jeudi 22 février 2018

الأميرعبد القادر بن زيان الزباني ABDELKADER BEN ZIAN EZ-ZIANI





الأميرعبد القادر بن زيان الزباني
ABDELKADER BEN ZIAN EZ-ZIANI
آخر أمراء بني زيان ملوك تلمسان
1877-1800م/ 1214-1294هـ

تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج
شخصيته: قال عنه صاحب المذاهب الأربعة الشيخ أبو راس المعسكري الراشدي هو أفخر أهل العصر عبادة وتقي وأسبقهم إلى أوج المعالي ارتقا، محط رحال الأفاضل وجامع أشتات الفضائل والفواضل المتوكل على الواحد الديّان،الذي جاد بماله ونفسه من أجل إعلاء كلمة الله آخر أمراء من ملوك بني زيان عبد القادربن زيان الكبير المعروف بالشريف زيان الزياني وهو ابن كامل النزاهة والديانة ومزيد المروءة والصيانة العارف بالله الدال بحاله ومقاله على الله الولي الشهير الصالح الكبيرالأمير سيدي زيان التلمساني.
مميزاته : کثیر الأنوار و الأسرار واحد الأفراد ، التقي النزيه النسيب الحائز من شرف النفس وكرم الأخلاق اوفر نصيب الفقيه الجليل الذي تعرف مكانته وقدره على الإجمال والتفصيل وهومن نسل القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر جد الشرفاء الأدارسة 788/974م فاندمجوا في بني عبد الواد لما تغلب الفاطميون، ( مثل ما حدث مع ادريس وابنه وبنيه اندمجوا كلهم في البربر) ، (يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد بن زيدان بن يندوكس بن طاع الله بن علي بن يمل بن يرجز بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص). وكلهم من ابناء عبد الرحمن بن يوسف بن الشريف زيان بن زين العابدين, الشرفاء الأدارسة الذي ينحدر منهم السنوسية، وكثير من العلماء و الصالحين). ؛ ونسب بني زيان إلى الأدارسة مصدرها يحيى بن خلدون الأخ الأصغر لعبد الرحمن كذلك؛ إذن فأصل بني زيان يتضارب بين فكرتين رئيستين تبناها فيما بعد معظم المؤرخين في بلاد المغرب والأندلس .. فمنهم من اعتمد على قول عبد الرحمن بن خلدون، ومنهم من تبنى مقولة أخيه يحيى بن خلدون) وسئل يغمراسن بن زيان بالشرف وإثبات نسبه إليه, فقال: إن كان المراد شرف الدنيا، فهو ما نحن فيه، وإن كان القصد شرف الأخرى، فهو عند الله سبحانه.. هذا الإختلاف في نسب بنو زيان قائم بين المؤرخين، اللهم إلا إذا أمكن العثورعلى مخطوط الشيخ الحافظ ابي رأس الناصري المعسكري الذي عنوانه ((فتح الجواد في الفرق بين آل زيان و بني عبد الواد)).
مولده ونشأته : ولد في تلمسان في حدود سنة 1800 نشأ وترعرع فيها وأخذ عن علمائها وعلى رأسهم الشبخ الزياني السابق الذكر ثم انتقل الى مدينة سيڨ لأسباب نجهلها،وكانت له مكانة مرموقة بين قبائل المنطقة وخاصة قبيلة الغرابة وقد خصص له برج في منطقة الشرفة من أحواز سيق.
ظهور الفتنة في الغرب الجزائري ودور الشيخين محي الدين والأمير الزياني في اطفائها:
بعد اجتياح الفرنسيين للغرب الجزائري سنة 1831 ظهور فتن كقطع الليل المظلم فقام لإطفائها العلماء و الشرفاء و المرابطون لا سیما القطب الکبیر، السید محی الدین بن السید المصطفی ابن المختار المختاری الحسنی الراشدی الغریسی والد الأمیر، و افترقوا علی تخمیدها بکل مکان و ناحیة، و کل جهة و ضاحیة، و الشیطان اللعین الطرید، لا یزیدها إلّا إیقادا بین الأحرار و العبید. فشمّر السید محی الدین المذکور عن ساعدیه و ساقیه لإطفائها بغایة التشمیر، لما له من العنایة بالخلف خصوصا المخزن و تفضیله له عن النائبة التحریر و صار یروم الصلح بین الفئتین