ملوك مدينة وهران
الدولة الرابعة الموحّدون
ثم ملك وهران الدولة الرابعة وهم الموحدون سمّوا بذلك لأخذهم علم التوحيد عن شيخهم الشريف المهدي بن تومرت فهو الذي سمّاهم بذلك تعريضا بالمرابطين لكون أهل المغرب كانوا على مذهب المالكية في الاعتقاد وبمعزل عن التأويل فهم كتسمية لمتونة بالمرابطين لملازمتهم لرابطة شيخهم عبد الله ابن ياسين وانقطاعهم معه وأخذهم عنه فعبد الله بن ياسين شيخ المرابطين والمهدي بن تومرت شيخ الموحّدين.
وأول ملوك الموحدين شيخهم المهدي بن تومرت المذكور فهو ممن مهّد الملك لغيره ولم يملك وهران.
قال الغازي بن قيس في تاريخه : ـ وكان جدّه لأبيه دخل المغرب مع عقبة بن نافع الفهري الصحابي واستوطنه من حينئذ ـ
واختلف في نسبه على ستة أقوال :
فقال ابن رشيق وابن مطروح : هو مرغاتي نسبة لقبيلة يقال لها مرغاتة أحد بطون المصامدة.
وقال غيرهما : هو نفيسي نسبة لقبيلة يقال لها نفيسة إحدى بطون المصامدة أيضا فهو أبو عبد الله محمد المهدي بن تومرت الملقب أمغار أيضا ابن عبد الله بن وجليد المرغاتي أو النفيسي المصمودي.
وقال لسان الدولة ابن الخطيب السلماني في شرحه لرقم الحلل : هو من الآل من بني العباس بن الحسن بن علي كرم الله وجهه. وهو غير صحيح لأن الحسن السبط لا عقب له إلّا من الحسن المثني وزيد ، وعلى أنه من بني العباس فهو كما في الجمان ، والأنيس المطرب ، محمد بن عبد الله ابن عبد الرحمن بن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن سفيان بن جابر بن يحيى ابن عطاء بن رباح بن يسار بن العباس بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الشيخ علي بن أبي زرع في القرطاس هو من بني محمد بن علي وهو غير صحيح أيضا لأن محمد خلّف أبا هاشم فقط ولم يعقّب. وقال ابن نخيل وهو من أهل البيت من ذرية محمد بن سليمان أخي إدريس بن عبد الله لأن عبد الله الكامل له من الأولاد إدريس وسليمان ومحمد النفس الزكية وإبراهيم ويحيى ، وموسى ، هؤلاء باتفاق وعيسى على خلاف فيه .
وجعل بعضهم بدل إبراهيم جعفر فقال في رجزه :
وأول ملوك الموحدين شيخهم المهدي بن تومرت المذكور فهو ممن مهّد الملك لغيره ولم يملك وهران.
قال الغازي بن قيس في تاريخه : ـ وكان جدّه لأبيه دخل المغرب مع عقبة بن نافع الفهري الصحابي واستوطنه من حينئذ ـ
واختلف في نسبه على ستة أقوال :
فقال ابن رشيق وابن مطروح : هو مرغاتي نسبة لقبيلة يقال لها مرغاتة أحد بطون المصامدة.
وقال غيرهما : هو نفيسي نسبة لقبيلة يقال لها نفيسة إحدى بطون المصامدة أيضا فهو أبو عبد الله محمد المهدي بن تومرت الملقب أمغار أيضا ابن عبد الله بن وجليد المرغاتي أو النفيسي المصمودي.
وقال لسان الدولة ابن الخطيب السلماني في شرحه لرقم الحلل : هو من الآل من بني العباس بن الحسن بن علي كرم الله وجهه. وهو غير صحيح لأن الحسن السبط لا عقب له إلّا من الحسن المثني وزيد ، وعلى أنه من بني العباس فهو كما في الجمان ، والأنيس المطرب ، محمد بن عبد الله ابن عبد الرحمن بن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن سفيان بن جابر بن يحيى ابن عطاء بن رباح بن يسار بن العباس بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الشيخ علي بن أبي زرع في القرطاس هو من بني محمد بن علي وهو غير صحيح أيضا لأن محمد خلّف أبا هاشم فقط ولم يعقّب. وقال ابن نخيل وهو من أهل البيت من ذرية محمد بن سليمان أخي إدريس بن عبد الله لأن عبد الله الكامل له من الأولاد إدريس وسليمان ومحمد النفس الزكية وإبراهيم ويحيى ، وموسى ، هؤلاء باتفاق وعيسى على خلاف فيه .
