الشهيد البطل القائد خلیفة ولد محمود الحمياني
شهيد معركة المقطع
1251هـ/1835م
تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج
خلیفة ولد محمود من قبيلة المحامید فنسبة لجدهم محمود، فهم من المحامید الذین بالحشم الشراڨة و أصلهم من حمیان کما فی كتاب الشماریخ للحافظ أبی راس المعسكري، و جاء جدهم من بلاد غریس، فسکن الغرابة و نال العز و بلغ المكانة السامية بين الحشم ، و أوّل من تولّی منهم قیادة العرش سی بن فریحة ولد عدة بن محمود، فکان قائدا بدولة الترک و نال لکل محمود، و تولّی منهم أخوه خلیفة ولد محمود قیادة العرش بدولة الأتراک، و کان موصوفا بالعقل و الرئاسة و الکرم و الشجاعة مدرکا لجمیع الإدراک، ، و کان محبوبا عند الناس مشهورا بالکیاسة و التدبیر، و تولّی منهم ابنه عدة ولد خلیفة قیادة عرشه بدولة الأمیر، و تولّی منهم عمّه محمد ولد عدة بن محمود بالدولة قیادة العرش، و کان مشهورا بالشجاعة فبلغ المرام و نال للقرش، و تولّی منهم بوقت الدولة قیادة العرش ابن أخیه سی العربی ولد خلیفة بن محمود، فکان أوّلا خلیفة علی الحبیب بن ونان ثم صار قایدا من جملة الأعیان. و بلغ للمقصود، و تولّی منهم بوقت الدولة أیضا أخوه أحمد ولد خلیفة حراسة الضاحیة، فکان فی غایة المرام من الخدمة الوافیة الراحیة
و کان الشجاع الکرّار خلیفة ولد محمود مطيعا للشيخ الزياني ويعتبره قدوته فهو يقتدي به سرا وعلانية ولهذا عندما طلبه الشیخان و معهما الأمیر السید الحاج عبد القادرلبى النداء دون تسويف وذهب معهم مع قومه من سیق لوهران، و تمادوا علی سیرهم لیلا بفرح و سرور و خلاص نیة إلی أن صبحوا وهران.
معرکة خنق النطاح الأولی بوهران
شارك في معركة خنق النطاح الأولی بوهران ولبسالته وإقدامه أصيب بجروح متفاوتة وكدلك صديقاه الحبیب بو علام بن الحبوشی، و ابن یعقوب بن سهیلة و خلیفة ولد محمود. و کان ذلک فی سابع إبریل و قیل فی السابع عشر منه سنة اثنین و ثلاثین و ثمانمائة و ألف، المطابقة لعام سبع و أربعین و مائتین و ألف . وكان يحرض قبيلته على الجهاد، فکان ممّن مات من الغرابة ستة من الأعیان، و هم الفقیه الخوجة السید الطیب بن المشری، و الشجاع زیان بن سهیلة، و سلیمان بالهرشی، و قدور بالعابد، و الحاج الأخضر بن عیرة، و قدور بن المغراوی، و من تحلایت الحبیب ابن رحّ و إلی هذه الواقعة أشار الفقیه السید الحاج عده بن علی الشریف التحلایتی فی عروبیته بقوله:
خلیفا للجهاد لبّا و اجمع قومان الغرابا
قال لهم ما کان هربا من یهدر فی الغیب واک الیوم ایبان
للمیمر نعطوا امکبّا و الّی مات امنازله جنّت رضوان
و کان الشجاع الکرّار خلیفة ولد محمود مطيعا للشيخ الزياني ويعتبره قدوته فهو يقتدي به سرا وعلانية ولهذا عندما طلبه الشیخان و معهما الأمیر السید الحاج عبد القادرلبى النداء دون تسويف وذهب معهم مع قومه من سیق لوهران، و تمادوا علی سیرهم لیلا بفرح و سرور و خلاص نیة إلی أن صبحوا وهران.