بحسب القوة و الطاقة، و یزیل ما بینهما من الأمور الضارة و الشاقة. و لما رأی أن إطفاءها لا یکون إلا بجمعهم للجهاد، أتی إلى القطب الأمير الحاج عبد القادر ابن زیان الزیانی ، و سأل منه أن یعینه علی ذلک فوافقه على مراده فبعث على الفور لقبيلة الغرابة الموجودة في العكاز القريبة من منطقة سيق ، وعلى رأس هذه القبیلة خليفة ولد محمود وقد أذعنت هذه القبيلة للأمير لأنها تعرف مقداره ومكانته وصلاحه، وبعد أن دعیا اللّه علی التوفیق لذلک، و قال الشيخان محي الدين والأمير الزياني فی دعائهما اللهم اجعل کید المسلمین فی نحر عدوهم، و أبعد عنهم الإذایة و تسلّطها علی عدوّهم اللهم وفقنا و إیاهم لهذا السبیل اللهم اهدی العباد اللهم اجمع کلمة الأمة المحمدیة و وفقها للجهاد، فلبّاهما القبیل المذکور، و وافقهما علی الجهاد الذی هو بکورة السعد المبرور و جمع جیشه و أتی به إلیهما. و کان الشجاع الکرّار خلیفة ولد محمود یحرض قبیلة الغرابة بذلک لدیهما. قال فصلّی الشیخان و معهما الأمیر السید الحاج عبد القادر بذلک الجیش العصر و ذهبوا من سیق لوهران، و تمادوا علی سیرهم لیلا بفرح و سرور و خلاص نیة إلی أن صبحوا وهران.
مشاركة الأمير الزياني معرکة خنق النطاح الأولی بوهران‌
أخذ الأمير الزياني سرية من المتطوعين و هو أول من توجه إلى وهران ليستعمل أحوال جيش الفرنسيين من حيث العتاد والقوة والتمويل وأبلغ الشيخ محي الدين بكل أحواله فانتقل هذا الأخير من القيطنة مع الجيش المتطوع و لما وصلوا خرج لهم العدو بجیوشه کأنها الجردان، و تصافّ الفریقان للقتال بوادی خنق النطاح من أول النهار، و اشتد القتال بینهما و دام إلی العشیة بالاشتهار فمات من النصاری خلق کثیر، و من المسلمین کذلک فضلا عن الجریح بالتکثیر فکان ممّن مات من الغرابة ستة من الأعیان، و هم الفقیه الخوجة السید الطیب بن المشری، و الشجاع زیان بن سهیلة، و سلیمان بالهرشی، و قدور بالعابد، و الحاج الأخضر بن عیرة، و قدور بن المغراوی، و من تحلایت الحبیب ابن رحّ بغایة البیان، و انجرح من کبرائهم ثلاثة فی المعدود، و هم الحبیب بو علام بن الحبوشی، و ابن یعقوب بن سهیلة و خلیفة ولد محمود. و کان ذلک فی سابع إبریل و قیل فی السابع عشر منه سنة اثنین و ثلاثین و ثمانمائة و ألف، المطابقة لعام سبع و أربعین و مائتین و ألف . و إلی هذه الواقعة أشار الفقیه السید الحاج عدة بن علی الشریف التحلایتی فی عروبیته بقوله:
بِسْمِ اللّه أبْدِیتْ نَشْدِی ‌وَ الصْلاَتْ عَلَی الهَادِی
رَاکَبْ البُرَاقْ سِیدِی‌ مَنْ نَرْجَا وَ شْفَاعْتَهْ یَوْمَ المِیزَانْ
بِإذْنِ اللّهِ إِسْقَامْ سَعْدِی‌ فِی بُوفَاطْمَا أَحْمَدْ شَارَحْ الأَدْیَانْ
لِلْغَزْو نُغْدَ الوَهْرَانْ‌
یَا سَایَلْ رَانِی انْعَظَّمْ فِی ذَا الجَیْشْ الِی تْلاَیَمْ‌
اَمْشَا لِلْبَهْجَا ایْزَادَمْ وَ عْمَلْ خْصَایَلْ ضَارَبْ عْدَای الرَحْمَانْ
‌سْتَرْ اللّه عْلِیهْ دَایَمْ ذَا النْجَعْ الغَرْبِی أَخْبَارَهْ فِی البُلْدَانْ
إلی أن قال:
سِیدِی مُحْي الدِینْ دَبَّرْ فِی ذَا الرَایْ وْجَا امْزَیَّرْ
فِی سِیقْ انْزَلْ یَالحَاضَرْ هُوَ وَ المَبْرُوکْ الأَفْحَالْ بَنْ زِیَانْ
مَنْ ثَمْ رَکْبُوا العَصْرْالأَقْطَابْ اجْتَمْعُوا اتَفَقُوا فِی دِیوَانْ
خَلِیفَا لِلْجِهَاد لَبَّا وَ اجْمَعْ قُومَانْ الغْرَابَا
قاَلْ لْهُمْ مَا کَانْ هَرْبَا مَنْ یَهْدَرْ فِی الغَیْبْ وَاکْ الیُومْ ایْبَانْ
لِلْمِیمَرْ نَعْطُوا امْکَبَّا وَ الّی مَاتْ امْنَازْلَهْ جَنّتْ رَضْوَانْ
إلی أن قال:
الِهَذَا النَاسْ القُولْ وَاتَا مَنْ زَادُوا لِلْرُّومْ بَهْتَا
مَاتُوا مَا لاَبْطَال سَتَا سَرْبَا مَذْکُورِینْ غِیرْ فْلاَنْ فْلاَنْ
مَا هَمْشِی هَذُونْ مُوتَا عَالَمْ الغَیْبْ امْرَخْهُمْ فِی القُرْآنْ
إلی آخر القصیدة.
وقد تمكن الجيش المحمدي من القضاء على فرقة یقال لها قراندی قضاءا مبرما
معرکة رأس العین بوهران‌
قام الشیخان محي الدين والشيخ الأميرعبد القادر بن زيان رضی اللّه عنهما بتكليف جمیع المخزن الذی هو الدوائر و الزمالة و الغرابة و البرجیة، و غیرهم من رزیو و حمیان و العبید الشراقة و بنی شقران و الحشم و بنی عامر و سائر الجهة الغربیة لمحاربة الغزاة ، فوافقوه علی الجهاد، و رغبوا فیه و هم فی الفرح و السرور بغایة ما یکون من الازدیاد. و لما اجتمع الجیش العرمرم ذهب به الشیخان للحرب و الأمیر علیه هو السید محی الدین، و نزلا به أولا بوادی الحمام، و ثانیا بسیق، و ثالثا بتنازات من أرباض تلیلات و کتبا بطاقة للطاغیة علی أحد الخصال الثلاثة التی هی الإسلام أو الجزیة أو القتال فی الحین و بعثها الشیخ السید محی الدین مع رجل یقال له علی بن زرفة من أصحاب وادی الحمّام، فذهب بها علیّ و لم یظهر له خبر للآن بالاحتکام. و لمّا انقطع خبره و طال أمره جدّا تقدم السید محی الدین بالجیوش و نزل بها فی سیدی معروف و به جاءه المخزن مجتمعا فی غایة الترفّه بما لهم من الملابس و الفروش، و عتاق الخیل تحتهم کأنها النعام أو العزلان، و لباسهم منوع بسائر الألوان، و سروجهم مزوقة مرونقة و جلود النمر مسدولة مع الخیول، و هی فی سیرها منهمدة کأنها السیول، و سلاحهم فی غایة الصفاوة له شعاع و بروق، و علی تلك الخیول رجال فی الشجاعة کأنها الأسود و ألوانها لها نور و شروق، فبات المخزن تلک اللیلة معوّلا علی القتال و طالبا للمکافحة و النزال، شائقة أنفسهم للقاء الرحمان، سائلة منه الشهادة للفوز بجنة رضوان، و من الغد تفرق المخزن بالجیش و قسّمه رایات باشتهار، و انتشر ممتدّا من الحافة للمروج لکدیة الخیار، و ضرعوا فی قتالهم فی ذلک الیوم، فلا تری من شدة الوطیس و کثرة القتلی من الجانبین إلّا الطیور لها علیهم الحوم، و افترق الفریقان عشیة، و أخذ کل موتاه أخذة قویة، و قد تمادی المسلمون فی هجومهم، فی ذلک الیوم بغایة الجهد و القوة إلی أن وصلوا لوسط المحلة الفرانسویة و للحفیر الذی ببرج سنطاندری فی غایة القوة، ثم من الغد ارتحلت محال المسلمین و نزلوا بالضایة ، و ابتدأ القتال بین الفریقین من الزوال إلی ظلام اللیل ، و المخزن له تقدّم للنزال، و حرص علی دوام القتال، ثم انفصل الفریقان و رجع کل لمحلّه بالتحقیق، و انجرح من الدوائر الحاج المزاری من سبّابته الیمنی لنیل التوفیق، و عدة ولد عثمان من صدره، و انکسر الحاج بن کاملة من رکبته و سلم فی أمره ثم المختار بالتریکی، و المولود بالبرغوث، و أخذ النصاری فرسه الأزرق شدید الرغوث، و یحیی بونوة، و المختار بن ساردی، و هم فی غایة تقدّم و تمادی، و کان ذلک فی ثالث و رابع و خامس و سادس مای سنة اثنین و ثلاثین من الأعوام العجمیة المسطورة، الموافق لسنة ثمان و أربعین من الأعوام العربیة المشهورة
وفاته : توفي في 26 محرم 1294 الموافق لـ 9فبراير 1877 م ودفن في أحواز سيڨ ، وبنيت عليه قبة ولا تنقطع عنه الزيارة يوم الجمعة خاصة رحمه الله تعالى.

Aucun commentaire:

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...