lundi 22 janvier 2018

ملوك مدينة وهران 1


ملوك مدينة وهران

بداية من القرن الثالث الهجري
الدولة الأولى ملوك مغراوة عمال بني أمية


وأول العمال مغراوة عمال بني أمية الذين هم الدولة الأولى ، وأول من ملكها من مغراوة خزر بن حفص المختط لها في القرن الثالث كما مرّ. وتولى إمارة مغراوة بوهران وغيرها بعد موت أبيه حفص بن صولات بن وزمار ابن صقلاب بن مغراو. ووزمار هو الذي أسلم على أيد سيدنا عبد الله بن سعد ابن أبي صرح ، لما غزى إفريقية وبعثه لأمير المؤمنين ، وخليفة رسول رب العالمين سيدنا عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه ثالث الخلفاء بالمدينة المنورة ، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم فجدّد إسلامه على يده وعقد له على قومه ورجع لإفريقية. ومن ثم بقيت مغراوة موالي لبني أمية كصنهاجة للعلويين العبيديين بإفريقية.
وأقام خزر مقام أبيه في أمر زناتة واعتزّ قومه على المضرية بالقيروان واستفحل ملكهم وعظم سلطانهم على البدو وزناتة بالمغرب الأوسط عند تقلص ظل الخلافة بعض الشيء بالمغرب حيث عمت فتنة ميسرة الحقير ومدغرة وقوى اعتزاز خزر وقومه ، وعتوّه وانتشر صيته وعلت كلمته عند المروانيين بالأندلس والأدارسة بالمغرب الأقصا والسليمانيين برشقون وتلمسان ، والشيعة بإفريقية إلى أن هلك في خلال ذلك.
قال البكري في تاريخه المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب :
وفي سنة سبع وتسعين ومائتين (1) زحف قبائل كثيرة إلى وهران يطالبون أهلها بإسلام بني مسقن إليهم لدماء كانت بينهم فأبى أهل وهران من إسلامهم إليهم فنصب القبائل عليهم الحرب وحاصروهم ومنعوهم من الماء فخرج عنهم بنو مسقن وهم من أزديجة ويقال لهم بنو مسرقين ليلا هاربين واستجاروا بأزديجة فأجاروهم وتغلّب الحاركون على أهل وهران فخرج أهلها منها بأنفسهم وأسلموا ذخائرهم وأموالهم للحاركين وخربت وهران وأضرمت نارا وذلك في ذي الحجة من هذه السنة (2) ثم عاد أهل وهران إليها في السنة بعدها وهي سنة ثمان وتسعين ومائتين (3) بأمر أبي حميد داوس بن صولات ويقال له داوود عامل تاهرت.
وابتدأوا بنيانها في شعبان من هذه السنة (4) فعادت أحسن مما كانت وولى عليهم داوود بن صولات الدهيصي ، محمدا بن أبي عون فلم تزل في عمارة وكمال ، وزيادة وحسن حال.
وهو مخالف لما في الحافظ أبي راس.
ولما هلك خزر بن صولات تولى بموضعه ابنه محمد بن خزر وسكن وهران وأجلب على ضواحيها بكل ما أراد وشنّ الغارات في المغرب الأوسط إلى إفريقية وفي الأقطار إلى المصامدة وهابته الملوك وخشيت سطوته وأذعنت له
__________________
(1) الموافق 909 ـ 910 م.
(2) الموافق 11 أوت ـ 8 سبتمبر 910 م.
(3) الموافق 910 ـ 911 م.

(4) الموفق 4 أبريل ـ 2 ماي 911 م.
الناس وعاش كثيرا من السنين وجرب الأمور.
فقد قال ابن خلدون في تاريخه الكبير في الجزء السابع منه أنه نيف على المائة سنة بكثير والذي يقتضيه استقراء كلامه من أوله إلى آخره أنه بلغ المائتي سنة أو قاربها فإنه قال في أخباره أن إدريس بن عبد الله لما نهض إلى المغرب الأوسط سنة أربع وسبعين ومائة (1) تلقاه محمد بن خزر هذا وألقى إليه المقادة وبايع له عن قومه وأمكنه من تلمسان بعد أن غلب عليها بني يفرن أهلها وانتظم لإدريس بن إدريس الأمر وغلب على جميع أعمال أبيه وملك تلمسان وقام بنو خزر هؤلاء بدعوته كما كانوا لأبيه إلى أن قال : ثم وفد على المعتز بعد ذلك سنة خمسين وثلاثمائة (2) وهلك بالقيروان وقد نيّف على المائة من السنين. .
لكن قال الحافظ أبو راس في عجائب الأسفار في الكلام على مغراوة كلام ابن خلدون فيه تخليط وتناقض ا ه. وفي سنة ست وثلاثمائة (3) حرك ازديجة وعجيسة على محمد بن خزر المغراوي وقاتلوه شديدا ، وحاصروه عتيدا ، إلى أن أخذوا من يده وهران عنوة فبقيت في ملكهم وتحت تصرفهم سبع سنين وهم عمال على المروانيين ثم صاروا عمالا على الشيعة. ثم قام عليهم محمد ابن خزر بجيوش لا تحصى وحاصرهم وأثخن فيهم إلى أن غلبهم عليها سنة ثلاثة عشر وثلاثمائة (4) وبقوا تحت حكمه. ولما غلبهم عليها وعادت لحكمه بعد حروب كثيرة كان الظفر له فيها عليهم ، أخّر نفسه ، وولى عليها ابنه الخير وبقي ازديجة وعجيسة تحت حكمه ، وفي قبضة جبره وحلمه. فقام الخير بضبط ملك وهران غاية الضبط وظاهر المروانيين بالأندلس كعادة أسلافه وأمير الأندلس وقتئذ عبد الرحمن الناصر وشن الغارات على ضواحي وهران والمغرب الأوسط فملك بلاد الغرب كلها وسوس الأدنا وتلمسان والصحرا وحارب الشيعة ملوك إفريقية وتاهرت حروبا عظاما وغزى بسكرة والمسيلة والزّاب
__________________
(1) الموافق 887 ـ 888 م.
(2) الموافق 961 ـ 962 م.
(3) الموافق 918 ـ 919 م.

(4) الموافق 925 ـ 962 م.
ودوّخ المغرب الأوسط تدويخا عظيما ووالده محمد بن خزر لم يفارقه في كل ذلك. واتصلت يده بيد موسى بن العافية المكناسي فبثا معا دعوة المراوانيين امراء الأندلس بالمغربين وقطعا دعوة الشيعة بإفريقية ثم فسد ما بينهما وتزاحفا للحرب فبعث لهما عبد الرحمان الناصر أمير الأندلس قاضي قرطبة وهو الفقيه منذر ابن سعيد الولهاصي ثم البلوطي فأصلح بينهما ولم يزل الملك في يده إلى أن انتقل لولده محمد بن الخير بعده.
(يتبع)

Aucun commentaire:

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...