lundi 30 avril 2018

أبو عثمان محمد بن عثمان الكبير – الباي لكحل-


حاكم وهران وبايلك الغرب الجزائري

أبو عثمان محمد بن عثمان الكبير – الباي لكحل-
1797-1779/1212-1193فترة حكمه

تحقيق الأستاذ بليل حسني وهواري حاج.

ولد الباي أبو عثمان السيد محمد بن عثمان بن إبراهيم الكردي المعروف عند الناس قديما بالباي لكحل بمليانة، ما بين 1734 و1739 م و ينحدر من السلالة الكردية المستقرة بتركيا ودام حكمه بصفته بايـا من 20 جمادى الثانية 1193 هـ إلى 25 جمادى الأولى 1212 هـ / يونيو 1779 م إلى نوفمبر 1797 م. 
الذي قيَّضه الله لفتح وهران وأرشده إلى السَّعادة والغفران ,الممتطي منصَّة الرِّضوان ،ومشيد راية الإسلام والإيمان،و باسط مهد العدل والأمان، أتحفه الله برضاه، وجدد له اللُّطف وأمضاه، تولى سنة 1192,هـ على الصَّحيح فكان رحمه الله من أهل البلاغة واللِّسان الفصيح فهو ثاني ملوك العثمانية خلافا لما في كتاب أنيس الغريب من أنه هو أولهم وتلك القولة غير جالية،وبه رفع ذكرهم،وانتهى إليه خيرهم ،فلقد دوَّخ الأتراك والأعراب،وهابته الأباعد والأقارب،وذلت له الملوك والجبابرة،وخشيته الفراعنة والأكاسرة،وأطاعته الرعايا، وخصَّت به المزايا، ووفدت عليه الوفود، ودارت به العساكر والجنود, فحاصرمدينة وهران، وضيق عليها من كل فجٍّ نزهة الزَّمان, ودام عليها إلى أن فتحها صبيحة الاثنين خامس رجب، سنة ست من القرن الثالث عشر دون ثلب 
مواصفاته الجسمية:
وكان رجلا جسيما بالتَّجدير، أسمر اللَّون لا بالطويل ولا بالقصير.
مواصفاته الخلقية:
تتفق المصادر كلها علـى أن الباي محمد الكبير كان يتحلى بصفات خلقية حميـدة محبا للعلماء والصُّلحاء والفضلاء والأدباء، والشُّجعان والنبلاء، قريب الغضب، سريع الرضا، شديد الأوامر والامضا للشورى ملازم. يوفي لأهل الذمة ذمتهم .
تدرجه في الحكم
شرع الباي محمـدا بن عثمان فور توليته في إثبات قدرته على تسيير بايليك الغرب، وسعى إلى التجاوب مع النهضة التي أخذت تحياها أيالة الجزائر، في مختلف مقاطعاتها الإدارية، ورأى أنه لا يتسنى له ذلك إلا بقوة ديوانه وإدارته وجهازه القضائي والعسكري، ومن ثمة راح ينظم ديوانه معينا مقرّبيه ممن تتوفر فيهم الكفاءة والتقوى في المناصب الإدارية الحكومية الهامة، وكذا منصب القضاء الذي تعكس قوته، قوّة حكم الباي، وما تتشييده للمحكمة بمعسكر إلا دليلا على إهتمامه بالقضاء والقاضي معا. ولما كانت تنتظره تحديات عسكرية، فقد أولى اهتماما كبيرا بالجيش سواء كان في شكل فرق إنكشارية أو مجموعات مخزنية ﴿ الزمالة والدواير﴾ ولم تخبرنا المصادر أن فتنة عسكرية وقعت في عهد الباي محمد الكبير، بل بالعكس كان هذا الجيش وراء جميع النشاطات العسكرية التي حركها الباي ضد الإسبان بوهران والقبائل العاصية ببايليك الغرب أو خارجه.
ترحاله وغزواته وفتوحاته :
كثير الغزو على أهل الصَّحراء، دائم الارتحال والإسراء، ففتح بني الأغواط والشلالة وعين ماضي ومزابا وأبا الضروس، ونزل شراعة، وهمَّ بفتح بني يزناسن وأبيعروس وبلغ مبلغا لم يبلغه أحد من ملوك الأتراك، ووصل المواضع التي صعبت على غيره، وسهل عليه بها الإدراك وأعظم فتوحاته فتح وهران التي صيرها الله على يده للمسلمين دار إيمان وأمان، ولما فتحها وارتحل إليها للسكنى قصدته الأدباء بالشِّعرالأسنى، فمن ذلك قصيدة العلامة السيِّد المصطفى بن عبد الله الدّ حاوي المارة أول الكتاب ومنها قول الحافظ أبي راس في الحلل السندسية البارعة الانتخاب:
فردَّ ربُّنا الكرَّ ة عليها لمّا قضينا دينا منها قد كان في تنس
بجهبذ شمّر للحرب متزرا بحلل النصر ومرتد بالربس
ومنها قول الحافظ المذكور:
خليلي قد طاب الشراب المورد لما أن صار الأمر بالثغر يقصد
واجفت رحل الوافدين أم عسكر وقد كان مأوى للوفود ومقصد
... الخ
وقال الحافظ أبو راس في منظومة أخرى:
سلطان وهران ما خُيِّب قاصده زهت به وعلت أقاليم الأمم
شد قواعدها بحزمه فغدت مكفولة به لم تيتم ولم تيّم
يرثها أولاده بعده أبدا كإرث آل شيبة مفتاح الحرم
فالدنيا ألبست إليها بطلعته رشيدها الثاني جاءت به للعلم
عم بإحسانه بدوا وحاضرها كالغيث للهضبات يروي والأكم
في قبة من نوى قد شيّدت عن حسب وجعفر بن يحيى بها من الخدم
وابن أمامة وابن سعدى تابعه وحاتم وأبودلف مع هرم
تعودت كفه بسط الحسام فلو أراد قبضه لم تعطه بل تهم
سار مسير زحل في منازله وهب كالريح في الأراضي والأطم
شمس بدت في أعلى الأفق ساطعة أضاءت الخلق من عرب ومن عجم
ملوك أقطار الأرض هم كواكبها شعاع أنواره وأراهم كالظلم
بشرى فقد أنجز الإقبال موعده بالكوكب السعد لم يفل ولم يرم
ذو المفاخر أعيته مآثره من دون أدناها وقفوا على العدم
قال الحافظ أبو راس فيعجائب الأسفار عقب هذه القصيدة » : ولما أنشدت مثلها على هذا الروي بين يدي شيخنا سيدي محمد بيرم مفتي الحنفيَّة بتونس، وذكرت فيها البدو كهذه، وكنت كسرت واو بدو ونوَّنته في ظني أنه منقوص، فقال لي:أنصبه فليس هو من الأسماء المنقوصة، فقلت له: رأيته مرّات بالياء، فقال لي: لعلَّ الياء التي رأيتها فيه جيء بها للنسب، فتنبهت مِن الغفلة عن هذا الأمر المعلوم كانتباهي من النوم.
يتبع.....

Aucun commentaire:

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...