معرکة خنق النطاح الأولی بوهران
شارك في معركة خنق النطاح الأولی بوهران ولبسالته وإقدامه أصيب بجروح متفاوتة وكدلك صديقاه الحبیب بو علام بن الحبوشی، و ابن یعقوب بن سهیلة و خلیفة ولد محمود. و کان ذلک فی سابع إبریل و قیل فی السابع عشر منه سنة اثنین و ثلاثین و ثمانمائة و ألف، المطابقة لعام سبع و أربعین و مائتین و ألف . وكان يحرض قبيلته على الجهاد، فکان ممّن مات من الغرابة ستة من الأعیان، و هم الفقیه الخوجة السید الطیب بن المشری، و الشجاع زیان بن سهیلة، و سلیمان بالهرشی، و قدور بالعابد، و الحاج الأخضر بن عیرة، و قدور بن المغراوی، و من تحلایت الحبیب ابن رحّ و إلی هذه الواقعة أشار الفقیه السید الحاج عده بن علی الشریف التحلایتی فی عروبیته بقوله:
خلیفا للجهاد لبّا و اجمع قومان الغرابا
قال لهم ما کان هربا من یهدر فی الغیب واک الیوم ایبان
للمیمر نعطوا امکبّا و الّی مات امنازله جنّت رضوان
وشارك أيضا في معركة خنق النطاح الثانية ومعركة مسرقين
معرکة المقطع و ضحایاها
رحلت محلة النصاری صباحا فی الیوم الثامن و العشرین من جوان، الموافق للیوم الثانی من ربیع الأول ، قاصدا مرسی رزیو لقربها و یکون ذلك سببا لخلاصها من العدو و نجاتها، أحسن من رجوعها مع الزبوج البعید المسافة عن وهران المكثّر لأمواتها، فأحاط المسلمون بالعدو إحاطة السوار بالمعصم ، و اشتدت فتنتهم له وعلى الرغم من كثرة جيوش المحلّة، صارت مع هذا القتال فی غایة القلّة، و لا زال منادی الحرب بالطبول ینادی بالقتال إلی أن ملّت القلوب ، و عیت النفوس ، و کلّت الأیادی، و قد تعاظم القتال و اشتد فی أرض حمیان، و تداولت الحملات من المسلمین علی المحلّة الفرنسية ( القوات الفرنسية بتجهيزاتها وعتادها) من کل جانب و مکان في سهل المقطع ، و کان ذلك فی فصل الصیف فاشتد علی الفریقین القیظ الحار، و المحلّة ماشیة کأنها داخلة فی وسط النار لکون قدور بالمخفی البرجي (عندما كان مساندا للأمير) تقدّم إلی المرجة فأوقدها بالنار، فکم من میت مات فی ذلک الیوم بالرصاص و النغش و کم من آخر مات بالعیاء و العطش، و أسرف جیش الأمیر فی تلک المحلّة بالقتل و الأسر و سلب الأموال، و هی مبادرة فی مشیها للبحر ناحیة المقطع بغیر الانفصال و اتفق الأمر أن الأدلة الذین یمشون بالمحلّة قد ذهلوا عن الطریق، فترکوها میسرة و مشوا میمنة إلی أن دخلوا فی المرجة فالتصقت العجلات فی الوحل لفقد الطریق، و قد مسّ و قتئذ البعض من عسکر النصاری الرعب و الهول، و تضاعفت العرب و اشتد لها الصول، و هجمت علی المحلّة هجوما عنیفا، و تقدّمت لها تقدّما کثیفا، و تسارعت لها بالقتل و السلب ، و شدة الطعن و الضرب و تیسّرت لها سائر الوجوه، و عظم الأمر علی ذی العقل و أحری المعتوه، و دارت طواحین المنایا علی رؤوس الرّاجلة و الفرسان و تطایرت الرؤوس بذلك عن الأبدان، و صارت القتلی من الجانبین تحت أرجل الخیل متناثرة، و زهت العرب و صارت عقولها مستنیرة متکاثرة، و قذف اللّه الرعب فی قلوب من بقی حول العجلات، ففرّوا هاربین لاحقین بمتقدم المحلّة من غیر التفات، إلی أن لحقوا بها بقصد إيجاد بعض المسالك و کانت المحلّة مفترقة علی ربوات هناك، و صارت کبراء عسكر المحلّة الفرنسية فی غم و لم یجدوا سبیلا للنجاة.
قال العلامة السید الحاج أحمد بن عبد الرحمان الصدیقی فی کتابه، و کان من الحاضرین لواقعة المقطع ، و و اللّه إنی رأیت الحجلة تطیر یمینا و شمالا فی أرض حمیان، و لا تجد منفذا و لا مسلکا حتی تنزل فی حجر الراکب أو علی رأسه بالعیان، و الأرنب و الذئب لیجریان کذلک و لا یجدان مأوی یخلصهما من الأسر و القتل، حتی یقفان رأسا من غیر ممسک بتحقیق النقل.
قال: ثم بعد هنیئة من الزمان حصل الکلام من کبراء النصاری لبعضهم بعض فنقرت ما لهم من الطبول، و غنت ما لهم من المزامير ، و نهضت المحلّة قائمة مجتمعة علی ساق، و برزت للقتال جمیعا من غیر تراخ و لا افتراق، و امتزج فرقعة البنادق مع صوت المدافع، فکانت موقعة بوقعات التتابع، إلی أن أخذت العرب فی القهقراء و رجع کل متقدم منهم إلی الوراء، إلی أن بان للمحلّة صوب الذهاب، و فرارها إلی المحل الذی لا تصاب فیه بالعطاب و هی جهة المقطع، فعنت الربوات المتلاسقة بالمقطع، و جنحت بعد ذلك للساحل البحري ، و وصلت إلی ارزیو لیلا بعد مشقة وعناء ونصب. فانجرح للمحلة بالمرجة خمسة عشر نسمة، و مات لها ما بین غابة الزبوج – غابة مولاي اسماعيل - و المقطع ستمائة نسمة ومن قومان الغرابة والحشم والبلايغية وسجرارة الشىء القليل وهذا بفضل حنكة خليفة ولد محمود والمزاري وقدور ولد المخفي والبوحميدي و التهامي غيرهم من القادة البواسل.
وفاته : و توفی هذا البطل المغوار الشجاع القاید خليفة ولد محمود فی الجهاد بمعركة المقطع في 28 جوان 1835 رحمه الله تعالي.
تم إحياء ذكرى خليفة بن علال ومعركة المقطع بمنطقة العلايمية الواقعة بين مدينة سيق وبطيوة المصادفة ل 28 جوان ووضع نصب تذكاري فقد زرناه يوم السبت 24 فيفري 2018 وللأسف وجدنا الرخامة التي تؤرخ للبطل المغوار خليفة ولد محمود قد سرقت وأكد لنا السيد زروقي عبد القادر رئيس بلدية العلايمية السابق أنه سيحث مجددا مجلس البلدية على إحياء ذكراه مرة أخرى فجزاه الله خيرا على مسعاه.
معرکة المقطع و ضحایاها
رحلت محلة النصاری صباحا فی الیوم الثامن و العشرین من جوان، الموافق للیوم الثانی من ربیع الأول ، قاصدا مرسی رزیو لقربها و یکون ذلك سببا لخلاصها من العدو و نجاتها، أحسن من رجوعها مع الزبوج البعید المسافة عن وهران المكثّر لأمواتها، فأحاط المسلمون بالعدو إحاطة السوار بالمعصم ، و اشتدت فتنتهم له وعلى الرغم من كثرة جيوش المحلّة، صارت مع هذا القتال فی غایة القلّة، و لا زال منادی الحرب بالطبول ینادی بالقتال إلی أن ملّت القلوب ، و عیت النفوس ، و کلّت الأیادی، و قد تعاظم القتال و اشتد فی أرض حمیان، و تداولت الحملات من المسلمین علی المحلّة الفرنسية ( القوات الفرنسية بتجهيزاتها وعتادها) من کل جانب و مکان في سهل المقطع ، و کان ذلك فی فصل الصیف فاشتد علی الفریقین القیظ الحار، و المحلّة ماشیة کأنها داخلة فی وسط النار لکون قدور بالمخفی البرجي (عندما كان مساندا للأمير) تقدّم إلی المرجة فأوقدها بالنار، فکم من میت مات فی ذلک الیوم بالرصاص و النغش و کم من آخر مات بالعیاء و العطش، و أسرف جیش الأمیر فی تلک المحلّة بالقتل و الأسر و سلب الأموال، و هی مبادرة فی مشیها للبحر ناحیة المقطع بغیر الانفصال و اتفق الأمر أن الأدلة الذین یمشون بالمحلّة قد ذهلوا عن الطریق، فترکوها میسرة و مشوا میمنة إلی أن دخلوا فی المرجة فالتصقت العجلات فی الوحل لفقد الطریق، و قد مسّ و قتئذ البعض من عسکر النصاری الرعب و الهول، و تضاعفت العرب و اشتد لها الصول، و هجمت علی المحلّة هجوما عنیفا، و تقدّمت لها تقدّما کثیفا، و تسارعت لها بالقتل و السلب ، و شدة الطعن و الضرب و تیسّرت لها سائر الوجوه، و عظم الأمر علی ذی العقل و أحری المعتوه، و دارت طواحین المنایا علی رؤوس الرّاجلة و الفرسان و تطایرت الرؤوس بذلك عن الأبدان، و صارت القتلی من الجانبین تحت أرجل الخیل متناثرة، و زهت العرب و صارت عقولها مستنیرة متکاثرة، و قذف اللّه الرعب فی قلوب من بقی حول العجلات، ففرّوا هاربین لاحقین بمتقدم المحلّة من غیر التفات، إلی أن لحقوا بها بقصد إيجاد بعض المسالك و کانت المحلّة مفترقة علی ربوات هناك، و صارت کبراء عسكر المحلّة الفرنسية فی غم و لم یجدوا سبیلا للنجاة.
قال العلامة السید الحاج أحمد بن عبد الرحمان الصدیقی فی کتابه، و کان من الحاضرین لواقعة المقطع ، و و اللّه إنی رأیت الحجلة تطیر یمینا و شمالا فی أرض حمیان، و لا تجد منفذا و لا مسلکا حتی تنزل فی حجر الراکب أو علی رأسه بالعیان، و الأرنب و الذئب لیجریان کذلک و لا یجدان مأوی یخلصهما من الأسر و القتل، حتی یقفان رأسا من غیر ممسک بتحقیق النقل.
قال: ثم بعد هنیئة من الزمان حصل الکلام من کبراء النصاری لبعضهم بعض فنقرت ما لهم من الطبول، و غنت ما لهم من المزامير ، و نهضت المحلّة قائمة مجتمعة علی ساق، و برزت للقتال جمیعا من غیر تراخ و لا افتراق، و امتزج فرقعة البنادق مع صوت المدافع، فکانت موقعة بوقعات التتابع، إلی أن أخذت العرب فی القهقراء و رجع کل متقدم منهم إلی الوراء، إلی أن بان للمحلّة صوب الذهاب، و فرارها إلی المحل الذی لا تصاب فیه بالعطاب و هی جهة المقطع، فعنت الربوات المتلاسقة بالمقطع، و جنحت بعد ذلك للساحل البحري ، و وصلت إلی ارزیو لیلا بعد مشقة وعناء ونصب. فانجرح للمحلة بالمرجة خمسة عشر نسمة، و مات لها ما بین غابة الزبوج – غابة مولاي اسماعيل - و المقطع ستمائة نسمة ومن قومان الغرابة والحشم والبلايغية وسجرارة الشىء القليل وهذا بفضل حنكة خليفة ولد محمود والمزاري وقدور ولد المخفي والبوحميدي و التهامي غيرهم من القادة البواسل.
وفاته : و توفی هذا البطل المغوار الشجاع القاید خليفة ولد محمود فی الجهاد بمعركة المقطع في 28 جوان 1835 رحمه الله تعالي.
تم إحياء ذكرى خليفة بن علال ومعركة المقطع بمنطقة العلايمية الواقعة بين مدينة سيق وبطيوة المصادفة ل 28 جوان ووضع نصب تذكاري فقد زرناه يوم السبت 24 فيفري 2018 وللأسف وجدنا الرخامة التي تؤرخ للبطل المغوار خليفة ولد محمود قد سرقت وأكد لنا السيد زروقي عبد القادر رئيس بلدية العلايمية السابق أنه سيحث مجددا مجلس البلدية على إحياء ذكراه مرة أخرى فجزاه الله خيرا على مسعاه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire