mercredi 27 juin 2018

معركة المقطع الشهيرة بيوم المقیتلة


معركة المقطع الشهيرة بيوم المقیتلة
تحقيق الاستاذ بليل حسني وهواري حاج
مقدمة: 
يعتبر الجزائريون معركة المقطع من أشهر المعارك التي خاضها الأمير عبد القادر ضد الوجود الفرنسي بالجزائر و عمره لم يتجاوز ال26 سنة انتهج فيها إستراتيجية جديدة في الحرب لم يعهدها المقاتلون الفرنسيون من قبل و يحصي الجزائريون عدد قتلى معركة المقطع بـ 500 قتيل في الجانب الفرنسي.
الإحياء بالذكرى : وسيتم إحياء الذكرى 83 بعد المئة لمعركة المقطع يوم الخميس 28 من جوان 2018بنفس المنطقة الواقعة بحدود مدينة مستغانم المصادفة ليوم المقطع أو يوم الزبوجة حيث دارت معركة بين جيش الأمير عبد القادر و الجيش الفرنسي في 28 جوان 1835 أثناء مرحلة إحتلال فرنسا للجزائر .
وتعتبر معركة المقطع واحدة من المعارك التي حقق فيها الأمير انتصارا عظيما ضد الجنرال تريزال حيث خلال 17 سنة قاد الأمير عبد القادر 116 معركة بجيش يتكون من أكثر من 140 جندي و17 خليفة.
تاريخ المعركة
أسبابها :
في 18 جوان 1835 غادر الجنرال تريزل قائد حامية وهران هذه الأخير مجتازا أراضي الأمير بجيش يقدر ب 5000 عربة لنقل الزاد من 07مدافع قاصدا تخويف القبائل وممارسة الضغط السياسي على الأمير الذي عند بلوغه الخبر قام من معسكره على رأس قوة تتكون من 2000 فارس و 1000 من المشاة ونزل في غابة خفيفة ( حرش مولاي إسماعيل وأخذ يراقب العدو، وكان جيشه النظامي مدرب إضافة إلى عدد من المتطوعين واقتضت خطته تقديم فرقة الخيالة المتكونة من 2000 فارس لتلف الجيش الفرنسي ووضع الأمير لنفسه قيادة مؤخرة جيش المشاة. 
قال المزاري في طلوعه : 
ثم أنّ الدولة- أي الإحتلال الفرنسي- لمّا أذعن لها المخزن بالطاعة، تیقنت أنها تستولی علی الوطن بغایة الاستطاعة، فشمرت عن ساق الجد لغزو الوطن، و زال ما بها من الضعف و الوهن، و جهز الجنرال تریزیل جیشا محتویا علی نحو الألفی و خمسمائة مقاتل و أربعین كروسة لحمل الآلة فضلا عن قراریط التجارة ذات المحافل، و كان المخزن نازلا من السبخة ناحیة مسرقین إلی البریدیة، فأكثرهم جلس لحراسة وهران و أقلهم جاء مع المحلة (الجيش الفرنسي مع المخزن واللفيف الأجنبي) لنفعها النفعة الكلیة، فالذی جاء من أعیان الدوائر عدة ولد عثمان، و إسماعیل ولد قادی صاحب المیدان، و الصحراوی ولد علی، و الحاج الناصر بالطاوی و العربی ولد یوسف، و قادة ولد شقلال، و عبد القادر البوعلاوی و الحاج محمد ولد قاره، و أبو مدین ولد بلوط فاهم كل إشارة، و من الزمالة الحاج الوزاع بن عبد الهادی، و الحاج مخلوف ولد امعمر الشجاع المعدود، و الحاج الشیخ ولد عدة، و العربی ولد أحمد، و لیتنه قدور بالمولود.
و كان خروج المحلة من وهران فی الیوم الثامن عشر من جوان سنة خمس و ثلاثین و ثمانمائة و ألف، الموافق للحادی و العشرین من صفر سنة إحدی و خمسین و مائتین و ألف، و لما نزلت بتلیلات بعد جولانها خیّمت للمبيت و شرعت فی حفر المتاریس الحائطة بها من كل جهة لتطمئن النفوس فی حال المبيت و فی الحادی و العشرین من جوان رأت المحلة خیالة العدوّ لقصد الحمام، و فی الرابع و العشرین منه سمعت بأن الأمیر خرج من المعسكر بمحلته (أي جيش الأمير) و هو نازل بوادی الحمّام، و فی الخامس و العشرین منه انقطع عن المحلة ماء وادی تلیلات، فذهبت شرذمة لعنصره لإرساله فأحاطت بها توارق المقاتلة من كل الجهات، إلی أن قتل فرس كبیر محلة الجنرال ترزیل و هو القبطان لفندی بغایة التعجیل، و فی صبیحة الیوم المذكور قدم بن یخّو الذی هو قنصل وكیل الأمیر بوهران للمحلة لیتبدل مع عبد اللّه الكماندار، فیذهب كل لمحله من غیر خدیعة و لا إنكار، و فی الیوم السادس و العشرین ارتحلت المحلّة صباحا و مالت فی مشیها نحو أجمة مولای إسماعیل، الغابة الكبیرة التی هی مأوی الأسد و الأشابیل.
مقدمات معركة المقطع فی غابة الزبوج المقیتلة
و لمّا حلّ الأمیر بوادی الحمّام سمع بخروجها فجد السیر( أي أسرع) إلی أن بات بسیڨ، و لا زال لم یظهر له خبرها علی التحقیق، و صار یتحسس خروجها، و یستشعر خیالتها و مروجها.
قال العلامة القدوة الفهامة السید الحاج أحمد بن عبد الرحمان المداحی البوشیخی الصدیقی الذی من بنی شقران، فی كتابه- القول الأوسط في أخبار بعض من حل بالمغرب الأوسط. - و كان حاضرا للواقعة، ذات الأحوال الناصعة، فوجّه جیشا من صنادید القبائل و أبطالهم، و أهل الحزم فی أقوالهم و أفعالهم، أهل الخیول الجیاد، و الرّكاب الوقّاد، و أمّر علیهم وزیره و آغة مخزنه ذا النجدة و الشجاعة، و البسالة و البراعة، و الجزم و الحزم الشهیر، و الفراسة و النصیحة و المعرفة و الرأی و التدبیر، الذی لیس له بوقته الشبیه و لا المساوی، محمد المزاری ولد قدور بن إسماعیل الدایری البحثاوی، لیفتشوا سواحل البحر و أرباض المدینة، هل خرج جیش العدوّ أو لم یخرج من تلك المدینة، و واعدهم بالملاقاة فی الكرمة، و بها یحصل الفوز بالنعمة و الحرمة، و كان هذا الموضع قریبا من وهران، علی نحو الاثنی عشر میلا و غالب مجی‌ء النصاری معه فی السر و الإعلان، فذهبوا من سیڨ عشیة و أخذوا مع طریق الجیرة، و بات هو فی تلك الليلة بالوادی المذكور بالمجیرة، بعساكره و بقیة جیشه الخیالة، ثم ارتحل من الغد بكرة یرید الجرف الأحمر بوادی تلیلات ..، و منه یذهب لملاقاة وزیره المذكور، و كان عنده من العسكر نحو الستمائة و ذلك مبلغ ما كتبه و من المطاوعة(المتطوعون) ما لیس بالمحصور، فبینما هو ذاهب و العدوّ قابل، و لا علم لواحد بالآخر للاستعداد حیث یقاتل، و إذا بالفریقین التقیا غفلة بالزبوج بموضع یقال له المقیتلة، من بلاد الغرابة فبانت به المصائب ذات الحوقلة، و اجتمع البعض بالبعض من أهل البلاد ما بین الراجلة و الفرسان، لا سیما اللیوث منهم و الشجعان و أداروا بالمحلة إدارة السوار بالساعد، أو الخاتم بالخنصر للصادر و الوارد، و أرادوا أخذها و اشتعلت فورا نار الحروب، و ترادفت علی الناس من الجانبین الفتن بالصعوبة و الكروب، و صار من الفریقین السیف بالضرب یلمع، و البندق بباروده یفرقع، و التقت الرجال بالرجال، و الأبطال بالأبطال، و الفرسان بالفرسان، و الشجعان بالشجعان، و اشتبك الناس البعض بالبعض، و أراد كل فریق القضاء لما فاته من النفل و الفرض، و اشتد الزحام و كثر الاشتباك، و غاب الحاجز بینهما و الفكاك، و حین دخلت المحلّة فی المواضیع المشعرة، أقبلت إلیها الفرسان من الفجوج المسهلة و الموعرة، و تشجعت و صالت صولا، و أتكبتها بالضرب الدائم فعلا و قولا، و وقعت من الفرقین العین فی العین، و حان فراق الأرواح بالبین، خشیت من الفرار اللوم بغیر المین، و جدّ عسكر النصاری فی المقاومة بالالتزام و المدافعة عن نفسه و من معه بغایة الاحترام و هو مع ذلك فی التعب الشدید، و العطب الذی ما له من المزید، و كَمَنَ العرب فی الأماكن المغیظة التی تؤذی منها و لا توذا، و لا یجد العدو لها فیها بضربه نفوذا، و أهلك الخلق الكثیر من الفریقین و حصل العطب الشدید من الجانبین، فكم و كم مات منهم بالتصبّر و الثبات، و كم و كم من حصل منهم بعد الهلاك فی النجاة و دام القتال إلی أن قرب ذهاب النهار، و إقبال الليل بما فیه من الاعتكار، و ثبت كل فریق لصاحبه و استقر بمركزه، إلی أن فني الجلّ من الجیشین بمحرزه، و تعاظم القتل و عدمت النجاة ، و اختلط من كثرة القتلی الأموات بالأموات، و كان للخلیفة الأعظم، و الوزیر الأنجم، صاحب الإیالة الشرقیة للتناجی، السید محمد بن أبی شاقور المجاجی، حملات علی العدو میمنة و میسرة و قلبا و جناحین، لا یأتی أحد من غیره بمثلها من غیر مین، و دام علی ذلك إلی أن استشهد بالتحقیق، كما استشهد الفارس الشجاع رایس شواش الأمیر السید مصطفی ولد سعید المعروف بولد حمروش الدنونی ثم النقایبی بالتوفیق.
قال ثم رجع الأمیر و الجیش الفرانسوی فی أثره تابعا له و كل فریق، یرید منهما النزول بوادی سیڨ فجاوزه الأمیر و نزل، و قابله العدو بجیشه و نزل، و صار الوادی بینهما هو الحاجز، و كل شجاع لقرنه مبارز.
ثم قبل النزول أتی الجیش الذی بعثه الأمیر، لما سمع رعد المدافع و فرقعة البارود خلعهم و هم فی غایة التشمیر، فألفی النصاری بقرب وادی سیڨ، الذی كاد أن یغص فیه الإنسان بالریق، و صار القتال بینه و بینهم فی فضا سیرات بقیة النهار، إلی أن غشیهم ظلام الليل بالاشتهار، فكم للمزاری فی ذلك الوقت من الحملات، و كم له من الضرب الكثیر و الجولات، و هو تارة یغیب فی وسط العدو و تارة یظهر، و مدیما علی الكرّ و لا یظهر منه المفر، و العدو بین یدیه كأنّه الزرزور، یقلبه حیث شاء، و لا یخشی من الرصاص و الكور، و ساعده علی ذلك رفیقه فی الجولان قدور بالمخفی، فكم له أیضا من ظهور و تخفّی، و لا زال المزاری علی ذلك إلی أن انجرح به فرسه الأشهب، فأوتي له بفرس آخر و بقی فی میدان الحرب یكافح إلی أن انجرح به فرسه الثانی الأنجب، فبعث له الأمیر فرسه الأدهم المسمی بباش طبلة، فجال علیه فی المیدان، جولان عظیما و تمادی علی الجولة و هو ملازم للكر، و مجانب للفر إلی أن انجرح تحته فرس الأمیر من الظهر، كما انجرح هو أیضا علیه من رجله الیمنی ذات الفخر، فأمر الأمیر فورا بقدومه، و تحیّر منه كثیرا خشیة علی عدومه، لاطلاعه یقینا علی صدقه، و خلاص نیته و قلبه فیه بحدقه، ثم أرسله فورا لبیته بالمعسكر و بقی الأمیر بمكانه فی المقر و بعد رجوعه للمعسكر صار یتعاهده بالوقوف علیه، مرتین فی الیوم ماشیا علی رجلیه، بهذا حدثنی الفقیه السید الحاج محمد بن الشریف ناظم جوهرة الرضا، و كان حاضرا للواقعة و ساكنا بالمعسكر أیضا.
قال، و یحكی أن الأمیر كان یبعث للمزاری و قدور بالمخفی حال القتال لما رأی ما وقع منهما من شدة النّزال، أن یتركا الحرب و یقدما إلیه فیقول الذاهب لهما من الحشم أن الأمیر یقول لكما تقدما للعدو و علیكما بالإقبال علیه، فلیست هذه عادتكما فی الحروب، و إنما عادتكما الاقتحام علی العدوّ إلی أن یصیر فی الهروب، و مراد الحشم بذلك الراحة منهما بالقتل، و التهنئة من رفعتهما وصولهما بالختل إلی أن سمع الشجاع النصوح خلیفة ولد محمود، مقالة الأمیر و مقالة الرّسل من الحشم لهاذین الشجاعین الفارسین حال الوفود، فتعجّب كثیرا و أخبر الأمیر بكل ما رأی و سمع، و قال لا ریب أنّ ما وقع من الحشم لهاذین البطلین فلنا معهم تحقیقا سیقع، فعند ذلك جزم الأمیر بإخراجهما من المعركة، و قال قبّح اللّه من لا یستحیی و یرید أن یلقی أخاه فی المشركة، و ما فعله هذان الشجعان فی ذلك الوقت من اقتحام الصفوف، لا یحصی و لا یقع إلّا من أجاوید العرب الذین یرون الموت علی الفراش إنما هو من حتف الأنوف، و ما ذاك إلا من شدة الخدمة و قوة النصیحة، و الإذعان التام لمن هما فی خدمته و التجنّب عن الفضیحة، و شأن أجاوید العرب و شجعانها الإذعان، و بذل الجهد و النصیحة فی الخدمة لكل دولة كانوا فی حكمها و تحت أمرها و نهیها فی السر و الإعلان.
ضحایا معركة المقیتلة فی غابة الزبوج‌
قال المزاري في طلوعه : و قد مات من جیش الدولة –أي الفرنسي - خمسة و عشرون نفرا و مائة و ثمانون مجروحة، و من جیش الأمیر ما لا یحصی قولة مشروحة، و من جملة أموات الدولة بمولای إسماعیل، رایس الرجیمة الثانیة من سرسور لفریق أدینوا الكرنیل ویقال أن الذی قتله من جیش الأمیر الشجاع الباسل، الفارس الكامل السید الحاج محمد بن أعوالی، و هو من أعیان الغرابة قیادة و أغواتا فلیس فی قتاله بأحد یبالی، و أصله من ذریة سیدی الناصر بن عبد الرحمان، و لذلك حاز الفضل عن الأقران، و فی عشیة ذلك الیوم وقع التبدیل، بین بن یخّو وعبد اللّه أكماندار فحصل التوصیل.
قال و بات الأمیر شرقی الوادی و النصاری غربه، و هو بینهما كالحاجز، و اشتغل النصاری من حینهم لتحصین أنفسهم فی محل النزول، لجعل المتارز، و تفرّق عن الأمیر الكثیر من جیوش القبائل، ظنا منهم بتلك الواقعة أنه لا یستقیم أمره و لا یجمع شمله كالشمایل، و لم یبق إلا فی القلیل من الناس و عسكره و هو لابث لمحلّه و مقرّه، و لو لا أنّ اللّه أیّده بقبیل الغرابة المزیل لما به من الضیم و اللّوم، لتفرق جمعه و انقطع ملكه من ذلك الیوم.ثم رجع الناس بعد المكاتبة، و صار جیشه كأنّه لم یفترق للمضاربة.
