samedi 10 mars 2018

معركة رأس العين بوهران

معركة رأس العين بوهران
يوم الجمعة
03 من ذي الحجة عام 1247 الموافق لـ 04 ماي  1832


لقدانتدبا الشيخان الأمير عبد القادر بن زيان الزياني والشيخ محي الدين بن مصطفي رضي‌الله‌عنهما جميع المخزن الذي هو الدوائر والزمالة والغرابة والبرجيةوغيرهم من أرزيو وحميان والعبيد الشراقة وبني شقران والحشم وبني عامر وسائر الجهة الغربية ، فوافقوه على الجهاد ، ورغبوا فيه وهم في الفرح والسرور بغاية ما يكون من الازدياد. ولما اجتمع الجيش العرمرم ذهب به الشيخان للحرب والأمير عليه هو السيد محي الدين ، ونزلا به أولا بوادي الحمام ، وثانيا بسيق ، وثالثا بتنازات من أرباض تليلات وكتبا بطاقة للطاغية على أحد الخصال الثلاثة التي هي الإسلام أو الجزية أو القتال في الحين وبعثها الشيخ السيد محي الدين مع رجل يقال له علي بن زرفة من أصحاب وادي الحمّام ، فذهب بها عليّ ولم يظهر له خبر للآن بالاحتكام. ولمّا انقطع خبره وطال أمره جدّا تقدم السيد محي الدين بالجيوش ونزل بها في سيدي معروف وبه جاءه المخزن مجتمعا في غاية الترفّه بما لهم من الملابس والفروش ، وعتاق الخيل تحتهم كأنها النعام أو العزلان ، ولباسهم منوع بسائر الألوان ، وسروجهم مزوقة مرونقة وجلود النمر مسدولة مع الخيول ، وهي في سيرها منهمدة كأنها السيول ، وسلاحهم في غاية الصفاوة له شعاع وبروق ، وعلى تلك الخيول رجال في الشجاعة كأنها الأسود وألوانها لها نور وشروق ، فبات المخزن تلك الليلة معوّلا على القتال وطالبا للمكافحة والنزال ، شائقة أنفسهم للقاء الرحمان ، سائلة منه الشهادة للفوز بجنة رضوان ، ومن الغد تفرق المخزن بالجيش وقسّمه رايات باشتهار ، وانتشر ممتدّا من الحافة للمروج لكدية الخيار ، وضرعوا في قتالهم في ذلك اليوم ، فلا ترى من شدة الوطيس وكثرة القتلى من الجانبين إلّا الطيور لها عليهم الحوم ، وافترق الفريقان عشية ، وأخذ كل موتاه أخذة قوية ، وقد تمادى المسلمون في هجومهم ، في ذلك اليوم بغاية الجهد والقوة إلى أن وصلوا لوسط المحلة الفرانسوية وللحفير الذي ببرج صنطاندري saint andre في غاية القوة ، ثم من الغد ارتحلت محال المسلمين ونزلوا بالضاية ، وابتدأ القتال بين الفريقين من الزوال إلى ظلام الليل ، والمخزن له تقدّم للنزال ، وحرص على دوام القتال ، ثم انفصل الفريقان ورجع كل لمحلّه بالتحقيق ، وانجرح من الدوائر الحاج المزاري من سبّابته اليمنى لنيل التوفيق ، وعدة ولد عثمان من صدره ، وانكسر الحاج بن كاملة من ركبته وسلم في أمره ثم المختار بالتريكي ، والمولود بالبرغوث ، وأخذ النصارى فرسه الأزرق شديد الرغوث ، ويحيى بونوة ، والمختار بن ساردي ، وهم في غاية تقدّم وتمادي ، وكان ذلك في ثالث ورابع وخامس وسادس ماي سنة اثنين وثلاثين من الأعوام العجمية المسطورة ، الموافق لسنة ثمان وأربعين من الأعوام العربية المشهورة وإلى هذه الواقعة في الأربعة الأيام المتوالية أشار السيد الحاج الفقيه عدة بن علي الشريف المذكور في عروبيته بقوله :
يا سايلني نعيد للشكر هديا للجيش الّي مشرّب للكفر الامرار
إلى أن قال :
يا سايلني نعيد لك هذا الغيوان يوم انحركوا انجوعنا لبلاد الرّوم
الأقطاب اثنين جمع في ذا الديوان وانصرهم يا لطالب الحي القيّوم
حمر اللحيا الشيخ الأفحل بن زيّان يبغي الجهاد قدها عز المظيوم
محي الدين الوقيح زيفط للعربان جاته الإسلام كافّه تراس وقوم
أمحال قويّا التمت يا فرسان لا من يحصي أعدادها هيلات اطموم
إلى أن قال :
كعجبوني اغرابتي عز عليا على الاعلاج يا ملاح احملهم جار
اخبرهم راه شاع في كل اثنيا دمّارين الجهول وشبوب الّي بار
بطّيو ناس قدها ذوك اجزايا يوم الدّبلا أعلامهم صاعب غرّار
تعقر من لا اتجيب كيف البرجيا ناس الشيعات والشنا وأهل التفخار
وبني شقران واكدين اعموميا يزهوا خوتي منين حضر في المشوار
جات امطافيل مالمعسكر يا خيا خلجوا الاعلاج زينهم كباب ـ لار
يا عجب شوف ما اضنات الحشميا طفيل اغريس ليس ما فيهم تعيار
الاعرج صبّار جابها للكلبا وات قولي عليه شباب الي بار
ناس الحمّام ثاني لاقوا بيا ذكروهم من قبيل للعاد زنجار
وبني عامر قدها ما صليا كالخل إذا اعناو يهدم الأسوار
وادوايرنا أهل الشنا والعشويا من ناس قبيل ها الخوا يسروا الاشكار
أهل امشاطي يوقدوا أهل اجزايا أهل اركبات بيض وامراكيب احرار
يوم الحيها اتصيبهم في لوليا يقتحم الاصفوف ما فيهم توخار
/ قطّاعين الروس نقم للعديا أولاد اسماعيل قدها رهج الكفّار
وازمالتنا امدمرين الكفريا من يتكلف يشطر عظمه تشطار
إلى آخر القصيدة.
 - من كتاب طلوع سعد السعود ، ويحتاج الامر إلى زيادة تفصيل وبيان في قابل الايام إن شاء الله.

Aucun commentaire:

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...