dimanche 11 mars 2018

الشيخ الميلود المهاجي


الشيخ الميلود المهاجي
cheikh Miloud El Mehadji
1327-1422هـ/1909-2001م
صاحب المقولة : عشت من الفلاح إلى الهداية


الشيخ المولود من دعاة الحركة الإصلاحية وأحد معلميها ، دعا بما تدعو إليه جمعية العلماء المسلمين ، وتنكب في سبيلها وحوكم وسجن فلم تلن فيه فناته، ملم يتزعزع إيمانه ، هو أول من تتلمذ على الإمام عبد الحميد بن باديس في ( العمالة الوهرانية) وقد نشأ في عائلة علمية دينية ، وواصل المسيرة معلما وواعضا مرشدا ومازال إلى الآن رافعا لواء الكفاح وعمره 80 عاما في مسجد الهداية الإسلامية.
مولده :ولد يوم 16 نوفمبر 1909 في وهران في أسرة محافظة مشهورة بالعلم والصلاح .




تعلمه:
تعلم القرآن الكريم في قرية (كريشتل) ضواحي وهران ، ولما أتم حفظه حفظ جملة من المتون والمصنفات التحق بعمه الشيخ الطيب المهاجي المشهور بعلمه وتقواه، و هو من الأعضاء المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين الجزاىريين ، فاخذ عنه المبادئ العلمية من نحو وصرف وفقه وعقائد بمسجده الكائن بالمدينة الجديدة-زاوية الشيخ ابن تكوك في صحبة ابن عمه زدور محمد ابراهيم قاسم المهاجي ، وشيخنا عبد القادر بوجلال وغيرهم كثير .
زيارة ابن باديس لوهران 1933
وفي سنة 1933 زار الشيخ عبد الحميد بن باديس وهران في نطاق دعوة جمعية العلماء فاستقبله الشيخ الطيب المهاجي في بيته الذي اجتمع عليه جمع كبير تقديرا لعلمه فوعدهم بإلقاء درس في المسجد .فانتشر الخبر في المدينة وتجمهر الناس في (مسجد الباشا الكائن في شارع فيليب) وما أن دنت الساعة المحددة بعد صلاة العصر حتى تقدم الأستاذ إلى المحراب يرافقه الشيخ الطيب المهاجي وجماعة من كبار المصلحين فألقى درساً في قوله تعالى  ياأيها المدثر قم فأنذر ، وربك فكبذر ، وثيابك فطّهر ، والرجز فاهجر ، ولاتمنن تستكثر، ولربك فاصبر] فحرك بتحليل معاني هذا الدرس الشعور والإحساس ، والفكرة الحبيسة منذ أزمان وعاد بالقوم إلى ماضي سلفهم وأصالتهم ، فسيطر عليهم إحساس عظيم وشعور جريد.
وما أن سمع الشاب المهاجي هذا الدرس حتى اضطرمت في نفسه رغبة طموحة من أن يلتحق بقسنطينة ويضحي من تلامذة الأستاذ ابن باديس ، وليس له إلا أن يعد العدة وينتظر دنو السنة الدراسية المقبلة.
إلتحاقه بالجامع الأخضر:
وفي شهر اكتوبر عام 1933 كان من بين الطلبة الجامع الأخضر ينهل من مناهل العلم فيه إلى آخر سنة 1935 أين تجددت له الرغبة في اللحاق بجامع الزيتونة الذي انضم إلى طلبته لكنه ماكان ينهي عامه الأول فيه حتى عاد إلى قسنطينة يشكو قلة ذات اليد، فنصحه الاستاذ ابن باديس بالعودة إلى وهران، والاكتفاء بما عنده، وقد زوّده بإجازة تسمح له بمباشرة العمل بما اكتسبه من العلم، ولما تسلح به من الإستعداد للدعوة وإيقاظ الوعي.
نشاطه وعمله وموقف السلطات منه:
حلّ بوهران في سنة 1936 وفي سنة جذوة متأججة من قبس الإيمان ، فدعا إلى تأسيس مدرسة عربية لتعليم القراءة والكتابة ومبادئ علوم العربية ، فاستجاب له الناس ، وأسسوا معه مدرسة كانت نواة لمدرسة الفلاح التى أتت من بعد ، وعدت من كبريات مدارس مدينة وهران.
شرع الوعي والتعليم في حجرة الواحدة التي اكتراها رجال الإصلاح وأثثوها وكان عددهم نحو الثلاثين عضوافي بداية الأمر،لكنهم ما لبثوا أن تضاعف عددهم مرات ، وأصبحت الحجرة الواحدة لا تكفي لإستقبال عشرات من التلاميذ المقبلين على تعلم العربية بلهفة مما جعل الجماعة يعقدون العزم على إنشاء مشروع كبير يتلاءم مع كثرة المقبلين على التعليم إلاّ أنّ الإدارة الإستعمارية كانت واقفة بالمرصاد لتعلن عزمها على كبت هذا الشعور المتدفق وإطفاء هذه الشعلة المتوهجة التي تنيرالدروب المظلمة وتبعث على الصحوة الفكرية فأصدرت أمرا اعتباطيا يقضي بإغلاق المدرسة
حل بالمدرسة محافظ الشرطة مع عونين له آمرا معلميها بإخراج التلاميذ وغلق المدرسة وتسليم المفتاح لكن المعلم قد رفض الإمتثال للأمر قائلا: دونك فافعل ما تأمربه ولكنه لم يفعل ، واكتفى بأن هدد واوعد ، وعاد ادراجه ، وحكم عليه بالعصيان واحاله على المحكمة كمجرم عليه بشهر سجنا، وغرامة قدرها الف فرنك ، واستمرت المدرسة تؤدي رسالتها غير آبهة بعراقيل تضعها الحكومة من جهة وتذكيها الطرقية من جهة أخرى بفضل صمود أصحابها وحزمهم واعتدالهم.
زيارة الشيخ الطيب العقبي لوهران ومساندته للشيخ الميلود المهاجي:
زار الشيخ الطيب العقبي وهران في سنة 1937 وصادف أن انعقد مؤتمر في الملعب البلدي دعت إليه الجبهة الشعبية ، ونظم المؤتمر جميع الأحزاب ، الحزب الشيوعي والحزب الإشتراكي ، وكان من بين الحاضرين الشيخ الطيب العقبي، فألقى خطابا مثل فيه جمعية العلماء ، وتعرض فيه لمظالم يلاقيها الشعب الجزائري ومنها حادثة المدرسة فقال: اسمعوا أيها الحاضرون إن الشرطة دخلت مدرسة الفلاح فوجدت الشيخ المولود المهاجي كاتبا على السبورة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ، فأحالته على المحكمة التي حكمت عليه بشهر سجنا وبغرامة ألف فرنك ، فقولوا معي أيها الحاضرون ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ،فارتفعت الأصوات بالتهليل مرارا ، وما ذلك إلا ليشعر الشعب الجزائري بوجوب التصدي والصمود والجرأة والشجاعة لأن الحق لا ينال إلاّ بالقوة.
(( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا )) الحج 40.
ولما لم تجد الإدارة الإستعمارية سبيلا لكبت شعور الأمة المتدفق عمدت لتحريك الطرقيين والخرافيين لمجابهة زحف المصلحين فظل الصراع قائما وانتصر في النهاية الحق على الباطل.
إعتقاله :
وفي اوائل الحرب العالمية الثانية ،اعنقل الشيخ المهاجي تشفيا وانتقاما لتحديه وصموده وجرأته فظل أياما في زنزانة من زنزانات وهران نثم سيق به إلى الصحراء حيث أودع معتلق جنان بورزق الذي قضى فيه ثلاث سنوات ، ولما أفرج عليه بعدها عاد إلى التعليم ، واستأنف دعوته الإصلاحية بعزم وثبات .
انتقاله إلى واد رهيو:
وفي سنة 1950 بعث به الشيخ العربي التبسي معلما و واعظا ومرشدا إلى واد رهيو ، فما أن حل فيه حتى قام بنشاط مكثف فاجتمع عليه أهلها وسار بهم قدما قدما في سبيل الإصلاح فأسس مسجدا ومدرسة ثم افتتاحهما باسم جمعية العلماء في سنة 1954 وما يزال المسجد والمدرسة قائمين إلى الآن ، إلاّ أنّ المدرسة لم تعد تابعة لجمعية العلماء.
وإذا العناية لاحظتك عيونها *** نمْ فالمخاوفُ كلهنّ أمانُ .
انتقل إلى واد رهيو بمفرده فقضى فيه سبع سنوات وكان يزور خلالها المدن والقرى المجاورة في تطاق الدعوة وفي سنة 1957 كان في لطف الله وعنايته أن كان في زيارة أهله في وهران ليلة هجوم الفدائيين على أحد غلاة الإستعمار رئيس محطة القطار فقتلوه وإثر العملية الفدائية اعتقل تسعة من رجال الإصلاح فاعدموا حالا، ولو وجدوه لكان عاشرهم لأنه يعتبر يعتبر في نظرهم رأس الفتنة وفعلا بحثوا عليه فلم يجدوه وقد أنذره اصحابه بعدم العودة إلى واد رهيو ، واشتغل فعلا بالتعليم في مدرسة حي البحيرة الصغيرة في وهران إلى غاية الإستقلال.
عند الاستقلال :
وعند الاستقلال عين إماما في مسجد (حي التشجير) LES PLANTEURS إلا أن المسجد لم يكن بالمعنى المتعارف وهو عبارة عن زاوية تنسب إلى الشيخ عبد الباقي، فبإعانة من سكان الحي والسلطات المحلية هدم المبنى القديم وأقيم على أنقاضه مسجد (عمر بن الخطاب) الذي لايزال إلى الآن.
وفي سنة 1964 فضل الانخراط في سلك التعليم فعين في مدرسة باستور إلى أن أحيل على التقاعد في سنة 1977.
وأخيرا تطوع بالإمامة في مسجد الهداية ، كما يتردد على مساجد أخرى كلما دعى الامر إلى ذلك ،
وفاته : توفي في 9 ربيع الثاني 1422 الموافق لـ 30 جوان 2001 رحمه الله تعالى

Aucun commentaire:

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...