المكاتبة بین الجنرال و الأمیر : 
أدرك تريزل أن الوقت ليس في صالحه أمام تزايد عدد جيش الأمير فقام من معسكره على نهر تليلات وقاد مقدمة جيشه الكولونيل أودنيو وفي المساء دخل الفرنسيون إلى حرش مولاي إسماعيل ونشبت معركة أصيب فيها أودنيو واستشهد فيها عدد من رجال الأمير وبدأ جيشه في التقهقر وكان السبب في ذلك أن فرقة الخيالة لم يكفها الوقت لحصار الجيش الفرنسي الذي واصل سيره حتى ضفة وادي سيق، ولما سمع الناس هذا وأن الأمير مازال مقيم يراقب العدو بدؤوا يعودون إليه 
ويوم 27 جوان أرسل تريزل للأمير شروطه من أجل إعادة السلام معتقدا أنه كسب المعركة واشترط عله الاعتراف بالسيادة الفرنسية وتلقي الأوامر من ملك فرنسا. وفي انتظار الرد بلغه أن العرب قطعوا عليه طريقه إلى وهران فكر تريزل في أن يتجه إلى آرزيو ومن هناك عن طريق البحر إلى وهران.
قال المزاري : و فی سابع عشرین جوان حصلت المكاتبة بین الجنرال و الأمیر، علی شأن مصالح الجرحی من العسكر بالتحریر، و قد حصلت للنصاری الحیرة الكبیرة، و ضاعت للأمیر المنفعة الكثیرة، حیث تأخر عنهم عن القتال، و لو اطّلع لنال المراد بأقرب حال، و استمر الفریقان بالوادی المذكور لیلتین، و الحرب بینهما متصل و الناس فی تزاید بغیر مین.
استئناف المعركة في يوم الإثنين 28 جوان 1835/ 2 ربيع الأول 1251
ثم رحلت محلة النصاری صباحا فی الیوم الثامن و العشرین من جوان، الموافق للیوم الثانی من ربیع الأول بالتبیان،-بالضبط الصحيح يوم الإثنين 2ربيع الأول 1251- قاصدا مرسی ارزیو لقربها و یكون ذلك سببا لخلاصها من العدو و نجاتها، أحسن من رجوعها مع الزبوج البعید المسافة عن وهران المكثّر لأمواتها، فدارت المسلمون بالعدو و ركبت أكتافه، و اشتدت فتنتهم له و رامت انكفافه، و محو أثر تلك المحلّة، التی مع كثرتها صارت مع هذا القتال فی غایة القلّة، و لا زال منادی الحرب ینادی بالقتال الأبادی إلی أن ملّت القلوب و عیت النفوس و كلّت الأیادی، و قد تعاظم القتال و اشتد فی أرض حمیان، و تداولت الحملات من المسلمین علی المحلّة من كل جانب و مكان، و كان ذلك فی فصل الصیف فاشتد علی الفریقین القیظ الحار، و المحلّة ماشیة كأنها داخلة فی وسط النار لكون قدور بالمخفی تقدّم إلی المرجة فأوقدها بالنار، فكم من میت مات فی ذلك الیوم بالرصاص و النغش و كم من آخر مات بالعیاء و العطش، و أسرف جیش الأمیر فی تلك المحلّة بالقتل و الأسر و سبی الأموال، و هی مبادرة فی مشیها للبحر ناحیة المقطع بغیر الانفصال و اتفق الأمر أن الأدلة الذین یمشون بالمحلّة قد ذهلوا عن الطریق، فتركوها میسرة و مشوا میمنة إلی أن دخلوا فی المرجة فحصلت العجلات فی الوحل لفقد الطریق، و قد مسّ و قتئذ البعض من عسكر النصاری الرعب و الهول، و تضاعفت العرب و اشتد لها الصول، و هجمت علی المحلّة هجوما عنیفا، و تقدّمت لها تقدّما كثیفا، و تسارعت لها بالقتل و النهب، و شدة الطعن و الضرب و تیسّرت لها سائر الوجوه، و عظم الأمر علی ذی العقل و أحری المعتوه، و دارت طواحین المنایا علی رؤوس الرّاجلة و الفرسان و تطایرت الرؤوس بذلك عن الأبدان، و صارت القتلی من الجانبین تحت أرجل الخیل متداثرة، و زهت العرب و صارت عقولها مستنیرة متكاثرة، و قذف اللّه الخوف فی قلوب من بقی حول العجلات، ففرّوا هاربین لاحقین بمتقدم المحلّة من غیر التفات، إلی أن لحقوا بها بقصد المسالك و كانت المحلّة مفترقة علی ربوات هناك، و صارت كبراء المحلّة فی غم و لم یجدوا سبیلا للنجاة ، و كل من مات من النصاری قطعت العرب رأسه، و نهبوا المحلّة و لم یمنع من قراریطها إلا واحدة و نكس كل واحد من النصاری رأسه.
قال العلامة السید الحاج أحمد بن عبد الرحمان الصدیقی فی كتابه، و كان من الحاضرین للواقعة بغیر ارتیابه، و و اللّه إنی رأیت الحجلة تطیر یمینا و شمالا فی أرض حمیان، و لا تجد منفذا و لا مسلكا حتی تنزل فی حجر الراكب أو علی رأسه بالعیان، و الأرنب و الذئب لیجریان كذلك و لا یجدان مأوی یخلصهما من الأسر و القتل، حتی یقفان رأسا من غیر ممسك بتحقیق النقل.
قال: ثم بعد هنیئة من الزمان حصل الكلام من كبراء النصاری لبعضهم بعض فنقرت ما لهم من الطبول، و غنت ما لهم من المزامر بحنینها المقبول، و نهضت المحلّة قائمة مجتمعة علی ساق، و برزت للقتال جمیعا من غیر تراخ و لا افتراق، و امتزج فرقعة البنادق مع صوت المدافع، فكانت موقعة بوقعات التتابع، إلی أن أخذت العرب فی القهقراء و رجع كل متقدم منهم إلی الوراء، إلی أن بان للمحلّة صوب الذهاب، و فرارها إلی المحل الذی لا تصاب فیه بالعطاب و هی جهة المقطع، فعنت الربوات المتلاصقة بالمقطع، و جنحت بعد ذلك للبحر فی المحقق، و وصلت إلی ارزیو لیلا لما أعطاها اللّه من الصبر و عدم القلق، فانجرح لها بالمرجة خمسة عشر نسمة، و مات لها ما بین الزبوج و المقطع ستمائة نسمة، و مات فی ذلك الیوم من أعیان الغرابة البطل المفقود، الشجاع القاید خلیفة ولد محمود، و انجرح الشجاع الباسل قدور بالمخفی و مات فرسه الأشقر، و هو مع الأمیر من جیش آغة الحاج المزاری الأفخر، و قد صحّ فی هذه الواقعة قول الشاعر:
و كم من فرقة فی الحرب جات ‌تركت كأنّها طعم السّباع
تركت لیوثهم فی الحرب صرعی ‌علی الرمضاء فی تلك البقاع
قال و اكتفی الأمیر فی ذلك الیوم بالغنیمة و لم یرد لحوقهم، و لو لحقهم لفعل اللّه ما أراده فی غیبه و ترك سبوقهم. و لمّا بلغ الخبر لوهران، أتی الدوائر و الزمالة بجیش حافل من وهران و قصدوا إلی ارزیو مع الساحل، متأسفین علی عدم الحضور لتلك المعارك و المقاتل، فرجعوا فی یوم ثلاثین جوان بالخیالة و أهل المدفع و القراریط الذین وجدوهم بالمرسی مع البر لوهران، كأنهم لم یقع بهم شی‌ء من الهوان، و أمّا الجنرال و الأعیان و باقی العسكر ركبوا فی البابور من مرسی رزیو لوهران، فشكر الجنرال ترزیل و أعیان الدولة الذین معه فعلهم، و قالوا لهم لمّا أتیتم بالمحلّة مع البر كأنّها لم یقع لها شی‌ء، و أزلتم عنهم جهلهم، هكذا قاله بعض المؤرخین.
و قال آخر إن الجنرال ترزیل و العرب الذین معه صارت لهم معرة و ملامة كبیرة من القبرنور(الحاكم) فی التبیین، و سمی بالأعور، لأنه أصیب بعینه فی بعض الحروب فضاعت له و صار كالأخفر.
و لمّا جاء الأمر إلی الجنرال ترزیل بالدخول لفرنسا بالتصدیق، و ذلك فی ثانی عشر– جويلية - من السنة المسطورة بالتحقیق، طلب منه المخزن من الدوائر و الزمالة أن یجعل لهم بایا یكونون تحت أمره و نهیه بالحسن، لكون من علیهما الاعتماد غائبین من المخزن، و هما الحاج المزاری فإنه آغة الأمیر بالمعسكر، و عمه مصطفی بن إسماعیل فإنه بتلمسان فی حكم الأمیر أیضا بالمشتهر، فجعل لهم إبراهیم أباشناق التركی(بوشناق) بغیر المنن، لأنه كان مستقرا بمستغانم وقت ذهاب البای حسن، فذهب الجنرال ترزیل و جاء بمحلّه دارلانج جنرالا بوهران، و استقرّ بها للغزو بغایة ما كان.
موقف الفرنسيين من معركة المقطع :
ويعتبرها الفرنسيون من أكبر الهزائم أثناء حملات احتلال الجزائر الأولى و أدت إلى الاعتراف بالأمير عبد القادر كقائد عسكري و بدولته في الجزائر و يعيدون الهزيمة لأخطاء تكتيكية و أدى بالجنرال لإعادة تنظيم القوات الرابضة في الجزائر ، وقد اعترف الدكتور أوهلمان - Uhlman - المستشار العام لمدينة معسكر بهذه الهزيمة النكراء التي مني بها الجيش الفرنسي بقوله : بمساعدتنا ودعمنا، فإن عبد القادر نسق ونظم جيشه النظامي، وقضى على رؤوس المتمردين من قبيلتي الدواير والزمالة ، ووجه قوته ضدنا تلك القوة التي كنا قد أعطيناه له ؟ وبدأت الأعمال العدائية التي انتهت في 28يونيو 1835 في معركة شنيعة و التي كانت واحدة من أكثر الأحداث المؤلمة في حروبنا في أفريقيا ، وهذا النص الفرنسي كما جاء عند لويس أبادي في mascara une certaine capitale :
Le docteur Uhlman, conseiller général de Mascara, écrit par ailleurs: « Ainsi lorsque avec notre aide et appui, Abd el Kader eût organisé son armée de réguliers, brisé la résistance des chefs rivau, battu les Douairs et les Smelas, -'il tourna contre nous la force que nous lui avions donnée et recommença les hostilités qui se terminent le 28 juin 1835 par le malheureux combat de la Macta qui fut un des plus douloureux épisodes de notre guerre d'Afrique.
لتترك معركة المقطع بصمة شرف في مسيرة معارك الأمير، إذ تعتبر من أشهر المعارك الضارية التي خاضها الأمير وعمره 26 سنة فقط، إذ يقوم بخطط عسكرية يحبكها واستراتيجيات حربية متجددة في كل معركة. وقد واجه الأمير الجزائري عدة جنرالات كالجنرال كومت والذي تم تعويضه بالمرشال كلوزال. كل هذه الأسماء من الجنرالات الفرنسية التي وقفت في وجه الأمير أثبتت الهزائم النكراء التي تعرض لها الفرنسيون على يد عبد القادر الجزائري في معركة »غابة أزبوج« التابعة لغابة مولاي إسماعيل والتي أحصت فيها 500 قتيل في صفوف الجيش الفرنسي.فالأمير عبد القادر الرمز والعلم الشاب الذي كان يدير الحروب، وقف في وجه الإستعمار ويعتبر تاريخ 28 جوان 1835 في مسيرة الأمير الثورية نقطة انطلاق مرحلة طويلة في مسيرة الشعب الجزائري واصل الطريق إلى الحرية والإستقلال وذلك بعزيمة وإرادة فولاذية وما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة وبهذا دخل الأمير عبد القادر في ذاكرة الثورة ونقش اسمه بحروف من ذهب ليحمل من بعده المشعل عدة أسماء بارزة ضحت بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرّة مستقلة ليمضي الإستقلال بعد 132 سنة من الإستعمار بدماء مليون ونصف المليون شهيد.
حاليا: يحتفل في الجزائر سنويا بمعركة المقطع بكونها المعركة التي برهنت على إمكانية هزم المستعمر الفرنسي و أن هذا الجيش ليس بأسطورة لا تقهر، تم إحياء الذكرى 76 بعد المئة لمعركة المقطع بذات المنطقة الواقعة بحدود مدينة مستغانم المصادفة ل 28 من جوان من كل سنة حيث قررت مؤسسة الأمير عبد القادر لولاية وهران إحياءها والتذكير ببطولات الأمير الشاب عبد القادر بن محي الدين الحسيني ضد الإستعمار الغاشم وتعتبر معركة المقطع واحدة من المعارك التي حقق فيها الأمير انتصارا عظيما ضد الجنرال »الأعور تريزال«. حيث خلال 17 سنة قاد الأمير عبد القادر 116 معركة بجيش يتكون من أكثر من 140 جندي و5 أمراء بالإضافة إلى 16 رئيس حرب.
هذه هي معركة المقطع الخالدة التي انتصر فيها الامير و كانت في الحقيقة نقطة الانطلاق في مقاومته اما بالجزائر العاصمة اوت 1835 خطب كلوزي في جيوشه الجرارة التي كانت تعاني من انهيار معنوي كبير بعد المعركة قائلا : لقد عزمنا على الانتقام من عبد القادر لانه انتصر على تريزيل و كبده من الخسائر ما لا يعمله الا الله ..لن نرتاح حتى نكيل له بالمثل 
نتائج المعركة :
وكان من نتائجا اهتزت فرنسا برمتها حينما وصلتها اخبار معركة المقطع و هكذا اقيل الجينرال ايرلون ليأتي مكانه الجينرال كلوزيل كحاكم عام في شهر جويلية 1835 و استبدل الجينرال ترزيل بالجينرال دارنلاج على وهران.. و هذا ان دل على شيئ فاانما يدل الى مدرى ارتباك الحكومة الفرنسية و تخبط حربية باريس في الانهزامات كانت خسائر القوات الفرنسية هائلة جدا ..يقر ضابط بفداحة خسائرهم : أنا من كبراء العسكر كان تحتي 1800 جندي بقي منهم 18 فقط ! انضمت في المقاومة في متيجة بقيادة الحاج ابن زعموم و الحاج محي الدين بن مبارك الى الامير عبد القادر و اعترفت به كزعيم للجهاد انخفضت الأصوات المناوئة للامير عبد القادر في الغرب الجزائري كما بايعته قبائل اخرى كانت تشك في قدرته على قيادة المقاومة سابقا .