وجعل بعضهم بدل إبراهيم جعفر فقال في رجزه :
خلّف ستة من الذكور
عبد الله الكامل في المشهور
عبد الله الكامل في المشهور
فجعفر بجزيرة سوس
وزرهون فيه مولاي إدريس
وزرهون فيه مولاي إدريس
وثالثهم مولاي سليمان
فقبره بثغور تلمسان
فقبره بثغور تلمسان
والينبوع فيه مولاي محمد
ومولاي موسى في بلاد الهند
ومولاي موسى في بلاد الهند
ومولاي يحيى في بلد السودان
بجاههم نجّنا من نيران
بجاههم نجّنا من نيران
فجعفر منه الجزولي محمّدا
به دليل الخيرات قد ابتدوا
به دليل الخيرات قد ابتدوا
من موسى كان الصالح الجيلاني
ومن محمد عليّ الثاني
ومن محمد عليّ الثاني
وأبو عنان صاحب الغزالا
غصنه من سليمان لا زالا
غصنه من سليمان لا زالا
ومن إدريس كان إدريس الثاني
قبرهما في زرهون الأثناني
قبرهما في زرهون الأثناني
مزاره فاس فيه ثم أمره
وقيل بل ضعيف ذاك قبره
وقيل بل ضعيف ذاك قبره
اجعلنا في حماهم يا من مهدهم
في الأرض يا رب بجاه جدّهم
في الأرض يا رب بجاه جدّهم
أعني بذاك سيّد الإرسال
محمد الموصوف بالكمال
محمد الموصوف بالكمال
وزوج بنته فاطمة البتول
عنه الرضاء بالبكور والأصول
عنه الرضاء بالبكور والأصول
وقال الحافظ أبو راس في عجائب الأخبار ، والخبر المعرب ، والصواب أنه من أهل البيت من بني محمد النفس الزاكية بشقيق إدريس. والصحيح أن سليمان بن عبد الله الكامل لم يأت المغرب لأنه مات بقصة فخ وإنما الذي أتى للمغرب واستقر بتلمسان وخلّف أولاده بها هو ابنه محمد بن سليمان. انتهى
ثم ملك وهران تلميذه وخليفته عبد المؤمن بن علي الكومي الزناتي واختلف في نسبه على قولين : فقيل أصله من بني عابد من قبيلة كومة أحد بطون ترارة أهل جبل تاجرا على ثلاثة أميال من مرسى هنين ويقال له أهناي.
وقيل أصله من بني عبس أحد قبائل قيس بن غيلان بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان بالحجاز. وعليه فهو أبو محمد عبد المؤمن بن علي بن يعلا بن مروان ابن نصر بن علي بن عامر بن لمتي بن موسى بن عون الله بن يحيى بن وزجايع ابن صطفور بن نفور بن مطماط بن هودج بن مادغس بن عبس بن قيس بن غيلان ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، قاله في الأنيس المطرب. والصحيح الأول ، وكان أبوه طيانا فخاريا يعمل النافخ فبينما هو في شأن طينه للنافخ إذ جاءته زوجته تبكي قائلة له إن ابني نزل عليه جند نحل فذهب معها إلى أن رآه في تلك الحالة فزم عنه النحل لذلك ثم انصرف ولم يؤذه فقال لعراف ما رأى فقال له أنت طيان من أين يبلغ ابنك الملك ، وتطلّب من صغره ، ولزم المساجد لدرس القرآن والعلم فقرأ على ابن صاحب الصلاة بتلمسان ، والشيخ عبد السلام التونسي ضجيع الشيخ أبي مدين ، ثم على المهدي فكان من العلماء الجماهر والفقهاء الأكابر وكذا أولاده من بعده. وتصدّا لشرح المقامات الحريرية وكان في الحزم والنجدة بالغاية وتعلم الحيل من شيخه المهدي فكان منها في الغاية من جملتها أنه علّم الطائر يقول عند زريبته العز والتمكين للخليفة عبد المؤمن أمير المؤمنين والشبل إذا رآه يبصبص ويسكن إلى أن صار أسدا. فبويع لذلك وقال في ذلك أبو علي :
آنس الشبل ابتهاجا لذا الأسد
ورأى شبه إليه لمّا قصد
ورأى شبه إليه لمّا قصد
ودعا الطائر بالنصر لكم
فقضى حقكم لما قد وفد
فقضى حقكم لما قد وفد
وأنطق الخالق مخلوقاته
بالشهادة فكلهم قد شهد
بالشهادة فكلهم قد شهد
بأنك القائم بالأمر له
بعد ما طال على الناس ذا الأمد
بعد ما طال على الناس ذا الأمد
وكان شاعرا بالغا فمن جملة شعره ما يروى أنه خرج يوما ومعه وزيره أبو جعفر بن عطية للتنزّه ببعض بساتين مراكش فنظر على طاقة دار عالية عليها شبّاك من خشب ، جارية بارعة قد خرجت تنظره فأوقعت به حبّا.
فقال ارتجالا من البسيط :
قدت فؤادي من الشباك إذ نظرت
فقال الوزير :
خذوا بثأري أيا عاشق بالمقلى
فقال عبد المؤمن :
كأنما لحظها في قلب عاشقها
فقال الوزير :
سيف المؤيّد عبد المؤمن بن علي
فاستحسنه وخلع عليه. ثم قتله بعد ذلك بغرناطة لنزغة ملوكية. وكان رقيق الطبع والحشاشة وتربي في البادية فاكتسب الرقة وكانت له جارية مولّدة من ولادة العرب تسمى حسناء وكان لها عاشقا وبها مغرما مع ما كان يكابده من تطويل المملكة وإخماد الفتن.
فقال ارتجالا من البسيط :
قدت فؤادي من الشباك إذ نظرت
فقال الوزير :
خذوا بثأري أيا عاشق بالمقلى
فقال عبد المؤمن :
كأنما لحظها في قلب عاشقها
فقال الوزير :
سيف المؤيّد عبد المؤمن بن علي
فاستحسنه وخلع عليه. ثم قتله بعد ذلك بغرناطة لنزغة ملوكية. وكان رقيق الطبع والحشاشة وتربي في البادية فاكتسب الرقة وكانت له جارية مولّدة من ولادة العرب تسمى حسناء وكان لها عاشقا وبها مغرما مع ما كان يكابده من تطويل المملكة وإخماد الفتن.
فقال فيها لما خرج يوما إلى بعض غزواته وودّعها منشدا :
ألا كيف صبري عنك يا غاية المنا
ألا إن روحي بعدكم سوف تذهب
ألا كيف صبري عنك يا غاية المنا
ألا إن روحي بعدكم سوف تذهب
لقد أورثتني يوم ودّعت حسنها
حرارة وجدي والهوى يتلهّب
حرارة وجدي والهوى يتلهّب
فقلبي حيران لفرط لهيبها
وفي الخدّ عين من دموعي تسكب
وفي الخدّ عين من دموعي تسكب
انظر أنيس الغريب والمسافر للشيخ مسلم بن عبد القادر. وكان في عصره الشيخ أبا يعزّى الغربي الهسكوري وقد شاهد منه كرامات عند الخليفة عبد المؤمن بن علي فقال لأخيه ما هذا الذي يذكر عن أخيك في مشاركته لله في علم الغيب فقال يا أمير المؤمنين أنت أقدر عليه مني فبعث إليه الأمير فلقيه الرسول بالطريق قادما للأمير فلما وصل سلم عليه ثم قال له يا أمير المؤمنين في نفسك شيء مما قال لك فلان وفلان في يوم كذا في ساعة كذا فهل لا أخبرك أنّ تحت ذلك البساط ألف دينار عيونا قطعتها وقلت في نفسك هل ترجع إلى بيت المال أم لا فقال له الخليفة صدقت وقلت الآن في نفسك أكتب له كتابا بكل ما يريد فأرح الكاتب ووفّر الكاغط. ثم قال حاجتي إليك أن تمشي معي لتلك الكدية وبها زرع وأحب أن تسقي ذلك الزرع من هذا الوادي فقال ومن يطيق ذلك ثم حرك الشيخ شفتيه فأمر الله المطر حتى شربت الكدية وجرت الأودية في الحين وقال له عرفنا بصدق الغيوب التي تذكر عنك فقال حماري يأكله السبع الليلة فوجّه الخليفة من جعله بين مربط خيله وبات عليه العبيد هنالك فلما أصبح تفقده العبيد فوجدوا الحمار عقيرا والسبع يأكل فيه حتى وقف عليه وضربه بعصاه فخرّ الأسد ميتا فقيل للخليفة ذلك فقال لجلسائة اعتبروا بهذه القصة فقد ضربها لكم مثلا .
فكأنه يقول أنا رب الحمار قتله لي الأسد فسلطت عليه وقتلته وأنا عبد ، وربي الله وإن قتلتموني غضب عليّ سيدي فيفعل مثل ذلك أو أشد وقد توفي رحمه الله ونفعنا به سنة اثنين وسبعين وخمسمائة (1) عن مائة وثلاثين سنة.
قال ابن رزقون كنت في العلماء الذين جمعهم عبد المؤمن بن علي سنة خمسين من القرن السادس (2) التي أمر فيها بحرق كتب الفروع وقام وزيره أبو جعفر بن عطية وقال بلغ سيدنا أن قوما تركوا الكتاب والسّنّة وصاروا يفتون بفروع لا أصل لها. فمن نظر فيها عاقبته وأنهم عندهم كتاب يقال له المدونة لا يرجعون إلّا إليه ومن العجب قولها بإعادة الصلاة في الوقت مراده بذلك أن يحمل الناس على مذهب ابن حزم الظاهري قال فحملتني الغيرة وتكلمت بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صلى أعرابي أمامه قال له صلّ فإنك لم تصلّ كما في البخاري فقال لا أحسن غير هذا فعلّمه ولم يأمره بإعادة ما خرج وقته فقام عبد المؤمن وسكن الحال ولم أر منه بعد هذا إلّا الكراهة انتهى
وهو الذي أمر بتكسير الأرض بالمغرب في سنة أربع وخمسين من السادس (3) من برقة إلى واد نون بسوس الأقصا بالفراسخ والأميال طولا وعرضا فأسقط بعد التحقيق الثلث للجبال والأودية والشّعاب والغيّب والسّباخ والطرقات والخراب وقسّط على الثلثين الباقيين الخراج وألزم كلّ قبيلة بقسطها من الزرع والورق والذهب. ثم بنى في التي تليها جبل الفتح (4) وحصّنه ونقل من عرب إفريقية للمغرب ألفا من كل قبيلة بأهلهم وهم الذين بالمغربين يقال لهم الحشم سمّوا بذلك لأنهم حشم عبد المؤمن بن علي أي أتباعه الخادمين له الممتزجين الأجناس. وبنى مدينة البطحاء بأرض هوارة تلك السنة ودفن بها شيخه وبنا على ضريحه قبّة وبإزائها جامعا وترك بها عشرة من كلّ قبيلة من قبائل
__________________
(1) الموافق 1176 ـ 1177 م.
(2) الموافق 1155 ـ 1156 م.
(3) الموافق 1159 ـ 1160 م.
(4) يقصد مدينة الفتح بجبل طارق.
قال ابن رزقون كنت في العلماء الذين جمعهم عبد المؤمن بن علي سنة خمسين من القرن السادس (2) التي أمر فيها بحرق كتب الفروع وقام وزيره أبو جعفر بن عطية وقال بلغ سيدنا أن قوما تركوا الكتاب والسّنّة وصاروا يفتون بفروع لا أصل لها. فمن نظر فيها عاقبته وأنهم عندهم كتاب يقال له المدونة لا يرجعون إلّا إليه ومن العجب قولها بإعادة الصلاة في الوقت مراده بذلك أن يحمل الناس على مذهب ابن حزم الظاهري قال فحملتني الغيرة وتكلمت بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صلى أعرابي أمامه قال له صلّ فإنك لم تصلّ كما في البخاري فقال لا أحسن غير هذا فعلّمه ولم يأمره بإعادة ما خرج وقته فقام عبد المؤمن وسكن الحال ولم أر منه بعد هذا إلّا الكراهة انتهى
وهو الذي أمر بتكسير الأرض بالمغرب في سنة أربع وخمسين من السادس (3) من برقة إلى واد نون بسوس الأقصا بالفراسخ والأميال طولا وعرضا فأسقط بعد التحقيق الثلث للجبال والأودية والشّعاب والغيّب والسّباخ والطرقات والخراب وقسّط على الثلثين الباقيين الخراج وألزم كلّ قبيلة بقسطها من الزرع والورق والذهب. ثم بنى في التي تليها جبل الفتح (4) وحصّنه ونقل من عرب إفريقية للمغرب ألفا من كل قبيلة بأهلهم وهم الذين بالمغربين يقال لهم الحشم سمّوا بذلك لأنهم حشم عبد المؤمن بن علي أي أتباعه الخادمين له الممتزجين الأجناس. وبنى مدينة البطحاء بأرض هوارة تلك السنة ودفن بها شيخه وبنا على ضريحه قبّة وبإزائها جامعا وترك بها عشرة من كلّ قبيلة من قبائل
__________________
(1) الموافق 1176 ـ 1177 م.
(2) الموافق 1155 ـ 1156 م.
(3) الموافق 1159 ـ 1160 م.
(4) يقصد مدينة الفتح بجبل طارق.
