحمد الشقيري

http://studentshistory13.com/archives/3930

63 - الحركات الإسلامية في الجزائر الجدور التاريخية و الفكرية للطاهر سعود

http://studentshistory13.com/archives/3751

64 - مهمة ليون روش في الجزائر والمغرب 1832 – 1847 ل يوسف مناصريه

http://studentshistory13.com/archives/3734

65 - اثنتان وثلاثون سنة في رحاب الاسلام مذكرات ليون روش

http://studentshistory13.com/archives/3733

66 - خير الدين بربروس لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3721

67 - عبد الحميد بن باديس و بناء قاعدة الثورة الجزائرية لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3713

68 - المجاهدون الجزائريون لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3710

69 - الإستعمار الفرنسي ( في مواجهة الثورة الجزائرية ) لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3707

70 - محمد المقراني و ثورة 1871 الجزائرية لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3704

71 - نهج الثورة الجزائرية ( الصراع السياسي ) لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3701

72 - أيام جزائرية خالدة لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3698

73 - الله أكبر .. و إنطلقت ثورة الجزائر لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3693

74 - جيش التحرير الوطني الجزائري لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3690

75 - المجاهدة الجزائرية لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3687

76 - جبهة التحرير الوطني الجزائري لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3684

77 - الأمير خالد الهاشمي الجزائري لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3677

78 - الأمير عبد القادر الجزائري لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3670

79 - المقاومة الجزائرية للإستعمار الفرنسي ( 1830 – 1838 ) لبسام العسلي

http://studentshistory13.com/archives/3667

80 - قضايا مختصرة في تاريخ الجزائر الحديث لعميراوي احميدة

http://studentshistory13.com/archives/3577

05 - القسم الخامس:

81 - التجربة الدعوية للشيخ عبد الحميد بن باديس من إعداد مركز البحوث والدراسات

http://studentshistory13.com/archives/3492

82 - وثائق جديدة عن جوانب خفية في حياة ابن باديس الدراسية لعبد العزيز فيلالي

http://studentshistory13.com/archives/3432

83 - الثورة الجزائرية والاعلام ل أحمد حمدي

http://studentshistory13.com/archives/3439

84 - عبد القادر الجزائري ل برونو إتيين

http://studentshistory13.com/archives/3424

85 - دراسات في الأدب الجزائري الحديث لأبو القاسم سعد الله

http://studentshistory13.com/archives/3390

86 - عبد الحميد بن باديس العالم الرباني و الزعيم السياسي لمازن صلاح المطبقاني

http://studentshistory13.com/archives/3383

87 - حياة الأمير عبد القادر لشارل هنري تشرشل

http://studentshistory13.com/archives/3328

88 - إتحاد المغرب العربي الوحدة التاريخية و الجغرافية

http://studentshistory13.com/archives/3321

89 - الثورة الجزائرية و مشكلة السلاح ( 1954 – 1962 ) لسعيدي وهيبة

http://studentshistory13.com/archives/3209

90 - دراسات في الحركات الوطنية و الإتجاهات الوحدوية في المغرب العربي لمحمد علي داهش

http://studentshistory13.com/archives/3193

91 - المسيرة الوطنية وأحداث 08 ماي 1945 ل محمد قنانش

http://studentshistory13.com/archives/3170

92 - مخطوطات ولاية أدرار ل بشار قويدر و حساني مختار

http://studentshistory13.com/archives/3145

93 - الكشافة الإسلامية الجزائرية من سلسلة الندوات ” المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954

http://studentshistory13.com/archives/3099

94 - الحركة الثورية في الجزائر من الحرب العالمية الأولى إلى الثورة المسلحة ل أحمد مهساس

http://studentshistory13.com/archives/3079

95 - الدور السياسي للهجرة إلى فرنسا بين الحربين 1914 – 1939 ل عبد الحميد زوزو

http://studentshistory13.com/archives/3044

96 - الاتجاه الثوري في الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين 1919 – 1939 ل يوسف مناصريه

http://studentshistory13.com/archives/3036

97 - فكرة الإفريقية الآسيوية في ضوء مؤتمر باندونغ لمالك بن نبي

http://studentshistory13.com/archives/2942

98 - العلم الوطني الجزائري المعاصر تطوره الشكلي وتحليل لمضمونه الإيديولوجي والسياسي 1518 – 1945 ل شاوش حباسي

http://studentshistory13.com/archives/2856

99 - فرحات عباس رجل دولة ل علي تابليت

http://studentshistory13.com/archives/2686

100 - الكشافة الإسلامية الجزائرية فوج المنصورة تلمسان 1936-1962 ل عبد الوهاب باغلي

http://studentshistory13.com/archives/2664

101 - رحلة الربيع إلى الجزائر ل شريف حتاتة

http://studentshistory13.com/archives/2654

102 - جرائم موريس بابون ضد المهاجرين الجزائريين في 17 أكتوبر 1961 ل سعدي بريان

http://studentshistory13.com/archives/2645

103 - جمعية العلماء المسلمين ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية ل مازن صلاح حامد مطبقاني

http://studentshistory13.com/archives/2608

104 - الحركة الإستقلالية في الجزائر ما بين الحربين 1919 – 1939 ل محمد قنانش

http://studentshistory13.com/archives/2415

بيان أول نوفمبر 1954




 

كتاب :جذور أول نوفمبر بن يوسف بن خدة


 

كتاب: جذور أوّل نوفمبر 1954
تأليف: بن يوسف بن خدة


lundi 31 octobre 2022

ثورة التحرير الجزائرية.. ثورة شعب


ثورة التحرير الجزائرية.. ثورة شعب 

حرب تحرّر انطلقت شرارتها الأولى في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1954 بعد 124 سنة من استعمار فرنسا للجزائر سنة 1830، وانتهت بإعلان الاستقلال في الخامس من يوليو/تموز/جويلية 1962، متوجة 7 سنوات من الكفاح المسلح الذي أسفر عن استشهاد مليون ونصف المليون جزائري.

أسباب الثورة الجزائرية

كانت ثورة التحرير الجزائرية تتويجا لمسار طويل من المقاومة الشعبية السياسية والمسلحة، ضد الاحتلال الفرنسي للبلاد، بداية بمقاومة الأمير عبد القادر الجزائري (1832 إلى 1847)، ثم مقاومة أحمد باي (1837 إلى 1848)، مرورا بمقاومة الزعاطشة (1848 إلى 1849) ولالّة فاطمة نسومر والشريف بوبغلة (1851 إلى 1857)، وصولا إلى مقاومتي الشيخ المقراني والشيخ بوعمامة (1871 إلى 1883).

وتضاف إلى ذلك أيضا حركات شعبية أخرى؛ على امتداد الجغرافيا الجزائرية، إلى غاية تشكّل ملامح الحركة الوطنية في ثلاثينيات القرن الماضي، مع "حركة نجم شمال أفريقيا"، التي تأسست سنة 1926 في باريس بقيادة مصالي الحاج، قبل أن تتحول سنة 1937 إلى "حزب الشعب الجزائري"، ثم إلى "حركة انتصار الحريات الديمقراطية" سنة 1946.

داخل جسد حركة الحريات، تشكّلت منظمة عسكرية سرية مكونة من بعض المناضلين المتحمسين لإطلاق ثورة مسلحة، على خلفية ظروف داخلية وخارجية اعتبروا أنها مواتية، خصوصا بعد مجازر 8 مايو/أيار 1945، (راح ضحيتها 45 ألف شهيد)، ارتكبتها فرنسا ضد الجزائريين المطالبين بحق الاستقلال على إثر الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية.

كما شكّل انهزام الجيش الفرنسي في ديان بيان فو؛ بالهند الصينية سنة 1952، دافعا مهما لإطلاق ثورة جزائرية، انسجاما مع تنامي وانتشار حركات التحرّر في العالم.

بدايات ثورة التحرير الجزائرية

قبل تاريخ انطلاق ثورة التحرير بـ4 أشهر، وفي يوم 23 يونيو/حزيران 1954، التقى 22 فردا من شباب الحركة الوطنية، في منزل بأعالي العاصمة الجزائرية، ليطرحوا فكرة "الحل العسكري"، كبديل لما اعتبروه فشلا في المسار السياسي السلمي، داخل الحركة الوطنية.

وعلى إثر هذا الاجتماع -الذي ترأسه مصطفى بن بولعيد- انبثق قرار تعيين مجموعة مصغرة للقيام بالتحضيرات النهائية لإطلاق الثورة، ليكون تاريخ 23 أكتوبر/تشرين الأول 1954 موعدا للقاء مجموعة الستة (محمد بوضياف، مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي، مراد ديدوش، رابح بيطاط وكريم بلقاسم)، الذين اختاروا اسم "جبهة التحرير الوطني" لمنظمة تحرّرية مسلحة؛ تعمل على استقلال البلاد، على أن يكون الأول من نوفمبر/تشرين الأول 1954، على الساعة الصفر (ليلة 31 أكتوبر/تشرين الأول) موعدا لبداية الثورة.

أبرز محطات الثورة الجزائرية

بتعداد 1200 منخرط في الثورة، وبما يقارب 400 قطعة سلاح، أطلقت أول رصاصة من جبال الأوراس شرق الجزائر في الموعد المحدد، وتواترت العمليات المسلحة في مناطق مختلفة من البلاد، مع توزيع المنشورات باللغتين العربية والفرنسية، وأحصت الإدارة الاستعمارية ليلتها "30 حادثا؛ أخطرها في مناطق الأوراس، القبائل، العاصمة، الشمال القسنطيني ووهران غربا".


كان أول ردّ فعل للإدارة الفرنسية على هذه الأحداث، إصدار مرسوم بتاريخ الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 1954، يقضي بحلّ كل المنظمات والهيئات السياسية الجزائرية والقبض على أكثر من 500 فرد من مناضلي ومسؤولي الحركة الوطنية، لتبدأ سلسلة من الملاحقات التي تزامنت مع عدة عمليات مسلحة، ضدّ مواقع وهيئات وشخصيات فرنسية، تبناها "جيش التحرير الوطني"، الذراع العسكرية لجبهة التحرير الوطني. كما عرفت هذه الفترة اغتيال أبرز قيادات الجبهة على غرار المناضل ديدوش مراد (18 يناير/كانون الثاني 1955).

من أبرز محطات الثورة سنة 1955، كانت هجمات أغسطس/آب، بالشمال القسنطيني، والتي أسهمت في تدويل القضية الجزائرية؛ من خلال حمل الجمعية العامة للأمم المتحدة على تسجيل "القضية الجزائرية" في جدول أعمال دورة 1955.

وجاء "مؤتمر الصومام" في 20 أغسطس/آب أوت سنة 1956، ليعيد ترتيب بيت الثورة، بعد تضييق الجيش الفرنسي على أهم منافذها في منطقة الشرق الجزائري. وبتوصية من المؤتمر، تم تقسيم البلاد إلى 6 ولايات، تتوزع بدورها إلى مناطق وكل منطقة على نواح، وكل ناحية إلى قسمات، تعمل وفق أوامر وتعليمات قيادة الثورة.

أدخلت جبهة التحرير، أساليب جديدة في التعامل مع التضييق الفرنسي على عناصرها في المناطق الجبلية، من خلال انتهاج حرب العصابات، والضربات الفردية في المدن الكبرى، على غرار الجزائر العاصمة التي شهدت بداية من سنة 1957، ضربات مركزة على الأهداف الفرنسية، في سياق ما عُرف بـ"معركة الجزائر"، ثم جاء إضراب شامل من (28 يناير/كانون الثاني إلى 4 فبراير/شباط 1957)؛ دعت إليه قيادة الثورة ولاقى تفاعلا كبيرا من أفراد الشعب.

وفي أعقاب هذا التأثير الكبير الذي أحدثته حرب التحرير على السلطات الفرنسية، في القرى والمدن، جاء خطاب الرئيس شارل ديغول في 4 يونيو/حزيران 1958 بالجزائر، والذي دعا فيه قادة جبهة التحرير، علنا، إلى المصالحة.

ترتب عن هذا "الرضوخ الفرنسي"، الإعلان في القاهرة، عن تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بتاريخ 19 سبتمبر/أيلول 1958.

هذه الخطوة السياسية، لم تمنع السلطات الفرنسية من تمديد عُمر حرب الإبادة التي شنتها ضد الشعب الجزائري؛ 4 سنوات أخرى، قبل الجلوس على طاولة المفاوضات والتوقيع على اتفاقيات إيفيان في سويسرا مع قادة جبهة التحرير، بتاريخ 18 مارس/آذار 1962.

أبرز القادة الذين أطلقوا شرارة ثورة التحرير الجزائرية

مصطفى بن بولعيد (1917-1956)

بدأ مسيرته النضالية بالعمل النقابي، وجُنّد إجباريا في الجيش الفرنسي 5 سنوات (1939-1944)، فكانت فرصة مواتية لتطوير مهاراته القتالية. انخرط في صفوف "حزب الشعب" وترشح لانتخابات المجلس الجزائري سنة 1948، وفاز في دورها الأول، لكن السلطات الفرنسية لجأت إلى التزوير وإلى محاولة اغتياله.

توجه إلى العمل المسلح من خلال الانضمام إلى المنظمة السرية. أسهم في جمع السلاح وتدريب المتطوعين من أجل التحضير للثورة، وأسهم بإنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 23 مارس/آذار 1954، وكان من ضمن مجموعة الستة التي هندست لتفجير الثورة.

مع اندلاع الثورة في 1954، واصل العمل قائدا لمنطقة الأوراس، إلى غاية إلقاء القبض عليه في تونس بتاريخ 11 فبراير/شباط 1955، وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، لكنه هرب من "سجن الكدية" برفقة عدد من المجاهدين وعاد إلى مركز القيادة، حيث أشرف على معارك ضارية، حتى استشهاده في 22 مارس/آذار 1956.

كريم بلقاسم (1922-1970)

نشأ في عائلة ميسورة الحال بمنطقة القبائل، عُرض على والده منصب "قائد" (مسؤول محلي في السلطة) في ظل الاستعمار الفرنسي ولكنه رفض. تلقى تعليما في المدارس الفرنسية بالعاصمة؛ ثم انخرط باكرا في صفوف حزب الشعب، ليلتحق بعد ذلك بالمنظمة السرية.

كان أحد مفجري الثورة وقائدا للمنطقة الثالثة. خاض عددا من العمليات العسكرية وتمكن خلالها من تثبيت المنطقة الثالثة في مسار الثورة، شارك في "مؤتمر الصومام" وأصبح عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ.

تقلد منصب وزير القوات المسلحة بعد تأسيس الحكومة المؤقتة الجزائرية، ثم وزيرا للخارجية. قام بدور كبير على رأس الوفد الجزائري في مفاوضات إيفيان، في مختلف جولاتها، ووقع إعلان وقف إطلاق النار. اغتيل بعد الاستقلال في ألمانيا وسط ظروف غامضة.

محمد بوضياف (1919-1992)

أكمل دراسته الثانوية بمسقط رأسه "المسيلة" شرق البلاد، مما أهّله للحصول على وظيفة إدارية بمصالح تحصيل الضرائب، تم تجنيده سنة 1942 في الجيش الفرنسي ليشارك في معارك الحرب العالمية الثانية بإيطاليا، سنة 1944.

انخرط في حزب الشعب الجزائري، ثم شارك في تأسيس المنظمة السرية سنة 1947. قبيل الثورة، عاد إلى الجزائر وتابع تنفيذ خياره الثوري من خلال العمل مع مجموعة الـ22 تحضيرا لتفجير الثورة.

تقلد عضوية المجلس الثوري خلال أشغال مؤتمر الصومام، إلى أن تم توقيفه في أكتوبر/تشرين الأول 1956 خلال رحلة جوية بين الرباط والقاهرة برفقة أحمد بن بلة، محمد خيضر، حسين آيت أحمد ومصطفى الأشرف.

ظل رهين السجن إلى غاية استقلال الجزائر، وفي عام 1963 تعرض للاعتقال؛ قبل أن يتوقف عن النشاط السياسي ويستقر بالمغرب.

عاد إلى الجزائر خلال أزمتها السياسية سنة 1992، وعيّن رئيسا للبلاد، قبل اغتياله خلال اجتماع عام بمدينة عنابة شرق البلاد في 29 يونيو/حزيران 1992.

ديدوش مراد (1927-1955)

تلقى تكوينا نظاميا بالموازاة مع تعلمه للقرآن الكريم، فحصل على الشهادة الأهلية واشتغل بمؤسسة السكة الحديدية للجزائر العاصمة، انضم إلى حزب الشعب ومنه بصورة حتمية إلى المنظمة المسلحة، انتقل إلى قسنطينة شرق البلاد؛ حيث عين مسؤولا عن حزب الشعب خلال سنوات 1948-1950.

بعد اكتشاف المنظمة السرية من طرف السلطات الفرنسية التحق بجبال الأوراس وتدرب على السلاح، وفي سنة 1952، عاد إلى العاصمة وتعرض لمضايقات مستمرة من طرف الشرطة الفرنسية.

سافر إلى فرنسا باسم مستعار، ثم عاد إلى الجزائر قبيل الثورة، ليكون واحدا من مجموعة الـ22، ومسؤولا عن انطلاق الثورة في الشمال القسنطيني، جاء استشهاده سريعا على أرض المعركة بتاريخ 18 يناير/كانون الثاني 1955 في منطقة "بوكركر"، بعد 78 يوما من انطلاق الثورة.

رابح بيطاط (1925-2000)

تلقى تعليمه الأول بمسقط رأسه بعين الكرمة في قسنطينة شرق البلاد، وتمكن من الحصول على وظيفة في معمل التبغ، انخرط في صفوف حزب الشعب في سن صغيرة، ثم أضحى واحدا من أهم الأعضاء الفاعلين في المنظمة السرية، وفي سنة 1950 حكم عليه غيابيا بالسجن لمدة 10 سنوات.

شارك في الإعداد لتفجير الثورة بالعاصمة الجزائرية، ولنشاطه الكبير، ألقي عليه القبض بعد أشهر من انطلاق الثورة، وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة. واصل نضاله على الرغم من وجوده في السجن، وخاض إضرابا عن الطعام عدة مرات باعتباره سجينا سياسيا، إلا أنه لم يطلق سراحه إلا غداة الاستقلال.

شارك بعد الاستقلال في عدد من المناصب الوزارية، كما ترأس المجلس الشعبي الوطني الجزائري لـ4 فترات تشريعية إلى غاية استقالته سنة 1990، وافته المنية بالجزائر العاصمة في 10 أبريل/نيسان 2000.

العربي بن مهيدي (1923-1957)

أنهى تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه بناحية عين مليلة التابعة لأم البواقي شرق البلاد، كما انضم في صغره إلى الكشافة الإسلامية وأصبح قائدا لفريق الفتيان.

انخرط في حزب الشعب سنة 1942 وشارك واعتقل في مظاهرات 8 مايو/أيار 1945. وكان من أوائل الشباب الذين التحقوا بالمنظمة السرية؛ حتى أصبح رئيس أركان هذا التنظيم سنة 1950، وبعد اكتشاف التنظيم انتقل إلى وهران غرب البلاد حتى تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل.

بعد انطلاق الثورة أصبح قائد المنطقة الخامسة في وهران غرب البلاد، وعمل على انعقاد مؤتمر الصومام ومواصلة تنظيم الثورة، وعيّن عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ التي مثلت القيادة العليا للثورة.

مع بداية سنة 1957، قاد معركة الجزائر حتى اعتقاله واستشهاده تحت التعذيب في مارس/آذار 1957. قال عنه جلاده الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار "لو أن لي ثلاثة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم".

نتائج الثورة الجزائرية

بعد 7 سنوات من إطلاق أول رصاصة في جبال الأوراس الجزائرية، جلس قادة الثورة الجزائرية على طاولة التفاوض؛ في مواجهة ممثلي الإدارة الفرنسية، لسماع استجابتهم لتقرير مصير الجزائريين، من خلال استفتاء يُجرى في فترة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر من تاريخ نشر نص الاتفاقية، اعتبارا من يوم 19 مارس/آذار 1962 (تاريخ وقف إطلاق النار).

حُدّد تاريخ الاستفتاء في الأول من جويلية 1962، واستجاب الجزائريون بالتصويت الساحق لصالح "دولة مستقلة" ابتداء من تاريخ الخامس من جويلية 1962، وبذاكرة أحصت 1.5 مليون شهيد و132 سنة من الاستعمار الفرنسي.

منقول يتصرف.

samedi 29 octobre 2022

شهداء براعم الكشافة الإسلامية الجزائرية بمقبرة سيدي علي مستغانم

حتى_لاننسى ..... 01 نوفمبر 1994

شهداء_أول_نوفمبـــر بمقبرة سيدي علي ولاية مستغانم  سنة 1994 أستشهد هولأء الكشافين أثناء تأديتهم لاحياء أول نوفمبر

شهداء براعم الكشافة الإسلامية الجزائرية بمقبرة سيدي علي مستغانم 

محمد شوقي عياشي 07 سنوات ( شبل )

مهدي بوعلام 09 سنوات ( شبل )

محمد حشلاف 08 سنوات ( شبل )

عبد الله شوارفية 12 سنة ( كشاف )

هم 04 كشافين ذنبهم الوحيد انهم قدموا ليحتفلوا بما انجزه اجدادهم احتفالا بالذكرى الاربعون لاندلاع الثورة التحريرية فتحولوا الى أشلاء بعد انفجار قنبلة في وسط حشد من براعم الكشافة يقارب عددهم 280 طفل لتخلف 04 قتلى و عدد هائل من الجرحى داخل مقبرة الشهداء سيدي علي بولاية مستغانم بتاريخ 01 نوفمبر 1994

تقبلهم الله بواسع رحمته وتقبلهم من الشهداء


مقهى المحطة وهران

https://youtu.be/U5vWB-J88oE


معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...