mercredi 6 juin 2018

مولاي الحسن البغدادي

مولاي الحسن البغدادي

1886-1980/1303-1400

بقلم الأستاذ المختار بن عامر التلمساني
من كتاب مسيرة الحركة الإصلاحية بتلمسان/1907-1931-1956 : آثار و مواقف



نسبه : ولد مولاي الحسن البغدادي سنة 1886 بتلمسان، ابن عبد العزيز، وندرومي بدرة، من عائلة شريفة قادرية، نسبة للطريقة القادرية.

نشاته : عرف منذ صغره ماذا يجري في الجزائر من تمسيح للشعب ومحو لشخصيته العربية الإسلامية، شأنه في ذلك شأن كل المثقّفين الجزائريين المخلصين الذين كانوا يرون الاستعمار سرطانا يجب استئصاله من جذوره، ولا يكون ذلك إلا بالدعوة إلى المحافظة على ثوابت هذه الأمّة من دين ولغة وثقافة مهما كانت التضحيات وطال الوقت لذلك. من أجل هذا دخل في الإصلاح مبكّرا، وبدأ يعمل في إطار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

التقاؤه  بالأمير عبد الكريم الخطّابي: وبوصية من الأمير عبد المالك (عمّ الأمير خالد)، التقى مولاي الحسن البغدادي بالأمير عبد الكريم الخطّابي عندما جاء إلى تلمسان –وقد كان يزورها مرارا-للبحث عن مساندة، فتكونت لجنة خاصة لهذا الغرض متكونة من الشيخ محمد مرزوق، والمختار سُليمان، وعبد المجيد أغا بوعياد، ومصطفى علال. وكانت مهمّتها التقاط أخبار الجيش الفرنسي، وتمويل الأمير عبد الكريم الخطّابي بالمال. وما فتئ الشيخ مولاي الحسن البغدادي يحتك بالناس ويحرّضهم على تعميم الحرب في المغرب لأن العدو هو فرنسا.
وظيفته الأولى : عمل الشيخ مولاي الحسن البغدادي كاتبا عند أخي الأمير عبد الكريم الخطّابي، وشارك في المعركة ضد الأسبان ثم فرنسا لمدة زمنية. وبعد نهاية الحرب قبض عليه سنة 1926، وبقي في مخيّم السجناء بوجدة بالمغرب الأقصى. ثم فرّ منه، ودخل تلمسان وعاش في سرية عند الأصدقاء، لكن مصالح المخابرات استطاعت التعرّف عليه وتركته بأعينها في مراقبة مستمرّة.
وظيفته الثانية : لقد كان الشيخ مولاي الحسن البغدادي معلّما للقرآن الكريم في مدينة تلمسان. فقد تقدّم عدة مرات بطلب الترخيص من أجل إنشاء مدرسة قرآنية، وكان طلبه يرفض دائما من الإدارة الفرنسية التي لم تغفر له يوما مشاركته في الحرب ضدّها ومساندته للأمير عبد الكريم الخطّابي.
مساهمته العلمية والثقافية : كثّف الشيخ مولاي الحسن البغدادي نشاطه الديني والسياسي، حيث كان يقدّم دروسا في النوادي ثم بدريبة زرار وبدار الحديث. كان مراقبا من الشرطة ونائب الوالي، لكنّه لم يأبه بهم.   
علاقته بالحركة الإصلاحية : عندما جاء الشيخ ابن باديس إلى تلمسان سنة 1932 وجد مولاي الحسن البغدادي ساعده الأيمن، فتقدّم مع أصدقائه بطلب إقامة محاضرة بالمسجد الكبير، لكن الإدارة الفرنسية رفضتها.

محاضراته : وفي يوم 17 جويلية 1932 أقامت الجمعية السنوسية الخيرية -وقد كان  الشيخ مولاي الحسن البغدادي عضوا فيها- برفقة طلبة جمعية أحباب الكتاب محاضرة بالمسجد الكبير بتلمسان، وكان الهدف منها هو إحباط مخطّط الحكومة الفرنسية الذي يهدف إلى تنصير الشعب الجزائري، ومسخ شخصيته العربية الإسلامية والوطنية، وكان ذلك تزامنا مع الاحتفال المئوي لاحتلال الجزائر[1].
مساهته في ميدان النشر : كان الشيخ مولاي الحسن البغدادي يسيّر مطبعة في محل قريب من محل الشيخ محمد مرزوق في الوكالة الشرعية في سنة 1933، ثم انتقل إلى العاصمة، وكانت له هناك مجلّة يكتبها بنفسه اسمها "لسان الدين" كان يحاول أن يظهر فيها حقيقة ما يجري في الجزائر.
قال الشيخ خالد مرزوق : لقد كان للشيخ مولاي الحسن البغدادي ابن وحيد اسمه جمال الدين، وكان في سنّي[2]، وكنّا أصدقاء ندرس في دار الحديث. كان يدرس في قسم واحد مع ابن عمّي الأمين مرزوق عند الأستاذ عبد الوهاب بن منصور، وكان مثقّفا في اللغة العربية وخطّاطا، ويعتبر من الأوائل الذين قاموا بمبادرة كتابة أسماء المحلات على الواجهة باللغة العربية، وقد رأيته يكتب يوما "مقهى الهلال" على واجهة محل تابع للسيد محمد دالي-علي والمختار مرزوق[3]. وقد سافر سنة 1950 إلى القاهرة وعمره عشرون سنة.
دوره الجهادي في إحياء معالم نلمسان : جاهد الشيخ مولاي الحسن البغدادي كثيرا من أجل بناء دار الحديث، وعند افتتاحها سنة 1937 ثُبّت أُستاذا فيها للغة العربية. وكان يقدّم مع الشيخ محمد مرزوق دروسا بدون أجر، وعند اندلاع ثورة التحرير المباركة سُجن لمدّة خمس سنوات.
قدومه إلى وهران : لقد كان الشيخ مولاي الحسن البغدادي يحلم أن يكون إماما في مسجد كبير، وتحقّق حلمه بعد الاستقلال مباشرة حيث أصبح إماما وخطيبا لمسجد الباشا بوهران، مسجد الترك بشارع فليب - قرب ساحة الأمير عبد القادر، في مكان الإمام الفقيه العلامة الشيخ محمد بوكرسي، وقد أقيم حفل كبير بحضور ممثّل عن وزارة الشؤون الدينية في إحدى الجمعات الأولى بعد الاستقلال، وقد التقاه خالد مرزوق بعد الخطبة وسلّم عليه وهنأه وفرح الشيخ بذلك أشدّ الفرح.
انتقاله الي الجزائر العاصمة :       قضى في وهران مدّة زمنية قصيرة، ثم ذهب إلى العاصمة وعمل موظّفا في وزارة الشؤون الدينية. ومات في أواخر سنوات السبعينيات. وخلال هذه الفترة التقاه خالد مرزوق للمرة الأخيرة في شارع حمّو بوتليليس  بوهران، وتكلّما عن سنوات التضحية، وعن الكثير من الإصلاحيين من أمثال الشيخ محمد مرزوق الذين بذلوا النفس والنفيس من أجل حياة أفضل لهذا الوطن الذي أحبّوه كثيرا.

