أول شهيد في الفتح الثاني لمدينة وهران سنة 1792م
قاضي أم العساكر الطاهر بن محمد الموفق المستغانمي
تحقيق : الأستاذ بليل حسني وهواري حاج
لقد دفعت مدينة المحروسة ثمنا باهضا ، وهو دماء الشهداء من أجل تخليصها من براثين الإستدمار الإصبنيول- أي الإسبان- الذي دام قرابة ثلاثة قرون، ولم يتم تخليصها منه إلا بفتحين متقاربين ، ولولا بسالة المجاهدين الأوائل الذين قدموا من جميع ربوع الوطن وخاصة الإيالة الغربية لبقيت المحروسة وهران تحت أيديهم إلى يوم الناس هذا كما هو الحال في سبتة ومليلية المغربيتين ، وأول شهيد في الفتح الثاني للمدينة هو القاضي السيد الطاهر بن حوا ، وليس هو الطاهر بن حواء الشاعر الذي وجد في عهد الأمير عبد القادر كما قد يتصوره البعض.
نسبه :
الطاهر بن محمد الموفق المشهور بأمه حواء بن محمد بن قدّار بن الجيلاني بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عمربن عيسى التوجيني نسبا
تعلمه : أخذ علومه ومعارفه هو وأخوه سيدي عبد الله بن محمد النسب عن شيوخ مستغانم وعلى رأسهم أخوهما الشقيق العلامة، الفقيه، الأديب، المؤرخ،الناظم محمد بن محمد الموفق بن حوا النسب الشهيربالرقيق صاحب "سبيكة العقيان فيمن في مستغانم وأحوازها من العلماء والأعيان" وغيرها من المؤلفات ، وعن والدهما من قبل الشيخ محمد بن حواء النسب صاحب الغوثية الكبرى .
معارفه : كان عالما بالفقه ، عارفا بالنظم ، متمكنا من العقود والوثائق ، مدرسا لجميع الفنون التي تلقاها عن علماء مستغانم.
وظائفه : تولى القضاء بأم العساكر-معسكر- وكان في نفس الوقت يدرس العلوم العقلية والنقلية .
مميزاته : وصفه العلماء بأوصاف حميدة منهم أحمد سحنون الراشدي صاحب الثغر بقوله : العلَّامة الأديب، الدَّراكة الأريب، فارس حلبة العلوم، ومُقدم أهل المنثور والمنظوم، ومِقدام ميادين الحروب، المنفس على رفقته شدائد الكروب، السيد المشذب، المخصوص بالطبع المهذب، محبنا الأصفى، وخِلُّنا الأوفى، قاضي بلدنا السيد الطاهر بن حوا، جمعنا الله به في جنة المأوى.
من نظمه : وقد وجد من بعض نظمه في تاريخ الجماني الذي كان تلقاه منه الشيخ أحمد بن سحنون حين تفضل عليه بهدية أحد تآليفه في الأدب أيام الصِّبا المعروف بعقود المحاسن
كتاب عليه رونق الحسن بادي ومحكم نظمه أغاظ الأعادي
بديع بليغ ليس يوجد مثله بكتب أئمة القرى و البوادي
حوى ما حوى مما يروق ذوي النهى ويجلو الأوار عن قلوب صوادي
عليه به ذو همة أدبية ففيه له مغنى عن ابنٍ وزاد
وفيه له مغنى عن الكتب كلها وفيه له البشرى بنيل مراد
وكيف و كيف لا وجامعه أبو المكارم أحمد بن خير العباد
الطاهر بن محمد الموفق المشهور بأمه حواء بن محمد بن قدّار بن الجيلاني بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عمربن عيسى التوجيني نسبا
تعلمه : أخذ علومه ومعارفه هو وأخوه سيدي عبد الله بن محمد النسب عن شيوخ مستغانم وعلى رأسهم أخوهما الشقيق العلامة، الفقيه، الأديب، المؤرخ،الناظم محمد بن محمد الموفق بن حوا النسب الشهيربالرقيق صاحب "سبيكة العقيان فيمن في مستغانم وأحوازها من العلماء والأعيان" وغيرها من المؤلفات ، وعن والدهما من قبل الشيخ محمد بن حواء النسب صاحب الغوثية الكبرى .
معارفه : كان عالما بالفقه ، عارفا بالنظم ، متمكنا من العقود والوثائق ، مدرسا لجميع الفنون التي تلقاها عن علماء مستغانم.
وظائفه : تولى القضاء بأم العساكر-معسكر- وكان في نفس الوقت يدرس العلوم العقلية والنقلية .
مميزاته : وصفه العلماء بأوصاف حميدة منهم أحمد سحنون الراشدي صاحب الثغر بقوله : العلَّامة الأديب، الدَّراكة الأريب، فارس حلبة العلوم، ومُقدم أهل المنثور والمنظوم، ومِقدام ميادين الحروب، المنفس على رفقته شدائد الكروب، السيد المشذب، المخصوص بالطبع المهذب، محبنا الأصفى، وخِلُّنا الأوفى، قاضي بلدنا السيد الطاهر بن حوا، جمعنا الله به في جنة المأوى.
من نظمه : وقد وجد من بعض نظمه في تاريخ الجماني الذي كان تلقاه منه الشيخ أحمد بن سحنون حين تفضل عليه بهدية أحد تآليفه في الأدب أيام الصِّبا المعروف بعقود المحاسن
كتاب عليه رونق الحسن بادي ومحكم نظمه أغاظ الأعادي
بديع بليغ ليس يوجد مثله بكتب أئمة القرى و البوادي
حوى ما حوى مما يروق ذوي النهى ويجلو الأوار عن قلوب صوادي
عليه به ذو همة أدبية ففيه له مغنى عن ابنٍ وزاد
وفيه له مغنى عن الكتب كلها وفيه له البشرى بنيل مراد
وكيف و كيف لا وجامعه أبو المكارم أحمد بن خير العباد
الراشدي إقليما المستغانمي منشأ وقرارا .
قدومه لوهران : لقد أعدّ محمد بن عثمان الكبير العدّة لتحرير وهران من الإسبان ، وخاف أن يبني الكفرة في مدة تجهزه بجبل المايدة ما يمنعه منهم، وهو من أكبر عوراتهم، ومحال مضراتهم، فظهر له أن يُوَجِّه له الطلبة يحمونه منهم، ويحوطونه عنهم، فدعاهم إلى ذلك ورغبهم في وافر العطاء، ومنع الناس من التدريس في المدن، وأن لا يكون تدريسٌ إلَّا في ذلك الجبل –جبل المائدة-، فانتدب لذلك جماعة منهم الطاهر بن وحوا، والشيخ أبو عبد الله السيد محمَّد بن الموفق بن محمَّد بن عبد الرحمٰن بن محمَّد بن محمَّد –فتحا- المشهور بأبي جلال ، والشيخ محمَّد بن علي بن الشارف المازوني المعروف بأبي طالب المازوني وغيرهم .
ظروف استشهاده :
وإن سبب القتال الأول الذي وقع بين جيش الطلبة وبين الإصبنيول هو فرار ثلاثة أشخاص كانوا سجناء في مدينة وهران عند الإسبان، قدم أحدهم إلى الطلبة في منطقة إيفري وأخبرهم بفرار رفقائه الإثنين فاجتهد إذ ذاك جيش الطلبة في البحث على الإثنين ،ومن الإتفاق أن الإصبنيول كان بعث أناسا في أثر الهاربين ، فالتقا الجمعان ووقع القتال الشديد بين الفريقين، فما كان إلا قليلا وإذا بالرصاص والبارود انقضى من أيدي الطلبة حتى آل أمرهم إلى أسوء حال ، وصاروا في ضيق شديد وكان العدو يترامي عليهم ويهجم عليهم بالقضب فالتزم الطلبة الدفع بالحجر، ولمّا بلغ هذا الخبرالمشؤوم الذي حلّ بالطلبة إلي القاضي السيد الطاهر على نصرتهم وبمجرد وصوله إليهم اختلطوا مع العدو واشتد القتال فأصيب القاضي السيد الطاهرساعة فراغ بندقيته على العدو برصاصة كسرت ذراعه ودخلت في بطنه وقد كانت جراحته مهلكة فحمل من ميدان المعركة وتوفي بعد يومين ليلة جمادى الأولى1207 الموافق 14 ديسمبر1792
أثر استشهاد القاضي على معنويات جيش الطلبة
هذا وأن نار الفتنة لم تطف بهذه المصيبة التي حلت بالقاضي بل أنها لم تزل موقودة الليل كله مع نزول المطر الغزير وموت الكثير منهم وهم في غاية الثبات وقد كان القتال يترادف من يوم هذه الواقعة-أي استشهاد القاضي- حتى أشرف الاصبنيول على العجز والفشل لأنه كان ملتزم الخروج من حصونه لرعي مواشيه فتضايق حاله ولم يبق له من الأرض غير الفسحة التي بين حصونه والبحر وما بقي كله تمكن منه الطلبة وعدد بليغ من الناس الواقفين على النهب الذين قدموا معهم وما كان يرى الاصبنيول غير الكمائن والمكايد وكلما حرس نفسه وتأخر إلى البلد-أي زحف راجعا إلى داخل المدينة- ازداد هجوم المقاتلين عليه.
للبحث مصادره
وإن سبب القتال الأول الذي وقع بين جيش الطلبة وبين الإصبنيول هو فرار ثلاثة أشخاص كانوا سجناء في مدينة وهران عند الإسبان، قدم أحدهم إلى الطلبة في منطقة إيفري وأخبرهم بفرار رفقائه الإثنين فاجتهد إذ ذاك جيش الطلبة في البحث على الإثنين ،ومن الإتفاق أن الإصبنيول كان بعث أناسا في أثر الهاربين ، فالتقا الجمعان ووقع القتال الشديد بين الفريقين، فما كان إلا قليلا وإذا بالرصاص والبارود انقضى من أيدي الطلبة حتى آل أمرهم إلى أسوء حال ، وصاروا في ضيق شديد وكان العدو يترامي عليهم ويهجم عليهم بالقضب فالتزم الطلبة الدفع بالحجر، ولمّا بلغ هذا الخبرالمشؤوم الذي حلّ بالطلبة إلي القاضي السيد الطاهر على نصرتهم وبمجرد وصوله إليهم اختلطوا مع العدو واشتد القتال فأصيب القاضي السيد الطاهرساعة فراغ بندقيته على العدو برصاصة كسرت ذراعه ودخلت في بطنه وقد كانت جراحته مهلكة فحمل من ميدان المعركة وتوفي بعد يومين ليلة جمادى الأولى1207 الموافق 14 ديسمبر1792
أثر استشهاد القاضي على معنويات جيش الطلبة
هذا وأن نار الفتنة لم تطف بهذه المصيبة التي حلت بالقاضي بل أنها لم تزل موقودة الليل كله مع نزول المطر الغزير وموت الكثير منهم وهم في غاية الثبات وقد كان القتال يترادف من يوم هذه الواقعة-أي استشهاد القاضي- حتى أشرف الاصبنيول على العجز والفشل لأنه كان ملتزم الخروج من حصونه لرعي مواشيه فتضايق حاله ولم يبق له من الأرض غير الفسحة التي بين حصونه والبحر وما بقي كله تمكن منه الطلبة وعدد بليغ من الناس الواقفين على النهب الذين قدموا معهم وما كان يرى الاصبنيول غير الكمائن والمكايد وكلما حرس نفسه وتأخر إلى البلد-أي زحف راجعا إلى داخل المدينة- ازداد هجوم المقاتلين عليه.
للبحث مصادره
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire