jeudi 15 mars 2018

مفتي الديارالمستغانمية وتلميذ الحضرة الوهرانية العالم مصطفى بن قارة المستغانمي


ترجمة مفتي الديارالمستغانمية وتلميذ الحضرة الوهرانية
العالم مصطفى بن قارة المستغانمي 
1276- 1375هـ/1860-1956م

هذه الترجمة الموجودة في أعلام الجزائر1830-1954 : منشورات وزارة المجاهدين سنة 2008. هي لصديقي الأستاذ بليل حسني وله مقالات كثيرة في هذا الكتاب فأدرت أن أعيد الأمور إلى نصابها وعزو الأقوال إلى أصحابها من المهام الكبرى في التدريس ، وعائلة الشيخ تقيم حاليا بوهران بعد أن هاجروا من تجديت ومكتبة الشيخ بحوزتهم بوهران .
اسمه و كنيته :
هو عبد القادر بن عودة بن الحاج محمد بن قارة مصطفى الشريف الحسني من سلالة سيدي عفيف بمستغانم .
مولده و طلبه للعلم:
ولد بمستغانم مسقط رأسه سنة 1860م كما جاء في " الكتاب الذهبي " le livre d’or de l’algerie) و قيل سنة 1859 م ، و الأول هي الأصح لأنها من رواية تلميذه ابن شهيدة .
و لذا كان محل عناية أبيه مصطفى أحد أشهر حفظة القرآن الكريم في وقته ، حيث اشرف شخصيا على تحفيظه القرآن الكريم منذ صغره ، و بعد وفاة الوالد انتقل إلى كفاله عمه " الشيخ سيدي بن عودة " بمدينة غيلزان حيث يقيم العم الذي رباه أحسن تربية و علمه ما يحسنه من العلوم الدينية كالتفسير و الحديث و الفقه ، كما تعلم النحو و الصرف على يد علماء مدينة غليزان.
وعاد بعد ثلاث سنوات إلى مدينة مستغانم ليواصل طلبه للعلم.
رحلاته لطلب العلم و شيوخه:
قام مترجمنا برحلات متعددة لطلب العلم إلى كل من قصر البخاري وتلمسان ووهران ، و تعلم على علماء و شيوخ نذكر منهم :
- العلامة أبو الحسن سيدي علي بن عبد الرحمن ، مفتي الديار الوهرانية ( ت 1324 هـ ).
- الشيوخ العربي بلقاسم و المدني و العكرمي – بزاوية الموسوم – بقصر البخاري .
- الشيوخ سيدي أحمد المختار و الطاهر بن عمار و الأخضر بن ميموني .
- الشيخ العربي الفجيجي الذي تلقى عنه علوم النحو و الصرف و العروض.
- الشيخ ابن عبد الله شيخ زاوية غليزان.
- القاضي أبو بكر بن شعيب بن علي الجليلي التلمساني ( ت 1347 هـ / 1927م ).
- الشيخ قدور بن سليمان المستغانمي
- الشيخ محمد بن أبي القاسم الحفناوي - بزاوية الهامل ببوسعادة.
أما ابرز تلاميذه فهم:
- ابنه البكر ولد البشير.
- الشيخ الطاهر بن شهيدة اليحياوي .
- القاضي و الشاعر عبد الحميد رئيس محكمة وهران.
- الشيخ الفقيه يوسف المجاهري ( ت 1944هـ ).
- الشيخ الصوفي احمد بن مصطفى العلوي .
نشاطه و أعماله :
عمر الشيخ بن قارة المسجد الأعظم بمستغانم كأستاذ لحلقاته ابتدءا من سنة 1885 م حيث كان يحفِظَ القرآن الكريم و يدرس الحديث و الفقه المالكي و التوحيد و النحو و الصرف ، و يقول تلميذه ابن شهيدة بان شيخه ابن قارة كان محل اهتمام أهل المنطقة ، و أن أول درس شرع فيه الشيخ حضره عالم من علماء المدينة المنورة و قال لهم بعد أن استمع لدرس الشيخ : " يا أهل مستغانم لقد فتح الله عليكم عينا من عيون العلم و المعرفة فاشكروه على نعمه، و اغتبطوا في ذلك و اغتنموا تسعدوا ".
كما كان الشيخ يلقى دروسا في مساجد المدن التي كان ينتقل الى زيارتها .
الإجازات المتحصل عليها :
من بين الإجازات التي كان الشيخ يعتز بها إجازة القاضي أبو بكر بن شعيب بن علي الجليلي التلمساني، فقد قال عنه : " و قد أجازني إجازة عامة مفصلة و سند القاضي شعيب في إجازته عموما موجود عند الشيخ عبد الكبير الكتاني و جعفر الكتاني و الشيخ القادري و القهري و العمراني و العنادي و علي بن عبد الرحمن شويوش ، و يعبر عنه بالوهراني والطالي و المهدي و الفقيه ابن حمزة و القاسمي و الفحلي و ابن غزة ....الخ " . توجد نسخة مخطوطة بحوزتنا.
ميزاته العلمية :
كان الشيخ ابن قارة محدثا فقيها و مفتيا و ناظما ، و يغلب إليه الميل القليل إلى المتصوفة في غير إفراط ، فقد وصفه معاصروه بأنه عالم جليل متواضع قليل النضير ، عالم مصلح بارز و معلم من معالم مدينة مستغانم الذي تمتع فيها بسمعة و مكانه رفيعة.
آثاره :
1 - منظومة " قرة الأعيان في أدب تلاوة القرآن " و هي منظومة من 124 بيتا قسمها إلى مقدمة و فصول أشار إلى اسمها في مقدمتها فقال:
سْميتها بقرة الأعيان....في آداب تلاوة القرآن
و قد قام العلامة الشيخ محمد بن طكوك بتقريظ هذه المنظومة قائلا:
أيا من تسامت له همــة .... ترغبه أبدا في الكتاب
مرتل آياتـــه خاشعـــــا ..... فديتك عرج على ذا الآداب
على نسج ذاك البليغ الفصيح ....كنز العلوم حليف الصواب.
وهي مخطوطة عند الأستاذ
2- حتمية الأنوار المحمدية النبهانية مختصر المواهب اللدنية السلطانية " و هو نظم مختصر " الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية " للشيخ القاضي يوسف بن إسماعيل النبهاني المتوفي سنة 1922 م ، و هو مجموع أبيات، منظومة في 92 بيتا.
3 - نيل الأمان في شرح عقد الجمان لنظم فتح الرحمن " و هو شرح لأصل " عقد الجمان النفيس في تراجم علماء غريس " لمؤلفه سيدي عبد الرحمن التوجيني الذي قام بنظمه القاضي شعيب التلمساني ، و قد شرحه نظما تلبيه لطلب القاضي شعيب ، حيث يقول في هذا الصدد: '' فأجبته بعد الاستخارة و شرحته بفضل الله امتثالا لأمره و إسعافا لرغبته على ما اعلمه من نفسي من القصور عن ذلك الشأن ، و سميته بنيل الأمان في شرح عقد الجمان لنظم فتح الرحمن .....''.
و عقد الجمان سبق للشيخ محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم الراشدي المزيلي أن قام بشرحه في منظومة سماها : '' فتح الرحمن في عقد الجمان ''.
4- رسالة مطولة في صفحات أربع كبيرة كتبها كرد على جواب العالم الأمثل سيدي بن عودة ابن إسماعيل إمام مسجد زاوية الشيخ بن عبد الله بغليزان فيما يتعلق بفتاوى شيخه العلامة علي بن عبد الرحمن مفتي الديار الوهرانية ساق فيها الأدلة الشرعية و البراهين العقلية التي لا تقبل الجدال في صحة ما أفتى به شيخه. توجد بحوزة العائلة
5- مخطوط : رسالة في جواز إعطاء الزكاة لآل البيت.
6- مخطوط : إرشاد الخلق إلى الحق .
7- رسائل في فنون متنوعة من توحيد وفقه و إرشاد و نحو و صرف ( توجد عند بعض الخواص ).
المناصب التي تولاها :
عين مدرسا بالجامع الأعظم بمستغانم خلفا للشيخ محمد الحاج بن عمر بعد تعيين هذا الأخير سنة 1885 م مفتيا للمدينة، حيث كان يحفظ و يشرح القرآن الكريم ودرس متن خليل و بن عاشر ، و الحديث الشريف فدرس صحيح البخاري و الموطأ و الأربعين النووية ، و التوحيد و السيرة الشريفة و الأخلاق و غيرها من الآداب .
في سنة 1898 م عين مفتيا لمدينة مستغانم بعد وفاة الشيخ محمد الحاج بن عمر ، و قد احدث تعيينه في هذا المنصب ضجة داخل المدينة نظرا لصغر سنه ، حيث كانت هذه الوظيفة لا تسند إلا للكهول و كبار السن ، و لكن هذه الضجة سرعان ما خمدت بعد ان شاهد المواطنون من فقه و حكمة الشيخ و عمق معارفه و غزارة علنه حيث بقي الشيخ في هذا المنصب حتى بدأت أيادي الاستعمار الفرنسي تتدخل في تعيين رجال الدين الذين يهادوننها و لا يحرضون المواطنين عليها ، و لما كان الشيخ ممن لم يسكتوا عن مظالم الاستعمار و لم يكن يفوت

أي فرصة أو درس الا و حرض المواطنين على عدم الرضوخ للاستعمار ، فقام الحاكم الفرنسي بعزله من منصب المفتي.
وفاته :
توفي الشيخ رحمه الله يوم الاثنين الثالث رجب 1375 هـ الموافق لـ 14 فبراير 1956 م بمدينة مستغانم ، و قد حضر تأبين جنازته و صلى عليه الشيخ محمد بن طكوك و الشيخ الطيب المهاجي عالم وهران و مسندها و الشيخ المهدي بوعبدلي مفتي الشلف و غيرهم ، و دفن بتربة سيدي قدور بن سليمان .
المصادر :
- تعريف الخلف برجال السلف للحفناوي - مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية 1985.
- بن سكيرج أحمد الرحلة الحبيبية الوهرانية – طبعة حجرية – فاس ( د.ت. ط ).
- المستغانمي ( عبد القادر بن عيسى ) مستغانم و احوازها عبر العصور تاريخيا و ثقافيا و فنيا ، المطبعة العليوية ، مستغانم ، الطبعة الأولى ( د. ت . ط ).
- مقال لأحد تلاميذ الشيخ بعنوان " وفاة المفتر الشيخ عبد القادر بن قارة مصطفى " منشور بجريدة النجاح السنة 35 ، العدد 4378 ، سنة 1956 م .
- ابو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائري الثقافي ج4.
-Brochien jean André (le livre d’or de l’algerie) baconnier frères . Édition Alger 1937

dimanche 11 mars 2018

الشيخ الميلود المهاجي


الشيخ الميلود المهاجي
cheikh Miloud El Mehadji
1327-1422هـ/1909-2001م
صاحب المقولة : عشت من الفلاح إلى الهداية


