samedi 3 février 2018

القلب شاش


القلب شاش ليهم وغدا.....شور المقام ناوي زاير
تسليم طالبه مالسادة.....نجوم الأرض بهم زاهر
يغدي الغيض ويزول الدا.....يصفى زلالي نتفاخر
نطوف بمول المايدة.....عبد القدير زهو الخاطر
شباح مقامها والعودة.....حرم الضيف والي باحر
والّي مقابله فالوهدة.....الهواري عز الباير
الحسني على يمينته عمدة.....سيدي بلال ماشي قاصر
الفيلالي والخروطي وكده....نقمة لمن تعدى جابر
مول الدومة ليها عدّة......سيدي المخفي مع بن الناصر
البكّاي وسنوسي نجدة.....البشير في البلاطو ظاهر
عبد الباقي مع بن عودة......محمد في شطوط البحر.
هذو انصارها في السدّة.....مالساقية جاوها غاير
مرفوعة القدر مرفودة........مبني في سهول البحر
روضة محصّنة محدودة.....عزّ المدون بها ******************
للباهبة شكري ظاهر.....مطبوعة البها وهران
جوهرة الجواهر منظر.....عاصمة الغرب وطنّا
عمران بنيها متعزّز......منقوش بالعبو وتقانة
خصّاتها مزخرف ناغر....بمياه دافقةتسّانى
برزو شيوخ منها قادر......تمثيل ليهم مزونة
بيزان فالرموز تعبر.....فراشات راكبة معّانة
العامري تمّة فحّر......ملحون بدو طبعنا
بالقاضى واولاد منوّر.....البشير بالحميدي قمنة
بن حميدة كنز مذخّر.....قايد نجوع وبطل عنا
سليمان شيخ محكّر.....واسع في المعارف خزنة
ولد بن عودة في القبلي عامر.....نقّاط في رياشه بنّة
بن عاشت طبع التقاصر....يتقلب في الهوا يتغانى
ولد جلول في الهمزه يحزر....يرادف النقرة بشحانة
الخالدي قاموس شهر.....نصروه ناسها وتعانى
الهاشمي في كعبها شاعر.....بن سمير ماخفا مالقانة
ولد الصبابطي فيها يشكر.....جاب ارسامها بالرزانة
ولد الروج نبهي فاهر.....غوّاص في بحور الغنا
الطيب في حديثه ثامر......بن نعوم رهج اعدانا
عبد الإله في المخزني جابر......يهلك البحور الهمدانة
ولد البرودي وبخّدّا الاشقر......شباح دناتهم غيوانا
ولد العيد طير ينقمر.......رياش اوزانه محّانه
فدّا والنقوس حنافر......يلوحو المعنى بضمانة
الوراغي ليهم عنصر.....مع الوكيد مكّي نونة
بن عودة ليه مجاور.......وشيكي طابع السهنة
دورة لبدور الباهر.....فحول الوهراني ودزانا
بلاوي ووهبي زاهر......في انغامها وزّانة
باوتار عودها تستخبر......بلابل غربنا رنّانة
بن زرقة واحمد صابر.....بصياحها دونانة
شاع خبارها وانتشر.....في اريافها ومدينة
أرحم يا الله القادر......جميع الشيوخ والفنّانة
والحيّين ليهم تنظر.... بالخير والسعادة تهنا
الشيخ خالد الحاج ميهوبي

Djebel khar (montagne des lions) ORAN

Djebel khar (montagne des lions)
un grand repère geographique.


Pour tous ceux qui n'ont jamais vu l'Italie, la première pensée c'est que le Vésuve doit ressembler à ce pic isolé commandant au loin la mer bleue et l'étendue morne des plaines.
Mais le djebel Khar n'a pas les splendeurs du volcan napolitain : il ne se dresse pas comme lui au bord d'une baie verdoyante, semée de villes et de bourgs, il n'élève pas aussi haut sa cime maîtresse; cependant son isolement au sommet des falaises', au-dessus des plaines d'Oran et de Télamine, lui donne fort grande allure.



"المـقامـات العـوالـية" للمؤلف محمد بن علي بن الطاهر الجبّاري البطّيوي.


من الأدب الشعبي ذو الطابع الهزلي
"المـقامـات العـوالـية" للمؤلف محمد بن علي بن الطاهر الجبّاري البطّيوي.
المقامة الثامنة تسمّى المعسكرية
تتضمن تخمار ابن عيسى بالحال واستدارة حلقة الدراويش عليه و هو مغشى
روى امحمد بن العربي قال كنت في السنة اليابسة، زحافا من الزايلة، فقصدت من يبيع المجادر، بسوق ام العساكر، فلمّا حللت مساحتها، و دخلت مدينتها، كان ذلك وقت الاصفرار، و احتياج اهل الحوانيت للفرار، فصرت أمشي في العرڤوب، منتظرا لما يحدث من عالم الغيوب، وقد كنت وقتئذ في البلاد غريب، ليس لي فيها قريب، وقد قرب وقت الظلام، وكاد القلب ان يرتكب الاهوام، و قد حرْت في المبات فلم ادر أاوعد مسجدا و اكتمش، ام ادخل قهوة وارتمش، ثم إني تذّكرت ان ولي المجامع، مانع الرقاد في الجوامع
، و امّا القهاوي، فمجلبة للمصائب و الدعاوي، ثم اني وجبت عني المكتب، بأن اصلّي المغرب، فملت الى حويطة فيها ناس مساكين، ظاهرين من حالهم محاسين، فلمّا اتممنا الصلاة، و اعقبناها بالباقيات الصالحات، وقف علينا رجل لابس جلابة، مزرقطة الوالبة، فسلّم على الجلاّس، وقال يا أيّها الناس، ألا تحضروا وعدة مـبروكة، و زيارة مقبولة , فقالوا له ففي أي مكان وجودها، و من اين المقصد اليها، فقال انها قرية مغراوة، بزاوية درقاوة، فقالوا له سر اعرض غيرنا، و سننطلق وحدنا، فقاموا باجمعهم، و قبضوا الطريق خلفهم، فحدثتني نفسي بأن اخوض مع الخائضين، واقصد مع القاصدين، فلمّا وصلنا الى المكان المشار عليه، و أتينا المقصود اليه، وجدنا زاوية واسعة الاركان، عالية البنيان، ضاوية بنور الشمعدان، و فيها حلقة من الفقرا يركضون، كأنهم الى نصب يوفضون، و في وسطهم قشتيل، يهتزّ كأنه برميل، و يرمي بشرر ثقيل، فقلت لمن خلفي سائل، من هو هذا الشيخ الكامل، فقال لي هذا شيخ أتى من المغرب الاقصى، و قد ظهر كريم قصّى، فقلت الله يبركنا بملقاه، و ان يجعلنا في حماه، ثمّ التزيت عند سارية، في ركنة من الزواية، و قد بقوا على ذلك حينا طويلا، وهم يهزّون هزّا وجيلا، اذ بالشيخ طاح مغشيا، و تبعته الحلقة بانقطاع الحسّ نفيسا، وبربروا الشيخ بدربال، وشرع كل واحد منهم مشغول ببال، فمنهم من يلمّ عمامته على رأسه، ومنهم من مسح عرقه من جبهته، و مهنهم من يصعد الى السما بأنفاسه، ثم انهم بعد ذلك دفعوا الطعام، و اجتمعت الالمام، فلمّا شبعوا و رفعت الايـادي، و ارتفـعت الافـارغ و الاڤادي، فرّشوا حول الشيخ المبربر، حايكا من صنعة الغرب منمّر، و قام عند راسه أحد كأنه خديمه، صفة أو تلميذه، وتحلحل و قال هلمّوا ايّها العباد، هذا سوق ما له نفاد، فمن زيّن نيّته، نوّر سريرته، و من خاب ظنّه، ضيّع سعيه، و هذا شيخنا الكبير، خليفة السيد الأمير، فمن تعلّق بأذياله، نال جميع تنجاله، و من أراد إصلاح أموره، فليبادر بما في مكتوبه، فما رأيت الاّ من وقف قبالته، و أجاب دعوته، ثم انهم افرغوا عليه بالفرق و المقفول، حتّى حصل ما يعمر عين المعلول، فلمّا رأيت سوق الربح قد حما، وانفتحت على كل من زار غما، حنّ قلبي للزيارة، عسى ان تكون لي خيارة، فاعمدت الى كيسي، و جبدت دورو من حرّ نفيسي، و لحت به فالڤارة، و اخذت فاتحة منارة، فلمّا كلّت الزيار من الأوّلين الى الأخرين، وختم المفتح بولا الضالّين، تقدّم المقدّم، و جمع المسلهم، و قال بارك الله فيكم، واثبت مساعيكم فلم يبق من بعد الفاتحة، الاّ التسريحة، ثمّ ان الغاشي تفيع، و الماشي تشيع، بقيت أنا آخر الناس، ناويا للمبات في الجلاس، فلمّا ما بقي سوى الشيخ و أصحابه، هلمم معهم و رفع عن عمامته، فقربت اليهم لاستفيد حكمتهم، فصرت احقّق النظر في الشيخ بتوسّم الامالي، إذ هو علاّمتنا ابن عيسى العوالي، فعلمت ان الليلة ليلة ختل و مكر، و شبكة خدع ونكر، فلمّا نظرني خفّ بالقيام اليّ، وتباشر بالسلام عليّ، فسلّمت عليه وعظّمت سلامه، و اجلسني في موضع حذاه، وانبسطنا في الحديث، و حلينا في الحثيث، ثمّ اني ذنوت الى جانبه، و خاليـته في أذنه، و قلت له ان زيارتي في هذه الليلة ليست بزيارة، و انما هي تزميرة، و يا ليتني لي بتّ بدُورُيَ في الدار الكبيرة، فصخك حتّى تقهقه، و نظر اليّ و تبختر و مهمه، و احمرّ وجهه و تنهنه، و قال لك عنّي، و اسمع منّي، الحمد لله مولانا الأمين، و الشكر له على نعمة اليقين، فالنصر منه و الفتح المبين، لا تندمنّ يا حبيب القلب والعين، احسنت ظنك بالمولى المعين، فالحاجة تقضى والفواتح مقبلين، فاحمد الله وكن من الشاكرين، فقلت له اللهمّ اجعلنا من المهتدين، و ان يجعلنا من عباده المؤمنين، و بتنا على الڤانة، طول الليلة، فلمّا انشق خيط الفجر، صلّينا ركعات الأجر، ثمّ خرج ابن عيسى كالهوش، و قال لي يا ابن العربي اتبعني في هذا الدردوش، قبل ان تفتح عين المغشوش، فطلقت عناني حوله، وسرت ملاصقا كتفه، ثمّ سألني قايلا ما لك في الاضمار، ما اتيت تقضي في هذا السوق المعمار، قلت له اردت ان اشتري مجدار او كيدار، فقال اتبعني في هذه الطريق، و على الله التوفيق، فانطلقنا الى ان وصلنا فندقا، و دخلنا الى قرب طبلة من الخيل عتقا، و قال لي خذ هذا العود، فإنه هدوه لي اهل الطود، واني اهبه لك على الابود، ثمّ اخرج لي سرجا و عمارة، و جلالا و مشبارة، فاسرجنا العود وشدّ لي الركاب، و تمشى معي حتّى جزنا الباب، و ختم لي بدعا الالباب، و ودّعني و انقلب راجعا، وسافرت وحدي قانعا، وهبطت ديل السلوڤي و انا متأمل في حاله و محاله، فلم اعلم أ أذمه لخبث اعماله و افعاله، أم امدحه لمزيته و اعطافه.
----------------
http:يا/www.crasc.dz/ouvrages/index.php/fr/65-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9/909-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D9%85%D9%91%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D9%91%D8%A9

سلاك المغبون من أرض القفار

سلاك المغبون من أرض القفار
قصيدة للسيد محمد بن الخير رحمه الله : سلاك المغبون من أرض القفار
سَـلاَّكْ الْمَـغْـبُـونْ مَـنْ أَرْضْ الْـقِـفَـارْ
قَـادَرْ كُـلْ غْـرِيـبْ لَـبْـلاَدُه تَـدِّيـهْ
فَرَّجْ يَا رَبِّي عْلَى مَنْ ذَاقَتْ بِهْ
سَـلَّكْـنِي مَـنْ بِينْ سَـدْ وُ صَـدْ حْـجَارْ
يْـشُـوفْ الْمَـغْـبُونْ لَـكَـانْ بْـعَيْـنِيـهْ
سَـلَّكْنِي مَنْ ضِيقْ الاَعْـرَى مْـنَ التَّـزْيَارْ
قَـادَرْ تَـبْـنِـي الرِّيـحْ وَ الْكَـافْ تْوَطِّـيهْ
سَـلَّكْـتْ ابْـرَاهِـيمْ مَنْ لَـهْفَـاتْ النَّـارْ
بَــرْدًا وَ سَـلاَمْ حَـاجَـة مَـا تَــاذِِيـهْ
رَزْقََـكْ وَ امْـرَكْ مَا عْلَمْـنَا لِيهْ اخْـبَـارْ
قَـادَرْ تَـفْنِي الْحَـيّْ وَ الْمَـيَّـتْ تَـحْيِِيـهْ
الْعَـبْدْ الضَّـعِيفْ مَـا طَـايَڤْ لَـضْـرَارْ
هَـمّْ الْحَـبْـسْ وُ زَادْ هَـمّْ الضُّـرّْ عْـلِيـهْ
الـطَّـيَّـبْ لَـلـنَّـاسْ لِـيَ رَاهْ مْـرَارْ
الشَّـكْـوَة لَـلِّي خْـلَـقْـنِي لاَ غَـيْـرِيـهْ
تْــعَــزّْ الْـمَـذْلُـولْ وَ تْـذَلْ الْـڤُـدَّارْ
وَ تْـنَـزَّلْ مَنْ كَـانْ مَـرْفُـوعْ بْـجَنْحِـيهْ
قَـوِيٌّ وَ مَـتِــيـنْ شَـبَّـابْ الِّـي بَـارْ
رَزْقِـي وَ الْمَـكْـتُوبْ وَ الْقُـدْرَة بِيـدِيـهْ
سَـلَّكْـنِي مَنْ بِينْ الاَقْـرَاسْ وُ الاَشْـفَـارْ
تَـاتِـنـي بَـشْـبُـوبْ عَـزّْ الاَّ نَـدْرِيـهْ
سَـهَّـلِّـي يَا خَـالْـقِـي فِـيمَا نَـخْـتَارْ
حَـبْـسْ الْغُـرْبَة لاَ تْـخَـلِّي وَاحَـدْ فِـيهْ
أَهْـلْ الْخِـيرْ بْـلاَ جْـمِيلْ وُ لاَ تَـفْخَـارْ
كِـي وَلْـدْ ابْـرَاهِـيـمْ مُـحَمَّـدْ نَـجِّيـهْ
رَضِّـي عَـنُّه بُـوهْ بَـنْ عَـبْدْ الْجَـبَّـار
بَـاوْلاَدُه وَ جْـمَاعْـتُـه رَبِّـي لَـقِّـيـهْ
سَـهَّـلِّي يَـا خَـالْقِـي فِـيمَـا نَـخْـتَارْ
ڤَـلْبِي يَـبْغِي غِـيرْ مْـنَ الْبَـيَّضْ وَ لْـهِيهْ
نَـتْـنَـزَّهْ فِـي صَـحْـرَةْ بْـلاَدْ الْقِـفَـارْ
نْـشُـوفْ اسْـيَـادِي اهْـلْ النِّـيفْ مُّـالِيهْ
مَـنْ عَـنْـدْ الْمَحْـبُوبْ مَا جَـانِي بَـشَّارْ
عَـجَّـلْ يَـا رَبِّي يْجِـينِي وَ الاَّ نْـجِـيـهْ
مُـولَـى سَـبْعْ ڤْـبَابْ مَـرْكَاحْ الزَّيَّـارْ
مُـولَـى السَّـرّْ الظَّـاهَـرْ عْـلِيَ رَضِّـيهْ
مَـا بِـيَّـاشْ الْحَـبْـسْ بِيَ عَـيْبْ وُ عَـارْ
وَ يْـڤُـولُـوا هَـذَا بْـسِيـدُه وَ سْـمَحْ فِـيهْ
مُـحَمَّـدْ بَالْخَـيْـرْ عَـبْـدْ بْـلاَ تَـحْـرَارْ
نَـحْسَـبْ سِـيـدْ الشِّـيـخْ لِيَ وَانَـا لِـيهْ
يَا حَـسْـرَاه رْفَـاڤْـتِي وَ حْـنَـا هُـجَّـارْ
وَثْـرَنْ دُرْكْ النَّـاسْ غِـيـرْ أَنَـا نَـبْـغِيهْ
يَا حَـسْـرَاهْ عْـلَـى سْـمَاحَـتِي الاَحْـرَارْ
يُـومْ انْ غَـابْ رْفِيڤْـهُمْ مَا حَـارُوا فِـيـهْ
يَا حَـسْـرَاهْ عْـلَـى مْـلاَعَبْ فِي الاَڤْـوَارْ
مَـشْلِيَـة مَـنَّـا وُ مَـشْـلِـيَـة مَـلْهِيـهْ
نَـبَّاشِيـنْ الْخَـيْـلْ بَـشْـبُورْ التَّـسْـطَارْ
وَ لْـبَـاسْ الْهَـمَّـة الْمَـجْـبُودْ يْـوَاتِـيهْ
يَا حَـسْـرَاهْ عْـلَى نْـڤَـارْ ڤْـبَـالْ نْـڤَارْ
كَـذَا مَنْ قَـبْـطَـانْ بَـعْـلاَمُـه طَـوِيـهْ
يَا حَـسْـرَاهْ مْـنِيـنْ كَانْ الشَّـطْ عْـبَـارْ
الْمَـغْـلُوبْ يْـفُـوتْ حَـقَّـهْ وَ يْـخَـلِّيـهْ
يَا حَـسْـرَاهْ مْـنِيـنْ سَـلْسَـلْـنَا الْڤُـدَّارْ
كَـانْ الْعَـزّْ الاَّ مْـنَ الْبَـيَّـضْ وَ لْـهِيـهْ
يْـجِي يُـومْ حْـلُـو وُ يُـومْ ڤْـبَالُـه حَـارْ
وَ يْـجِي يُـومْ عْـدُو وُ الاَخُـرْ نَـزْهُوا فِيهْ
أَمْـرَ الله قْـرِيـبْ وَ يْـدُورْ الْمَـشْــوَارْ
رَبِّـي قَـالْ الظَّـانَّـهْ عَـبْـدِي نُـوفِـيـهْ
نَـتَّـنُـوا الاَيَّـامْ وَ الْـفَـلْـكْ إِذَا دَارْ
بِـيـنْ الْكَـافْ وُ نُـونْ شَانْ الله يَقْـضِيـهْ
نَـرْجُـوا نَـوْبَتْنَـا وُ تَـتْبَـدَّلْ الاَسْـعَـارْ
بْــجَـاهْ الرَّسُــولْ مُــحَـمَّـدْ نَـبِيـهْ
بْـجَـاهْ الرَّسُـولْ وَ اصْـحَـابُـه الاَبْـرَارْ
بُـوبَـكْـرْ الصِّـدِّيـقْ وَ الْمُـصَـدَّقْ بِـهْ
فَى السَّـابَـقْ رَانِي رْمِـيـتْ عْـلِيهْ الْعَـارْ
نَـسْـتَنَّى فَى الْجَـارْ الاَيْـمَـنْ نْـسَامِيـهْ
أَغْـفَـرْ يَـا غَـفَّـارْ لاُمَّـةْ الْمُـخْـتَـارْ
الْـعَـبْـدْ إِذَا تَـابْ تَـابْ الله عْـلِـيـهْ
سَـلَّكْـنَا مَـنْ هَـوْلْ ذِيـكْ وُ هَـذَا الـدَّارْ
فِيَ ذَنْـبْ كْـثِـيـرْ يَـاسَـرْ مَا نَحْـصِيـهْ
يَـا حَـلِيـمْ وُ يَـا كْـرِيـمْ وُ يَـا سَـتَّـارْ
أَسْـتُـرْ عَـيْبِي مَـا عْـلَـمْ حَـدّْ نْـوَرِّيهْ
أَغْـفَـرْ يَا غَـفَّـارْ لَـجْمِيـعْ الْحُـضَّـارْ
لَـلـنَّـاظَـمْ الاَشْـعَـارْ وَ لِـوَالِـدِيـهْ

الاستعمار الفرنسي ومدينة وهران.

الاستعمار الفرنسي ومدينة وهران.
في 4 يناير 1831 دخل الجنرال شارل-ماري دينيس دامريمون قائد البعثة الفرنسية وهران التي كانت لا تزال تحمل آثار الزلزال الذي ضربها عام 1790 والذي دمرها بشكل كبير. وفي 17 أوت من نفس السنة أسس الجنرال فودواس حامية منها الكتيبة الرابعة بالفيلق الأجنبي وجعل من وهران منطلقا لغزو الجنوب الوهراني.

jeudi 1 février 2018

دور"جيش الطلبة" في تحرير وهران من الاحتلال الإسباني



دور"جيش الطلبة" في تحرير وهران من الاحتلال الإسباني
هكذا تمكن المرابطون الشجعان من كسر شوكة حاملي الصلبان

زهاء ثلاثة قرون من 1509 إلى 1792، من حالة حرب دائمة إلى غاية استسلام ملك إسبانيا شارل الرابع (Charles IV) الذي أمر بتسليم مفتاح وهران المصنوع من الذهب الخالص للباي محمد بن عثمان الكبير بمعسكر.
احتلت وهران من قبل الإسبان سنة 1509 وكانت آنذاك تابعة لملك تلمسان قبل أن يستولي عليها جيش الكاردينال خيميناز دوسيسنروس (Ximenez de Cisneros)، كبير أساقفة طليطلة وحاكم إسبانيا، ردا على الهجمات المتعددة للأسطول الجزائري التي كانت تنطلق من المرسى الكبير في اتجاهي ميناءي أليكانت ومالقا. وفي بداية القرن السادس عشر وبعد معركة كبرى استشهد فيها الكثير من الأهالي والطلبة وعلى رأسهم أول عالم شهيد، العالم الجليل "بوجلال المشرفي". حيث ونظرا لمكانته قام الاسبان بتغسيله وتحنيطه ثم بعثوا بجثمانه إلى أهله حيث دفن بمسجد سيدي يوسف بالكرط (معسكر القديمة). جدير بالذكر
أن "بوجلال المشرفي" ليس هو سيدي محمد بوجلال دفين مدينة معسكر.
نشأة "جيش الطلبة" في معسكر
في سنة 1708 تم تحريرمدينة وهران من قبل باي معسكر مصطفى بن يوسف المدعو بوشلاغم. وفي سنة 1732 تم استرجاعها من قبل الإسبان الذين أبوا التخلي عن هذا الموقع الإستراتيجي بإفريقيا.
في عام 1792 تم تحرير وهران نهائيا من قبل باي معسكر محمد بن عثمان الكبير، بمساعدة جيش الطلبة. ومن سنة 1509 إلى 1792 لم يكن هناك سلام نهائي، إذ تعاقبت فترات الهدوء والحروب التي تخللتها تحرشات وهجمات مستمرة من قبل الأتراك والأهالي.
أما استرجاع وهران عام 1708 من قبل الباي بوشلاغم، لم يكن إلا نتاج الحصار المتكرر وسلسلة من الهجمات كانت جميعها كارثية على الإسبان. نذكر بعض منها بصفة وجيزة:
سنة 1556: توفي الباشا صلاح رايس إثر إصابته بمرض الطاعون وهو في طريقه إلى وهران ليقود حملة كبيرة..
سنة 1558: قاد حسان باشا حملة وصلت إلى مستغانم، حيث توفي حاكم وهران، الكونت ألكوديت (le comte Alcaudète).
بتاريخ 4 مايو 1563، اقترب حسان باشا من مرسى الكبير حيث استولى على حصن سان ميقال. (Le fort San Miguel)
سنة 1580: هاجم سافر باشا المدينة.
سنة 1657: محاولة فاشلة من إبراهيم خوجة.
سنة 1679: كان قائد الجيوش الأعلى تريك Trick يقوم بمناورات عسكرية قبالة وهران.
وفي سنة 1703 : قام حسيني كوجين بمحاولة ضد وهران. ما بين سنة 1705 و1707 حاول كل من بوشلاغم وبخداش بالاستيلاء على وهران.
مكنت فترة الهدوء التي دامت 24 سنة، من بروز فكرة تجسدت سنوات من بعد بميلاد منظمة جديدة سميت "جيش الطلبة"، بمعنى وكما تبين من الاسم، جيش مشكل من "طلبة" يقوده علماء مفكرون رفعوا السلاح بصفة تلقائية ضد المحتل الإسباني.
في بداية القرن (حوالي 1701) تم إنشاء بايلك الغرب بمازونة أولا وعقب ذلك بمعسكر، لذا ترك الباي مصطفى بوشلاغم مازونة للإقامة بمعسكر، وبالضبط في مدينة "الكرط" أو معسكر القديمة. كما أصبح مصطفى بوشلاغم أول باي لمعسكر.
فور وصوله إلى الكرط، أنشأ بوشلاغم ثكنة، وأحاط نفسه بمجلس من العلماء، لعلمه بمدى تأثيرهم على السكان...في الحقيقة، كان يتجهز لتحرير وهران، لكن الجيش النظامي للباي كان غير كاف، لذا ناد الباي وعلماء معسكر إلى الجهاد كرد على الاحتلال الاسباني الذي لم يكن يخفي نيته في شن حملة صليبية بالجزائر من أجل تنصيرها.
وتم الاحتلال الإسباني باسم ملوك الكاثوليك وباسم الصليب وبدأ التنصير مباشرة. حيث اعتاد الإسبانيون سريعا على تنصير الأطفال حديثي السن الذين تم أسرهم في الغزوات وتربيتهم على الديانة المسيحية.
وبقي وقع التوغلات الاسبانية في منتصف القرن 16 راسخة بالذاكرة : حيث تم مهاجمة ناحية معسكر (وادي تاغية، نسمط، البنيان)، تلمسان ومستغانم. استشهد خلالها أحد الأعيان المسمى العروسي بسهل غريس بمعسكر (حيث قطعت رأسه وحملت إلى وهران).
بمعسكر تم نهب وسلب الكرط سنة 1542، وهدم مكتبة عرش المشارف التي كان لها وقعا أليما على الجميع. كانت المقاومة الشعبية حتمية وكانت نتائجها مثمرة.
عندما أمر بخداش، باشا الجزائر العاصمة، الباي مصطفى بوشلاغم بتحرير وهران، غادر هذا الأخير مدينة الكرط برفقة عديد من "الطلبة" (تلاميذ المدارس القرآنية والزوايا) وعلى رأسهم شيوخ الإسلام والجهاد، الذين تطوعوا وخرجوا إما منفردين أو جماعة، مسلحين جميعهم بنفس الحافز : الدفاع عن معتقدهم وطرد المحتل.
تمثلت مهمة "الطلبة" و"العلماء" في تشكيل مراكز متقدمة بغرض الحيلولة دون توغل الإسبان داخل الأراضي.
حسب بعض المؤرخين، فإن مصدر القرار الذي اتخذه داي الجزائر العاصمة محمد بخداش مطلع 1702 لطرد النصارى، كان نتيجة تأثير طالب علم من الجزائر العاصمة يدعى "ابن أكوجيل".
معارك "جيش الطلبة"
بمساعدة أتراك الجزائر العاصمة، قام الباي بوشلاغم والطلبة المرافقين له بإعداد العدة لحصار مدينة وهران الذي دام خمسة أشهر. فقد رافق الداي بنفسه الجيوش أمام مكان الحصار وخاطب جيشه. ثم استعاد وهران على عدة مراحل:
كان أولها الهجوم على حصن "برج العيون (Fort des Fontaines) ،ردد فيها الجنود عند الهجوم صرخة "الله أكبر"، واستسلمت الثكنة في اليوم الموالي. بعد ذلك كان الهجوم على حصن "سانتا كروز" ( Fort Santa Cruz) سقطت الثكنة بعد غارة واحدة. حينها تم سجن 106 رجال و06 نساء (23 جمادى الثاني). في اليوم الموالي تمت مهاجمة حصن "سان قريقوار(Fort Saint Gregoire) حيث كادت أن تدمر الثكنة عن بكرة أبيها. بعد ثلاثة أيام سقط حصن لامون (Fort la Moune ) تم القضاء على الثكنة بحد السيف.
وبعد رفع راية الإسلام فوق المناطق الرئيسية، تم الهجوم الأخير على مدينة وهران. وبالرغم من الدفاع المستميت للاسبان، تم الاستيلاء على مدينة وهران بسرعة، حيث توالت موجات المهاجمين الأتراك والأهالي دون توقف. كانت الشوارع مليئة بجثث الموتى. وفي الأخير استسلمت القصبة التي كانت قد استعدت حديثا للمقاومة.
كما سقط أيضا "شاطونوف (Château Neuf) وتم تحويل 165 فردا كانوا بالثكنة إلى رقيق. كما تم القضاء على 3000 شخص بمدينة مرسى الكبير. و جلا الإسبان المكان لدخول المنتصر إلى وهران في 20 جانفي 1708، في حين هرب النقيب شارل كارافا (Charles Carafa) إلى إسبانيا.
جعل بوشلاغم من وهران عاصمته حيث مكث فيها إلى غاية 1732. وكانت المناسبة لميلاد نواة جيش الطلبة المستقبلي.في بلد حافل بتاريخ مضطرب، واجه موجات مستمرة من المستعمرين، كان تحرك هؤلاء"الطلبة" و"العلماء" حاسما. إذ تعاقب العمل العسكري والفكري، حيث لم ينقطع تلقين أجيال المستقبل ثقافة المقاومة ضد المحتل.
وسنذكر من بين هؤلاء العلماء أشهرهم، والذي ذاع صيته ليس على مستوى الجزائر وبسهل الراشدية فحسب، بل تعدى إلى خارج الحدود بالمغرب العربي، وهو العلامة الشيخ المفكر أبو المكارم، الشيخ عبد القادر بن عبد الله المشرفي الحسني الإدريسي، والمعروف بالشيخ عبد القادر المشرفي.
كان الشيخ عبد القادر المشرفي من بين ألمع علماء العصر بالمغرب العربي وأكبر مجاهد، حيث كان يعتبره الاسبان من أخطر المناوئين لهم. وتبرز حياة هذا العالم المجاهد إقدام والتزام "الطلبة" و"العلماء" في مقاومة المحتل.بحيث تظهر مسيرة مثالية:
شيخ "جماعة العلماء" بمنطقة الراشدية. إمام الوطن "الراشدي" أي سهل غريس، أدار معهدا بالكرط (معسكر القديمة) حيث كان يعطي دروسا في الفقه يتحصل المتلقي في نهايتها على شهادات. وتمدرس على يده علماء عدة من بينهم العالم الشيخ بوراس المؤرخ المغاربي ومصطفى بن المختار جد الأمير عبد القادر من الأب، الذي طلب منه افتتاح وإدارة زاويته بالقيطنة. والباي محمد بن عثمان الكبير محرر وهران سنة 1792. بالنسبة له لم يكن هناك حد فاصل بين العلم والسيف:
شارك بجوار الباي بوشلاغم في جميع المعارك ضد المحتل الإسباني، حيث نجده في معارك 1732 عندما استعاد الإسبان مدينة وهران. حسب الشيخ بوراس أحد تلامذته، تميز الشيخ المشرفي بشغفه وحماسه للمقاومة.
وكانت سنة 1732 سنة شاقة ومنهكة لما شهدته من معارك مختلفة بوهران. ونذكر على سبيل المثال بعضها:
تم استرجاع مدينة وهران ومرسى الكبير لحساب ملك إسبانيا فيليب الخامس (Philippe V) ، في 10 جويلية 1732، من قبل الحملة التي قادها الكونت مونتيمار (Le Comte Montémar)وعند رحيل هذا الأخير من وهران إلى إسبانيا، خلفه مركيز سانتا كروز (Le marquis de Santa Cruz) حيث عين قائدا أعلى وحاكما على المنطقة التي كانت تحميها حامية قوية.
سقوط وهران ومرسى الكبير بيد المحتل الإسباني، لم يثن الأتراك والأهالي عن التمسك بخيار السلاح، بحيث لم تنقطع الهجمات والمعارك، وكان جيش الأهالي يتحرش بالثكنات دون انقطاع، إذ كانت الهجمات تنتهي بتلاقي الجنود وتشابكهم بشكل عنيف، مما كبد المهاجم خسائر كبيرة منعته بالأخص من التوغل أكثر داخل البلاد.
و بعدما تمكن التعب والضجر من ماركيز سانتاكروز (Le marquis de Santa Cruz) جراء هذه التحرشات، نظم بتاريخ 21 نوفمبر 1732 "حملة " تتكون من مائة من الجنود والعديد من الضباط، لكنه أخطأ الحساب، إذ أنه وبعد أن كبد الجيوش المشكلة من الأهالي خسائر في البداية، اصطدم في الأخير بجيشها القوي.
باعتراف من فاليخو Vallejo نفسه، تفاجأ الإسبان :حيث قام العديد من المشاة و10500 خيال بالترصد بالعدو بوادي الضيق حيث نصبوا له الكمائن.
انتهى يوم 21 نوفمبر 1732 بهزيمة للجيش الإسباني لم يسبق لها مثيل، إذ قتل ماركيز سانتاكروز (Le marquis de Santa Cruz) (لم يعثر على جثته)، وقضى العشرات من الضباط الإسبان وأسر آخرون، مثل ماركيز دوفال دوكانياس( Marquis de Valdecanas) والعقيد جوزيف بينال (Joseph Pinel).
وأشار المؤرخون إلى وفاة أحد أعيان مدينة غريس، علي بن مسعود المحمودي الحشمي.
كان الأهالي قريبين جدا من النصر، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، إذ أنه وحسب فاليخو Vallejo، حيث كانت استعادة الإسبان لمدينة وهران محض صدفة بعد "وصول حشود "إلتونيا" و "أراقون" بحرا قادمين من إسبانيا".نشير الى تطابق شهادة فاليخوVallejo والمشرفي دليل مصداقية المقاتلين الأعداء، إلى ذلك صرح المقاتلون الأهالي بأن يوم 21 نوفمبر 1732 كان يوم الهيج Haidj.
كما تعرض الإسبان إلى عدة انتكاسات جراء الحصار المفروض من قبل المرابطين "الرباط"، منع العلماء والطلبة، المرابطون في مخيمات محصنة، الاسبان من التوغل داخل الأراضي.بعد وفاة ماركيز سانتاكروز (Le marquis de Santa Cruz) ، عين الماركيز دو فيلا دارياس (Le marquis de Villadarias)كقائد عام للمنطقة، حيث شن يوم 10 مايو 1733 حملة من أجل تحرير المدينة. بعد أن تمكن من إخراج المهاجمين، تفاجأ الإسبان بـ"هجوم مضاد عنيف" من جيوش الأهالي التي استعادت أنفاسها.
سقط خلالها أكثر من 800 إسباني. كانت الهزيمة شنعاء خلع على إثرها ماركيز فيلادارياس (Le marquis de Villadarias)، ليعين بدلا عنه جوزيف فاليخو Joseph Vallejo.
بالنسبة للعلماء، لم تكن المعركة منتهية، حيث أنه بعد السيف استخدم الشيخ المشرفي قلمه لمحاربة المحتل الإسباني.
في إحدى كتاباته : "بهجة الناظر" أصدر فتوى لقت رواجا وقتها (1764) انتقد فيها بشدة ودون مجاملة أو مداهنة القبائل التي كانت تهرول إلى الاعتراف بالسلطة الإسبانية مما كان يعيق نشاط المقاتلين الأهالي. كان لهذه الفتوى صدى وتأثير إيجابي على الأهالي ما أدى إلى رفض مهادنة الإسبان مما أزعج ملك الإسبان وقوض أهداف ومشاريع الكنيسة في الانتشار والتنصير. مما أدى بفاليخو Vallejo القائد الأعلى لمنطقة وهران إلى التنديد بهذه الفتوى على الشعوب "الأهاليية"، إذ انحسر وانكمش التعاون مع الإسبان لصالح "الجهاد" وبدأت مقاومة المحتل.
فقد أثر كتاب "بهجة الناظر" بشكل ملحوظ على الأجيال القادمة.
بعد استنباط دروس الأمس، قام باي معسكر محمد بن عثمان الكبير بإضفاء طابع المؤسسة على تنظيم"العلماء المحاربون" جيش الطلبة، وأدرجها ضمن إطار نظامي أكثر تنظيما.
شارك جيش الطلبة في تحرير وهران سنة 1708 ثم في الدفاع عنها سنة 1732، بشكل فردي أو في جماعات مستقلين عن أية وصاية.
التحرير النهائي لوهران
شرع الباي محمد بن عثمان الكبير في إعادة تنظيم جيش حديث عن طريق إخضاع الطلبة إلى سلطة الباي مع عدم التدخل في شؤونهم الداخلية. بعد التكفل التام بهم، وتموينهم من معتمدية الباي، تم جمعهم في مفرزات "رباط" في شكل معسكرات مخصصة لمنع غزوات الإسبان. ووكل إليهم التدريس دون غيرهم، (حيث حظر على الشعب الذهاب إلى مدارس أخرى).
أنشىء "جيش طلبة" بصفة رسمية بقرار سياسي وعسكري متزامنان اتفق عليه الجميع. وبهذا شهد العلماء المحاربون، بعد تأطيرهم من قبل السلطة الإدارية، تأثيرهم ينمو ومهمتهم تتحدد أكثر فأكثر. وعين الباي محمد بن عثمان الكبير سنة 1791، محمد بلجيلالي على رأس رباط "إيفري" بالقرب من وهران.
وكان نوابه:
1- الشيخ الشهيد الطاهر بن حوة، قاضي معسكر.
2- محمد المصطفى بن عبد الله بن زرفة سكرتير الباي.
3- أحمد بن محمد بن علي بن سحنون الراشدي، سكرتير الباي.
4- محمد بن علي أبو طالب المازوني، عالم مازونة الذي قدم إلى معسكر رفقة 200 طالب والذي وجه فيما بعد إلى وهران لدى محمد بلجيلالي مسؤول رباط "إيفري".
وشاركوا جميعهم في الهجوم الشامل على وهران سنة 1791، حيث سقط القاضي بن حوة شهيدا على أبواب وهران.
وزادت كتاباتهم في بطولاتهم العسكرية، إذ كلف محمد بن زرفة من قبل الباي بتأليف كتاب من أجل سرد وتدوين كل الأحداث المرتبطة بتحرير وهران.
وكان عنوان الكتاب "الرحلة القمرية في المسيرة المحمدية". كما ترك بن سحنون مؤلفا حول تحرير وهران عنوانه :"الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني".
واعتبارا من سنة 1790 شدد داي الجزائر على فكرة استرجاع وهران، وأمر باي معسكر محمد بن عثمان بالهجوم مجددا على المدينة. ومن أجل مباغتة العدو، بدأ بالهجوم على سانتاكروز "Santa Cruz" والقصبة القديمة. وبعد أن باغتته الأمطار في الطريق رجع باي معسكر إلى عاصمته، ليعود في الصيف، لتشهد طيلة الربيع حصارا وتراشقا بالمدفعية.
خلال سنة 1791 تعرض الإسبان إلى هجمات عنيفة من قبل الأتراك والأهالي وقع الهجوم الأعنف في 23 جويلية 1791.
كادت الثكنة الاسبانية أن تسقط بأيدي الأتراك والأهالي لولا قدوم تعزيزات فوج والون الكبير (Des gardes Wallones)المدربين على يد الفارس طورسي (Chevalier de Torcy) الذي خسر 266 رجلا. في 17 سبتمبر 1791 واجه تورسي Torcy هجمة أكثر عنفا.
في 18 سبتمبر 1791 على الساعة الخامسة مساء، أرسل الباي مجددا ثلاثة صفوف هجومية. "في تراص وتماسك قوي" اندفع المهاجمون، ليسقطوا وينهضوا تارة أخرى للقتال القريب رجل لرجل.
كادت فرقة بني زروال للظهرة أن تباد بكاملها (وقد سمي الحصن باسمها).رجع الباي إلى معسكره الشتوي بمعسكر. وهناك تلقى خبر استسلام الملك شارل الرابع (Charles IV). فقد فهم الاسبان أنهم لن يستطيعوا الاحتفاظ بوهران.
وتلقى الباي بن عثمان الكبير الأوامر من العاصمة المتعلقة بالاستسلام (وطلب استسلام كلي). ووقعت معاهدة من أجل تحديد شروط هذا الاستسلام.
وأمر الملك المستسلم بتسليم مفتاح وهران المصنوع من الذهب الخالص للباي بن عثمان محمد الكبير، الذي قام بدوره بتسليمه لداي الجزائر آنذاك علي أبو الحسن، ومن ثمة تم نقل مفتاح مدينة وهران الى الباب العالي بإسطنبول إلى السلطان سليم بن مصطفى خان، هذا الأخير كافأ داي الجزائر بأعلى نيشان.
أما فيما يخص مصير المسلمين الموالين للإسبان، فقد استمع إلى رأي العلماء الذين أشاروا عليه بالعفو.
قلد الداي حسان الباي بن عثمان الكبير وسام الريشة، حيث كان هذا التقليد يمنح لمن يهزم الكفار فقط. وعين محمد بن عثمان الكبير باي وهران، وتم ترفيع ابنه عصمان إلى درجة خليفة الغرب، وعين ابنه الثاني محمد قائدا على فليتا، وكان يوم النصر عظيما عظمة استرجاع المدينة.
فبالفعل كانت وهران مطمع كل القوى التي فهمت الأهمية الإستراتيجية لموقعها.
سيدعوهم التاريخ أيضا للتوثيق النهائي للحلف بين الرمح والقرآنودخل الباي محمد بن عثمان الكبير وهران منتصرا يوم 28 فبراير 1792 على رأس حشد كبير من القوات العسكرية العثمانية وجيوش الطلبة بتعداد يقارب 15000 انطلقوا من معسكر ليزدادوا عددا بمدينة سيق. وكان الطلبة في صدر المسيرة حاملين المصاحف الشريفة.
واستمر أحفادهم في ما شرعوا فيه أمثال:
الطاهر المشرفي ابن عبد القادر المشرفي الذي كان إمام الراشدية وقاضي وهران والذي درس بمسجد الباي بوهران، وآخرون أمثال:
محمد بن عبد الله سقاط المشرفي الذي درس بدوره بمسجد الباي والذي كان من المبادرين والموقعين الخمسة على مبايعة الأمير عبد القادر.
أحمد توهامي، مفتي وهران ومدرس بمسجد باي وهران.
وهكذا بات نفس جيش الطلبة على مرور الأجيال مثار فخر، حيث كان حاضرا في جميع التظاهرات المرتبطة بالقومية الجزائرية.
ننحني جميعا أمام ذكرى هؤلاء شهدائنا الشجعان.
وبتنظيمها لملتقى حول تحرير وهران، لا يسع وهران أن تجد فرصة أفضل للتعبير عن تقديرها وتبجيلها لمن سقطوا من أجل الذود عنها.
ملاحظة : نشر بموقعنا بإذن من صاحبه الشيخ الجيلالي الزاوي المشرفي وهذا يوم 30 يناير 2018 بمنزله حفظه الله وشفاه.

الشيخ محمد بن عمر الهواري

الشيخ محمد بن عمر الهواري
المغراوي من خلال روضة النسرين:
للدكتور عبد القادر بوباية


نسبه ونشأته: هو محمد بن عمر بن عثمان سبع بن عياشة بن سيد الناس بن خير الغياري المغراوي المعروف بالهواري ، ويقول المؤلف إنه وجد نسبه بخط وارث مقامه المختص بأسراره وعلومه سيدي إبراهيم التازي ، وكانت نشأته نشأة حسنة، وأوصافه في صغره أوصافا مستحسنة، ما لعب قط مع الصبيان، ولا شغله اللهو الذي كان يشتغل به أترابه من الولدان .شيوخه: كان والد الشيخ الهواري من حملة القرآن، ومن أكابر قومه وأفاضلهم، معروفا بالكرم والإيثار، وعلو الهمة في أمور الدنيا والآخرة .كان شيخه علي بن عيسى من أهل المعرفة والحذق بقراءة القرآن، وعندما أخذ في تأديبه وتعليمه رأى عليه أثر الغفلة والفتور في أحواله؛ فشدّد عليه الزجر، وأمره بتعلم الحذق والفطنة، وربما ضربه على ذلك؛ وعندما بصر به والده قال له: يا فقيه لا تضربه ودعه على حاله؛ فإني أودعته لخالقه .

























رحلاته العلمية: بعد حفظه للقرآن الكريم وهو دون العشر من السنين، خرج محمد بن عمر الهواري من وطنه حيث رحل إلى كلميتو التي دخلها، ووجد بها شيخًا من أولياء الله في غار أو خلوة؛ فدعا له أن يكون من أهل الطريق .بعدما نال الشيخ الهواري من هذا الشيخ بغيته، خرج من وطنه مهاجرًا مقبلا على طلب العلم والعبادة؛ فطاف في البلاد شرقا وغربا، وتجول في الصحاري الخالية البعيدة عن العمران ، ولا يذكر المؤلف ما هي البلاد التي زارها أو الشيوخ الذين تتلمذ عليهم.


رحيل الشيخ الهواري إلى بجاية: كان مبدأ قراءة سيدي محمد بمدينة بجاية التي دخلها بعد صومه بسنة؛ فقرأ بها على أعلامها الجلة، ومنهم الإمامين الشيخ عبد الرحمن الوغليسي والشيخ أحمد بن إدريس ، وكلام الشيخ الهواري في منظوماته مليء بالثناء على أهل بجاية، وذكر محاسنهم في الإيثار والصدقات، واشتمالهم على الغرباء، وحبهم للفقراء، وقد صرّح بلقاء جماعة من العلماء الذين أجازوه في جميع العلوم، قال المؤلف: "فأقام بها مدة أعوام مواصلا الجدّ والاجتهاد في قراءة العلوم المنقول منها والمفهوم، واستظهر هناك حفظ كثير من الكتب قلّ أن يحفظها غيره" ، ولا يفصل المؤلف في هذه النقطة أيضا حيث لا يذكر من هم العلماء الذين تتلمذ عليهم، ولا المؤلفات التي نقلها عنهم، وأجازوه فيها.سفر الشيخ الهواري إلى فاس: درس محمد بن عمر الهواري المدونة البراذعية، وبلغ فيها إلى كتاب الصيد، ثم سافر من بجاية مغربا...فوصل إلى مدينة فاس؛ فدخلها فقيرًا لا يملك شيئا...بنية صادقة في طلب العلم ولقاء مشايخ الوقت...فأخذ بها عن الإمام الحافظ الشيخ موسى العبدوسي ، وعن زعيم الفقهاء والمتكلمين الشيخ أحمد القبّاب ؛ فأقام بمدينة فاس للقراءة عليهما جملة أعوام، معروفا عند أهلها بالعلم والديانة، وكان مشايخ الوقت يعظمونه ويخاطبونه على صغر سنه بالسيادة .وفيها أكمل حفظ المدونة، وهو حينئذ ابن خمس وعشرين، وذلك سنة 776هـ/ 1374-1375م، ولم يكتف الشيخ محمد بن عمر الهواري بالدراسة وطلب العلم فقط، بل كان طلبة فاس يقرأون عليه القرآن وكتب العربية والفقه، وفي هذه السنة نظم كتابه المسمى بـ"السهو في أحكام الطهارة والصلاة"، وسمّاها في بعض كلامه بالمؤانس .رحلته إلى المشرق: بعد رحيله من مدينة فاس، انتقل محمد بن عمر الهواري إلى "الحجاز لأداء فريضة الحج، ولقاء من هنالك من أكابر العلماء الأعلام...فدخل مصر"، ولم يذكر المؤلف دراسته بها عن العرّاف وغيره ، ثم أقام مجاورًا بالحرمين مكة والمدينة عدة أعوام، وكان سكناه في مكة المشرفة برباط الفتح، ثم سافر إلى بيت المقدس ، ولم يذكر المؤلف سفره إلى الشام وتجواله فيه، ومكوثه بدمشق بالجامع الأموي زمنا يدرس العلم ويعلمه لطلبة الشام. رجوعه لمدينة وهران واستقراره بها: بعد رجوعه من البلاد المشرقية نزل بمدينة وهران، وجلس لنشر العلم وبثه، والدعاء إلى الله تعالى؛ فانتفع الخلق على يديه، وظهرت عليهم بركته، وكانت مجالسه مجالس رحمة، وخواص أصحابه كلهم أولياء .منهجه في التدريس والوعظ: قال المؤلف: حدثني جماعة من الثقات أن سيدي محمد كان إذا جلس في مجلسه يتكلم على الخواطر، وينحشر الناس إليه فيكاشفهم بأحوالهم، ويطلعهم على خفي أسرارهم...وكانت القلوب تنفعل كثيرًا لكلامه، وترق لموعظته، وتتأثر لتذكيره .وكان إذا حضر مجلسه الأغنياء وأرباب الدنيا دعاهم إلى الله بطريق الخوف، وذكرهم بآيات الرجاء وحسن الظنّ بالله، وإذا حضره أهل الصحّة والعافية من التجار ذكرهم بطريق الشكر، وحظهم على إخراج الزكاة، وأنها مطهرة للمال، ثم يندبهم لترك المعاملة مع من غلب عليه الحرام، ويبصرهم بفائدة طلب الحلال .وكان مع ذلك لا يخلو مجلسه من مفاوضة علمية ومحاضرة أدبية ومذاكرة صوفية، قال المؤلف: حدثني جماعة من الأصحاب أنه كان ربما يعرض لطلبة العلم من أهل وهران وتلمسان وغيرهم من سائر البلدان كثير من المسائل العويصة؛ فيستفتون فيها شيوخ الوقت فلا يجدون عندهم شفاء غليلهم؛ فيقصدون مجلس الشيخ سيدي محمد، ويحضرون في جملة من حضر من الناس، وقد أضمروا تلك المسائل العويصة على اختلاف أفانينها؛ فإذا أخذ الشيخ على عادته في الكلام خرج إلى تلك المسائل، وأسرع الجواب عنها، وأوضح مشكلها مُعرَّفة في قالب الوعظ؛ فيقضي منه العجب، ويبهت الحاضرون لسرعة جوابه، وحشده من الأقوال على أكمل ترتيب، ويستغربون لطافة تخلصه من المسائل إلى ما هو بسبيله من الوعظ .زهـده في لباسه وطعامه وعلمه: كان بانيا على ترك الدنيا، والانقطاع إلى الدار الآخرة...وكان زاهدًا في مطعمه وملبسه...وصرّح في كثير من كلامه أنه ما شبع قط،...وكان أكثر أكله الخبز...وأما اللباس فذكر في كثير من منظوماته أنه ما كان عليه في تجوله سوى سترة وكساء من صوف ، وفي بعض منظوماته أنه دخل مصر بثوب خلق من صوف مقتديا في ذلك بمن تقدمه من زهاد الصوفية .وكان زاهدا حتى في الكتب العلمية...فكان لا يفتقر في مجالسه العلمية تواليفه في الفقه والمناسك والآداب إلى مطالعة كتاب ولا مراجعة شيء بجميع العلوم، وتحصيله منها المنقول والمفهوم، وما كان يطالع في ذلك سوى مجرد فكره السليم ونظره المسدد القويم .وكان طعام الشيخ محمد في المفاوز والخلوات الحشيش والنبات، ويقول هذا العيش هو أطيب الطيبات؛ فإذا ورد الحاضرة وبلاد العمران، وكّل أمر غذائه إلى من يثق به من معارفه أهل الولاية والعرفان .علمه ومؤلفاته: وكان الشيخ محمد بن عمر الهواري محبًّا في العلم وأهله من لدن صباه إلى أن توفاه الله، يتأنس به في وحشته، ويجعله كالصديق في غربته، وتواليفه كلها مشحونة بفضل العلم والحضّ على تعليمه، والثناء على العلماء العاملين ، وكان ملازما لقيام الليل، ذكره في كثير من كلامه، ونصّ عليه في التنبيه، وقال في تبصرة المسائل: أهل الرقاد مثل الربيع اليابس .وكان الشيخ محمد من العلماء الزاهدين، والفقهاء المتصوفين الفقراء الشاكرين؛ فكان إماما في جميع العلوم الشرعية، مقدما في الطريقة القرآنية، أشار في منظومته إلى أنه كان يحفظ الشاطبية والألفية وكثيرًا من الكراريس المشتملة على علوم القرآن رسما وأداء ونحوًا ولغة، وذكر في كثير من كلامه معرفته بكتاب ابن عطية في التفسير، وقيامه على التفسير الكبير للإمام فخر الدين ابن الخطيب، وأما الفقه فكان مشهورًا بحفظه، معروفا بالقيام على غوامضه، مقبولا قوله في فتاويه، متبحرًا في مذهب مالك، يحفظ منه ما لم يحفظه أحد من فقهاء عصره، عارفا بالخلافيات، ذكر معرفته بعلم الخلاف في كتابه التبيان، وذكر في كثير من كلامه أنه كان يحفظ رسالة ابن أبي زيد، وشرحها للقاضي عبد الوهاب، ومن محفوظاته أيضا المدونة المسماة بالتهذيب للبراذعي، وكان إكماله لحفظها سنة 776هـ، وكان يحفظ كتاب التلقين للقاضي عبد الوهاب وكتاب جامع الأمهات لابن الحاجب، ذاكرًا شرح ابن عبد السلام، قائما على فوائده .وكان مع هذه الدرجة العظيمة التي حصلت له في سائر العلوم مداوما على طلب العلم، مُكثرًا من تعليمه وتعلمه، مُعرضًا عن النظر إلى علمه أو عمله، ومنظوماته مفصحة بذلك، وأنه كان يحتقر علمه، ولا يرضى بعلمه .وكان من أئمة علم التوحيد سالكا فيه الطريق السديد، وكان من محفوظاته في هذا الفن كتاب الإرشاد في علوم الاعتقاد تأليف إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني، إمام الشافعية في وقته، وكتابه الإرشاد هو مدونة علم التوحيد، وكان الشيخ من أهل المعرفة التامة بهذا الكتاب، وكان إذا قرئ شيء منه ينطلق لسانه فيه بما لم يسبق إليه، وبما لو سمعه مؤلفه لقال له: أنت العالم بمعاني هذا الكتاب المُحكِمُ لأصول بيانه على وجه الحق والصواب .ذكر ابن صعد أبرز مؤلفات الشيخ محمد بن عمر الهواري حيث قال إنه نظم في سنة 776هـ(1374-1375م) كتابه المسمى بـ"السهو في أحكام الطهارة والصلاة"، وسمّاه في بعض كلامه بالمؤانس ، وقال في نظمه المسمى بـ"الكافية" ، ومن مؤلفاته أيضا كتاب "التنبيه"، وكتاب "تبصرة المسائل"، وكتاب "التبيان".أخلاقه وسلوكه: كان الشيخ محمد مجبولا على الكرم والإيثار، معروفا بسخاوة النفس، محبًّا في الجود، وأما السِّماط فكان لا يفارقه، قال في التبيان: ولا بدّ [من] السِّماط للجالس ومن يمشي، وذكر في منظوماته أنه كان إذا تمّ له نظم تأليف أو أمر ديني جعل لذلك سماط من الطعام، إما باللحم أو الفاكهة، ويسمي ذلك الباروك .كان الشيخ متمسكا بصفة الفقر، متحققا بفضله، مُؤثرًا له على الغنى؛ فقد كانت الصدقات والنذور ترد عليه من جميع البلاد، ويهوي بها إليه المسافرون من جميع الأقطار البعيدة؛ فيصرف ذلك لوقته، ولا يخص نفسه بشيء منه، قال ابن صعد: حدثني جماعة من الثقات أنه قال: قلّ أن يرد على وهران جفن فيه جماعة من المسلمين إلا وفيه عدة أوصلة لسيدي محمد...فكان يتصدق بكل ما يرد عليه، وينفقه على الفقراء إيثارا لصفة الفقر .كان يحب الشرفاء الكرام ويعظمهم، ويذكر حقوقهم، قال المؤلف: حدثني جماعة من أهل الخير أنه كان معظما لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، يعترف لهم بالعبودية، وإذا قدم عليه أحد من الشرفاء قام له من مجلسه، ووقف كالخديم بين يديه، وأكرم نزله، وأبان للحاضرين فضله؛ فإذا انصرف عنه زوده بما يجده في الوقت من دراهم أو ثياب، قال سيدي محمد في بعض منظوماته: والشرف من فاطمة لا من علي؛ فإطلاق الشرف على غير أولاد الحسن والحسين إنما هو بحسب التبع .ويختم المؤلف هذا الكلام بالحديث عن مقام الشيخ؛ فيقول: لقد طالعت كثيرًا من مقامات الأولياء الأكابر، وتعرفت أحوالهم، ووازنتهم بمقام سيدي محمد وما أكرمه الله به؛ فوجدته جامعًا لذلك كله بل يزيد عليهم .وفاته: قال المؤلف: كانت المصيبة بوفاته على ما قرأته بخط سيدي إبراهيم صبيحة يوم السبت الثاني من شهر ربيع الثاني من سنة 843هـ(12/09/1439م)؛ فكانت مدة عمره على ما فهمته من كلامه في منظوماته اثنين وتسعين سنة . خاتمة: هذه بإيجاز المحطات البارزة في حياة الشيخ محمد بن عمر الهواري التي تعرّض لها ابن صعد التلمساني في كتابه، والتي سلطت الضوء من خلال مؤلفاته، أو من خلال تلميذه الشيخ إبراهيم التازي على كثير من جوانب حياته.لقد تطرق المؤلف إلى أبرز الجوانب المتعلقة بشخصية الشيخ محمد بن عمر الهواري، وأمدنا بكثير من المعلومات التي تزيل كثير من الفجوات المتعلقة بشخصية الرجل، والتي أغفلت ذكرها المصادر الأخرى التي تعرضت لحياته، ومع ذلك فإن المؤلف قد أغفل معلومات أخرى مثل رحلته إلى دمشق، وجلوسه في المسجد الأموي للتعلم وللتدريس.يعدّ الشيخ محمد بن عمر الهواري علما بارزًا من أعلام مدينة وهران بصفة خاصة، والجزائر بصفة عامة، وكان مصباحًا وهّاجًا أنار سماء مدينة وهران طيلة مقامه بها، ونوّر أذهان وقلوب أبنائها بما أسداه لهم من مختلف العلوم التي حصل عليها وأتقنها، وبما أسداه لهم من نصح ووعظ وجّه من خلاله سلوكهم في الحياة بغية الإسهام في تكوين جيل يكون خير خلف لخير سلف.

ملاحظة : هذا المخطوط وهو السهو والتنبيه موجود في مؤسسة الملك عبد العزيز الدار البيضاء.


معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...