وفاته : توفي في حدود سنة 1980، وقد سمي عليه أحد مساجد العاصمة



يا مليك الملك اهدينا *** واحفظنا من كل غبينة




يا مليك الملك اهدينا *** واحفظنا من كل غبينة
قصيدة الوقتية.. للشاعر الشيخ عمر المقراني رحمه الله،والتى غناها أحمد صابر الوهراني رحمه الله 
روووووعة
يا مليك الملك اهدينا *** واحفظنا من كل غبينة
لا تصرف محاسد فينا *** يا عالم لسرار
ما باقي للخاطر بنة *** من الظلم لي جار
من شاو الدنيا بدالة *** تلعب بحوال الجهالة
عرَّت عيط ناس فحولة *** وسلاطين قدَّار
الساجي يولي للحملة *** قبل يروح اغبار
دارو صَفيَّة وجمايع *** شينين الرمة والطبايع
سبقونا في كل صنايع *** غير لي شفار
والرقبة في عمرو ضايع *** ما يكسب دينار
ما زالت تدور الساعة *** واتهرس اصحاب البدعة
من كان بجهلو يدَّاعا *** نخلف منو الثار
الرفعة لصحاب الرفعة *** يا ناس الحضار
لقيت اصحاب الخير يهسو *** في عقب الزمان نبخسو
وأهل العلم الزين انعفسو *** ساداتي لبرار
قابل حق قبيل وناسو *** من السيد عمار
عمر بن الخطاب الحفصي *** عادل عند احكامو حرصي
احكم على وليدو عاصي *** بحكام القهار
خلاه في لضرار يقاصي *** قتلو على العار
الظلم على الحق تولى *** واش يسلك يا رجالة
والديك على الطير تبلى *** بهذاك المنقار
خفق بالجنحان تعلى *** تاه على لطيار
روح اللحية والحشمة *** يا خويا ما باقي حرمة
ولات الحكمة للغشمة *** خرف سوق اكبار
باه تعاني يا ولد اما *** ما طقنا لنقار
في ذا الجيل قوات الكشفة *** والظلم على الحق تكلفا
ربحو فيه ذياب الخطفة *** عديان المختار
وتهنا كذا من عيفة *** كان الا مشرار
ولي كان قبيل بشانو *** ظاهر بيه الناس يعانو
تقصد الضياف مكانو *** مرتاح الزيار
قلبه لي بايع دينو *** من حطاب النار
يا خويا راني نستعظم *** ما نقدر بسرار نحمحم
راه القلب مريض مغيم *** بيه هموم اكبار
كاين بعض الناس بهايم *** يعدو الا قدار
آجي كان بغيت تقصر *** وانظر بعينيك استخبر
بذا الكلام تنجم تهدر *** عند العرب لحرار
راه اليوم الباطل صاير *** شفناه بلبصار
رجالة ونسا في جلسة *** مجتمعين وجوه البخسة
ويغنو لصحاب الرقصة *** يزهاو بلوتار
عاطيهم بليس الرخصة *** واولادو تجار
ابنات الاصول نحجبو *** خافو من ربي وعذابو
وبنات الرعيان نجلبو *** يمشو بالتشهار
فاتو الروميات وكلبو *** محاينهم اكبار
تمشط وتحرقص وتسوك *** تتدخل للبيرو تتريك
تصنع القعدة تتمولك *** كي شادي لقفار
متصحل ما قالو تسلك*** عاميها التكبار
ولات الغاشي مسلوبة *** كي تركو لبنات الحجبة
عرايا من فوق الركبة *** مطرح زوج شبار
نطلبو من الله التوبة *** واستر يا ستار
راحت الحرمة والشنا *** تركوها عديان نبينا
الطفلة تمشي عريانة *** ما باقيش ابكار
تستحوج وتيه علينا *** صفتها كالفار
كادت من قال أنا وأنا *** هذاك لي ينهي فينا
هو في قلبو يتمنى *** الدراهم بالقنطار
يفعل فعل كبير خيانة *** هذاك السحار
من قال الحجبة ممنوعة *** راه استهزا بالشريعة
حرمت عليه الشفاعة *** غره الغرار
هذي للكفار طبيعة *** يا ناس الحضار
اقرا في القرآن وحقق *** ما وصى ربي في السابق
من عندو ايمان محقق *** ذا حكم الجبار
من كذب احكام الخالق *** مقعده في النار
لعنة الله على الراجل *** لي طالق بنتو تتمريل
هو في الخيمة يتكسل *** وينحنح في الدار
ما يحشم لكان تبهدل *** ويعدوه خيار
افرح يا لي طالق بنتك *** مريولة لحكام تطيعك
وتقلو اقعد في الخيمة *** عنذ الذراري اصغار
ايكنبر ثمة كالهامة *** يتغطي بايزار
... يراعي ليها *** ومزعف بالغيظ عليها
هي زاهي مع صاحبها *** تشرب في البينار
يديها يا سي حوس بيها *** في سحل البحار
عمر بلمقران الناظم *** دايم في لشعار يعظم
طايع للسدات مسلم *** والطلبة لحرار
اغفر يا ...ربي
اسمعنا شي ناس تلوم *** غي لي فيه العيب تكلم
واصبح في القهوة يتفرضم *** ويشالي بيدين
بكلام الفصحى يتعظم *** عند المستحيين
كاين ثاني لي حسدونا *** سرقونا حتى قصيدتنا
وابغاو ايديرولنا فتنه *** مع المسؤولين
لاكن ربي هو طليبنا *** يكويهم في الحين
يا مليك الملك الدايم *** نجينا من كل ظالم
بحرمة طه بلقاسم *** تاج المرسلين
تحفظنا من القوم الظالم *** والمنافقين
هذا جيش بليس تقدر *** نزل محالو وتغزر
والعلم الشريف تأخر *** واحزاب الستين
نصروا علم بليس الكافر *** قوم الخبيثين
السنة والفرض الواجب *** تركوهم شينين المذهب
سولهم لكان تكذب *** هذا الشياطين
تجبرهم في كل مضارب *** يفسدوا في الدين
تاهت القوم الظولامه *** وتمسخروا بالعولامه
لي جعلهم المولى رحمه *** نور المؤمنين
وانتوما لجهنم *** رحتو خالدين
العالم مصباح ظلمة *** خليفة شفيع الأمة
يوريك الطريق المعلومة *** مصباح العينين
وانتوما قراكم لعما *** باليس اللعين
نجحت علوم الزندقة *** ظهرت عند اصحاب الشقا
وانساهم يجرو في الزنقة *** دايم مغرومين
الجايح مرتو مطلوقة *** غاشي مذلولين
الآصيلة تسنم *** صدقو بقول الله وحسنو
عمرهم لينا ما خانو *** دايم محجورين
وانتوما بغيتو تقرنو *** راكم مكشوفين
نشكر ابنات الرجاله *** لي خذيينا ابطال فحوله
وايخافو من عذاب المولى *** ما هم خداعين
وانتوما شينات الحاله *** راكم مغرورين
تلبس من اللباس القاصف *** مكشوفة من كل شوايف
تدخل للحفاف تحفف *** بروايح زينين
آجي كان بغيت تخرف *** لحم الصيد بنين
تخرج من ثما تتبختر *** تتنسم بروايح وعطر
تنظر للشبان تخير *** وتشابح بالعين
يدوها للساحل تسهر *** وتروق بلافين
يردوها وتجي تتنعنع *** من ينظر ليها يتروع
راجلها في الدار يقارع *** يتنهد وحزين
اتصيبو في البيت مقنبع *** تضربه مسكين
ويذا دار النيف تكلم *** اتزيده بالكف يسلم
يبقى للعدرة يتذمم *** يبكي بالعينين
اتقله راني نتقدم *** يا عوج الكرعين
بالاك ايذا كان تسالو *** جايح يغلبك بسالو
ويقلك انتا كي والو *** ويسبك بالدين
لو بيدي الحكمه نقتلو *** قتلة بالسكين
يخلص شهريتو ويسلك *** يديهم للريم قبالك
اتقلو ايدو محياتك *** رانا مخصوصين
لا تزعفشي كي نضربك *** يا سيد الوذنين
اتزين قدامو وتبدل *** واتروح تحوس كي تعمل
تخليه في الدار يخمل *** يغسل في المَّاعين
اتصيبه مسكين يشلل *** يرمي فالطاجين
كي يخرج بيها يهوالو *** يتققش قدام عيالو
يمشي ويدنق لخيالو *** يسحب روحه زين
جايح ما يحشم بفعالو *** واطباعو شينين
اشعال ولدتو من صابي *** يا بقرات بليس الزغبي
ذي تولد وذيك تربي *** ذرية شياطين
اعصيتو ربي والنبي *** وين تروحو وين؟
ذي تولد وذيك تقمط *** في ذاك لي زاد ملقط
ويقولوا شوفوا كي ناشط *** هذا الولد الزين
ايديرو باباه مرابط *** من الشرفة الزينين
كي يكبر يبدا يتلصص *** يصنع القصة ويحرقس
يتغيمز من تحت الدامس *** يشطح بالكتفين
ويقولوا كي يعرف يرقص *** ذوك العكليين
بزاف لي امو رباتو *** غير بلا تزويج ضناتو
من ولاد الزنا خطفاتو *** سال عليه منين
السيرة تعطيك نعاتو *** راضي فعلو شين
لي عندو بتنو مريوله *** يسبقنا في كل مسالة
يدخل وين ايحب قباله *** صاحب الوجهين
متوسل تال الرجالة *** يلغلو بالسين
كي يروحوا ليه الخطابه *** ايقوللهم ما زالت عزبة
ما زالت بنتي تتربى *** شوفوا ناس اخرين
تولدله في ذيك النوبة *** وتوم باثنين
ينطق بابها كالعرة *** يقوللهم ما زالت بكرة
شيخة في ليكول وتقرا *** تخلص خطرتين
يكفيكم من هاذي الهدرة *** راكم مخصوصين
ولاو ابنات الجهلية *** يستهزو بالعربية
يهدرو بالفرانسوية *** بيها مسلوبين
مافيهمش الآصلية *** يلعنهم آمين
ماشي غير ارواح تعلم *** يلزم المشياخ تسلم
هذا البحر عميق ملاطم *** سال القوالين
"عمار المقراني" نظم *** ناسو معلومين
****تمت ****
لمن يريد إستماع لها إليكم رابط على اليوتوب ، بإختصار أنه طرب الملتزم 
https://www.youtube.com/watch?v=sV0ktHwI43U



قصيدة المرادية للشيخ ابراهيم التازي (توفي يوم 9 شعبان 866 هجرية 9 ماي 1462)




هذه قصيدة المرادية للشيخ ابراهيم التازي (توفي يوم 9 شعبان 866 هجرية 9 ماي 1462)
مرادي من المولى وغاية آمالي
دوام الرضى والعفو عن سوء أعمالي 
وتنوير قلبي با نسلال سخية 
به أخلدتني عن ذوي الخلق العالي 
وإسقاط تدبيري وحولي وقوتي 
وصدقي في الاحوال والفعل والقال 
وفي حبه وحب صفوته الرضى 
ملا ئكة وأنبياء وأرسال 
وحب النبي الهاشمي محمد 
وأصحابه الغر الأفاضل والآل 
وحب رجال خالفوا النفس والهوى 
وخافوا مقام الواحد الصمد العالي 
رجال كرام في النفيس تنافسوا 
شروا عارض اللذات بالغابر الغالي
فليس لهم في غير حب إلههم
غرام ولا في كسب جاه ولا مال
رجال كرام قوتهم ذكر ربهم
قياما قعودا في صدور وإقبال
وشيمتهم ترك المطامع في الورى
فليس لمخلوق عليهم من أفضال
على الصبر والإيثار راضوا نفوسهم
فكلهم ندب وحامل أثقال
صدورهم من كل ضغن سليمة
كرام السجايا أهل سمح وإجمال
هم القوم لا يشقى جليسهم
بهم يحق لمن والاهم جر أذيال
فمذهبهم قتل النفوس ومحوها
فمن مات قبل الموت ليس بمقتل
وكا جبار قل أن يبلغ المنى
وما عاملوا في فوزهم مثل بطال
وكل بخيل فهو عنهم بمعزل
فما يعبا الرب الكريم ببخال
وغنم مريد في انقياد لكامل
له خبرة بالوقت والعلم والحال
هو السر والإكسير والكيميا لمن
أراد وصولا أو بقا قيد آمال
وقد عدم الناس الشيوخ بقطرنا
وآخرهم شيخي وموضع إجلالي
وقد قال لي لم يبق شيخ بغربنا
وذا منذ أعوام خلون وأحوال
يشير إلى أهل الكمال كمثله
عليه من الله الرضى ما تلا تال
ونص على حب التشبه شهمهم
أبومدين الغوث المعاصر والتالي
وقد قال حب الأولياء ولا ية
ولي الإله الشاذلي ابن بطال
سليل شفيع الخلق يوم انبعاثهم
ومنقدهم من موبقات وأهوال
عليك صلاة الله يا أكرم الورى
بطول الليالي والغدو والأصال .

"ياشيخي ياشيخ دنق واش يصير ===== ياشيخي ياشيخ في جيل المهمل


قصيدة الشيخ االوهراني.
كتبت سنة 1222 هـ ، أي قبل210 سنة ميلادية .هذا قد يوافق سنة1807 م.
القصيدة حسب من يروونها تمثل نظرة استشرافية مستقبلية.
"ياشيخي ياشيخ دنق واش يصير ===== ياشيخي ياشيخ في جيل المهمل
نعلمكم واش جاي وقبضوا هذا الراي == مايبقى لاباي لاباشا يعدل
راهم يجو الروم ويملكو هذا القوم
يملكو ذا البر والهوا وبحر=======وليلحق هذا الخبر عمرطايل
الحكم يدوه للعرب بالتشبوه======راهم يطوعوه من دونه كامل
تطوع لجبال بوعرها وسهال=======والخلقا كيال بالكاعط تأكل
كاعط الحنة يولي سكتنا=======والفضة الزينا مع الدبلون همل
سلطان الاسلام معنده مقام ====== اعطاوه ايام حكمه قلايل
الشريعة تغيب وبوحو بالعيب ===== ويضحى من لايهيب ولا احلل
يتغير الدين مالو نهايين ====== =والمرو الامين ما بيده مايعمل
يقروا القرءان ويعبدوا الاوثان ==== مسلم باللسان وضمير اكحل
تكثر التجار في سوق الفجار=====يبطل الدوار ويتغير الكل
ابوحو بالحرام والحوانيت في الخيام = ويتبدل الكلام ويعم الجهل
تتبدل الاسعار وطيحو الاصوار ==== لاشيب يوقار لا عرف مفصل
يبغوا المكروه والحرام يشروه ==== الصبي في ماه وابوه يسب وينعل
البنات الزايخات يولو مكشوفات == رتاح من قال مات والباقي يهمل
يتجارو عشرة انسا يقصدو الشجرة == يبقو في حيرة يحسبها رجل
اهيموا لبنات يبقوا متفرقات ====== ما تبقى شابات كل مرأة هجال
لبنات العزاز ما يصيبو لزاز ===== =بعد النفخة تنحاز وتترك البعل
اصحاب الشراب تدركهم لكراب === نهار العقاب فيه كل العلايل
يدركو بالحرام في كل مقام ====== واخربو الاسلام والخصلة تسفل
اهيمو كالجراد ويغيبو لفداد======تضيق البلاد والعيشة تمتل
ياويح المسكين في شلا سنين ==== مالو صدر حنين في خلقا كامل
يقنط في الضيق ما يجبر رفيق ==== والمرو الصادق بالغل مخمل
كامل الرياس يدركهم الفلاس ===== مايبقى نطاس في وكره نازل
يظهر منهم هول فايت كل اعلول ===والفلاح يقول لا باه النكيل
المسكين اشوف عايش تكلوف ==== حاصل ملهوف شايل مايعمل
يطلع بابور لسما رافد الكور ====== بجنحاتو كالنسر بالحس اجفل
تونس وتلمسان يهدرو باللسان === ما بين الخيطان عوض من راه مقابل
جي حاجة أخرة تخطف الهدرة ==== بالنعورة تحير في هذا المسايل
اجيك طايك شوفه وشوفك ===== واذا ضحكت راك تسمى باسل
تفرح الكفار لامة المختار ====== ويعطوهم لخبار من فيهم دخل
يدخلوا شي ناس يمشوا بالترباس === ولكون خساس عاد عندهم واصل
فالعاشر من عشور يظهر المنصور == بعد صلاة الظهر فرسانه يستقبل
يوصل الى مكة وينتصر بلا شكة == ويأتي بالبركة بسر ربي والمرسل
فيها يبدى الحرب كافر ما يهرب === ولخرب دين محمد يفشل ."


القلب شاش ليهم وغدا.....شور المقام ناوي زاير


القلب شاش ليهم وغدا.....شور المقام ناوي زاير
تسليم طالبه مالسادة.....نجوم الأرض بهم زاهر
يغدي الغيض ويزول الدا.....يصفى زلالي نتفاخر
نطوف بمول المايدة.....عبد القدير زهو الخاطر
شباح مقامها والعودة.....حرم الضيف والي باحر
والّي مقابله فالوهدة.....الهواري عز الباير
الحسني على يمينته عمدة.....سيدي بلال ماشي قاصر
الفيلالي والخروطي وكده....نقمة لمن تعدى جابر
مول الدومة ليها عدّة......سيدي المخفي مع بن الناصر
البكّاي وسنوسي نجدة.....البشير في البلاطو ظاهر
عبد الباقي مع بن عودة......محمد في شطوط البحر.
هذو انصارها في السدّة.....مالساقية جاوها غاير
مرفوعة القدر مرفودة........مبني في سهول البحر
روضة محصّنة محدودة.....عزّ المدون بها ******************
للباهبة شكري ظاهر.....مطبوعة البها وهران
جوهرة الجواهر منظر.....عاصمة الغرب وطنّا
عمران بنيها متعزّز......منقوش بالعبو وتقانة
خصّاتها مزخرف ناغر....بمياه دافقةتسّانى
برزو شيوخ منها قادر......تمثيل ليهم مزونة
بيزان فالرموز تعبر.....فراشات راكبة معّانة
العامري تمّة فحّر......ملحون بدو طبعنا
بالقاضى واولاد منوّر.....البشير بالحميدي قمنة
بن حميدة كنز مذخّر.....قايد نجوع وبطل عنا
سليمان شيخ محكّر.....واسع في المعارف خزنة
ولد بن عودة في القبلي عامر.....نقّاط في رياشه بنّة
بن عاشت طبع التقاصر....يتقلب في الهوا يتغانى
ولد جلول في الهمزه يحزر....يرادف النقرة بشحانة
الخالدي قاموس شهر.....نصروه ناسها وتعانى
الهاشمي في كعبها شاعر.....بن سمير ماخفا مالقانة
ولد الصبابطي فيها يشكر.....جاب ارسامها بالرزانة
ولد الروج نبهي فاهر.....غوّاص في بحور الغنا
الطيب في حديثه ثامر......بن نعوم رهج اعدانا
عبد الإله في المخزني جابر......يهلك البحور الهمدانة
ولد البرودي وبخّدّا الاشقر......شباح دناتهم غيوانا
ولد العيد طير ينقمر.......رياش اوزانه محّانه
فدّا والنقوس حنافر......يلوحو المعنى بضمانة
الوراغي ليهم عنصر.....مع الوكيد مكّي نونة
بن عودة ليه مجاور.......وشيكي طابع السهنة
دورة لبدور الباهر.....فحول الوهراني ودزانا
بلاوي ووهبي زاهر......في انغامها وزّانة
باوتار عودها تستخبر......بلابل غربنا رنّانة
بن زرقة واحمد صابر.....بصياحها دونانة
شاع خبارها وانتشر.....في اريافها ومدينة
أرحم يا الله القادر......جميع الشيوخ والفنّانة
والحيّين ليهم تنظر.... بالخير والسعادة تهنا
الشيخ خالد الحاج ميهوبي

mardi 5 juin 2018

وهــــــــــــــــــــــــــــــــــران الــــــــــــــــــــــقديمة وقلاعـــــــــــــــــــــــها وأبراجــــــــــــــــــــــــــها الــــــــــــــــــحديـــثــــــــــــــــــــــــة-------الجزء الخامس----


وهــــــــــــــــــــــــــــــــــران الــــــــــــــــــــــقديمة وقلاعـــــــــــــــــــــــها وأبراجــــــــــــــــــــــــــها
الــــــــــــــــــحديـــثــــــــــــــــــــــــة-------الجزء الخامس----
برج حسن بن زهوة:
بناه الأسبان عام 1589، على ربوة صغيرة جنوب برج المونة وشمال برج الجبل، على سفح جبل مرجاجو، في مكان برج قديم قيل أنه يعود إلى عهد الإغريق القدماء وكان في العهود الإسلامية رباطا يتعبد فيه بعض الأتقياء، ويرابط به بعض المجاهدين للدفاع عن المدينة، وغير بعيد عنه يوجد منبع ماء معدني يعرف باسم:"حمام داده أيوب".
وقد اطلق الأسبان على ها البرج اسم القديس قريقوري:San Gregorio ووضعوا به 301 مدفعا ليحرس طريق المرسى الكبير الذي يمر بالقرب منه، وخلال زحف بوشلاغم على وهران عام 1708م، هاجم هذا البرج هو والقائد حسن وهدما جزءا منه وبعد الاحتلال الفرنسي احتل هذا البرج في ديسمبر 1830 وأصلح وجدد عام 1845، وما تزال بقايا حتى اليوم قائمة، ويسمى برج حسن بن زهوة نسبة إلى اليهودي حسن بن زهوة رفيق شطورة اليهودي.
-------------------------------------------------------------
أ.د.يحيى بوعزيز
كتاب مدينة وهران عبر التاريخ.
-http://halimede.huma-num.fr


معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...