الشيخ المولود من دعاة الحركة الإصلاحية وأحد معلميها ، دعا بما تدعو إليه جمعية العلماء المسلمين ، وتنكب في سبيلها وحوكم وسجن فلم تلن فيه فناته، ملم يتزعزع إيمانه ، هو أول من تتلمذ على الإمام عبد الحميد بن باديس في ( العمالة الوهرانية) وقد نشأ في عائلة علمية دينية ، وواصل المسيرة معلما وواعضا مرشدا ومازال إلى الآن رافعا لواء الكفاح وعمره 80 عاما في مسجد الهداية الإسلامية.
مولده :ولد يوم 16 نوفمبر 1909 في وهران في أسرة محافظة مشهورة بالعلم والصلاح .




تعلمه:
تعلم القرآن الكريم في قرية (كريشتل) ضواحي وهران ، ولما أتم حفظه حفظ جملة من المتون والمصنفات التحق بعمه الشيخ الطيب المهاجي المشهور بعلمه وتقواه، و هو من الأعضاء المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين الجزاىريين ، فاخذ عنه المبادئ العلمية من نحو وصرف وفقه وعقائد بمسجده الكائن بالمدينة الجديدة-زاوية الشيخ ابن تكوك في صحبة ابن عمه زدور محمد ابراهيم قاسم المهاجي ، وشيخنا عبد القادر بوجلال وغيرهم كثير .
زيارة ابن باديس لوهران 1933
وفي سنة 1933 زار الشيخ عبد الحميد بن باديس وهران في نطاق دعوة جمعية العلماء فاستقبله الشيخ الطيب المهاجي في بيته الذي اجتمع عليه جمع كبير تقديرا لعلمه فوعدهم بإلقاء درس في المسجد .فانتشر الخبر في المدينة وتجمهر الناس في (مسجد الباشا الكائن في شارع فيليب) وما أن دنت الساعة المحددة بعد صلاة العصر حتى تقدم الأستاذ إلى المحراب يرافقه الشيخ الطيب المهاجي وجماعة من كبار المصلحين فألقى درساً في قوله تعالى  ياأيها المدثر قم فأنذر ، وربك فكبذر ، وثيابك فطّهر ، والرجز فاهجر ، ولاتمنن تستكثر، ولربك فاصبر] فحرك بتحليل معاني هذا الدرس الشعور والإحساس ، والفكرة الحبيسة منذ أزمان وعاد بالقوم إلى ماضي سلفهم وأصالتهم ، فسيطر عليهم إحساس عظيم وشعور جريد.
وما أن سمع الشاب المهاجي هذا الدرس حتى اضطرمت في نفسه رغبة طموحة من أن يلتحق بقسنطينة ويضحي من تلامذة الأستاذ ابن باديس ، وليس له إلا أن يعد العدة وينتظر دنو السنة الدراسية المقبلة.
إلتحاقه بالجامع الأخضر:
وفي شهر اكتوبر عام 1933 كان من بين الطلبة الجامع الأخضر ينهل من مناهل العلم فيه إلى آخر سنة 1935 أين تجددت له الرغبة في اللحاق بجامع الزيتونة الذي انضم إلى طلبته لكنه ماكان ينهي عامه الأول فيه حتى عاد إلى قسنطينة يشكو قلة ذات اليد، فنصحه الاستاذ ابن باديس بالعودة إلى وهران، والاكتفاء بما عنده، وقد زوّده بإجازة تسمح له بمباشرة العمل بما اكتسبه من العلم، ولما تسلح به من الإستعداد للدعوة وإيقاظ الوعي.
نشاطه وعمله وموقف السلطات منه:
حلّ بوهران في سنة 1936 وفي سنة جذوة متأججة من قبس الإيمان ، فدعا إلى تأسيس مدرسة عربية لتعليم القراءة والكتابة ومبادئ علوم العربية ، فاستجاب له الناس ، وأسسوا معه مدرسة كانت نواة لمدرسة الفلاح التى أتت من بعد ، وعدت من كبريات مدارس مدينة وهران.
شرع الوعي والتعليم في حجرة الواحدة التي اكتراها رجال الإصلاح وأثثوها وكان عددهم نحو الثلاثين عضوافي بداية الأمر،لكنهم ما لبثوا أن تضاعف عددهم مرات ، وأصبحت الحجرة الواحدة لا تكفي لإستقبال عشرات من التلاميذ المقبلين على تعلم العربية بلهفة مما جعل الجماعة يعقدون العزم على إنشاء مشروع كبير يتلاءم مع كثرة المقبلين على التعليم إلاّ أنّ الإدارة الإستعمارية كانت واقفة بالمرصاد لتعلن عزمها على كبت هذا الشعور المتدفق وإطفاء هذه الشعلة المتوهجة التي تنيرالدروب المظلمة وتبعث على الصحوة الفكرية فأصدرت أمرا اعتباطيا يقضي بإغلاق المدرسة
حل بالمدرسة محافظ الشرطة مع عونين له آمرا معلميها بإخراج التلاميذ وغلق المدرسة وتسليم المفتاح لكن المعلم قد رفض الإمتثال للأمر قائلا: دونك فافعل ما تأمربه ولكنه لم يفعل ، واكتفى بأن هدد واوعد ، وعاد ادراجه ، وحكم عليه بالعصيان واحاله على المحكمة كمجرم عليه بشهر سجنا، وغرامة قدرها الف فرنك ، واستمرت المدرسة تؤدي رسالتها غير آبهة بعراقيل تضعها الحكومة من جهة وتذكيها الطرقية من جهة أخرى بفضل صمود أصحابها وحزمهم واعتدالهم.
زيارة الشيخ الطيب العقبي لوهران ومساندته للشيخ الميلود المهاجي:
زار الشيخ الطيب العقبي وهران في سنة 1937 وصادف أن انعقد مؤتمر في الملعب البلدي دعت إليه الجبهة الشعبية ، ونظم المؤتمر جميع الأحزاب ، الحزب الشيوعي والحزب الإشتراكي ، وكان من بين الحاضرين الشيخ الطيب العقبي، فألقى خطابا مثل فيه جمعية العلماء ، وتعرض فيه لمظالم يلاقيها الشعب الجزائري ومنها حادثة المدرسة فقال: اسمعوا أيها الحاضرون إن الشرطة دخلت مدرسة الفلاح فوجدت الشيخ المولود المهاجي كاتبا على السبورة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ، فأحالته على المحكمة التي حكمت عليه بشهر سجنا وبغرامة ألف فرنك ، فقولوا معي أيها الحاضرون ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ،فارتفعت الأصوات بالتهليل مرارا ، وما ذلك إلا ليشعر الشعب الجزائري بوجوب التصدي والصمود والجرأة والشجاعة لأن الحق لا ينال إلاّ بالقوة.
(( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا )) الحج 40.
ولما لم تجد الإدارة الإستعمارية سبيلا لكبت شعور الأمة المتدفق عمدت لتحريك الطرقيين والخرافيين لمجابهة زحف المصلحين فظل الصراع قائما وانتصر في النهاية الحق على الباطل.
إعتقاله :
وفي اوائل الحرب العالمية الثانية ،اعنقل الشيخ المهاجي تشفيا وانتقاما لتحديه وصموده وجرأته فظل أياما في زنزانة من زنزانات وهران نثم سيق به إلى الصحراء حيث أودع معتلق جنان بورزق الذي قضى فيه ثلاث سنوات ، ولما أفرج عليه بعدها عاد إلى التعليم ، واستأنف دعوته الإصلاحية بعزم وثبات .
انتقاله إلى واد رهيو:
وفي سنة 1950 بعث به الشيخ العربي التبسي معلما و واعظا ومرشدا إلى واد رهيو ، فما أن حل فيه حتى قام بنشاط مكثف فاجتمع عليه أهلها وسار بهم قدما قدما في سبيل الإصلاح فأسس مسجدا ومدرسة ثم افتتاحهما باسم جمعية العلماء في سنة 1954 وما يزال المسجد والمدرسة قائمين إلى الآن ، إلاّ أنّ المدرسة لم تعد تابعة لجمعية العلماء.
وإذا العناية لاحظتك عيونها *** نمْ فالمخاوفُ كلهنّ أمانُ .
انتقل إلى واد رهيو بمفرده فقضى فيه سبع سنوات وكان يزور خلالها المدن والقرى المجاورة في تطاق الدعوة وفي سنة 1957 كان في لطف الله وعنايته أن كان في زيارة أهله في وهران ليلة هجوم الفدائيين على أحد غلاة الإستعمار رئيس محطة القطار فقتلوه وإثر العملية الفدائية اعتقل تسعة من رجال الإصلاح فاعدموا حالا، ولو وجدوه لكان عاشرهم لأنه يعتبر يعتبر في نظرهم رأس الفتنة وفعلا بحثوا عليه فلم يجدوه وقد أنذره اصحابه بعدم العودة إلى واد رهيو ، واشتغل فعلا بالتعليم في مدرسة حي البحيرة الصغيرة في وهران إلى غاية الإستقلال.
عند الاستقلال :
وعند الاستقلال عين إماما في مسجد (حي التشجير) LES PLANTEURS إلا أن المسجد لم يكن بالمعنى المتعارف وهو عبارة عن زاوية تنسب إلى الشيخ عبد الباقي، فبإعانة من سكان الحي والسلطات المحلية هدم المبنى القديم وأقيم على أنقاضه مسجد (عمر بن الخطاب) الذي لايزال إلى الآن.
وفي سنة 1964 فضل الانخراط في سلك التعليم فعين في مدرسة باستور إلى أن أحيل على التقاعد في سنة 1977.
وأخيرا تطوع بالإمامة في مسجد الهداية ، كما يتردد على مساجد أخرى كلما دعى الامر إلى ذلك ،
وفاته : توفي في 9 ربيع الثاني 1422 الموافق لـ 30 جوان 2001 رحمه الله تعالى

samedi 10 mars 2018

معركة رأس العين بوهران

معركة رأس العين بوهران
يوم الجمعة
03 من ذي الحجة عام 1247 الموافق لـ 04 ماي  1832


لقدانتدبا الشيخان الأمير عبد القادر بن زيان الزياني والشيخ محي الدين بن مصطفي رضي‌الله‌عنهما جميع المخزن الذي هو الدوائر والزمالة والغرابة والبرجيةوغيرهم من أرزيو وحميان والعبيد الشراقة وبني شقران والحشم وبني عامر وسائر الجهة الغربية ، فوافقوه على الجهاد ، ورغبوا فيه وهم في الفرح والسرور بغاية ما يكون من الازدياد. ولما اجتمع الجيش العرمرم ذهب به الشيخان للحرب والأمير عليه هو السيد محي الدين ، ونزلا به أولا بوادي الحمام ، وثانيا بسيق ، وثالثا بتنازات من أرباض تليلات وكتبا بطاقة للطاغية على أحد الخصال الثلاثة التي هي الإسلام أو الجزية أو القتال في الحين وبعثها الشيخ السيد محي الدين مع رجل يقال له علي بن زرفة من أصحاب وادي الحمّام ، فذهب بها عليّ ولم يظهر له خبر للآن بالاحتكام. ولمّا انقطع خبره وطال أمره جدّا تقدم السيد محي الدين بالجيوش ونزل بها في سيدي معروف وبه جاءه المخزن مجتمعا في غاية الترفّه بما لهم من الملابس والفروش ، وعتاق الخيل تحتهم كأنها النعام أو العزلان ، ولباسهم منوع بسائر الألوان ، وسروجهم مزوقة مرونقة وجلود النمر مسدولة مع الخيول ، وهي في سيرها منهمدة كأنها السيول ، وسلاحهم في غاية الصفاوة له شعاع وبروق ، وعلى تلك الخيول رجال في الشجاعة كأنها الأسود وألوانها لها نور وشروق ، فبات المخزن تلك الليلة معوّلا على القتال وطالبا للمكافحة والنزال ، شائقة أنفسهم للقاء الرحمان ، سائلة منه الشهادة للفوز بجنة رضوان ، ومن الغد تفرق المخزن بالجيش وقسّمه رايات باشتهار ، وانتشر ممتدّا من الحافة للمروج لكدية الخيار ، وضرعوا في قتالهم في ذلك اليوم ، فلا ترى من شدة الوطيس وكثرة القتلى من الجانبين إلّا الطيور لها عليهم الحوم ، وافترق الفريقان عشية ، وأخذ كل موتاه أخذة قوية ، وقد تمادى المسلمون في هجومهم ، في ذلك اليوم بغاية الجهد والقوة إلى أن وصلوا لوسط المحلة الفرانسوية وللحفير الذي ببرج صنطاندري saint andre في غاية القوة ، ثم من الغد ارتحلت محال المسلمين ونزلوا بالضاية ، وابتدأ القتال بين الفريقين من الزوال إلى ظلام الليل ، والمخزن له تقدّم للنزال ، وحرص على دوام القتال ، ثم انفصل الفريقان ورجع كل لمحلّه بالتحقيق ، وانجرح من الدوائر الحاج المزاري من سبّابته اليمنى لنيل التوفيق ، وعدة ولد عثمان من صدره ، وانكسر الحاج بن كاملة من ركبته وسلم في أمره ثم المختار بالتريكي ، والمولود بالبرغوث ، وأخذ النصارى فرسه الأزرق شديد الرغوث ، ويحيى بونوة ، والمختار بن ساردي ، وهم في غاية تقدّم وتمادي ، وكان ذلك في ثالث ورابع وخامس وسادس ماي سنة اثنين وثلاثين من الأعوام العجمية المسطورة ، الموافق لسنة ثمان وأربعين من الأعوام العربية المشهورة وإلى هذه الواقعة في الأربعة الأيام المتوالية أشار السيد الحاج الفقيه عدة بن علي الشريف المذكور في عروبيته بقوله :
يا سايلني نعيد للشكر هديا للجيش الّي مشرّب للكفر الامرار
إلى أن قال :
يا سايلني نعيد لك هذا الغيوان يوم انحركوا انجوعنا لبلاد الرّوم
الأقطاب اثنين جمع في ذا الديوان وانصرهم يا لطالب الحي القيّوم
حمر اللحيا الشيخ الأفحل بن زيّان يبغي الجهاد قدها عز المظيوم
محي الدين الوقيح زيفط للعربان جاته الإسلام كافّه تراس وقوم
أمحال قويّا التمت يا فرسان لا من يحصي أعدادها هيلات اطموم
إلى أن قال :
كعجبوني اغرابتي عز عليا على الاعلاج يا ملاح احملهم جار
اخبرهم راه شاع في كل اثنيا دمّارين الجهول وشبوب الّي بار
بطّيو ناس قدها ذوك اجزايا يوم الدّبلا أعلامهم صاعب غرّار
تعقر من لا اتجيب كيف البرجيا ناس الشيعات والشنا وأهل التفخار
وبني شقران واكدين اعموميا يزهوا خوتي منين حضر في المشوار
جات امطافيل مالمعسكر يا خيا خلجوا الاعلاج زينهم كباب ـ لار
يا عجب شوف ما اضنات الحشميا طفيل اغريس ليس ما فيهم تعيار
الاعرج صبّار جابها للكلبا وات قولي عليه شباب الي بار
ناس الحمّام ثاني لاقوا بيا ذكروهم من قبيل للعاد زنجار
وبني عامر قدها ما صليا كالخل إذا اعناو يهدم الأسوار
وادوايرنا أهل الشنا والعشويا من ناس قبيل ها الخوا يسروا الاشكار
أهل امشاطي يوقدوا أهل اجزايا أهل اركبات بيض وامراكيب احرار
يوم الحيها اتصيبهم في لوليا يقتحم الاصفوف ما فيهم توخار
/ قطّاعين الروس نقم للعديا أولاد اسماعيل قدها رهج الكفّار
وازمالتنا امدمرين الكفريا من يتكلف يشطر عظمه تشطار
إلى آخر القصيدة.
 - من كتاب طلوع سعد السعود ، ويحتاج الامر إلى زيادة تفصيل وبيان في قابل الايام إن شاء الله.

القاضي أحمد بن حامد بن الحاج بن عودة ابن ددوش

 القاضي أحمد بن حامد بن الحاج بن عودة ابن ددوش
  التلمساني ثم الوهراني
1859-1928م/1275 -1346هـ

تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج.

مقدمة : هذه الترجمة أخذت من رحلة الشيخ السكيرج الموسومة ب: من كتاب الرحلة الحبيبية الوهرانية  الجامعة للطائف العرفانية للقاضي أحمد سكيرج ، وتفاصيل هذه الترجمة من حيث شيوخ إبن ددوش وتلاميذه والأماكن التي تولى فيها القضاء ورحلته إلى مالي والسودان وأفراد أسرته ونياشينه التى أحرزها مدّة خدمته للقضاء (27 سنة) تجد ذلك كله مفصلا بالوثائق خاصة الأسرية منها في كتاب تكميل البستان (مخطوط).
ملاحظة : ستتبع هذه الترجمة بسائر تراجم هذه الرحلة (تراجم وهرانية –تلمسان –مستغانم –سيدي بلعباس) .
ومنهم قاضي الحضرة الوهرانية ، الحائز قصبات السّبق في المقامات العرفانية، العلاّمة الفاضل، المتحلي بأجمل الفضائل، أبو العباس الشيخ سيدي أحمد بن حامد بن الحاج بن عودة ابن ددوش التلمساني. هذا السيد الجليل، ذو المنصب الجميل، له أخلاق عذبة المذاق، دالة على طيب الأصول والأعراق، قد توفر فيه الحسن والإحسان، فهو حسن الخلق والخلقة، يملأ عين ناظره سرورا، وينشرح به الصدر انشراحا ونورا ، يخالط الناس وهمته فوق الثريا ، يلين جانبه لأهل الفضل مع سلامة الصدر، وبشاشة المحيا ، وقد خاض في العلوم الفقهية والحديثية والتفسيرية حتى اعترف له بالفضل أهل الفضل ، وتضلع من الفنون العصرية ما فيه الكفاية ، واغترف من بحر العلوم الوهبية أسراروأنوارا، ولا تقنع نفسه بالوقوف على ما حصّله من ذلك ، بل المقصود عنده إمام ويسلك في طلبه أوضح المسالك ، وكنت قبل اجتماعي به سمعت من احواله ما حملني على الغبطة التامة في ملاقاته ، فاستعملت قصيدة بقصد توجيهها إليه ، وقبل إخراجها من المبيضة ، اجتمعت به فوجدته ممن انطبعت محبتنا في قلبه قبل الاجتماع ، ولا زال يتردد إلينا غالب الأوقات في كا يوم إلى أن قدر الله الفراق وقت الوداع ونص القصيدة المشار لها تنويها بقدر ذوي الفضل المستحقين للذكر بما لهم من كمال الفضل وهو من خاصة الأحباب في الطريقة التجانية
سلكنا فجاج البر شوقا للإخوان     تحلوا بأداب وحسن واحسان
وخضنا البحارالزاخرات لعلنا     ترى وجههم حتى وصلنا لوهران
ونسأل اهل الفضل في كل بلدة   حللنا بها عمن له رفعة الشان
فيرشدنا أهل البلاد لمن له     ترى رتبة في الفضل او بعض إحسان
إلى ان حللنا هذه البلدة التي     ترى من قديم الدهر من خير بلدان
فأخبرنا أهل النهى أنّ مثلهم    عديم نظير في علوم وعرفان
فحركنا الشوق المؤجج في الحشا    لرؤيتكم يا من سما بين اقران
وإن لنا شوقا لرؤية مثلكم     لنذكره فيمن رأينا من اعيان
وأنت الذي لا شك تذكر أولا   لكونكم في الفضل ليس لكم ثان
وهل أحد مثل ابن ددوش قدره     يخل بوهران واهل تلمسان
سرى ذكره في العرب مثل اعاجم     من أقصى الغرب حتى السودان
ألا ايّها القاضي الجل ومن له    جلالة علم زانها حسن إتقان
واضحت له في الفضل ارفع رتبة    يعظمها بين الورى كل إنسان
أتينا إلى وهران شوقا لأهله    ليحي بهم قلبي وتذهب احزاني
وإنّي مشتاق لرؤية وجهكم     لأنّك قاضي الوقت في قطر وهران
وإنّك من أهل المروءة والعلا     وإنّك من أحباب قلبي وإخواني
وليس لنا قصد يشين وإنّما     نحب لقا امثالكم من ذوي الشاني
على أن جلّ النّاس قد صار ذكرهم     لرؤية حسن او لرؤية إحسان
وإنّي ارى خير المودة للفتى     بشاشة وجه زانه نور إيمان
لك الله من شيخ تكامل فضله   وأوصافه ليست تسام بنقصان
فعش كوكبا في رتبة المجد طالعا   محوطا بحفظ الله من كيد شيطان
ودم و زمان السعد لا زال مقبلا    عليك بنيل المرتجى طول أزمان
الإفصاح عن مقصود المؤلف بالجمع بالأفاضل
وقد أفصحت في هذه القصيدة عن المقصود من الإجتماع به، وبأمثاله الأفاضل مما لا تبقى به نفس السامع منقبضة ، ممّا يتوهم من أنّ ذلك لغرض نفساني.
والله يعلم إنني ذو همّة     تابى الدّناءة عفّة وتكرّما
فلست بحمد الله ممن يثني على النّاس للأغراض
ولست تراني واقفا عند باب من     يقول فتاه سيدي اليوم راقد
ذلك هو الذي جلبت عليه نفسنا منذ الصبا ، فلا أخالط الغير إلاّ برفع الهمّة ، سواء كان مخفوضا أو منتصبا ، وقد ذكرنا هذا القول هنا ليكون مطالع هذه الرحلة على بال ممّا يقف عليه من مدح بعض الأفاضل فيظن أننا تعرضنا بذلك للنوال كما هي عادة غالب الشعراء في المدح الذي هو من قبيل السؤال على أنّ هذا الفاضل وأضرابه من اهل هذا الوطن في مراعاة الجانب بكمال الإحتفال في السر والإعلان.
أثني عليه بما اسداه من كرم  إليّ في النّاس في سر وفي علن
ولا زال بحول الله أشكره     مع الشريف الحبيب مدة الزمن
فإنّ سيدنا الحبيب بن عبد الملك هو السبب في معرفتي بهذا السيد الجليل ، وفي معرفة أمثاله ، ولا شك أن تراجمهم كلها مندرجة في ترجمة سيدنا الحبيب المذكور وهو المقصود بهذه الرحلة من أول من تم حتى نسبت إليه ، فهي الحبيبية الوهرانية جعلها الله من السعي المشكور، وقد خضنا مع صاحب الترجمة في المذاكرة فنونا، وأبدى له من كنوز الأسرار جوهرا مصونا، ومع ذلك يستنتج ما لدينا بألطف سؤال، ويتنزل غاية التنزل عن المقام في المقال ، حتى أدى به الحال إلى أن استجازني في ما لدي ، واستسمن ذا ورم مني فيما رآه يسبب إلى لكمال حسن ظنه ، واعتقاده الجميل فلم يسعني غير إجابته لإحراز دعوته ، فأجزته بإطلاق حسبما تلقيته عن أشياخنا أولى المعارف والأذواق ، وتجردنا عندئذ عن لباس ستر الحقائق بيننا ، وخضنا في بحور المعارف ، وتذاكرنا في فنون شتى وتحقيق أصولها، لما جبل عليه من البحث عن حقائق الأشياء، حتى انجر الكلام بنا إلى فنون السيمياء من أوفاق و حروف وأسماء، وسألني عن رأيي  في علم الكيمياء فذكرت له  ماكنت منكبا عليه من البحث عن حقائق هذه الفنون منذ صباي أمّا علم الأوفاق  وما عطف عليه فمن الفنون التي لا ينذكرها إلاّ من يجهل انفعال المكنونات بما قام بها من السر المنوط بها غير أن هذه الفنون تلطخت بانتحال المدّعين حتى انطمست معالمها فلا يتوصل لها إلاّ الخصوص في الخصوص، ولا سئل إلى إنكار خصائصها بعد ان تكلم عليها من شهد لهم الخاص والعام بالولاية والمعرفة الكبرى.
كيف تنفى خصائص الأسماء    وبالأسماء مظهر الأشياء
شاهدتها أهل الشهادة لمّا    أخلصوا قصدهم لرب السماء
وأما الكتب المؤلفة  في ذلك فهي عون للطالب على السلوك على منهج يقضي لنيل المطالب فهي كاكتب المؤلفة في علم الكيمياء وقد قال في ذلك صاحب الشذور:
فإن قلت فيهم النظم والنثر إن يكن ...كلامكم فيه عن القصد نائيا
فإن جوابي عنه أن مرادنا...به رجل لا يبرح الدهر جاثيا

ولما لم يقف الخائضون في ذلك على الاصطلاح الذي يتوصل به إلى معرفة حقائق الرسوم المؤلفة في تلك العلوم ، وهو عند غير أهله  من  الأمر المحتوم كتمه المختوم عليه بطابع الكتمان عند من لديه علمه ،وأنشدته قول جابر فيما يظنه متعاطي فن الكيمياء من أن المقصود من العقاقر ماهو معروف عنده وليس الأمر كذلك:
للقوم خل ثقيف يعملون به...وخبزة بدقيق الفكر قد علمت
ليس الزرانيخ والكبريت بغيتهم...ولا زيا يقيهم تباع إن طلبت
ثم خضنا في أسرار طريقتنا التجانية وأذكارها الخاصة بأهل المراتب العرفانية مما لا يذكرها إلا مشافهة ولاتحمله بطون  الدفاتر وإن كانت الأسرار وتدافع عن نفسها  وعقل غير مستحقها عن الوصول إليها عاجز وفاتر وبما خضنا فيه حالة المذاكرة كان يتوهم بأن لنا يدا في المعارف بها من بحر المعرفة الحقيقية غارق،ويتخيل له أن لنا بذلك مزية وخصوصية مع أني بشهادة الله:
لست شيئا أرى ولا بعض شيئ ...غير أن الكريم جاد وأعطى
وحباني من فضله بهبات...وعلى العيب بالمكارم غطى
والذي آعطانيه المولى جل إسمه هو حسن ظن مثل هذا السيد الجليل فينا بما جبل عليه من مكارم الأخلاق ،وعذوبة الأذواق ببركة الانحياش إلى الجناب الأحمدي ،فرجوا من الله بجميل ظنهم أن يحقق فينا ذلك ،وإني لاحق بأن أنشد ما قيل راجيا من المولى آن يسلك بنا أوضح سبيل:
يظنون بي خيرا وما بي من خير...ولكنني أرجوه من عالم السر
وما كان هذا الظن حتى أراده...وتحقيقه إن شاء من أيسر السير
ولصاحب الترجمة الباع الطويل في اللغتين العربية والفرنسوية يتقن الفرنسوية إتقانا تاما بفصاحة في الأولى محكمة يستحلي السامع كلامه إذا تكلم ،وإن سكت تكسوه حلة الهيبة،فلا يتجاسر أحد على مخاطبته إلا إذا تبسم،وقد تصدر لخطة القضاء زمنا طويلا في قطر السودان وقطر وهران ففاز بالتقدم على غيره من الإخوان،  وقد شاهدت من بروره بنا ما زادني فيه محبة على محبة،حتى إنه طلب الرخصة من الحكومة للذهاب معي بنفسه لتلمسان بعد أن رغبني في القدوم إليها على ما أكد به على سيدنا الحبيب بن عبد المالك في الوجود إلى تلك البلدة لإشتياق ساداتنا الإخوان إلى الإجتماع معي خوفا من تغيير خاطرهم إذا لم أساعدهم بالوصول لتلك البقاع ،فساعدته الحكومة على ذلك فاقتطع الورقة للركوب ببابور البر لي وله من عنده ،وسرنا إلى تلمسان في رفقته مسير البدر في مطلع سعده بعد أن قضيت أياما بوهران ،وسأعيد القول في هذا الموضوع بحول الله وسألته عن المقصود بالتماثيل الموضوعة على أبواب المحكمات ومعنى الرسم العجمي المرقوم عليه،فذكر لي أن ذلك إشارة إلى المساواة والحرية والأخوة ، وكذلك التماثيل المذكورة وبعد مفارقتي لصاحب الترجمة بالجسم دون الروح كاتبته بهذه القصيدة:
صفوا لحبيبي ما ترون من أشجاني...وما قد دهاني بعده بين إخواني
فقد صدري من نواه ولم أجد...لحمل الذي لاقيت صبرا لوجدان
أحن له والشوق يزداد في النوى ...حنين مشوق في أحبته فإن
ويزداد شوقي عند قصدي لمضجعي ...فتشغل أفكاري وتسهر أجفاني
فلا النوم ياتيني فأبصر طيفه...ولو في المنام  لا ولا الصبر يلقاني
فاسكب طول اليل دمعا مزجته...دما كاد يحكيه شقائق نعمان
ولو لا انسكاب الدمع ذبت من الجوى...ولو لا الجوى ما فاض مني عيان
وأحس زفراتي التي أجج الهوى ...لواعجها بين الحشا بعد أحزان
وكنت خلي البال لكني شغلته ...بحبي حبيبا في محبته عان
وما كنت أحجوا أن أكون مقيدا...بحبي ويرميني ببعد وهجران
وما ضره لو كان بعد بعاده...يحملكم منه السلام على الفاني
أنا ذلك الفاني الذي لست معرض...وحق الهوى عنه لغير بسلوان
ولكنني أسلو بمدحي لأحمد ابن ددوش... قاضي العصرفي قطر وهران
محل ودادي بالذي قد رأيته...له من وداد صادق بين إخواني
وأخلص في صدق المحبة جهده...ولم يال جهدا من وداد وإحسان
فأكرم به من سيد ساد غيره...بفضل عظيم فيه ماختلف اثنان
لفد شاع من بين الأفاضل فضله...بغرب وشرق من ذكور ونسوان
يخوض من العلم البحار بفكره...ويخرج منها در سر ومرجان
ويقتنص الأسرار مهما بدت له...بألطف آداب وأكمل عرفان
فيظفر بالمقصود في كل مطلب ...إذا رامه من كل جن وإنسان





ولي فيه من بين الرجال فراسة...تفرستها فيه بحق وإيقان
وذلك إن دام اجتهاد اعتنائه ...سيصبح ذا التصريف في كل الآكوان
فقد نال من سير التجاني معارفا ...بها صار في العليا متوج تيجان
فصار رفيع الفدر تعنو لمجده...برؤوسها في الكون سائر الأعيان
فلا زال يلقى كل قصد ميسرا...بلا تعب يلقاه من غير نقصان

وقد أجابني عنها بكتاب بديع الخطاب لولا ما اشتمل عليه من إطرائي بالمدح والثناء لذكرته في هذا المحل،ولكن ضربنا عنه صفحا حذرا من غرور النفس بما ليس فيها من التنويه برفع الشأن،مع أنَّها مقيدة بقيد الكسل عن المسارعة لخير العمل ،والله أسأل التوفيق لي وله ولمن أحبه لما فيه رضا المولى ،ويجعلنا لقبوله أهلا آمين.

·       من كتاب الرحلة الحبيبية الوهرانية  الجامعة للطائف العرفانية للقاضي أحمد سكيرج.





mercredi 7 mars 2018

الشيخ العلامة محمد بن ڨريد الغربي الوهراني

الشيخ العلامة محمد بن ڨريد الغربي الوهراني
CHEIKH MOHAMED BENGUERID EL GHARBI

(ORAN )
.....-1244هـ/.....- 1828م



تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج
من الشخصيات الوهرانية البارزة الذي لا نجد له ترجمة في المصادر المطبوعة السيد
العالم العلامة الحجة الفهامة السيد محمد بن ڨريد الغربي، إنما إشارات الشيخ المازري صاحب طلوع السعود ومن قبله الزياني صاحب الدليل . وقد حاول الأستاذ يحي بوعزيز ولم يظفربشىء ، وتكريما لهم سنذكر موجز هذه الترجمة وفي موقعنا الخاص سنذكرها وافية بمصادرها ومخطوطاتها.
هو العالم العلامة الحجة الفهامة السيد محمد بن ڨريد الغربي ولاه محمد بن عثمان الكبير التدريس في المدرسة المحمدية بوهران التي كانت تقع في شارع المسجد العتيق وقد تسمى هذا الشارع باسم هذه المدرسة ، وكان سكن الشيخ يقع عن مقربة من المدرسة وهي قرية خنڨ النطاح التي أزالها الفرنسيون عندما توسعوا في المدينة شرقا.
شيوخه :
بعد حفظه للقرآن الكريم حفظا متقنا أخذ علم القراءات بطرقها السبعة قراءة الإمام نافع نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، وابن كثير الداري المكي وعبد الله بن عامر اليحصبي الشامي ، وعاصم بن أبي النَّجود الأسدي الكوفي ، وأبو عمرو بن العلاء البصري وحمزة بن حبيب الزيات الكوفي ، وأبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي الكوفي ، كل هذه القراءات أخذها عن شيخ الإقراء بأحواز وهران المقرىء الشيخ سيدي الخيار الريفي وضريحه موجود بدوّار السانيا ، وكان السكان الأصليون في هذا الدوّار يحتفلون بهذا الشيخ كل السنة ، وكان الشيخ الغيور بوجمعة الجوميت- le Géomètre boudjamaa وهو زوج أخت جدتي رحمة الله عليهم أجمعين من الشخصيات البارزة ومن أعيان هذا الدوّاب يشرف على هذا وقد حضرنا في عدة مناسبات في الحفل.
وأمّا العلوم النقلية والعقلية فأخذها عن فقهاء فاس وفضلائها كالإمام العالم العلامة الأريب، المفسر المحدث الفقيه الأصولي اللغوي الأديب، صاحب التآليف الحسنة، والفوائد المستحسنة، الجامع لشتات العلوم، المنطوق منها والمفهوم، أبو الفيض حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون بن عبد الرحمن الشهير بابن الحاج، السُّلمي أصلاً وحسباً، والمرِداسي نسباً، الفاسي داراً ومنشأ والشيخ عبد السلام بن الطيب بن عبد القادر بن أحمد بن يحيى بن علي الأزمي الحسني. كان علامة مشاركا مدرسا فصيحا مطلعا، تخرج على يده عدة من العلماء وأصبح شيخ الجماعة في وقته.
توفي عن سن عالية ودفن بروضة أولاد بنيس بالقباب (المغرب)، ذكر عنه أنه كان يجلس للقراءة قبل الشروق ويبقى إلى صلاة الظهر ثم يقوم من مجلسه ويقوم أصحابه للصلاة، ثم يجلس للقراءة بعد الصلاة إلى العصر، كما ذكر أن له شرحا على الأربعين النووية، والشيخ العلامة محمد الطيب بن عبد المجيد بن عبد السلام بن كيران الفاسي داراً ومنشأً، شيخ الجماعة بفاس، العلامة النظار، المطلع الحافظ، المفسر الكبير والفقيه العلامة المحقق الإمام محمد بن عمرو بن عبد الله الزروالي الفاسي . 
كان رحمه الله متبحر في جميع العلوم والقائم عليها قيام أهل الاجتهاد المطلق، مع فصاحة لسان، يعجز عنها سحبان... بحرا لا يجارى في مجال العلوم ،والشيخ إدريس العراقي فسندهم هو سنده.
من تلاميذه : يكفيه فخرا أن الأمير عبد القادر بن محي الدين من تلاميذه وقد أخذ عنه العلوم العقلية من منطق وبلاغة ونحو.
مؤلفاته : له مجموعة من المؤلفات ولم نظفرإلا بواحد منها فقط.
وفاته : توفي شهيدا ببيته الكائن بخنق النطاح -وهران - سنة أربعة وأربعين ومائتين وألف 1244هـ الموافق لسنة 1828م ، قتله بعض من تسلّط على زوجتيه من اللصوص عمدا لا جهلا ، ولما قام ليدافع قتل ليلا ، وحضر لدفن العلامة ، وشاهد منه عجائب الكرامة ، ونجا الظالمان إلى أن قبض أحدهما في ولاية تلميذه الأمير ناصر الدين الحاج عبد القادر بن محي الدين ، ورفع به فبحث عن أمره بحثا مشددا. ولما ثبت القتل عليه مكّنه من قرابة الشيخ ابن قريد فقتلوه قصاصا لا رحم الله قاتل الشيخ أبدا. هذا موجز ترجمته .

samedi 3 mars 2018

الفقيه مصطفى بن زيان الزياني


الفقيه مصطفى بن زيان الزياني
مفتى الديار التيهرتية
ومن بقايا ملوك وأمراء بني زيان
1884 -1972
تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج.
أولا: شخصيته

هو الشيخ مصطفى بن محمد بن عبد القادر بن زيان الأكبر ينتمي نسبه إلى سلالة بنى زيان ملوك تلمسان وهذا النسب موجود في وثيقة محفوظة عند عائلة زيان شريف وجاء في آخر الوثيقة المخطوطة مايلى:هكذا وجد بخط الشيخ أبي راس رحمه الله، وكتب مقيدا لذلك عبد ربه الرحيم الرحمن محمد بن الحاج عبد القادر بن زيان وبتاريخ 15 صفر سنة1321 هـ
ولد سنة 1884م بسيڨ.كما جاء في النسخة من الدفتر الأصلي تحت رقم 826 وهو بخلاف ما جاء في وثيقة الفريضة التي تحدد مولده بــ 1896 وكان والده وجده يسكنان بتلمسان في دار بحي الحديد، حيث مقام الأشراف والأعيان في ذلك الحين.

ثانيا: حياته العلمية

أ‌- حفظه للقران الكريم و المتون العلمية

تلقى القران الكريم ومبادىءالعلوم في صغره علي والده محمد بن زيان وجده الشيخ عبد القادر بن زيان الأكبر، وكانا من العلماء المتصوفين ، و جده هذا من المجاهدين الأوائل الذين شاركوا مع الأمير عبد القادر في عدة معارك ، وخاصة معركة خنق النطاح بوهران ومعركة المقطع الشهيرة، و إثر مرض والده الشيخ محمد بن زيان و اعتلاله ، نقل إلى بادية سيدى العبدلي في أحضان الطبيعة حيث الصفو والهدوء وطيب المقام ، وكان والده شاعرا ملهما وخطاطا بارعا غيرأنه لم يستقر به الحال والمقام رغم ماأحيط به من الرعاية والعناية من محبيه ومريديه، ولذا ، ونزولا لبعض بنى عمومته المقيمين ببادية سيق ارتحل والده إليها بأهله وذويه وعشيرته ، وذلك للراحة والإستجمام ولكن الله العلي القديرأراد غير ذلك ، إذ سنة 1905 انهار على الدار جدار عال لأحد الجيران اليهود ، فانقض البنيان عليهم، ومات تحتالأنقاض والده وأخوه وأختاه ، وقد أبى جده قبض أي دية أو تعويض من اليهودي عن هذه الفاجعة التى مات ضحيتها أربع أنفس .

ب- شيوخه وأساتذته في العلم في سيڨ :

إستمر تعليم الشيخ مصطفى وأخوه عبد القادر تحت إشراف جدهما، ثم أخذا عن الفاضل القدوة الشريف الجامع بين شرفي العلم والنسب الحاج المنور بن البشير بن محمد بن البشير أحد أشراف المبطوحين يتصل نسبه بسيدى عبد الله الشريف دفين واد المبطوح بناحبة سبق بعرش الشرفاء وكان لهذا الشيخ إعتناء بحفظ المتون العلمية فمن جملة ماكان يحفظ من المتون مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي ومتن العاصمية في القضاء، وجمع الجوامع في أصول الفقه ، وألفية بن مالك في النحو ، ومختصر الخطيب في البلاغة وغير ذلك من المتون المهمة ، وكان رحمه الله أعجوبة في صناعة التدريس وفقا لأصول الدراسة والتعليم ، قرأ رحمه الله على شيوخ متعددين منهم أخوه الحاج علي بن البشير المتخرج من الأزهر الشريف بمصر ، أخذ عليه في الفقه والنحو وعلم البيان والأصول وعلم الكلام وشمائل المصطفى- صلى الله عليه وسلم - ، وأخذ قبل ذلك على غيره كالشيخ المداني ،والطيب النجاري، ثم تطوع الحاج منور بالتدريس ، و موظفا بخطة الإمامة، فكان إماما خطيبا ومدرسا بارعا تخرج على يديه أعلام منهم ولده أحمد البداوي تولى الإفتاء بوهران ثم سيدى بلعباس ، والهاشمي بن بكار مفتى معسكر ، والحاج عبد القادر بن خوجة مفتى سعيدة ......الخ، توفي الشيخ المنور عام 1344هـ عن سن يناهز خمسا وسبعين سنة ، كما أخذ عن علامة مدينة وهران الشيخ الطيب المهاجي وقد اجازه بجميع إجازاته ومروياته كما هو مثبت في فهرسته أنفس الذخائر وأطيب المآثر في أهم ما إتفق لي في الماضي والحاضر .
ثاثا - نشاطه و أعماله العلمية :

1.- من جهة نهوضه بالتعلم : بعد تخرجهما قام الشيخ مصطفى بمعية أخيه عبد القادر بمهمة التدريس في بيتهما فاختص عبد القادر بالمختصر ، وأما مصطفى فاهتم بالدرجة الأولى بعلوم الألة كالنحو والبلاغة ثم تليها العلوم الفقهية، فكان بيتهما مدرسة وكعبة للطائفين ، وكان يضرب بجودهما وكرمهما المثل ، وجعل من بيتهما مسجدا وناديا تقام فيه الندوات وصلاة التراويح والعيدين ، وعندما بدأت جمعية العلماء في تأسيس شعبها ، فأول شعبة تأسست في الغرب الجزائري كانت في مدينة سيق اجتمع فيها الشيخ العربي التبسي مع الشيخ عبد القادر بن زيان مع مجموعة قليلة وأسسوا أول مدرسة تحت لإشراف العربي التبسي.
أما الشيخ مصطفى فقد أعانه سيدى محمد بن غلام الله البوعبدلي ليكون إماما ومفتيا لمدينة تيارت ، فأعطى لهذه الوظيفة حقها، فكان زيادة على خطة الفتوى والإمامة بالجامع الكبير يقوم بدروس الوعظ والإرشاد زيادة علي الدروس العلمية كالنحو والبلاغة، ولهذا أحبوه سكان تيارت وهذا مع طول صبر وجلد.

رابعا – تأثره و تأثيره :

كان الشيخ مصطفى متأثرا بعدة أشخاص منهم الحاج محمد غلام الله ومما قاله في هذا الصدد كما جاء في جريدة النجاح عدد3097 مانصه :« ....سادتى كلكم يعلم ما لمقام صاحب هذه الذكرى بيننا فى العز والكرم ، ونيل المحتد ، وعظيم المزايا وسائر الصفات التى جعلته يتبوأ في حياته – رحمه الله – مقعد الصدارة في ميدان العلم والدين والسياسة، فقد ضرب فيها بسهم صائب وآراء سديدة موفقة ...ان الأقوام وهم يشهدون رحيل عظمائهم عنهم أشبه بالسارين على أضواء القمر الزاهي يفجعون باحتجابه إلى غير رجعة ، كذلك نحن الآن إزاء ماتركه الفقيد من وحشة....... »

خامسا : مميزاته 

قال عنه صاحب المرآة «:.... ومن العلماء المشهورين مفتي تيارت السيد مصطفى بن زيان ، أخذ علمه عن المرحوم السيد الحاج المنور بسيق ، وهو من نسل الزيانيين أي ملوك بنى زيان ، وله فقه تام ، وفصاحة سحبانية ، وهو محبوب عند أهل تيارت لما اشتمل عليه من الأوصاف الحميدة ، وكف لسانه عن الفضول ، والوقوف مع الشربعة »

سادسا : أصدقاؤه و أحبابه 

كان الشيخ محبا للشيخ عبد القادر بوجلال عضو جمعية العلماء بسيق.وبعمه كذلك ، وحبا للشيخ الحاج محمد غلام الله، والشيخ الطيب المهاجي فقيه مدينة وهران وغيرهم كثير
ثامنا : من رسائله
الحمد لله وحده
تيارت في 24محرم الحرام 1373 الموافق ليوم 3أكتوبر 1953
جناب زميلنا المحترم العلامة الجليل اللغوي القدير سيدي المهدي البوعبدلي مفتي مدينة الأصنام لا زال في رفعة وعلاء سلام وتحية ود وإخلاص تحية كلها إجلال وتقدير ، أحييك وأشفع تحيتي هذه بأخلص تهنئة وأعبق باقة من أزاهير الوفاء، أقدمها إليك أيها العزيز، عربون الود ، ورمز الصفاء معبرا لك عن كامل سروري وغبطتي ، وأنا أسمع بخبر استحقاقك وسام الشرف وشارة الوفاء، وهي لعمري قليل في جنابكم ، ومقامكم الأسمى يتعالى عنها ، وإن لكم فينا لمكانة تفوق هذه الشارة ،فأجدر بأمثالك أن يبلغوا سامق المراتب ، وأعلى المنازل ، لازلتم في رفعة شأن ونباهة قدر دنيا وأخرى .................................................................
.......... .أخوكم المخلص مصطفى بن زيان
عـلـوا في سماء المجد دومـا وعـزا نـلت من رب الأنـام
فيا مهـدي تـقبل من زيــان تهاني القـلب صيغت بانسجـام
لأن قـلـدت شــارة ذي ولاء ولا بدعـا فأنـت مـن الكـرام
وفي الأصنام وحـدتم جمـوعـا معرفـة، فأضحت فـي وئــام
وقبـلا في بجايـة كنت شهـمـا تذود عـن الفضيلة بالحســـام
وسوف نراك يوما في بــلاد الـ جزائـر ترتـقي اسمـي مقــام
فـذاك هو المنى دنيـا وأخــرى بمأوى الخلـد فـي دار الســلام

سابعا : مؤلفاته :

لا نعلم له من التآليف سوى بعض المقالات في بعض الجرائد كجريدة النجاح ، أومجموعة من الخطب والدروس العلمية مسجلة في وشائع يحتفظ بها بعض أقاربه بمدينة تموشنت.

ثامنا : وفاته :



توفي الشيخ مصطفى –رحمه الله- عن سن يناهز التسعين سنة قضاها كلها في خدمة كتاب الله ، وإحياء الشريعة الإسلامية , كانت وفاته يوم 29فيفري 1972 ودفن في مقبرة تيارت في الطريق المؤدي إلى مدينة السوڨر.
المراجع والمصادر
1) – وثائق خطية للشيخ بحوزة بليل حسني
2)- معلومات استفدناها من أفراد أسرته
3)- محادثة مع شيخي الشيخ الفقيه عبد القادر البوجلالي- أزيد من 90سنة- وقد عاش معه مدة زمنية في سيق عندما كان عضوا في جمعية  العلماء المسلمين الجزائريين ، وبقي معه في الإتصال كلما قدم المفتي من تيارت

mercredi 28 février 2018

فضيلة الشيخ أحمد الأطرش الشريف السنوسي


فضيلة الشيخ أحمد الأطرش الشريف السنوسي
مفتي الديـار الوهرانية
( 1919– 2003 )
لقد أنعم الله علي مدينة وهران بلد الإسلام رغم كيد الكائدين ، منذ أن بزغت فيها شمس ا
لهداية المحمدية ، برجال فضلاء علماء ، ومفكرين صالحين حكماء ، وقادة شجعان أذكياء ، منهم الشيخ أبو جمعة الوهراني ، وابن محرز الوهراني ، وعمر الهواري ، وسيدي علي بن عبد الرحمن الدزيري ، وحسن بولحبال ، والشيخ عبد الباقي الشعاعي ، وعمر بلقايد ، ومسلم بن عبد القادر الوهراني، والشيخ عبد الله الرزيوي ، والشيخ طيب المهاجي وتلميذه عبد القادر البوجلالي......والقائمة طويلة جدا ، ومن آخر علماء الفتوي بمدينة وهران فضيلة الشيخ أحمد السنوسي،ونظرا لكثرة المحبين له في جهات مختلفة من ربوع هذا الوطن ، بل حتى في الخارج كسوريا والمغرب ومصر، أردت في هذه العجالة أن أقدم سيرة ذاتية موجزة لشيخنا ومولانا فضيلة الشيخ أحمدالأطرش السنوسي لما قدمه من علم نافع لهذه الأمة
لمحـــة عن نشأته وحيـــاته
هو الإمام الفقيه الأصولي المكين ،المشارك الأديب الأستاذ المدرس الشيخ أحمد الأطرش الشريف السنوسي ،يتصل نسبه بالسلالة الحسنية ،ولهذه الأسرة فرع في ليبييا منها محمد بن علي السنوسي ، المحدث الشهير , ومؤسس الحركة السنوسية .
ولد الشيخ يوم الإثنين 14 جويلية عام 1919م ، االموافق لـ1337هــ بقرية واد الخير التابعة لولاية مستغانم، رباه والده علي الخلق الكريم ، والسلوك المستقيم، وبعد أن لقنه المباديء الأولية من كتابة وتحفيظ لقصر السور من المفصل، عهد به إلي بعض المعلمين لتحفيظه القرآن الكريم، ومباديء الشريعة الإسلامية ، و كان من أبرز شيوخه الشيخ محمد بلمختار الذي أحسن إليه ، وكان الشيخ يكن له المحبة التامة ، ويثني عليه كلما ذكره في مجلس، فحفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز إحدى عشرة سنة ، وصلى بالناس وفقا للعادة المتبعة لمن يختم القرآن عند العائلات الشريفة، ثم ارتقي إلي مرحلة أعلي ، فتلقي علوم الشريعة علي أيدي فطالح من مشايخ المنطقة ، منهم:
1 الشيخ الجيــلالي بلحاج السجراري ،وكان الشيخ الأطرش يعتز به اعتزازا كبيرا .
2 والشيخ عبد الرحمن بلهــواري وهو من خريجي مدرسة مازونة  ، و من تلاميذ الفقيه الكبير أبي راس المازوني ، والفقيه الشيخ محمد بن عبد الرحمن المازوني :
3وأخذ الشيخ الأطرش كذلك الفقه المالكي علي يدي الشيخ محمد بوعشبة .
4والشيخ العربي التواتي وهو من تلاميذ الشيخ الفقيه المفسر  البوشعيبي الصبيحي خريج الأزهر الشريف ، وكانت له مكانة سامية في منطقة البطحــــاءبكاملها .
55وتعرف في صغره علي الشيخ البشير الإبراهيمي الذي كان يتردد علي المنطقة ، وكانت له صلة وثيقة مع والده ، فاستناربما سمعه منه من دروس وحلقات تعليمية كان يلقيها كلما قدم لمدينة مستغانم ،فزادت في تمسكه بالحركة الإصلاحيةأكثر علي الرغم من كونه ابن زاوية.،وكان يعتز بالزاوية التكوكية والزاوية السنوسية
66ومن أبرز شيوخه علي الإطلاق العلامــة أحمد التسولي المغربي وهو خريج جامعة القرويين ، فدرس عليه لمدة6 سنوات.
ومن جملة العلوم التي تلقاها علي يدي شيوخه في مستغانم الأجرومية وألفية ابن مالك في النحو ، قرأها مرة بشرح المكمودي ، ومرة أخري بشرح ابن عقيل، والعاصمية في القضاء الإسلامي بشرح التاودي ابن سودة ، ومختصر خليل في الفقه المالكي ، وعلم العروض ، وعلم البلاغة بكتاب الجوهر المكنون للإمام عبد الرحمن الأخضري ...الخ ، ومن جملة من درسوا معه والده وإخوته والشيخ عبد الجبار المنصوري الندرومي.
إلتحاقه بجــامعــة الزيتونـــة
 وفي أوائل أيام الحرب العالمية الثانية ، وبالضبط في شهر سبتمر التحق شيخنا بجامع الزيتونة وبقي لمدة سنة دون أن يعلم بأنه غير مسجل في القائمة الإدارية وكان مسجلا في دفتر المناداة فقط، والذي سجله هو الشيخ السنوسي الذي كان يسبقه بسنتين ، وفي سنة1940م دعي للتجنيد الإجباري من قبل الإحتلال الفرنسي ، وشاء الله ألا يلتحق بالتجنيد فسجل نفسه عن طريق الإدعاء – وهوأن يدعي سنة معينة – وهونظام كان معمولا به في الزيتونة للطلبة الآفاقيين خصوصا ، فإدعي بمايعادل عندنا السنة الأولي ثانوي ، ونجح في الإمتحان بعدل مرتفع جدا ، وبقي في الجامعة إلي غاية1944م حتى حصل علي شهادة التحصيل ، ومن جملة كبار الشيوخ الذين أخذ عنهم :
11الشيخ الشاذلي النيفروهو من كبار فقهاء تونس ومن البيوتات العلمية العريقة ، أخذ عنه شيخنا العاصمية وكان الشيخ يتقنها إتقانا جيدا.
22الشيخ الطاهر بن عاشور المفسر الكبير ، أخذ عنه الشيخ أحمد السنوسي البلاغة من خلال كتاب التلخيص لسعد الدين التفتزاني وكانت طريقتة في التدريس ملائمة للطلبةفهو يجمع بين الجانب النظري والجانب التطبيقي لكن بأسلوب القدماء ، وكان يعرف بزمخشري القرن العشرين .
3الشيخ العربي كبادي الأديب الكبير درس عليه شيخنا علم الأدب وخاصة مقامات الحريري .
4وأخذ علم العروض وموطأ الإمام مالك علي الشيخ مختار بلمحمود الحنفي وأجازه بسنده في الموطأ
5 وأخذ علم العروض أيضا عن الشيخ طاهر الغمراسني.
66وأخذ شيخناعن الشيخ الحبيب بلخوجة الأمينالحالي للمجمع الفقهي بجدة ، وكان أول عهد الشيخ الحبيب بالتعليم أخذعنه الشيخ أحمد السنوسي الفقه والعروض
77ودرس علم التاريخ على يدي الشيخ عبد الحميد .........الذي نفته فرنسا إلي سوريا، وكان علي وعي تام بدسائس الإستعمارالفرنسي ،فاستفاد منه شيخنا استفادة كبرى
واستفاد من الشاعر الكبير الشيخ خزندار
8وأخدعلم الحديث والتفسير على يد آل بلخوجة منهم الشيخ صالح بلخوجة والشيخ عبد الواحد بلخوجة.
 وزيادةعلي الدروس النظامية كان يحضر الندوات والملتقيات وتعرف علي الشيخ عبد الحميد بن باديس في مارس 1940 في الملتقى الثقافي الإفريقي الذي حضره الشيخ الإمام وقد قدم من الجزائر العاصمة ثم قسنطينة ثم تونس في نفس اليوم ، وقد عاتب التونسيين لأن الإستدعاء جاءه متأخرا ، ومعظم أحداث هذا الملتقى سجلها شيخنا ومن بينها القصيدة التى ألقاها بهذه المناسبة الشاعرالكبير المصلح آل خليفة في شخصية ابن باديس.
 بعد أن حصل الشيخ على الشهادة التحصيل عاد الى الجزائر ،فالتحق بجمعية العلماء بموافقة والده الشيخ الشريف الأطرش وكانت تربطه صلة وثيقة بالشيخ البشير الإبراهيمي بواسطة صديقه بشير بلمزيان الغليزاني، وكان التحاقه بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد أن تأثرثأثرا بالغا بالشيخ أبي القاسم بلحلوش المتوفي سنة 1949وهو من أوائل من انضموا إلى الجمعية من علماء مستغانم، والداعين لها ، والمدافعين عنها ثم ولده من بعده الشيخ مصطفى بلحلوش ، فاسندت الجمعية للشيخ أحمد الأطرش إدارة مدرسةالجامع الأخضر وكان شعارها بيت من الشعر مازال الي يومنا هذا مكتوبا في واجهة المدرسة وهو :
العــلم يبنى بـيـــوتا لاعماد لها والجهل يهدم بيت الـعــز والكرم
ثم انضم إلي حزب الشعب الجزائري ما بين 1944و19455 ، فألقي عليه القبض وأدخل إلى محتشد جنان بورزق لمدة ستة أشهر إلى أن صدر العفو العام سنة1945 ، فعاد إلى التدريس بجامع الأخضر ببرنامج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهو شبيه إلى حــد كبير بالنظام المطبق في الزيتونة ،وبقي في التدريس الى غاية سنة1955م وقد تخرج عليه كثير من الطلبة منهم السيد لعرج وهو محامي ، السيدإدريس قعيش وهو ابن أخته ،وأبناءعمه السيد لطرش عبد الله ، والسيد لطرش خطاب ، السيد محمد بن حليمة الفليتي الغليزاني ، الشهيد عبد الله بن النبي ، السيد العربي من أولاد بوراس سور الغزلان ...الخ .
وفي أواخرسنة19555 ألقي القبض عليه مرة أخرى وعذب كماعذب الكثير من الجزائريين وبقي في السجن الىغاية1957م، وبعد أسبوع واحد من إطلاق سراحه ألقت عليه الشرطة العسكرية القبض عليه مرة أخرى ،وبقي في السجن الى غاية 1959م .
قـــدومـــه إلى مدينة وهــــران 1959
 أبعد إلى مدينة وهران ووضع تحت الإقامة الجبرية في المنطقة ، فكان يثبت وجوده كل يوم في مركز الشرطة، وكان كلما خرج للإمضاء إلا ويودع أهله بخير ، سكن أول أمره في حــي الحمري عند صديق له وهو شرطي عند القاضي الشرعي دنيا زيدان ، ثم انتقل الي مسكنه الجديد نسبيا بحي سيدي الهواري ثم مسكنه الحالي بحــي بيـتي ، وأثناء إقامته الأولى بوهران باع جل كتبه من أجل العيش حتى لا يكون عالة على أحد ، ثم استعان بصديقه الشرطي فاشتغل عند القاضي جنيا زيدان ككاتب لديه يقوم بتجديد الوثائق القديمة والتى يعود بعضها الى العهد العثماني من عقود زواج وأراضي وأملاك ...الخ ، ونظرا لبعض تصرفات باش عدول والعدول تخلى عن الوظيف ، وبعد أن عرف القاضي السبب كلفه بالعمل في بيته كما كان يعمل معه في مكتبه ، وبقي في هذا العمل إلى غاية الإستقلال 1962م ، ثم اشتغل بالتعليم ، فتولي إدارة مدرسة ثم التعليم بمتوسطة العربي بن مهيدي بحي الصنوبرحيث كان يدرسنا مادة التاريخ والجغرلفيا ثم بمتوسطة بوحفص ثم انتقل إلي معهد تعليم المعلمين ثم بالمعهد التكنلوجي ثم بالمعاهد الإسلامية التي أنشأت في عهد الوزير المرحوم آيت نايت بلقاسم ، وكان يدير المعهد أحد أقاربه الأستاذ عبد القادرلطرش حفظه الله ثم التحق بجامعة وهران – معهد الحضارة الإسلامية بإلحاح من عميدها وطلبتها الذين يكنون له المحبة الخالصة لما اشتهر به في حقل الدعوة الإسلامية بوهران ، فكان يرس مادة أصول الفقه ومادة مقاصد الشريعة الإسلامية ،فتخرج على يديه كثير من الطلبة ، زيادة على التي يلقيها في مسجد الموحدين بعد صلاة العصر في ألفية ابن مالك ، والعاصمية ، والموطأ ، وألفية السيوطي في الحديث، .....الخ ، ونظرا للجهود التي بذلها دون ملل أوتقاعس في حقل التربية والتعليم أكرمته جامعة وهران بشهادة الدكتـــوراه الفخرية سنة1997م
نشــــــاطـــه وأعمـــاله العلمية والمناصب التي تقلدها
 تولى الشيخ أحمد الأطرش عدة وظائف منها التعليم والتدريس ثم اشتغل بالدعوة الإسلامية وكانت جل نشاطاته في المسجد الذي أسسه وهو مسجد الموحدين الذي كان من قبل كنيسة ، وتولي في هذا المسجد الإمامة والخطابة متطوعا ، ثم انضم إلى المجلس العلمي لنظارة الشؤون الدينية وتولي الإفتاء بعد استقالة الشيخ معمر حـــني ، وكان عضوا شرفيا بالمجلس العلمي بالمغرب الأقصي بناءا علي علمائها ، وكانتله اتصالات بعلماء المشرق منهم صديقه الحميم الدكتور مصطفى البغا ، والشيخ سعيد رمضان البوطي ، والشيخ سعيد الخن ، والشيخ كفتارو ......الخ وكان الطلبة والعلماء بسوريا يجلونه ويقدرونه تقديرا بليغا.
مــــؤلفـــــــاتـــــه :
1. الإمام مالك ومدرسة المدينة المنورة ، وقد ألفه للرد علي الذين ينكرون الجهود التى بذلها الإمام مالك – إمام دار الهجرة رضي الله عنه ، وقد طبع الكتاب بدار الغرب بوهران .
22. تيسير الوصول إلى فقه الأصول ، في أربعة مجلدات ،وهو عبارة عن محاضرات كان يلقيها على طلبته بمعهد الحضارة الإسلامية ، وقد طبعت الأجزاء الأربعة بدار الغرب.
33. شرح العاصمية (( تحفة الحكام )) لابن عــاصم في القضاء الإسلامي ، وهوعبارة عن دروس كان يلقيها علينا بمسجد الموحدين ، وهو مطبوع على الآلة الراقنة بأسلوب سهل ميسر يختلف تماما عن باقي شروح العاصمية.
44. محاضرات في مقاصد الشريعة الإسلامية وهو مجموعة من المحاضرات كان يلقيها على طلبته بالمعهد ، مازالت مخطوطة.
55. شرح ألفية ابن مالك في النحوبأسلوب سهل ميسر، اعتمد فيه على أمهات الشراح ، يوجد مخطوطا في مجموعة كراريس ، ويوجد أيضا علي شكل أشرطة سمعية .
6. شرح موطأالإمام مالك درسه بسجد الموحدين ، ومازال مخطوطا في كراريس.
7. شرح ألفية السيوطي في علم الحديث وهومخطوط أيضا.
8. والكتاب الذي كان يعتز به كثيرا تاريخ الجزائر في خمسة قرون وهو في 99 مجلدات ، وكان عازما علي إخراجه بمشاركة الدكتور جاسم العراقي ، ولكن المنية حالت بينه وبين إخراجه وهو مازال مخطوطا .
9. شرح قطر النــدى في النحو مخطوط
10. أسئلة وأجوبة في مجال الإقتاء نشرت بجريدتي الجزائري والرأي والجمهورية
111. مجموعة محاضرات في مواضيع مخنافة منها التراجم كترجمة سيدي أبي عبج الله الرزيوي ، والشيخ الطيب المهاجي ، وتامحدث الشهير محمد بن علي السنوسي، والفقيه الونشريسي ، ومواضيع أخرى إجتماعية وثقافية ودينية وتاريخية وهي موجودة في شكل أقراص مضغوطة .
12. شرح ابن عاشر بأسلوب سهل ميسر، وكان الشيخ بوده أن يطبع لتعم به الفائدة .
133. مدخل إلي أصول الفقه وهو عبارة عن كتيب صغير في مباديء أصول الفقه
وفــــــاتــــــه
توفي الشيخ الإمام منتقلا إلى رحمة الله تعالي، وجوار ربه الكريم صباح يوم الجمعة التاسع من جمادى الآخرة سنة 1424هـ الموافق لـلثامن من شهر أوت 2003، ففاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، بعد حياة حافلة بخدمة العلم والدين والناس.
 وما أن بلغ نعيه ولاة الأمر والسلطات المحلية وسكان المدينة الذين يكنون له المحبة التامة الخالصة، حتى غصت داره بالمشايخ والأئمة وأعيان المدينة، بل أن بعضهم قدم من أماكن بعيدة كمستغانم ومعسكر وتموشنت وتيهرت.....الخ جاؤوا كلهم يشاطرون آل الفقيدالآسى والحزن، وقد ارتسمت علي وجوههم آثار الفاجعة ومظاهر الحزن والألم.
 ولما تم وضعه في نعشه سير به إلي الجامع الذي أسسه وهو مسجد الموحدين، وذلك للصلاة عليه فيه ، يتبعه المشيعون الذين حضروا إلى بيته ، أووصلواوجثمانه الطاهر قد توجه إلي الصــلاة عليه، وكان المسجد غاصا بالمصلين في الطابق السفلي والعلوي بل امتلأت الشوارع بالمصلين لكثرتهم، يتقدهم الشيخ معمر حــني وناظر الشؤون الدينية وآخرين ، وأول من أبنه هو الشيخ معمرفذكر خصاله ومحامده ثم تلاه السيد عبد الرحمن بن زيان ، وكانت خطبته مناسبة للمقام ، وبعد صلاة العصر صلى عليه الشيخ معمر حني عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهو أول من التقى به في جامع الزيتونة سنة1940م ، وبعد الصلاة عليه خرج نعش الفقيد الراحل من المسجد ، وسار وراءه جمع حاشد يعدون بالآلاف من الأساتذة والأئمة وأعيان المدينة وتلاميذه وتجار المدينة والسلطات المحلية ، وسار هذا الموكب الخاشع حتى وصل إلي مقبرة عين البيضاء وهناك ودع في لحده ومرقده بين آهات الباكين وأحزان المشيعين والمصابين ودعاء الداعين له بالرحمة والغفران والإحسان والرضوان ، فرحمة الله عليه وأكرم الله جواره لديه
وليس نسـيم المسك ريح حنــوطــه ولكنه ذاك الثنـــاء المخـلف
وما أصدق أن ينشد في رثائه ،ويذكر في مجمع عــزائه قول القائل :
سري نعشه فوق الرقاب وطالما سرى جـوده فوق الركاب ونائله
يمــــر على الوادي فتثني رمالـه عليه وبالنادي فتبكـــي أراملـــــه
 وقد أشاعت التلفزة الجزائرية في أخبار الثامنة نبأوفاته وكذلك الجرائد الجزائرية ، وقبلهما إذاعة الباهية بوهران وبعدهما بعض وسائل الإعلام العربية ، رحمه الله شيخنا وأجزل له العطاء

خــاتمــة: آمـــال وأحـــلام
 بقلم زميلنا الأستاذ حوالف عكاشة
مما يخلد أثر العالم بعد وفاته ، تسلّم تلامذته الرّاية التي حَمَلها و نادى ، و جاهد و ناضل من أجلها ، و هي راية العلم ، و نشره و تبليغه ، فهي لا تموت بموت العلماء ، و لكن بتخلي حملة العلم عن تبليغه ، لهذا جاء التحذير من رسولنا عليه الصلاة و السلام بقوله { من علم علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار } من حديث أبي هريرة ، قال الترمذي : حديث حسن .
 و في هذا المقام ، نذكّر بآمال الشيخ أحمد الأطرش السنوسي ـ رحمه الله ـ .، فمنذ أن حمل هذا العلم ، و أدرك معنى حديث رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ السابق ، لم ينقطع عن التدريس و التعليم ، سواء في المسجد الذي أسسه ، و كان إمامه و خطيبه
 ( مسجد الموحدين ) ، أو في الجامعة ، و مشاركاته في الندوات و الملتقيات ، و في جل المناسبات العلمية ، كان الشيخ حاضرا بتوجيهاته و نصائحه ، و تبليغه للعلم الذي آتاه الله إياه . علاوة على تأليفه الكتب ، و مساهمته بالمقالات في المجلات و الجرائد إلى آخر لحظة من حياته .
 لهذا كانت أمنيته أن يستمر رفع راية العلم ، بتبليغه و نشره بعد وفاته ، لأن بالعلم تحيى القلوب و تعيش الشعوب و تبني حضارة المستقبل .
 أمنيتنا و رجاؤنا في تخليد أثر الشيخ أحمد الأطرش السنوسي ـ رحمه الله ـ بتحويل المسجد الذي أسسه و درّس فيه طول عمره ، و خرّج منه الكثير ، الذين حملوا علمه و أخلاقه و منهجه ، إلى منارة للعلم و المعرفة ، و ذلك بتسمية المسجد باسمه ـ مسجد الشيخ أحمد الأطرش السنوسي ـ ، ثم استمرار الحلقات العلمية التي كانت في حياته ، ممن هم أهلا لذلك ، و هم موجودون و الحمد لله ، حيث كان الشيخ يجلهم و يعرف قدرهم و علمهم ، و يرى فيهم آماله و أحلامه بعد وفاته ، مع نشر ماتركه الشيخ من مؤلفات لم تر النور بعد ، ففي نشرها تخليد لآثاره .
 فهذه آمال الشيخ و أحلامه التي كنا نسمعها منه ، ترجمناها في هذه الكلمات البسيطة ، نرجو أن تُحقق على أرض الواقع ، حتى لا نكون خائنين للأمانة ، و تبليغ العلم أعظم أمانة . نسأل الله حسن التوفيق و السداد .
 رحم الله الشيخ أحمد الأطرش السنوسي ، العالم الرباني ، و جعل الجنة مثواه ، و بلغه آماله و أحلامه .
بقلم تلميذه
الأستاذ بليل حســـني

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...