العرب وبعث خفية لقبيلته وهو بمراكش فأتوه في أربعين ألف فارس كلهم شبّان في أثناء سنة سبع وخمسين من السادس (1) فصيّرهم جندا له في الدرجة الثانية. لأن الدرجة الأولى هي أهل تنمليل ، والثانية كومة ، والثالثة الأتباع ، وأدناهم منه بطانة يركبون وراءه ويقفون على رأسه ويمشون بين يديه وقد تمهدت له العدوتان وبسط فيهما العدل حتى صارت المرأة تمشي وحدها حاملة معها ما تحبه من سوس الأقصى إلى برقة فلا يتعرض لها أحد ولا يكلمها بسوء. وكذا حفيده المنصور في أيامه مثله وقد ابتدأه المرض الذي مات منه في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة (2) بمدينة سلا حال تجهيزه الجيوش للغزو فنزل برباط الفتح وقد اجتمع عليه من القبائل ما يزيد على ثلاثمائة ألف ومن المطاوعة ثمانون ألف فارس ومائة فارس راجل وانتشرت محلته بسلا من موضع يقال له غيولة إلى موضع يقال له عين خميس. فتوفي ليلة الثلاثاء وقت الفجر ثامن جمادى الثانية تلك السنة (3) عن ثلاث أو أربع وستين سنة بعد ما ملك ثلاثا وثلاثين سنة وخمسة أشهر وعشرين يوما فحمل لتنمليل ودفن بجانب قبر شيخه المهدي. وإلى كون الموحدين ملكوا وهران في وسط السادس أشار الحافظ أبو راس في سينيته بقوله :
موحدون أتوا من بعد ذا وعلو
استحوذوا عليها في وسط السادس
موحدون أتوا من بعد ذا وعلو
استحوذوا عليها في وسط السادس
ثم ملكها بعده ابنه يوسف بن عبد المؤمن بن علي الكومي. وكان عالما صالحا منزّها عن سفك الدماء وهو أول من جاز بنفسه من ملوك الموحدين لغزو الأندلس وقيل أبوه قبله ملك بالمغرب من سويقة مطكوك قاصية إفريقية إلى وراء نون بأقصا سوس إلى آخر بلاد القبلة وبالأندلس من تطليت قاصية شرقي الأندلس إلى آخر غربي الأندلس. وهو الذي بنى قنطرة تانسيفت سنة ست وستين (4) منه وكذا القصبة وغيرها وأتى بالماء لإشبيلية من قلعة جابر، كل ذلك تلك السنة.
__________________
(1) الموافق 1161 ـ 1162 م.
(2) الموافق 1163 م.
(3) الموافق 14 ماي 1163 م.
(4) الموافق 1171 ـ 1172 م.
__________________
(1) الموافق 1161 ـ 1162 م.
(2) الموافق 1163 م.
(3) الموافق 14 ماي 1163 م.
(4) الموافق 1171 ـ 1172 م.
وقام عليه مزدرع الغماري المفتاحي سنة تسع وخمسين من السادس (1) وكتب في سكته مزدرع الغريب ، نصره الله قريب ، فبعث له جيشا فقتلوه وأتوا له برأسه لمراكش. ثم قام عليه بغمارة يوسف بن منفقيد سنة إحدى وستين (2) منه فتحرك له بجيشه في سنة اثنين وستين منه (3) فقتله وحمل رأسه لمراكش. ثم قام عليه بقفصة بإفريقية ابن زيري سنة أربع وسبعين فتحرك له من مراكش في السنة التي بعدها ووصل لإفريقية سنة ست وسبعين منه (4) وضايق ابن زيري ثم ظفر به وقتله وعاد لمراكش فدخلها في السنة السابعة وسبعين منه (5) وبنى المعدن الذي ظهر ببليان سنة ثمان وسبعين منه (6). ثم جهز الجيوش للجواز الثاني بالأندلس سنة تسع وسبعين منه (7) ولما حل بسلا أخبر بتمهيد إفريقية ثم رحل لمكناسة ثم لفاس وخرج منه سنة ثمانين من السادس (8) فحل بسبتة وأمر الناس بالجواز فجاز العرب أولا ، ثم زناتة من غير مغراوة ، ثم المصامدة ، ثم مغراوة ، ثم صنهاجة ، ثم أوروبة وسائر البربر ، ثم الموحدون والأغزاز والرماة ثم هو في عبيده ودائرته. فنزل بمرسى جبل الفتح. ثم للجزيرة الخضراء ، ثم لقلعة خولان ، ثم لاوكس ، ثم لشريش ، ثم لبنريشة ، ثم لإشبيلية ، ثم لواد بصر ثم لشنترين فنزل عليها وأدار بها الجيوش وضايقها ثم انتقل لغربها لأمر أراده الله تعالى فأنكر المسلمون ذلك وبعد العشاء أمر ابنه أبا إسحاق بالرحيل نهارا لأشبونة ويشن الغارات بجيش الأندلس خاصة فأساء الفهم ورحل ليلا فاتبعه الناس بلا علم من الأمير وبقي في شرذمة قليلة فسمع العدوّ فصك محلته إلى خبائه فمزقوه وقاتلهم بسيفه إلى أن قتل منهم ستة فطعنوه طعنات نافذة وقتل من جواريه ثلاثة وحلّ بالأرض فاجتمعت عليه عبيده وباقي
__________________
(1) الموافق 1163 ـ 1164 م.
(2) الموافق 1165 ـ 1166 م.
(3) الموافق 1178 ـ 1179 م.
(4) الموافق 1180 ـ 1181 م.
(5) الموافق 1181 ـ 1182 م.
(6) الموافق 1182 ـ 1183 م.
(7) الموافق 1183 ـ 1184 م.
(8) الموافق 1184 ـ 1185 م.
__________________
(1) الموافق 1163 ـ 1164 م.
(2) الموافق 1165 ـ 1166 م.
(3) الموافق 1178 ـ 1179 م.
(4) الموافق 1180 ـ 1181 م.
(5) الموافق 1181 ـ 1182 م.
(6) الموافق 1182 ـ 1183 م.
(7) الموافق 1183 ـ 1184 م.
(8) الموافق 1184 ـ 1185 م.
جيشه وتراجع المسلمون فدفعوا عنه العدو وهزموه وفتحوا البلد عنوة وقتل من العدو ما يزيد على العشرة آلاف ومن المسلمين جماعة ولاح الأمن للأمير فركب ورحل وضل الناس فاهتدوا بالطبول وساروا لإشبيلية. قال ابن مطروح القيسي في تاريخه فاشتدّ بالأمير ألمه ومات بالطريق قرب الجزيرة قاصدا مراكش يوم السبت ثاني عشر ربيع الثاني سنة ثمانين وخمسمائة (1) عن نحو الست وخمسين سنة بعد ما ملك اثنين وعشرين سنة وشهرا وستة أيام فحمل لتنمليل ودفن بجانب قبر أبيه ، وقيل مات بمراكش. قال اليافعي في تاريخه : وكان يحفظ أحد الصحيحين ، وذكر الحافظ اللواتي الشهير بابن بطوطة الطبخي في رحلته التي اسمها : تحفة النظار ، وغرائب الأمصار ، وعجائب الأسفار ، أنه يحكى أن يوسف بن عبد المؤمن دخل دمشق فمرض بها شديدا مطروحا بالأسواق وبعد برئه ، خرج لظاهر دمشق ليلتمس بستانا يحرسه فاستؤجر لحراسة بستان الملك نور الدين وأقام ستة أشهر وفي أوان الفاكهة جاء السلطان لبستانه وأمر أن يؤتى له برمان يأكله فأوتي به فوجده حامضا وتكرر ذلك فقال له الوكيل أنت في حراسة منذ ستة أشهر ولا تعرف حلوه من حامضه فقال استأجرتني على الحراسة لا على الأكل فأعلم الوكيل الملك بذلك فبعث له وكان الملك رأى في المنام أنه يجتمع به وتحصل له منه فائدة فتفرّس أنه هو وقال له أنت يوسف قال نعم فقام له وعانقه وأجلسه بحانبه واحتمله لمجلسه وأضافه بحلال مكتسب من كدّ يمينه لأنه من الصالحين كان ينسج الحصر ويقتات بثمنها فبقي عنده أياما ثم خرج من دمشق فارّا من أوان البرد الشديد فأتى قرية من قراها وبها رجل من الضعفاء فعرضه للنزول ففعل وأتاه بمرقة ودجاجة مطبوخة وخبز شعير فأكل ودعا له. وله جملة أولاد منهم بنت ، آن بناء زوجها بها وعادتهم أن يجهّزها أبوها ومعظم الجهاز أواني النحاس به يتفاخرون ويتبايعون فقال له أعندك النحاس قال بلى إني اشتريته كثيرا لتجهيز البنت فأمره أن يأتيه به فأتاه وقال له استعر من الجيران ما أمكنك ففعل وأحضره وأوقد عليه النار وأخرج صرة فيها الأكسير
__________________
(1) الموافق 23 جويلية 1184 م.
__________________
(1) الموافق 23 جويلية 1184 م.
فطرح منه عليه فعاد ذهبا. وتركه في بيت مقفل. وكتب لنور الدين ملك دمشق يعلمه به وينبّهه على بناء مارستان للمرضى الغرباء ويوقف عليه الأوقاف ويبني الزوايا بالطرق ويرضي أرباب النحاس ويعطي لصاحب البيت الكفاية.
وقال في آخر الكتاب إن كان إبراهيم بن أدهم خرج عن ملك خراسان فأنا خرجت عن ملك المغرب وعن هذه الصنعة. وقبره بكرك نوح من بقاع العزيز ببيروت وعليه زاوية يطعم بها الوارد والصادر ووقّف عليه صلاح الدين وقيل نور الدين الأوقاف. وقال اليافعي في تاريخه أن القضية وقعت لابنه المنصور كما ستراه إن شاء الله تعالى .
ثم ملكها بعده ابنه يعقوب المنصور ، وكان شهما شجاعا محبا للعلماء معظّما لهم مشاركا في كثير من الفنون. وأول ما فعله أخرج مائة ألف دينار ذهبا من بيت المال وفرقها على الضعفاء ، وكتب بتسريح المساجين ورد المظالم وإكرام العلماء والصلحاء ورجوع الأحكام للقضاة وإجراء الإنفاق على أهل الفضل والصلحاء والعلماء وتفريق الأموال على الأجناد وتشحيم الثغور بالخيل والأبطال وغزى إفريقية سنة اثنين وثمانين من السادس (1) فدوّخ وسبا إلى أن أذعنوا له ونقل عربها لمراكش وجاز جوازه الأول لغزو الأندلس سنة ثلاث وثمانين منه (2) فقتل وخرّب لأشبونة وانصرف للعدوة بسبي كثير ما بين النساء والصبيان. ثم ارتحل للأندلس لغزوة الأراك المشهورة سنة إحدى وتسعين منه (3) فأجاز العرب أولا ثم زناتة ثم المصامدة ثم غمارة ثم الموحدين ثم المطاوعة ثم الرماة ثم العبيد ثم هو في أثرهم ومعه العلماء والصلحاء وأهل النجدة والزعامة. فحل بالخضراء وزاد إلى أن بقي بينه وبين الأرك مرحلتان قدّم على جيشه أبا عبد الله بن صناديد وحصل المصافّ بالأرك فقسم جيشه على نصفين : نصفه في مقابلة العدو ، ونصفه كمينا. واشتدّ القتال ودارت نار الحرب فوقع النصر له وأثخن في العدو
__________________
(1) الموافق 1186 ـ 1187 م.
(2) الموافق 1187 ـ 1188 م.
(3) الموافق 1194 ـ 1195 م.
وقال في آخر الكتاب إن كان إبراهيم بن أدهم خرج عن ملك خراسان فأنا خرجت عن ملك المغرب وعن هذه الصنعة. وقبره بكرك نوح من بقاع العزيز ببيروت وعليه زاوية يطعم بها الوارد والصادر ووقّف عليه صلاح الدين وقيل نور الدين الأوقاف. وقال اليافعي في تاريخه أن القضية وقعت لابنه المنصور كما ستراه إن شاء الله تعالى .
ثم ملكها بعده ابنه يعقوب المنصور ، وكان شهما شجاعا محبا للعلماء معظّما لهم مشاركا في كثير من الفنون. وأول ما فعله أخرج مائة ألف دينار ذهبا من بيت المال وفرقها على الضعفاء ، وكتب بتسريح المساجين ورد المظالم وإكرام العلماء والصلحاء ورجوع الأحكام للقضاة وإجراء الإنفاق على أهل الفضل والصلحاء والعلماء وتفريق الأموال على الأجناد وتشحيم الثغور بالخيل والأبطال وغزى إفريقية سنة اثنين وثمانين من السادس (1) فدوّخ وسبا إلى أن أذعنوا له ونقل عربها لمراكش وجاز جوازه الأول لغزو الأندلس سنة ثلاث وثمانين منه (2) فقتل وخرّب لأشبونة وانصرف للعدوة بسبي كثير ما بين النساء والصبيان. ثم ارتحل للأندلس لغزوة الأراك المشهورة سنة إحدى وتسعين منه (3) فأجاز العرب أولا ثم زناتة ثم المصامدة ثم غمارة ثم الموحدين ثم المطاوعة ثم الرماة ثم العبيد ثم هو في أثرهم ومعه العلماء والصلحاء وأهل النجدة والزعامة. فحل بالخضراء وزاد إلى أن بقي بينه وبين الأرك مرحلتان قدّم على جيشه أبا عبد الله بن صناديد وحصل المصافّ بالأرك فقسم جيشه على نصفين : نصفه في مقابلة العدو ، ونصفه كمينا. واشتدّ القتال ودارت نار الحرب فوقع النصر له وأثخن في العدو
__________________
(1) الموافق 1186 ـ 1187 م.
(2) الموافق 1187 ـ 1188 م.
(3) الموافق 1194 ـ 1195 م.
قتلا وسبيا وانهزم الفنش (1) وفتح الحصن عنوة تلك السنة وكان جملة القتلى ثلاثين ألفا والأسارى خمسة آلاف. وجال بالقتل والسبي والتخريب إلى إشبيلية فدخلها وبنى جامعها الأعظم ومنارته فكان بين غزوة الزلاقة والأرك مائة واثنا عشر سنة وفتح كثيرا من مدن الأندلس وحصنيه وبنى مراكش ورباط الفتح وجامع حسان ومنارته حال جوازه للأندلس ثم رجع لمراكش سنة أربع وتسعين منه (2) وأخذ البيعة لابنه الناصر فبدأه مرض موته ولما اشتدّ به قال ندمت على ثلاث مسائل وهي إدخالي عرب إفريقية للمغرب وهم أهل فساد ، وبنائي رباط الفتح وهو بعيد لا يعمر ، وإطلاقي أسارى الأرك ولا بد لهم من طلب الثأر ، وتوفي رحمهالله بعد صلاة العشاء من ليلة الجمعة ثاني عشرين من ربيع الأول سنة خمس وتسعين وخمسمائة (3) بقصبة مراكش وحمل لتنمليل فدفن بها وهو ابن أربعين سنة بعد ما ملك أربعة عشر سنة وإحدى عشر شهرا وأربعة أيام. قال أبو الفدا صاحب حماة وكان يتظاهر بمذهب الظاهرية وأعرض عن مذهب مالك. قال اليافعي في تاريخه ويحكى أنه زهد في الملك وساح إلى أن مات بالشام لأني سمعت ممن لا أشك فيه أن جمعا من شيوخ المغاربة تذاكروا رسالة القشيري وما فيها من مشايخ المشارقة ومناقبهم فرأوا معارضته برسالة فيها مناقب شيوخ المغاربة ثم تذاكروا أن في القشيرية من زهد في الملك من المشارقة وهو ابن أدهم فلم يجدوا ذلك في شيوخ المغرب وقالوا لا يتم إلّا بذكر ملك زهد في الملك فجاء الشيخ الكبير أبو إبراهيم إلى يعقوب المنصور فسرّ به وأعطاه جوهرا نفيسا فالتفت الشيخ أبو إبراهيم إلى شجرة هناك ونظرها فإذا هي حاملة جوهرا يدهش منه العقول فعلم السلطان ما أكرم الله به أولياءه غنى صارت ملوك الدنيا بين أيديهم كالخدم ، وملكهم حقير كالعدم ، فعندها أحقر يعقوب الملك وزهد فيه وصار من أكابر الأولياء. قال الحافظ أبو راس في عجائب الأخبار ، وما يقال أنه ساح في الأرض وترك الملك زهدا ووصل إلى الشام وقبره به
__________________
(1) يقصد الفونسو قائد النصارى الإسبان.
(2) الموافق 1197 ـ 1198 م.
(3) الموافق 12 جانفي 1199 م.
__________________
(1) يقصد الفونسو قائد النصارى الإسبان.
(2) الموافق 1197 ـ 1198 م.
(3) الموافق 12 جانفي 1199 م.
كما هو الشائع عند العوام لا أصل له زاد اليفريني في نزعته أنه لم يسح ولا حمام له وأنه لم يزهد ، وليس بمولاي وإنما ذلك كله خرافات انتهى
ثم قال الحافظ أبو راس في الخبر المعرب ، كان ابن زهر الطبيب الماهر بمراكش عند يعقوب المنصور فتشوّق وأهله بإشبيلية فسمعه يقول هذه الأبيات الثلاثة :
ولي واحد مثل فرخ القطات
صغير تخلّفت قلبي لديه
ثم قال الحافظ أبو راس في الخبر المعرب ، كان ابن زهر الطبيب الماهر بمراكش عند يعقوب المنصور فتشوّق وأهله بإشبيلية فسمعه يقول هذه الأبيات الثلاثة :
ولي واحد مثل فرخ القطات
صغير تخلّفت قلبي لديه
وأفردتّ عنه فيا وحشتي
لذاك الشخيص وذاك الوجيه
لذاك الشخيص وذاك الوجيه
تشوّقني وتشوّقته
فيبكي عليّ وأبكي عليه
فيبكي عليّ وأبكي عليه
قال فأرسل المنصور المهندسين لإشبيلية وأمرهم أن يحيطوا علما ببيوت ابن زهر وحارته ثم يبنوا مثلها بمراكش فذهبوا وانقلبوا لمراكش وفعلوا ما رأوا في أقرب مدة ثم أمر بنقل عيال ابن زهر وكل ما يتعلّق به بعد ما فرش المهندسون البيوت بمثل فرشه ووضعوا فيها آلة مثل آلته ثم جاء ابن زهر فرأى دارا أشبه بداره فتحير وظن أنه نام ، وتلك أضغاث أحلام ثم رأى ولده الذي تشوق له يلعب في البيت ورأى أهله جالسين فسرّ سرورا عظيما وهو القائل لما شاب رحمهالله تعالى:
كانت سليمى تنادي يا أخيّ وقد
صارت سليمى تنادي اليوم يا أبانا
كانت سليمى تنادي يا أخيّ وقد
صارت سليمى تنادي اليوم يا أبانا
وهو مثل قول الأخطل في المعنى حيث قال :
وإذا دعونك عمّهنّ فإنه
نسب يزيدك عندهنّ خبالا
وإذا دعونك عمّهنّ فإنه
نسب يزيدك عندهنّ خبالا
وإذا دعونك يا أخيّ فإنه
أدنى وأقرب خلّة ووصالا
أدنى وأقرب خلّة ووصالا
ولما أراد المنصور أن يحمل الناس على مذهب ابن حزم الظاهري وسمع المواق ذلك جمع من كتب ابن حزم مسائل كثيرة انتقدت عليه وأراها للمنصور فلما قرأها قال أعوذ بالله أن أحمل أمة محمد على هذا وثنى عليه وليس هو المواق شارح مختصر الشيخ خليل لأن الشارح متأخر عن هذا بنحو ثلاثمائة سنة .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire