mercredi 7 mars 2018

الشيخ العلامة محمد بن ڨريد الغربي الوهراني

الشيخ العلامة محمد بن ڨريد الغربي الوهراني
CHEIKH MOHAMED BENGUERID EL GHARBI

(ORAN )
.....-1244هـ/.....- 1828م



تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج
من الشخصيات الوهرانية البارزة الذي لا نجد له ترجمة في المصادر المطبوعة السيد
العالم العلامة الحجة الفهامة السيد محمد بن ڨريد الغربي، إنما إشارات الشيخ المازري صاحب طلوع السعود ومن قبله الزياني صاحب الدليل . وقد حاول الأستاذ يحي بوعزيز ولم يظفربشىء ، وتكريما لهم سنذكر موجز هذه الترجمة وفي موقعنا الخاص سنذكرها وافية بمصادرها ومخطوطاتها.
هو العالم العلامة الحجة الفهامة السيد محمد بن ڨريد الغربي ولاه محمد بن عثمان الكبير التدريس في المدرسة المحمدية بوهران التي كانت تقع في شارع المسجد العتيق وقد تسمى هذا الشارع باسم هذه المدرسة ، وكان سكن الشيخ يقع عن مقربة من المدرسة وهي قرية خنڨ النطاح التي أزالها الفرنسيون عندما توسعوا في المدينة شرقا.
شيوخه :
بعد حفظه للقرآن الكريم حفظا متقنا أخذ علم القراءات بطرقها السبعة قراءة الإمام نافع نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، وابن كثير الداري المكي وعبد الله بن عامر اليحصبي الشامي ، وعاصم بن أبي النَّجود الأسدي الكوفي ، وأبو عمرو بن العلاء البصري وحمزة بن حبيب الزيات الكوفي ، وأبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي الكوفي ، كل هذه القراءات أخذها عن شيخ الإقراء بأحواز وهران المقرىء الشيخ سيدي الخيار الريفي وضريحه موجود بدوّار السانيا ، وكان السكان الأصليون في هذا الدوّار يحتفلون بهذا الشيخ كل السنة ، وكان الشيخ الغيور بوجمعة الجوميت- le Géomètre boudjamaa وهو زوج أخت جدتي رحمة الله عليهم أجمعين من الشخصيات البارزة ومن أعيان هذا الدوّاب يشرف على هذا وقد حضرنا في عدة مناسبات في الحفل.
وأمّا العلوم النقلية والعقلية فأخذها عن فقهاء فاس وفضلائها كالإمام العالم العلامة الأريب، المفسر المحدث الفقيه الأصولي اللغوي الأديب، صاحب التآليف الحسنة، والفوائد المستحسنة، الجامع لشتات العلوم، المنطوق منها والمفهوم، أبو الفيض حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون بن عبد الرحمن الشهير بابن الحاج، السُّلمي أصلاً وحسباً، والمرِداسي نسباً، الفاسي داراً ومنشأ والشيخ عبد السلام بن الطيب بن عبد القادر بن أحمد بن يحيى بن علي الأزمي الحسني. كان علامة مشاركا مدرسا فصيحا مطلعا، تخرج على يده عدة من العلماء وأصبح شيخ الجماعة في وقته.
توفي عن سن عالية ودفن بروضة أولاد بنيس بالقباب (المغرب)، ذكر عنه أنه كان يجلس للقراءة قبل الشروق ويبقى إلى صلاة الظهر ثم يقوم من مجلسه ويقوم أصحابه للصلاة، ثم يجلس للقراءة بعد الصلاة إلى العصر، كما ذكر أن له شرحا على الأربعين النووية، والشيخ العلامة محمد الطيب بن عبد المجيد بن عبد السلام بن كيران الفاسي داراً ومنشأً، شيخ الجماعة بفاس، العلامة النظار، المطلع الحافظ، المفسر الكبير والفقيه العلامة المحقق الإمام محمد بن عمرو بن عبد الله الزروالي الفاسي . 
كان رحمه الله متبحر في جميع العلوم والقائم عليها قيام أهل الاجتهاد المطلق، مع فصاحة لسان، يعجز عنها سحبان... بحرا لا يجارى في مجال العلوم ،والشيخ إدريس العراقي فسندهم هو سنده.
من تلاميذه : يكفيه فخرا أن الأمير عبد القادر بن محي الدين من تلاميذه وقد أخذ عنه العلوم العقلية من منطق وبلاغة ونحو.
مؤلفاته : له مجموعة من المؤلفات ولم نظفرإلا بواحد منها فقط.
وفاته : توفي شهيدا ببيته الكائن بخنق النطاح -وهران - سنة أربعة وأربعين ومائتين وألف 1244هـ الموافق لسنة 1828م ، قتله بعض من تسلّط على زوجتيه من اللصوص عمدا لا جهلا ، ولما قام ليدافع قتل ليلا ، وحضر لدفن العلامة ، وشاهد منه عجائب الكرامة ، ونجا الظالمان إلى أن قبض أحدهما في ولاية تلميذه الأمير ناصر الدين الحاج عبد القادر بن محي الدين ، ورفع به فبحث عن أمره بحثا مشددا. ولما ثبت القتل عليه مكّنه من قرابة الشيخ ابن قريد فقتلوه قصاصا لا رحم الله قاتل الشيخ أبدا. هذا موجز ترجمته .

samedi 3 mars 2018

الفقيه مصطفى بن زيان الزياني


الفقيه مصطفى بن زيان الزياني
مفتى الديار التيهرتية
ومن بقايا ملوك وأمراء بني زيان
1884 -1972
تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج.
أولا: شخصيته

هو الشيخ مصطفى بن محمد بن عبد القادر بن زيان الأكبر ينتمي نسبه إلى سلالة بنى زيان ملوك تلمسان وهذا النسب موجود في وثيقة محفوظة عند عائلة زيان شريف وجاء في آخر الوثيقة المخطوطة مايلى:هكذا وجد بخط الشيخ أبي راس رحمه الله، وكتب مقيدا لذلك عبد ربه الرحيم الرحمن محمد بن الحاج عبد القادر بن زيان وبتاريخ 15 صفر سنة1321 هـ
ولد سنة 1884م بسيڨ.كما جاء في النسخة من الدفتر الأصلي تحت رقم 826 وهو بخلاف ما جاء في وثيقة الفريضة التي تحدد مولده بــ 1896 وكان والده وجده يسكنان بتلمسان في دار بحي الحديد، حيث مقام الأشراف والأعيان في ذلك الحين.

ثانيا: حياته العلمية

أ‌- حفظه للقران الكريم و المتون العلمية

تلقى القران الكريم ومبادىءالعلوم في صغره علي والده محمد بن زيان وجده الشيخ عبد القادر بن زيان الأكبر، وكانا من العلماء المتصوفين ، و جده هذا من المجاهدين الأوائل الذين شاركوا مع الأمير عبد القادر في عدة معارك ، وخاصة معركة خنق النطاح بوهران ومعركة المقطع الشهيرة، و إثر مرض والده الشيخ محمد بن زيان و اعتلاله ، نقل إلى بادية سيدى العبدلي في أحضان الطبيعة حيث الصفو والهدوء وطيب المقام ، وكان والده شاعرا ملهما وخطاطا بارعا غيرأنه لم يستقر به الحال والمقام رغم ماأحيط به من الرعاية والعناية من محبيه ومريديه، ولذا ، ونزولا لبعض بنى عمومته المقيمين ببادية سيق ارتحل والده إليها بأهله وذويه وعشيرته ، وذلك للراحة والإستجمام ولكن الله العلي القديرأراد غير ذلك ، إذ سنة 1905 انهار على الدار جدار عال لأحد الجيران اليهود ، فانقض البنيان عليهم، ومات تحتالأنقاض والده وأخوه وأختاه ، وقد أبى جده قبض أي دية أو تعويض من اليهودي عن هذه الفاجعة التى مات ضحيتها أربع أنفس .

ب- شيوخه وأساتذته في العلم في سيڨ :

إستمر تعليم الشيخ مصطفى وأخوه عبد القادر تحت إشراف جدهما، ثم أخذا عن الفاضل القدوة الشريف الجامع بين شرفي العلم والنسب الحاج المنور بن البشير بن محمد بن البشير أحد أشراف المبطوحين يتصل نسبه بسيدى عبد الله الشريف دفين واد المبطوح بناحبة سبق بعرش الشرفاء وكان لهذا الشيخ إعتناء بحفظ المتون العلمية فمن جملة ماكان يحفظ من المتون مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي ومتن العاصمية في القضاء، وجمع الجوامع في أصول الفقه ، وألفية بن مالك في النحو ، ومختصر الخطيب في البلاغة وغير ذلك من المتون المهمة ، وكان رحمه الله أعجوبة في صناعة التدريس وفقا لأصول الدراسة والتعليم ، قرأ رحمه الله على شيوخ متعددين منهم أخوه الحاج علي بن البشير المتخرج من الأزهر الشريف بمصر ، أخذ عليه في الفقه والنحو وعلم البيان والأصول وعلم الكلام وشمائل المصطفى- صلى الله عليه وسلم - ، وأخذ قبل ذلك على غيره كالشيخ المداني ،والطيب النجاري، ثم تطوع الحاج منور بالتدريس ، و موظفا بخطة الإمامة، فكان إماما خطيبا ومدرسا بارعا تخرج على يديه أعلام منهم ولده أحمد البداوي تولى الإفتاء بوهران ثم سيدى بلعباس ، والهاشمي بن بكار مفتى معسكر ، والحاج عبد القادر بن خوجة مفتى سعيدة ......الخ، توفي الشيخ المنور عام 1344هـ عن سن يناهز خمسا وسبعين سنة ، كما أخذ عن علامة مدينة وهران الشيخ الطيب المهاجي وقد اجازه بجميع إجازاته ومروياته كما هو مثبت في فهرسته أنفس الذخائر وأطيب المآثر في أهم ما إتفق لي في الماضي والحاضر .
ثاثا - نشاطه و أعماله العلمية :

1.- من جهة نهوضه بالتعلم : بعد تخرجهما قام الشيخ مصطفى بمعية أخيه عبد القادر بمهمة التدريس في بيتهما فاختص عبد القادر بالمختصر ، وأما مصطفى فاهتم بالدرجة الأولى بعلوم الألة كالنحو والبلاغة ثم تليها العلوم الفقهية، فكان بيتهما مدرسة وكعبة للطائفين ، وكان يضرب بجودهما وكرمهما المثل ، وجعل من بيتهما مسجدا وناديا تقام فيه الندوات وصلاة التراويح والعيدين ، وعندما بدأت جمعية العلماء في تأسيس شعبها ، فأول شعبة تأسست في الغرب الجزائري كانت في مدينة سيق اجتمع فيها الشيخ العربي التبسي مع الشيخ عبد القادر بن زيان مع مجموعة قليلة وأسسوا أول مدرسة تحت لإشراف العربي التبسي.
أما الشيخ مصطفى فقد أعانه سيدى محمد بن غلام الله البوعبدلي ليكون إماما ومفتيا لمدينة تيارت ، فأعطى لهذه الوظيفة حقها، فكان زيادة على خطة الفتوى والإمامة بالجامع الكبير يقوم بدروس الوعظ والإرشاد زيادة علي الدروس العلمية كالنحو والبلاغة، ولهذا أحبوه سكان تيارت وهذا مع طول صبر وجلد.

رابعا – تأثره و تأثيره :

كان الشيخ مصطفى متأثرا بعدة أشخاص منهم الحاج محمد غلام الله ومما قاله في هذا الصدد كما جاء في جريدة النجاح عدد3097 مانصه :« ....سادتى كلكم يعلم ما لمقام صاحب هذه الذكرى بيننا فى العز والكرم ، ونيل المحتد ، وعظيم المزايا وسائر الصفات التى جعلته يتبوأ في حياته – رحمه الله – مقعد الصدارة في ميدان العلم والدين والسياسة، فقد ضرب فيها بسهم صائب وآراء سديدة موفقة ...ان الأقوام وهم يشهدون رحيل عظمائهم عنهم أشبه بالسارين على أضواء القمر الزاهي يفجعون باحتجابه إلى غير رجعة ، كذلك نحن الآن إزاء ماتركه الفقيد من وحشة....... »

خامسا : مميزاته 

قال عنه صاحب المرآة «:.... ومن العلماء المشهورين مفتي تيارت السيد مصطفى بن زيان ، أخذ علمه عن المرحوم السيد الحاج المنور بسيق ، وهو من نسل الزيانيين أي ملوك بنى زيان ، وله فقه تام ، وفصاحة سحبانية ، وهو محبوب عند أهل تيارت لما اشتمل عليه من الأوصاف الحميدة ، وكف لسانه عن الفضول ، والوقوف مع الشربعة »

سادسا : أصدقاؤه و أحبابه 

كان الشيخ محبا للشيخ عبد القادر بوجلال عضو جمعية العلماء بسيق.وبعمه كذلك ، وحبا للشيخ الحاج محمد غلام الله، والشيخ الطيب المهاجي فقيه مدينة وهران وغيرهم كثير
ثامنا : من رسائله
الحمد لله وحده
تيارت في 24محرم الحرام 1373 الموافق ليوم 3أكتوبر 1953
جناب زميلنا المحترم العلامة الجليل اللغوي القدير سيدي المهدي البوعبدلي مفتي مدينة الأصنام لا زال في رفعة وعلاء سلام وتحية ود وإخلاص تحية كلها إجلال وتقدير ، أحييك وأشفع تحيتي هذه بأخلص تهنئة وأعبق باقة من أزاهير الوفاء، أقدمها إليك أيها العزيز، عربون الود ، ورمز الصفاء معبرا لك عن كامل سروري وغبطتي ، وأنا أسمع بخبر استحقاقك وسام الشرف وشارة الوفاء، وهي لعمري قليل في جنابكم ، ومقامكم الأسمى يتعالى عنها ، وإن لكم فينا لمكانة تفوق هذه الشارة ،فأجدر بأمثالك أن يبلغوا سامق المراتب ، وأعلى المنازل ، لازلتم في رفعة شأن ونباهة قدر دنيا وأخرى .................................................................
.......... .أخوكم المخلص مصطفى بن زيان
عـلـوا في سماء المجد دومـا وعـزا نـلت من رب الأنـام
فيا مهـدي تـقبل من زيــان تهاني القـلب صيغت بانسجـام
لأن قـلـدت شــارة ذي ولاء ولا بدعـا فأنـت مـن الكـرام
وفي الأصنام وحـدتم جمـوعـا معرفـة، فأضحت فـي وئــام
وقبـلا في بجايـة كنت شهـمـا تذود عـن الفضيلة بالحســـام
وسوف نراك يوما في بــلاد الـ جزائـر ترتـقي اسمـي مقــام
فـذاك هو المنى دنيـا وأخــرى بمأوى الخلـد فـي دار الســلام

سابعا : مؤلفاته :

لا نعلم له من التآليف سوى بعض المقالات في بعض الجرائد كجريدة النجاح ، أومجموعة من الخطب والدروس العلمية مسجلة في وشائع يحتفظ بها بعض أقاربه بمدينة تموشنت.

ثامنا : وفاته :



توفي الشيخ مصطفى –رحمه الله- عن سن يناهز التسعين سنة قضاها كلها في خدمة كتاب الله ، وإحياء الشريعة الإسلامية , كانت وفاته يوم 29فيفري 1972 ودفن في مقبرة تيارت في الطريق المؤدي إلى مدينة السوڨر.
المراجع والمصادر
1) – وثائق خطية للشيخ بحوزة بليل حسني
2)- معلومات استفدناها من أفراد أسرته
3)- محادثة مع شيخي الشيخ الفقيه عبد القادر البوجلالي- أزيد من 90سنة- وقد عاش معه مدة زمنية في سيق عندما كان عضوا في جمعية  العلماء المسلمين الجزائريين ، وبقي معه في الإتصال كلما قدم المفتي من تيارت

mercredi 28 février 2018

فضيلة الشيخ أحمد الأطرش الشريف السنوسي


فضيلة الشيخ أحمد الأطرش الشريف السنوسي
مفتي الديـار الوهرانية
( 1919– 2003 )
لقد أنعم الله علي مدينة وهران بلد الإسلام رغم كيد الكائدين ، منذ أن بزغت فيها شمس ا
لهداية المحمدية ، برجال فضلاء علماء ، ومفكرين صالحين حكماء ، وقادة شجعان أذكياء ، منهم الشيخ أبو جمعة الوهراني ، وابن محرز الوهراني ، وعمر الهواري ، وسيدي علي بن عبد الرحمن الدزيري ، وحسن بولحبال ، والشيخ عبد الباقي الشعاعي ، وعمر بلقايد ، ومسلم بن عبد القادر الوهراني، والشيخ عبد الله الرزيوي ، والشيخ طيب المهاجي وتلميذه عبد القادر البوجلالي......والقائمة طويلة جدا ، ومن آخر علماء الفتوي بمدينة وهران فضيلة الشيخ أحمد السنوسي،ونظرا لكثرة المحبين له في جهات مختلفة من ربوع هذا الوطن ، بل حتى في الخارج كسوريا والمغرب ومصر، أردت في هذه العجالة أن أقدم سيرة ذاتية موجزة لشيخنا ومولانا فضيلة الشيخ أحمدالأطرش السنوسي لما قدمه من علم نافع لهذه الأمة
لمحـــة عن نشأته وحيـــاته
هو الإمام الفقيه الأصولي المكين ،المشارك الأديب الأستاذ المدرس الشيخ أحمد الأطرش الشريف السنوسي ،يتصل نسبه بالسلالة الحسنية ،ولهذه الأسرة فرع في ليبييا منها محمد بن علي السنوسي ، المحدث الشهير , ومؤسس الحركة السنوسية .
ولد الشيخ يوم الإثنين 14 جويلية عام 1919م ، االموافق لـ1337هــ بقرية واد الخير التابعة لولاية مستغانم، رباه والده علي الخلق الكريم ، والسلوك المستقيم، وبعد أن لقنه المباديء الأولية من كتابة وتحفيظ لقصر السور من المفصل، عهد به إلي بعض المعلمين لتحفيظه القرآن الكريم، ومباديء الشريعة الإسلامية ، و كان من أبرز شيوخه الشيخ محمد بلمختار الذي أحسن إليه ، وكان الشيخ يكن له المحبة التامة ، ويثني عليه كلما ذكره في مجلس، فحفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز إحدى عشرة سنة ، وصلى بالناس وفقا للعادة المتبعة لمن يختم القرآن عند العائلات الشريفة، ثم ارتقي إلي مرحلة أعلي ، فتلقي علوم الشريعة علي أيدي فطالح من مشايخ المنطقة ، منهم:
1 الشيخ الجيــلالي بلحاج السجراري ،وكان الشيخ الأطرش يعتز به اعتزازا كبيرا .
2 والشيخ عبد الرحمن بلهــواري وهو من خريجي مدرسة مازونة  ، و من تلاميذ الفقيه الكبير أبي راس المازوني ، والفقيه الشيخ محمد بن عبد الرحمن المازوني :
3وأخذ الشيخ الأطرش كذلك الفقه المالكي علي يدي الشيخ محمد بوعشبة .
4والشيخ العربي التواتي وهو من تلاميذ الشيخ الفقيه المفسر  البوشعيبي الصبيحي خريج الأزهر الشريف ، وكانت له مكانة سامية في منطقة البطحــــاءبكاملها .
55وتعرف في صغره علي الشيخ البشير الإبراهيمي الذي كان يتردد علي المنطقة ، وكانت له صلة وثيقة مع والده ، فاستناربما سمعه منه من دروس وحلقات تعليمية كان يلقيها كلما قدم لمدينة مستغانم ،فزادت في تمسكه بالحركة الإصلاحيةأكثر علي الرغم من كونه ابن زاوية.،وكان يعتز بالزاوية التكوكية والزاوية السنوسية
66ومن أبرز شيوخه علي الإطلاق العلامــة أحمد التسولي المغربي وهو خريج جامعة القرويين ، فدرس عليه لمدة6 سنوات.
ومن جملة العلوم التي تلقاها علي يدي شيوخه في مستغانم الأجرومية وألفية ابن مالك في النحو ، قرأها مرة بشرح المكمودي ، ومرة أخري بشرح ابن عقيل، والعاصمية في القضاء الإسلامي بشرح التاودي ابن سودة ، ومختصر خليل في الفقه المالكي ، وعلم العروض ، وعلم البلاغة بكتاب الجوهر المكنون للإمام عبد الرحمن الأخضري ...الخ ، ومن جملة من درسوا معه والده وإخوته والشيخ عبد الجبار المنصوري الندرومي.
إلتحاقه بجــامعــة الزيتونـــة
 وفي أوائل أيام الحرب العالمية الثانية ، وبالضبط في شهر سبتمر التحق شيخنا بجامع الزيتونة وبقي لمدة سنة دون أن يعلم بأنه غير مسجل في القائمة الإدارية وكان مسجلا في دفتر المناداة فقط، والذي سجله هو الشيخ السنوسي الذي كان يسبقه بسنتين ، وفي سنة1940م دعي للتجنيد الإجباري من قبل الإحتلال الفرنسي ، وشاء الله ألا يلتحق بالتجنيد فسجل نفسه عن طريق الإدعاء – وهوأن يدعي سنة معينة – وهونظام كان معمولا به في الزيتونة للطلبة الآفاقيين خصوصا ، فإدعي بمايعادل عندنا السنة الأولي ثانوي ، ونجح في الإمتحان بعدل مرتفع جدا ، وبقي في الجامعة إلي غاية1944م حتى حصل علي شهادة التحصيل ، ومن جملة كبار الشيوخ الذين أخذ عنهم :
11الشيخ الشاذلي النيفروهو من كبار فقهاء تونس ومن البيوتات العلمية العريقة ، أخذ عنه شيخنا العاصمية وكان الشيخ يتقنها إتقانا جيدا.
22الشيخ الطاهر بن عاشور المفسر الكبير ، أخذ عنه الشيخ أحمد السنوسي البلاغة من خلال كتاب التلخيص لسعد الدين التفتزاني وكانت طريقتة في التدريس ملائمة للطلبةفهو يجمع بين الجانب النظري والجانب التطبيقي لكن بأسلوب القدماء ، وكان يعرف بزمخشري القرن العشرين .
3الشيخ العربي كبادي الأديب الكبير درس عليه شيخنا علم الأدب وخاصة مقامات الحريري .
4وأخذ علم العروض وموطأ الإمام مالك علي الشيخ مختار بلمحمود الحنفي وأجازه بسنده في الموطأ
5 وأخذ علم العروض أيضا عن الشيخ طاهر الغمراسني.
66وأخذ شيخناعن الشيخ الحبيب بلخوجة الأمينالحالي للمجمع الفقهي بجدة ، وكان أول عهد الشيخ الحبيب بالتعليم أخذعنه الشيخ أحمد السنوسي الفقه والعروض
77ودرس علم التاريخ على يدي الشيخ عبد الحميد .........الذي نفته فرنسا إلي سوريا، وكان علي وعي تام بدسائس الإستعمارالفرنسي ،فاستفاد منه شيخنا استفادة كبرى
واستفاد من الشاعر الكبير الشيخ خزندار
8وأخدعلم الحديث والتفسير على يد آل بلخوجة منهم الشيخ صالح بلخوجة والشيخ عبد الواحد بلخوجة.
 وزيادةعلي الدروس النظامية كان يحضر الندوات والملتقيات وتعرف علي الشيخ عبد الحميد بن باديس في مارس 1940 في الملتقى الثقافي الإفريقي الذي حضره الشيخ الإمام وقد قدم من الجزائر العاصمة ثم قسنطينة ثم تونس في نفس اليوم ، وقد عاتب التونسيين لأن الإستدعاء جاءه متأخرا ، ومعظم أحداث هذا الملتقى سجلها شيخنا ومن بينها القصيدة التى ألقاها بهذه المناسبة الشاعرالكبير المصلح آل خليفة في شخصية ابن باديس.
 بعد أن حصل الشيخ على الشهادة التحصيل عاد الى الجزائر ،فالتحق بجمعية العلماء بموافقة والده الشيخ الشريف الأطرش وكانت تربطه صلة وثيقة بالشيخ البشير الإبراهيمي بواسطة صديقه بشير بلمزيان الغليزاني، وكان التحاقه بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد أن تأثرثأثرا بالغا بالشيخ أبي القاسم بلحلوش المتوفي سنة 1949وهو من أوائل من انضموا إلى الجمعية من علماء مستغانم، والداعين لها ، والمدافعين عنها ثم ولده من بعده الشيخ مصطفى بلحلوش ، فاسندت الجمعية للشيخ أحمد الأطرش إدارة مدرسةالجامع الأخضر وكان شعارها بيت من الشعر مازال الي يومنا هذا مكتوبا في واجهة المدرسة وهو :
العــلم يبنى بـيـــوتا لاعماد لها والجهل يهدم بيت الـعــز والكرم
ثم انضم إلي حزب الشعب الجزائري ما بين 1944و19455 ، فألقي عليه القبض وأدخل إلى محتشد جنان بورزق لمدة ستة أشهر إلى أن صدر العفو العام سنة1945 ، فعاد إلى التدريس بجامع الأخضر ببرنامج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهو شبيه إلى حــد كبير بالنظام المطبق في الزيتونة ،وبقي في التدريس الى غاية سنة1955م وقد تخرج عليه كثير من الطلبة منهم السيد لعرج وهو محامي ، السيدإدريس قعيش وهو ابن أخته ،وأبناءعمه السيد لطرش عبد الله ، والسيد لطرش خطاب ، السيد محمد بن حليمة الفليتي الغليزاني ، الشهيد عبد الله بن النبي ، السيد العربي من أولاد بوراس سور الغزلان ...الخ .
وفي أواخرسنة19555 ألقي القبض عليه مرة أخرى وعذب كماعذب الكثير من الجزائريين وبقي في السجن الىغاية1957م، وبعد أسبوع واحد من إطلاق سراحه ألقت عليه الشرطة العسكرية القبض عليه مرة أخرى ،وبقي في السجن الى غاية 1959م .
قـــدومـــه إلى مدينة وهــــران 1959
 أبعد إلى مدينة وهران ووضع تحت الإقامة الجبرية في المنطقة ، فكان يثبت وجوده كل يوم في مركز الشرطة، وكان كلما خرج للإمضاء إلا ويودع أهله بخير ، سكن أول أمره في حــي الحمري عند صديق له وهو شرطي عند القاضي الشرعي دنيا زيدان ، ثم انتقل الي مسكنه الجديد نسبيا بحي سيدي الهواري ثم مسكنه الحالي بحــي بيـتي ، وأثناء إقامته الأولى بوهران باع جل كتبه من أجل العيش حتى لا يكون عالة على أحد ، ثم استعان بصديقه الشرطي فاشتغل عند القاضي جنيا زيدان ككاتب لديه يقوم بتجديد الوثائق القديمة والتى يعود بعضها الى العهد العثماني من عقود زواج وأراضي وأملاك ...الخ ، ونظرا لبعض تصرفات باش عدول والعدول تخلى عن الوظيف ، وبعد أن عرف القاضي السبب كلفه بالعمل في بيته كما كان يعمل معه في مكتبه ، وبقي في هذا العمل إلى غاية الإستقلال 1962م ، ثم اشتغل بالتعليم ، فتولي إدارة مدرسة ثم التعليم بمتوسطة العربي بن مهيدي بحي الصنوبرحيث كان يدرسنا مادة التاريخ والجغرلفيا ثم بمتوسطة بوحفص ثم انتقل إلي معهد تعليم المعلمين ثم بالمعهد التكنلوجي ثم بالمعاهد الإسلامية التي أنشأت في عهد الوزير المرحوم آيت نايت بلقاسم ، وكان يدير المعهد أحد أقاربه الأستاذ عبد القادرلطرش حفظه الله ثم التحق بجامعة وهران – معهد الحضارة الإسلامية بإلحاح من عميدها وطلبتها الذين يكنون له المحبة الخالصة لما اشتهر به في حقل الدعوة الإسلامية بوهران ، فكان يرس مادة أصول الفقه ومادة مقاصد الشريعة الإسلامية ،فتخرج على يديه كثير من الطلبة ، زيادة على التي يلقيها في مسجد الموحدين بعد صلاة العصر في ألفية ابن مالك ، والعاصمية ، والموطأ ، وألفية السيوطي في الحديث، .....الخ ، ونظرا للجهود التي بذلها دون ملل أوتقاعس في حقل التربية والتعليم أكرمته جامعة وهران بشهادة الدكتـــوراه الفخرية سنة1997م
نشــــــاطـــه وأعمـــاله العلمية والمناصب التي تقلدها
 تولى الشيخ أحمد الأطرش عدة وظائف منها التعليم والتدريس ثم اشتغل بالدعوة الإسلامية وكانت جل نشاطاته في المسجد الذي أسسه وهو مسجد الموحدين الذي كان من قبل كنيسة ، وتولي في هذا المسجد الإمامة والخطابة متطوعا ، ثم انضم إلى المجلس العلمي لنظارة الشؤون الدينية وتولي الإفتاء بعد استقالة الشيخ معمر حـــني ، وكان عضوا شرفيا بالمجلس العلمي بالمغرب الأقصي بناءا علي علمائها ، وكانتله اتصالات بعلماء المشرق منهم صديقه الحميم الدكتور مصطفى البغا ، والشيخ سعيد رمضان البوطي ، والشيخ سعيد الخن ، والشيخ كفتارو ......الخ وكان الطلبة والعلماء بسوريا يجلونه ويقدرونه تقديرا بليغا.
مــــؤلفـــــــاتـــــه :
1. الإمام مالك ومدرسة المدينة المنورة ، وقد ألفه للرد علي الذين ينكرون الجهود التى بذلها الإمام مالك – إمام دار الهجرة رضي الله عنه ، وقد طبع الكتاب بدار الغرب بوهران .
22. تيسير الوصول إلى فقه الأصول ، في أربعة مجلدات ،وهو عبارة عن محاضرات كان يلقيها على طلبته بمعهد الحضارة الإسلامية ، وقد طبعت الأجزاء الأربعة بدار الغرب.
33. شرح العاصمية (( تحفة الحكام )) لابن عــاصم في القضاء الإسلامي ، وهوعبارة عن دروس كان يلقيها علينا بمسجد الموحدين ، وهو مطبوع على الآلة الراقنة بأسلوب سهل ميسر يختلف تماما عن باقي شروح العاصمية.
44. محاضرات في مقاصد الشريعة الإسلامية وهو مجموعة من المحاضرات كان يلقيها على طلبته بالمعهد ، مازالت مخطوطة.
55. شرح ألفية ابن مالك في النحوبأسلوب سهل ميسر، اعتمد فيه على أمهات الشراح ، يوجد مخطوطا في مجموعة كراريس ، ويوجد أيضا علي شكل أشرطة سمعية .
6. شرح موطأالإمام مالك درسه بسجد الموحدين ، ومازال مخطوطا في كراريس.
7. شرح ألفية السيوطي في علم الحديث وهومخطوط أيضا.
8. والكتاب الذي كان يعتز به كثيرا تاريخ الجزائر في خمسة قرون وهو في 99 مجلدات ، وكان عازما علي إخراجه بمشاركة الدكتور جاسم العراقي ، ولكن المنية حالت بينه وبين إخراجه وهو مازال مخطوطا .
9. شرح قطر النــدى في النحو مخطوط
10. أسئلة وأجوبة في مجال الإقتاء نشرت بجريدتي الجزائري والرأي والجمهورية
111. مجموعة محاضرات في مواضيع مخنافة منها التراجم كترجمة سيدي أبي عبج الله الرزيوي ، والشيخ الطيب المهاجي ، وتامحدث الشهير محمد بن علي السنوسي، والفقيه الونشريسي ، ومواضيع أخرى إجتماعية وثقافية ودينية وتاريخية وهي موجودة في شكل أقراص مضغوطة .
12. شرح ابن عاشر بأسلوب سهل ميسر، وكان الشيخ بوده أن يطبع لتعم به الفائدة .
133. مدخل إلي أصول الفقه وهو عبارة عن كتيب صغير في مباديء أصول الفقه
وفــــــاتــــــه
توفي الشيخ الإمام منتقلا إلى رحمة الله تعالي، وجوار ربه الكريم صباح يوم الجمعة التاسع من جمادى الآخرة سنة 1424هـ الموافق لـلثامن من شهر أوت 2003، ففاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، بعد حياة حافلة بخدمة العلم والدين والناس.
 وما أن بلغ نعيه ولاة الأمر والسلطات المحلية وسكان المدينة الذين يكنون له المحبة التامة الخالصة، حتى غصت داره بالمشايخ والأئمة وأعيان المدينة، بل أن بعضهم قدم من أماكن بعيدة كمستغانم ومعسكر وتموشنت وتيهرت.....الخ جاؤوا كلهم يشاطرون آل الفقيدالآسى والحزن، وقد ارتسمت علي وجوههم آثار الفاجعة ومظاهر الحزن والألم.
 ولما تم وضعه في نعشه سير به إلي الجامع الذي أسسه وهو مسجد الموحدين، وذلك للصلاة عليه فيه ، يتبعه المشيعون الذين حضروا إلى بيته ، أووصلواوجثمانه الطاهر قد توجه إلي الصــلاة عليه، وكان المسجد غاصا بالمصلين في الطابق السفلي والعلوي بل امتلأت الشوارع بالمصلين لكثرتهم، يتقدهم الشيخ معمر حــني وناظر الشؤون الدينية وآخرين ، وأول من أبنه هو الشيخ معمرفذكر خصاله ومحامده ثم تلاه السيد عبد الرحمن بن زيان ، وكانت خطبته مناسبة للمقام ، وبعد صلاة العصر صلى عليه الشيخ معمر حني عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهو أول من التقى به في جامع الزيتونة سنة1940م ، وبعد الصلاة عليه خرج نعش الفقيد الراحل من المسجد ، وسار وراءه جمع حاشد يعدون بالآلاف من الأساتذة والأئمة وأعيان المدينة وتلاميذه وتجار المدينة والسلطات المحلية ، وسار هذا الموكب الخاشع حتى وصل إلي مقبرة عين البيضاء وهناك ودع في لحده ومرقده بين آهات الباكين وأحزان المشيعين والمصابين ودعاء الداعين له بالرحمة والغفران والإحسان والرضوان ، فرحمة الله عليه وأكرم الله جواره لديه
وليس نسـيم المسك ريح حنــوطــه ولكنه ذاك الثنـــاء المخـلف
وما أصدق أن ينشد في رثائه ،ويذكر في مجمع عــزائه قول القائل :
سري نعشه فوق الرقاب وطالما سرى جـوده فوق الركاب ونائله
يمــــر على الوادي فتثني رمالـه عليه وبالنادي فتبكـــي أراملـــــه
 وقد أشاعت التلفزة الجزائرية في أخبار الثامنة نبأوفاته وكذلك الجرائد الجزائرية ، وقبلهما إذاعة الباهية بوهران وبعدهما بعض وسائل الإعلام العربية ، رحمه الله شيخنا وأجزل له العطاء

خــاتمــة: آمـــال وأحـــلام
 بقلم زميلنا الأستاذ حوالف عكاشة
مما يخلد أثر العالم بعد وفاته ، تسلّم تلامذته الرّاية التي حَمَلها و نادى ، و جاهد و ناضل من أجلها ، و هي راية العلم ، و نشره و تبليغه ، فهي لا تموت بموت العلماء ، و لكن بتخلي حملة العلم عن تبليغه ، لهذا جاء التحذير من رسولنا عليه الصلاة و السلام بقوله { من علم علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار } من حديث أبي هريرة ، قال الترمذي : حديث حسن .
 و في هذا المقام ، نذكّر بآمال الشيخ أحمد الأطرش السنوسي ـ رحمه الله ـ .، فمنذ أن حمل هذا العلم ، و أدرك معنى حديث رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ السابق ، لم ينقطع عن التدريس و التعليم ، سواء في المسجد الذي أسسه ، و كان إمامه و خطيبه
 ( مسجد الموحدين ) ، أو في الجامعة ، و مشاركاته في الندوات و الملتقيات ، و في جل المناسبات العلمية ، كان الشيخ حاضرا بتوجيهاته و نصائحه ، و تبليغه للعلم الذي آتاه الله إياه . علاوة على تأليفه الكتب ، و مساهمته بالمقالات في المجلات و الجرائد إلى آخر لحظة من حياته .
 لهذا كانت أمنيته أن يستمر رفع راية العلم ، بتبليغه و نشره بعد وفاته ، لأن بالعلم تحيى القلوب و تعيش الشعوب و تبني حضارة المستقبل .
 أمنيتنا و رجاؤنا في تخليد أثر الشيخ أحمد الأطرش السنوسي ـ رحمه الله ـ بتحويل المسجد الذي أسسه و درّس فيه طول عمره ، و خرّج منه الكثير ، الذين حملوا علمه و أخلاقه و منهجه ، إلى منارة للعلم و المعرفة ، و ذلك بتسمية المسجد باسمه ـ مسجد الشيخ أحمد الأطرش السنوسي ـ ، ثم استمرار الحلقات العلمية التي كانت في حياته ، ممن هم أهلا لذلك ، و هم موجودون و الحمد لله ، حيث كان الشيخ يجلهم و يعرف قدرهم و علمهم ، و يرى فيهم آماله و أحلامه بعد وفاته ، مع نشر ماتركه الشيخ من مؤلفات لم تر النور بعد ، ففي نشرها تخليد لآثاره .
 فهذه آمال الشيخ و أحلامه التي كنا نسمعها منه ، ترجمناها في هذه الكلمات البسيطة ، نرجو أن تُحقق على أرض الواقع ، حتى لا نكون خائنين للأمانة ، و تبليغ العلم أعظم أمانة . نسأل الله حسن التوفيق و السداد .
 رحم الله الشيخ أحمد الأطرش السنوسي ، العالم الرباني ، و جعل الجنة مثواه ، و بلغه آماله و أحلامه .
بقلم تلميذه
الأستاذ بليل حســـني

lundi 26 février 2018

الشهيد البطل القائد خلیفة ولد محمود الحمياني


الشهيد البطل القائد خلیفة ولد محمود الحمياني
شهيد معركة المقطع
1251هـ/1835م


تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج
خلیفة ولد محمود من قبيلة المحامید فنسبة لجدهم محمود، فهم من المحامید الذین بالحشم الشراڨة و أصلهم من حمیان کما فی كتاب الشماریخ للحافظ أبی راس المعسكري، و جاء جدهم من بلاد غریس، فسکن الغرابة و نال العز و بلغ المكانة السامية بين الحشم ، و أوّل من تولّی منهم قیادة العرش سی بن فریحة ولد عدة بن محمود، فکان قائدا بدولة الترک و نال لکل محمود، و تولّی منهم أخوه خلیفة ولد محمود قیادة العرش بدولة الأتراک، و کان موصوفا بالعقل و الرئاسة و الکرم و الشجاعة مدرکا لجمیع الإدراک، ، و کان محبوبا عند الناس مشهورا بالکیاسة و التدبیر، و تولّی منهم ابنه عدة ولد خلیفة قیادة عرشه بدولة الأمیر، و تولّی منهم عمّه محمد ولد عدة بن محمود بالدولة قیادة العرش، و کان مشهورا بالشجاعة فبلغ المرام و نال للقرش، و تولّی منهم بوقت الدولة قیادة العرش ابن أخیه سی العربی ولد خلیفة بن محمود، فکان أوّلا خلیفة علی الحبیب بن ونان ثم صار قایدا من جملة الأعیان. و بلغ للمقصود، و تولّی منهم بوقت الدولة أیضا أخوه أحمد ولد خلیفة حراسة الضاحیة، فکان فی غایة المرام من الخدمة الوافیة الراحیة
و کان الشجاع الکرّار خلیفة ولد محمود مطيعا للشيخ الزياني ويعتبره قدوته فهو يقتدي به سرا وعلانية ولهذا عندما طلبه الشیخان و معهما الأمیر السید الحاج عبد القادرلبى النداء دون تسويف وذهب معهم مع قومه من سیق لوهران، و تمادوا علی سیرهم لیلا بفرح و سرور و خلاص نیة إلی أن صبحوا وهران.
معرکة خنق النطاح الأولی بوهران‌
شارك في معركة خنق النطاح الأولی بوهران‌ ولبسالته وإقدامه أصيب بجروح متفاوتة وكدلك صديقاه الحبیب بو علام بن الحبوشی، و ابن یعقوب بن سهیلة و خلیفة ولد محمود. و کان ذلک فی سابع إبریل و قیل فی السابع عشر منه سنة اثنین و ثلاثین و ثمانمائة و ألف، المطابقة لعام سبع و أربعین و مائتین و ألف . وكان يحرض قبيلته على الجهاد، فکان ممّن مات من الغرابة ستة من الأعیان، و هم الفقیه الخوجة السید الطیب بن المشری، و الشجاع زیان بن سهیلة، و سلیمان بالهرشی، و قدور بالعابد، و الحاج الأخضر بن عیرة، و قدور بن المغراوی، و من تحلایت الحبیب ابن رحّ و إلی هذه الواقعة أشار الفقیه السید الحاج عده بن علی الشریف التحلایتی فی عروبیته بقوله:
خلیفا للجهاد لبّا و اجمع قومان الغرابا
قال لهم ما کان هربا من یهدر فی الغیب واک الیوم ایبان
للمیمر نعطوا امکبّا و الّی مات امنازله جنّت رضوان
وشارك أيضا في معركة خنق النطاح الثانية ومعركة مسرقين
معرکة المقطع و ضحایاها
رحلت محلة النصاری صباحا فی الیوم الثامن و العشرین من جوان، الموافق للیوم الثانی من ربیع الأول ، قاصدا مرسی رزیو لقربها و یکون ذلك سببا لخلاصها من العدو و نجاتها، أحسن من رجوعها مع الزبوج البعید المسافة عن وهران المكثّر لأمواتها، فأحاط المسلمون بالعدو إحاطة السوار بالمعصم ، و اشتدت فتنتهم له وعلى الرغم من كثرة جيوش المحلّة، صارت مع هذا القتال فی غایة القلّة، و لا زال منادی الحرب بالطبول ینادی بالقتال إلی أن ملّت القلوب ، و عیت النفوس ، و کلّت الأیادی، و قد تعاظم القتال و اشتد فی أرض حمیان، و تداولت الحملات من المسلمین علی المحلّة الفرنسية ( القوات الفرنسية بتجهيزاتها وعتادها) من کل جانب و مکان في سهل المقطع ، و کان ذلك فی فصل الصیف فاشتد علی الفریقین القیظ الحار، و المحلّة ماشیة کأنها داخلة فی وسط النار لکون قدور بالمخفی البرجي (عندما كان مساندا للأمير) تقدّم إلی المرجة فأوقدها بالنار، فکم من میت مات فی ذلک الیوم بالرصاص و النغش و کم من آخر مات بالعیاء و العطش، و أسرف جیش الأمیر فی تلک المحلّة بالقتل و الأسر و سلب الأموال، و هی مبادرة فی مشیها للبحر ناحیة المقطع بغیر الانفصال و اتفق الأمر أن الأدلة الذین یمشون بالمحلّة قد ذهلوا عن الطریق، فترکوها میسرة و مشوا میمنة إلی أن دخلوا فی المرجة فالتصقت العجلات فی الوحل لفقد الطریق، و قد مسّ و قتئذ البعض من عسکر النصاری الرعب و الهول، و تضاعفت العرب و اشتد لها الصول، و هجمت علی المحلّة هجوما عنیفا، و تقدّمت لها تقدّما کثیفا، و تسارعت لها بالقتل و السلب ، و شدة الطعن و الضرب و تیسّرت لها سائر الوجوه، و عظم الأمر علی ذی العقل و أحری المعتوه، و دارت طواحین المنایا علی رؤوس الرّاجلة و الفرسان و تطایرت الرؤوس بذلك عن الأبدان، و صارت القتلی من الجانبین تحت أرجل الخیل متناثرة، و زهت العرب و صارت عقولها مستنیرة متکاثرة، و قذف اللّه الرعب فی قلوب من بقی حول العجلات، ففرّوا هاربین لاحقین بمتقدم المحلّة من غیر التفات، إلی أن لحقوا بها بقصد إيجاد بعض المسالك و کانت المحلّة مفترقة علی ربوات هناك، و صارت کبراء عسكر المحلّة الفرنسية فی غم و لم یجدوا سبیلا للنجاة.
قال العلامة السید الحاج أحمد بن عبد الرحمان الصدیقی فی کتابه، و کان من الحاضرین لواقعة المقطع ، و و اللّه إنی رأیت الحجلة تطیر یمینا و شمالا فی أرض حمیان، و لا تجد منفذا و لا مسلکا حتی تنزل فی حجر الراکب أو علی رأسه بالعیان، و الأرنب و الذئب لیجریان کذلک و لا یجدان مأوی یخلصهما من الأسر و القتل، حتی یقفان رأسا من غیر ممسک بتحقیق النقل.
قال: ثم بعد هنیئة من الزمان حصل الکلام من کبراء النصاری لبعضهم بعض فنقرت ما لهم من الطبول، و غنت ما لهم من المزامير ، و نهضت المحلّة قائمة مجتمعة علی ساق، و برزت للقتال جمیعا من غیر تراخ و لا افتراق، و امتزج فرقعة البنادق مع صوت المدافع، فکانت موقعة بوقعات التتابع، إلی أن أخذت العرب فی القهقراء و رجع کل متقدم منهم إلی الوراء، إلی أن بان للمحلّة صوب الذهاب، و فرارها إلی المحل الذی لا تصاب فیه بالعطاب و هی جهة المقطع، فعنت الربوات المتلاسقة بالمقطع، و جنحت بعد ذلك للساحل البحري ، و وصلت إلی ارزیو لیلا بعد مشقة وعناء ونصب. فانجرح للمحلة بالمرجة خمسة عشر نسمة، و مات لها ما بین غابة الزبوج – غابة مولاي اسماعيل - و المقطع ستمائة نسمة ومن قومان الغرابة والحشم والبلايغية وسجرارة الشىء القليل وهذا بفضل حنكة خليفة ولد محمود والمزاري وقدور ولد المخفي والبوحميدي و التهامي غيرهم من القادة البواسل.
وفاته : و توفی هذا البطل المغوار الشجاع القاید خليفة ولد محمود فی الجهاد بمعركة المقطع في 28 جوان 1835 رحمه الله تعالي.
تم إحياء ذكرى خليفة بن علال ومعركة المقطع بمنطقة العلايمية الواقعة بين مدينة سيق وبطيوة المصادفة ل 28 جوان ووضع نصب تذكاري فقد زرناه يوم السبت 24 فيفري 2018 وللأسف وجدنا الرخامة التي تؤرخ للبطل المغوار خليفة ولد محمود قد سرقت وأكد لنا السيد زروقي عبد القادر رئيس بلدية العلايمية السابق أنه سيحث مجددا مجلس البلدية على إحياء ذكراه مرة أخرى فجزاه الله خيرا على مسعاه.

jeudi 22 février 2018

الأميرعبد القادر بن زيان الزباني ABDELKADER BEN ZIAN EZ-ZIANI





الأميرعبد القادر بن زيان الزباني
ABDELKADER BEN ZIAN EZ-ZIANI
آخر أمراء بني زيان ملوك تلمسان
1877-1800م/ 1214-1294هـ

تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج
شخصيته: قال عنه صاحب المذاهب الأربعة الشيخ أبو راس المعسكري الراشدي هو أفخر أهل العصر عبادة وتقي وأسبقهم إلى أوج المعالي ارتقا، محط رحال الأفاضل وجامع أشتات الفضائل والفواضل المتوكل على الواحد الديّان،الذي جاد بماله ونفسه من أجل إعلاء كلمة الله آخر أمراء من ملوك بني زيان عبد القادربن زيان الكبير المعروف بالشريف زيان الزياني وهو ابن كامل النزاهة والديانة ومزيد المروءة والصيانة العارف بالله الدال بحاله ومقاله على الله الولي الشهير الصالح الكبيرالأمير سيدي زيان التلمساني.
مميزاته : کثیر الأنوار و الأسرار واحد الأفراد ، التقي النزيه النسيب الحائز من شرف النفس وكرم الأخلاق اوفر نصيب الفقيه الجليل الذي تعرف مكانته وقدره على الإجمال والتفصيل وهومن نسل القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر جد الشرفاء الأدارسة 788/974م فاندمجوا في بني عبد الواد لما تغلب الفاطميون، ( مثل ما حدث مع ادريس وابنه وبنيه اندمجوا كلهم في البربر) ، (يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد بن زيدان بن يندوكس بن طاع الله بن علي بن يمل بن يرجز بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص). وكلهم من ابناء عبد الرحمن بن يوسف بن الشريف زيان بن زين العابدين, الشرفاء الأدارسة الذي ينحدر منهم السنوسية، وكثير من العلماء و الصالحين). ؛ ونسب بني زيان إلى الأدارسة مصدرها يحيى بن خلدون الأخ الأصغر لعبد الرحمن كذلك؛ إذن فأصل بني زيان يتضارب بين فكرتين رئيستين تبناها فيما بعد معظم المؤرخين في بلاد المغرب والأندلس .. فمنهم من اعتمد على قول عبد الرحمن بن خلدون، ومنهم من تبنى مقولة أخيه يحيى بن خلدون) وسئل يغمراسن بن زيان بالشرف وإثبات نسبه إليه, فقال: إن كان المراد شرف الدنيا، فهو ما نحن فيه، وإن كان القصد شرف الأخرى، فهو عند الله سبحانه.. هذا الإختلاف في نسب بنو زيان قائم بين المؤرخين، اللهم إلا إذا أمكن العثورعلى مخطوط الشيخ الحافظ ابي رأس الناصري المعسكري الذي عنوانه ((فتح الجواد في الفرق بين آل زيان و بني عبد الواد)).
مولده ونشأته : ولد في تلمسان في حدود سنة 1800 نشأ وترعرع فيها وأخذ عن علمائها وعلى رأسهم الشبخ الزياني السابق الذكر ثم انتقل الى مدينة سيڨ لأسباب نجهلها،وكانت له مكانة مرموقة بين قبائل المنطقة وخاصة قبيلة الغرابة وقد خصص له برج في منطقة الشرفة من أحواز سيق.
ظهور الفتنة في الغرب الجزائري ودور الشيخين محي الدين والأمير الزياني في اطفائها:
بعد اجتياح الفرنسيين للغرب الجزائري سنة 1831 ظهور فتن كقطع الليل المظلم فقام لإطفائها العلماء و الشرفاء و المرابطون لا سیما القطب الکبیر، السید محی الدین بن السید المصطفی ابن المختار المختاری الحسنی الراشدی الغریسی والد الأمیر، و افترقوا علی تخمیدها بکل مکان و ناحیة، و کل جهة و ضاحیة، و الشیطان اللعین الطرید، لا یزیدها إلّا إیقادا بین الأحرار و العبید. فشمّر السید محی الدین المذکور عن ساعدیه و ساقیه لإطفائها بغایة التشمیر، لما له من العنایة بالخلف خصوصا المخزن و تفضیله له عن النائبة التحریر و صار یروم الصلح بین الفئتین بحسب القوة و الطاقة، و یزیل ما بینهما من الأمور الضارة و الشاقة. و لما رأی أن إطفاءها لا یکون إلا بجمعهم للجهاد، أتی إلى القطب الأمير الحاج عبد القادر ابن زیان الزیانی ، و سأل منه أن یعینه علی ذلک فوافقه على مراده فبعث على الفور لقبيلة الغرابة الموجودة في العكاز القريبة من منطقة سيق ، وعلى رأس هذه القبیلة خليفة ولد محمود وقد أذعنت هذه القبيلة للأمير لأنها تعرف مقداره ومكانته وصلاحه، وبعد أن دعیا اللّه علی التوفیق لذلک، و قال الشيخان محي الدين والأمير الزياني فی دعائهما اللهم اجعل کید المسلمین فی نحر عدوهم، و أبعد عنهم الإذایة و تسلّطها علی عدوّهم اللهم وفقنا و إیاهم لهذا السبیل اللهم اهدی العباد اللهم اجمع کلمة الأمة المحمدیة و وفقها للجهاد، فلبّاهما القبیل المذکور، و وافقهما علی الجهاد الذی هو بکورة السعد المبرور و جمع جیشه و أتی به إلیهما. و کان الشجاع الکرّار خلیفة ولد محمود یحرض قبیلة الغرابة بذلک لدیهما. قال فصلّی الشیخان و معهما الأمیر السید الحاج عبد القادر بذلک الجیش العصر و ذهبوا من سیق لوهران، و تمادوا علی سیرهم لیلا بفرح و سرور و خلاص نیة إلی أن صبحوا وهران.
مشاركة الأمير الزياني معرکة خنق النطاح الأولی بوهران‌
أخذ الأمير الزياني سرية من المتطوعين و هو أول من توجه إلى وهران ليستعمل أحوال جيش الفرنسيين من حيث العتاد والقوة والتمويل وأبلغ الشيخ محي الدين بكل أحواله فانتقل هذا الأخير من القيطنة مع الجيش المتطوع و لما وصلوا خرج لهم العدو بجیوشه کأنها الجردان، و تصافّ الفریقان للقتال بوادی خنق النطاح من أول النهار، و اشتد القتال بینهما و دام إلی العشیة بالاشتهار فمات من النصاری خلق کثیر، و من المسلمین کذلک فضلا عن الجریح بالتکثیر فکان ممّن مات من الغرابة ستة من الأعیان، و هم الفقیه الخوجة السید الطیب بن المشری، و الشجاع زیان بن سهیلة، و سلیمان بالهرشی، و قدور بالعابد، و الحاج الأخضر بن عیرة، و قدور بن المغراوی، و من تحلایت الحبیب ابن رحّ بغایة البیان، و انجرح من کبرائهم ثلاثة فی المعدود، و هم الحبیب بو علام بن الحبوشی، و ابن یعقوب بن سهیلة و خلیفة ولد محمود. و کان ذلک فی سابع إبریل و قیل فی السابع عشر منه سنة اثنین و ثلاثین و ثمانمائة و ألف، المطابقة لعام سبع و أربعین و مائتین و ألف . و إلی هذه الواقعة أشار الفقیه السید الحاج عدة بن علی الشریف التحلایتی فی عروبیته بقوله:
بِسْمِ اللّه أبْدِیتْ نَشْدِی ‌وَ الصْلاَتْ عَلَی الهَادِی
رَاکَبْ البُرَاقْ سِیدِی‌ مَنْ نَرْجَا وَ شْفَاعْتَهْ یَوْمَ المِیزَانْ
بِإذْنِ اللّهِ إِسْقَامْ سَعْدِی‌ فِی بُوفَاطْمَا أَحْمَدْ شَارَحْ الأَدْیَانْ
لِلْغَزْو نُغْدَ الوَهْرَانْ‌
یَا سَایَلْ رَانِی انْعَظَّمْ فِی ذَا الجَیْشْ الِی تْلاَیَمْ‌
اَمْشَا لِلْبَهْجَا ایْزَادَمْ وَ عْمَلْ خْصَایَلْ ضَارَبْ عْدَای الرَحْمَانْ
‌سْتَرْ اللّه عْلِیهْ دَایَمْ ذَا النْجَعْ الغَرْبِی أَخْبَارَهْ فِی البُلْدَانْ
إلی أن قال:
سِیدِی مُحْي الدِینْ دَبَّرْ فِی ذَا الرَایْ وْجَا امْزَیَّرْ
فِی سِیقْ انْزَلْ یَالحَاضَرْ هُوَ وَ المَبْرُوکْ الأَفْحَالْ بَنْ زِیَانْ
مَنْ ثَمْ رَکْبُوا العَصْرْالأَقْطَابْ اجْتَمْعُوا اتَفَقُوا فِی دِیوَانْ
خَلِیفَا لِلْجِهَاد لَبَّا وَ اجْمَعْ قُومَانْ الغْرَابَا
قاَلْ لْهُمْ مَا کَانْ هَرْبَا مَنْ یَهْدَرْ فِی الغَیْبْ وَاکْ الیُومْ ایْبَانْ
لِلْمِیمَرْ نَعْطُوا امْکَبَّا وَ الّی مَاتْ امْنَازْلَهْ جَنّتْ رَضْوَانْ
إلی أن قال:
الِهَذَا النَاسْ القُولْ وَاتَا مَنْ زَادُوا لِلْرُّومْ بَهْتَا
مَاتُوا مَا لاَبْطَال سَتَا سَرْبَا مَذْکُورِینْ غِیرْ فْلاَنْ فْلاَنْ
مَا هَمْشِی هَذُونْ مُوتَا عَالَمْ الغَیْبْ امْرَخْهُمْ فِی القُرْآنْ
إلی آخر القصیدة.
وقد تمكن الجيش المحمدي من القضاء على فرقة یقال لها قراندی قضاءا مبرما
معرکة رأس العین بوهران‌
قام الشیخان محي الدين والشيخ الأميرعبد القادر بن زيان رضی اللّه عنهما بتكليف جمیع المخزن الذی هو الدوائر و الزمالة و الغرابة و البرجیة، و غیرهم من رزیو و حمیان و العبید الشراقة و بنی شقران و الحشم و بنی عامر و سائر الجهة الغربیة لمحاربة الغزاة ، فوافقوه علی الجهاد، و رغبوا فیه و هم فی الفرح و السرور بغایة ما یکون من الازدیاد. و لما اجتمع الجیش العرمرم ذهب به الشیخان للحرب و الأمیر علیه هو السید محی الدین، و نزلا به أولا بوادی الحمام، و ثانیا بسیق، و ثالثا بتنازات من أرباض تلیلات و کتبا بطاقة للطاغیة علی أحد الخصال الثلاثة التی هی الإسلام أو الجزیة أو القتال فی الحین و بعثها الشیخ السید محی الدین مع رجل یقال له علی بن زرفة من أصحاب وادی الحمّام، فذهب بها علیّ و لم یظهر له خبر للآن بالاحتکام. و لمّا انقطع خبره و طال أمره جدّا تقدم السید محی الدین بالجیوش و نزل بها فی سیدی معروف و به جاءه المخزن مجتمعا فی غایة الترفّه بما لهم من الملابس و الفروش، و عتاق الخیل تحتهم کأنها النعام أو العزلان، و لباسهم منوع بسائر الألوان، و سروجهم مزوقة مرونقة و جلود النمر مسدولة مع الخیول، و هی فی سیرها منهمدة کأنها السیول، و سلاحهم فی غایة الصفاوة له شعاع و بروق، و علی تلك الخیول رجال فی الشجاعة کأنها الأسود و ألوانها لها نور و شروق، فبات المخزن تلک اللیلة معوّلا علی القتال و طالبا للمکافحة و النزال، شائقة أنفسهم للقاء الرحمان، سائلة منه الشهادة للفوز بجنة رضوان، و من الغد تفرق المخزن بالجیش و قسّمه رایات باشتهار، و انتشر ممتدّا من الحافة للمروج لکدیة الخیار، و ضرعوا فی قتالهم فی ذلک الیوم، فلا تری من شدة الوطیس و کثرة القتلی من الجانبین إلّا الطیور لها علیهم الحوم، و افترق الفریقان عشیة، و أخذ کل موتاه أخذة قویة، و قد تمادی المسلمون فی هجومهم، فی ذلک الیوم بغایة الجهد و القوة إلی أن وصلوا لوسط المحلة الفرانسویة و للحفیر الذی ببرج سنطاندری فی غایة القوة، ثم من الغد ارتحلت محال المسلمین و نزلوا بالضایة ، و ابتدأ القتال بین الفریقین من الزوال إلی ظلام اللیل ، و المخزن له تقدّم للنزال، و حرص علی دوام القتال، ثم انفصل الفریقان و رجع کل لمحلّه بالتحقیق، و انجرح من الدوائر الحاج المزاری من سبّابته الیمنی لنیل التوفیق، و عدة ولد عثمان من صدره، و انکسر الحاج بن کاملة من رکبته و سلم فی أمره ثم المختار بالتریکی، و المولود بالبرغوث، و أخذ النصاری فرسه الأزرق شدید الرغوث، و یحیی بونوة، و المختار بن ساردی، و هم فی غایة تقدّم و تمادی، و کان ذلک فی ثالث و رابع و خامس و سادس مای سنة اثنین و ثلاثین من الأعوام العجمیة المسطورة، الموافق لسنة ثمان و أربعین من الأعوام العربیة المشهورة
وفاته : توفي في 26 محرم 1294 الموافق لـ 9فبراير 1877 م ودفن في أحواز سيڨ ، وبنيت عليه قبة ولا تنقطع عنه الزيارة يوم الجمعة خاصة رحمه الله تعالى.

mardi 20 février 2018

الشيخ العلامة المقرئ أحمد الفيلالي المختاري الوهراني

الشيخ العلامة المقرئ أحمد الفيلالي المختاري الوهراني
حي الصنوبر –les planteurs-
المحروسة وهران

تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج.


هو المقرئ الفقيه المؤرخ الجامع بين الحقيقة والشريعة أبو العباس أحمد الفيلالي المعروف بالضرير، المالكي مذهبا، الأشعري منهجا، القادري طريقة، الجنيدي مسلكا ، الوهـراني دارا و استقرارا ، المختاري نسبا فهو من عائلة المختار الحسني فقد اشتهر منهم عند الملوك الأتراك كثير من العلماء منهم الفقيه الهمام المختار المختاري كان فارسا في نوازل الحكام متصديا للفتوى بإذن من قضاة الأنام ، و اشتهر منهم في عهد الأمير عبد القادر جملة من العلماء منهم الطيب بن المختار صاحب كتاب القول الأعم ، ومصطفى بن التهامي ابن عم الأمير وصهره الذي ينسب إليه كتاب السيرة الذاتية للأمير ، و الحسين بن علي بن أبي طالب صاحب تاريخ الأمير عبد القادر ، و الأمير عبد القادر نفسه ، والقاضي محمد الشرقي ، والقاضي الطيب بن المختار بن البشير، والقاضي أحمد المجاهد بن محمد بن عبد القادر بوطالب وغيرهم كثير..ولد ونشأ بتلمسان في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري ، بعد حفظه لكتاب الله أخذ العلوم العقلية والنقلية على جملة من الشيوخ وكان عمدته في ذلك الفقيه العالم الأستاذ العلامة المحقق الحافظ والبحر الجامع المدقق اللافظ من هو ليث الدين أوثق أساس وأوضح نبراس الإمام القدوة المتقن سيدي محمد أبو راس بن أحمد ابن ناصر الراشدي الناصري كان (رحمه الله) ورضي عنه إماما في المعقول والمنقول وإليه يرجع في الفروع والصول ورحل في طلب العلم واكتساب المعارف والتقي الأفاضل من أهل مصر وتونس وفاس وأخذ عنهم التالد والطارف ودرس وأفاد ورفع منار العلم وأشاد وكان يدعى في زمانه الحافظ لقوة حفظه وتمكنه متى شاء من استحضار مسائله حتى كانت العلوم كتبت بين عينيه وله تآليف مفيدة بديعة سارت بها لعزتها الركبان واشتدت إليها لنفاستها رغبة القاصي والدان فمنها رحلته التي ذكر فيها سياحته للمشرق والمغرب وذكر من لقي فيها من العيان وما جرت فيه الذاكرة بينهم وما ينتره الطرف فيه ويتعجب ومنها حاشيته على الخرشى مع الزرقاني وحاشية على السعد وحاشية على المكودي وشرح العقيقية وشرح الشمقمقيه وشرح حلله السندسية في شأن وهران وكتاب درء الشقاوة وغير ذلك من المؤلفات توفي يوم الأربعاء خمسة عشر شعبان 1238هـ/1823م. وصلى عليه العلامة الأسد الهايج فريد وقته المعبر عنه بالراشدية بالخرشي الكبير السيد أحمد الدايج، ودفن بعقبة بابا علي من معسكر، فنسبت له تلك التي اشتهر بها، وعلى ضريحه قبة، نفعها الله به وأورثنا منه محبة وقربة
اعتكف سيدي أحمد الفيلالي على تدريس علم القراءات بطرقه السبع المشهورة من طريق الشاطبية وكان محررا لقراءته ، وناشرا للطريقة القادرية بين أتباعه ومريديه وكان محبوبا عند الجميع لسلوكه القويم ، حتى أن سكان الحي العتيق (سيدي الهواري ) أرادوا أن يكونوا في جواره حيا وميتا ، توفي سنة خمس أو ست وستين من القرن الثالث عشر الموافق لعام 1849 أو 1850. ودفن بقبة مقام سيدي عبد القادر الجيلالي بقرب مقبرة سيدي الغريب خارج سور وهران في سفح الجبل المطل على وهران غربا بجوار الحي الذي يدعى بحي الصنوبر ، جنوب غرب المدينة على الضفة اليسرى للوادي الذي يشقها من الجنوب إلى الشمال ، وقد أحيط بمقبرة صغيرة ، مسيّجة بحائط كبير، ووضع لها باب كتبت عليه عبارة مقبرة سيدي الفيلالي. ولا يفصلها عن مقبرة سيدي الغريب شمالا سوى طريق عام للسيارات ، وما زال الناس يزورون هذا الضريح حتى اليوم. والضريح يتألف من بيتين يدخل أحدهما في الآخر وبه لا يقل عن خمسة قبور لمريديه ويقع ضريح الشيخ على يسار البيت الأولى وكانت علي تابوته ملحفة من الكتان ، والآن لا وجود لها ،والضريح والمقبرة نظيفتان جدا تغلق ليلا وتحرس نهارا وهناك خادم للمقبرة- يقوم على خدمته ، ومعظم أسرة الباي وقضاة المدينة من الأحناف دفنوا فيها.
وأمّا سند الشيخ الفيلالي في علم القراءات
أخذ القراءات السَّبع سلكةً واحِدة، قِراءةً مرتَّلةً مجوَّدة على الشيخ المتقن سيدي محمد أبي راس بن أحمد ابن ناصر الراشدي الناصري عن شيخه السَّيد أحمد بن منصور الضرير صاحب القراءة المتقنة والأحكام الموقنة ، عن الأستاذ السَّيد الجيلاني، عن الشَّيخ سيِّدي أحمد بن ثابت التلمساني، و ابن ثابت أخذها على الشيخ ابن القاسم بن توزينت ابن القاسم بن توزينت المستشهد بوهران عند الحاسي الأحرش سنة ثمان عشرة ومائة وألف صاحب التقييد في قراءة نافع إلى آخر السند وهذا السند ما زلنا نحتفظ به تبركا.







dimanche 11 février 2018

SIDI ALI-BOU-TLELIS



SIDI ALI-BOU-TLELIS
Vers L'an 720 de l’hégire (1310), un saint marabouth de nom de Sidi Ali, et qu'on disait venir de Fas (Fez), s'arrêtait sur l'Aïn-Bridia, source abondante dont les eaux formaient alors des guelta’ ou les bergers des environs venaient abreuver leurs troupeaux. Cette source se trouvait sur la rive nord de la Sebkha (lac salé) d'Oran, et en même temps sur la route de Tlemcen à cette première ville.
Ce lieu plut sans doute au saint fakir, car il résolut d'établir sa kheloua (ermitage) a proximité de cette source, c'est-à-dire sur les dernières pentes des montagnes au pied desquelles s'étend la Sebkha. La vie austère de cet ouali, ses macérations, sa recherche de la perfection, la ferveur de sa piété, n'avaient pas tardé à appeler sur lui l'attention des populations kabiles qui habitaient le DjebeL-El-Kemara; aussi, le gourbi de branchages et de bouse de vache qui lui servait de retraite était-il toujours rempli de visiteurs, qui venaient demander au saint homme soit des recettes pour retrouver leur vache égarée, ou leurs facultés génésiaques, soit le moyen de guérir Les affections épizootique qui, trop souvent, décimaient leurs bestiaux.
Sidi Ali, qui sentait que ses voisin étaient de piètre Musulmans, et qui s'apercevait a leur malpropreté qu'ils n'abusaient pas de la prière, laquelle exige, comme on le sait, l'ablution préalable, Sidi Ali, disons-nous, sa résignait à faire, malgré son grand âge, de fréquentes visites pastorales A ces grossiers Kabils, lesquels ne venaient A sa kheloua que lorsqu'ils avaient quelque chose à lui demander, mais qui ne s'inquiétaient pas plus du sort de leur âme que si elle n'eût jamais existé. Pour faire ses courses dans la montagne, le saint avait besoin d'avoir recours à des compatissants pour se procurer soit une mule, soit une Anesse qui lui permit de faire jusqu'au bout son excursion religieuse. Eh bien! dans ce cas, le saint marabouth poussait la conscience et la délicatesse a ce point qu'il s'abstenait de boire et de manger pendant tout le temps qu'il était, avec la bête prêtée, absent de chez le propriétaire de sa monture car, par le manger et par le boire, il serait devenu pour elle, pensait-il, plus pesant qu'au moment où il l'avait empruntée. Si cependant la longueur du voyage exigeait qu'il mangeât ou but quelque chose pendant la durée de sa possession de l'animal, il ne manquait jamais d'en informer le propriétaire, et de se décharger la conscience soit par une indemnité offerte au maître, qui n'acceptait jamais, soit par un conseil d'une certaine valeur.
Il embrassait ensuite la mule ou l'ânesse, et lui faisait des excuses « Car, disait-il, d'après les hommes de profondes études, les bêtes savent reconnaître et distinguer ceux qui leur veulent du bien et ceux qui leur veulent du mal; seulement, on s'en doutait bien un peu, elles ne peuvent exprimer en paroles ce qu'elle ressentent. » Sidi Ali citait souvent, a l'appui de ce principe, le fait du chat « Lorsque vous lui jetez un morceau de viande, prétendait-il avec raison, il le mange près de vous, sous vos yeux, parce qu'il comprend que c'est de votre consentement; mais si ce méme chat a enlevé et volé ce même morceau de viande, vous le verrez s'enfuir en l’emportant, et se mettre a l'abri de votre atteinte. Au reste, répétait-il souvent, cette doctrine ne m'appartient pas; nous la devons au khalife Omar-ibn-El Khattab, lequel allait se poster sur te champ qui conduisait au marché, et il faisait alléger la charge de tout animal qu'il voyait trop chargé. Parfois même, le khalife frappait d'une baguette le maitre de l'animal, en punition des mauvais traitements qu'il avait fait subir à la bête en exagérant son chargement.
« Du reste, ajoutait le saint, Et-Hafiz-Es-Sakhaoui a composé un traité fort bien fait à propos des coups et corrections administrés aux animaux domestiques». Il était difficile de pousser plus loin le scrupule à l'endroit des égards qui sont dus aux animaux de selle ou de charge. il va sans dire qu'il faisait une guerre sans relâche aux bourricotiers indigènes, lesquels poussaient jusqu'à la cruauté le châtiment envers les ânes ou ânesses qui leur étaient confiés pour leurs transports et pour leurs travaux. Le saint était hors de lui quand il voyait ces bourreaux entretenir, pour accélérer son allure, une plaie vive dans la fesse de l'animal, au moyen d'un bâton dont le bout était entièrement mâchonner.
Aussi, chaque fois qu'il rencontrait un de ces cruels bourricotiers, ne manquait-il jamais de lui donner sa malédiction, et le maudit ne la portait pas loin un coup de pied de l'animal ou tout autre accident lui faisait bientôt expier sa cruauté. Parmi le grand nombre de miracles opérés par ce saint protecteur des animaux, la tradition en a surtout retenu un qui atteste jusqu'à tel point cet ouali avait l'oreille de Dieu. C'est, du reste, A ce prodige que le saint marabouth dut son surnom Bou-tlelis.
Un jour de l'année 737 de l'hégire (1337), un envoyé du prince mérinide Abou-Hacen-ali, en guerre alors avec L'Abd-ei-Ouadite-Abou.Tachfin, qui régnait a Tlemcen, vient demander brutalement à Sidi Aii une certaine quantité d'orge pour les chevaux de son maître; or, l'état de pauvreté dans lequel vivait le saint homme ne lui permettait guère d'obtempérer a l'ordre de cet envoyé, lequel voyait bien d'ailleurs, aux bernous rapiécés du saint homme, qu'il n'était pas de ceux qu'atteignent les contributions en nature ou autrement; mais le percepteur -qui n'était pas bon - n'en voulut pas avoir le démenti, et s'oublia jusqu'à menacer l'ouali de le faire bâtonner s'il ne fournissait pas sur-le-champ la quantité d'orge qui lui était réclamée. « C'est bien, répondit avec la plus parfaite sérénité le vénérable marabouth; il sera fait selon tes ordres; mais laisse-moi rentrer dans mon gourbi pour que j'y prépare la contribution que tu exiges. Fais vite, répondit d'un air hautain le brutal percepteur, car je n'ai pas le temps de t'attendre, »
Sidi Ali entra dans son gourbi, et il reparut un instant après conduisant un lion énorme sur le dos duquel était un petit sac -grand comme un mezoued - rempli d'orge. Il y en avait tout au plus pour le repas d'un cheval. A la vue de ce lion, l'envoyé du prince, tout à l'heure si arrogant et si peu traitable,
en ce temps-là, ils étaient tous comme cela, se disposait tout tremblant A prendre la fuite sans attendre son orge. Mais le marabouth l'arrêta, et lui dlit « Conduis-moi à la tente du sultan.» L'envoyé, qui n'était pas très rassuré, obéit cependant a l'ordre du saint, et te mena en présence du sultan, lequel avait son camp à peu de distance de la kheloua de Sidi Ali.
Quand Abou-Hacen-Ali vit la petite quantité d'orge qui lui était apportée, il entra dans une violente colère, -c'était un de ses défauts-, et il se mit a injurier le vénéré marabouth, et a le menacer de le faire écorcher vif, lui, et son lion par-dessus marche.
Sidi Ali, qui savait que colère sans puissance est un soufflet tout prêt, prit sans s'émouvoir le petit sac qui était sur le dos du lion, et versa lentement aux pieds du prince l'orge qu'il contenait. Il y en avait déjà de répandu sur le sol plus que n'en avait demandé Abou-Hacen-Ali, et, pourtant, le sac était loin d'être vidé. Le prince mirinide finit par comprendre - ce n'était pas malheureux - en présence de ce fait surnaturel, qu'il avait affaire à un ouali aussi se précipita-t-il, a son tour, à ses pieds en lui demandant son pardon et en sollicitant sa bénédiction. il s'en fallut de fort peu qu'il ne fit trancher la tête à son trop zélé percepteur pour avoir été irrévérent envers Sidi Ali, et ce n'est que sur l'intervention du saint que le prince consentit à lui laisser- provisoirement, du moins -sa tète sur ses épaules.
C'est à la suite de ce fait miraculeux que Sidi Ali fat surnommé « Bou-tlelis », l'homme au petit telis ( Le telis est un grand sac en tissu de laine et pour servant au transport des grains ou céréales, et des dattes. Teliss en est le diminutif).
Le bruit de ce miracle se répandit dans tout le ghab
(l'Ouest), et ce fut à qui viendrait demander au saint ses prières et sa puissante intercession.
Le saint homme, qui avait fait voeu de pauvreté, na voulut point abandonner son gourbi, bien que le prince mérinide, devenu souverain de Tlemcen, en l'an 737 de l'hégire (1337), lui eût offert une demeure somptueuse dans son palais. Sidi' Ali mourut vers l'an 749 (1348), c'est-à-dire l'année même de l'avènement d'Abou-Eïnan-Farés, le successeur d'Abou-Hacen-Ali, devant lequel s'était opéré son miracle de la multiplication de l'orge. Sidi Ali avait vécu soixante-trois ans, c'est a-dire le nombre d'années que vivent ordinairement les saints Musulmans.
Les Khoddam de Sidi Ali-Bou-Tlelis s'empressèrent de recueillir ses restes mortels, qu'ils déposèrent non loin d'Aïn-Bridïa, entre la route de Tlemcen à Oran et la Sebkhat-Et-Ouahranïa. Plus tard, ils élevèrent sur son tombeau la koubba qu'on y voit encore aujourd'hui.

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...