lundi 25 septembre 2017

التعريف بمدينة بوهران

التعريف بوهران
اعلم أنَّ وهران) بفتح الواو كما لابن خلكان في كتابه (وفيات الأعيان وأنباء أبناء
الزمان), والحافظِ أبي راس في كتبه (عجائب الأخبار) و(عجائب الأسفار) و(الخبر
المغرب) و(روضة السلوان) وغيرهم لا بكسرها وغلط من كسرها, وهي مدينة من
مدن المغرب الأوسط بساحل البحر الرُّ ومي, عظيمة ذات مساحة وفخامةٍ جسيمة,
وبساتين وأشجار, ومياه عذبة وأطيار, وحبوب عديدة, وفواكه وخضر جديدة,
وبروجٍ مشيدة, وقصور معددَّ ة, من طبقتين فأعلى ببناء التّحكيم وأرحية ماء ونار
وريح وطحونات وسور فخيم, وفنادق وحمامات وشوارع ورياضات, ومدافع
وأبراج, ومنافذ وسبل فجاج, وأتكية وغنى لكل محتاج, متبحرة في العمران, وسارت
بأخبارها الرُّ كبان, معدودة من أمصار المغرب التي عن نفسها تدافع ولا تدافعَ, ومن
أحسن معاقله التي تطاع ولا تنازع, مقصودة للعلماء والتّجارُ وسائر أرباب البضائع,
لها صيت بالمشرق والمغرب وسائر الآفاق, وقد ذكرها صاحب الدُّ رر المكنونة المازونية
في نوازل الطَّلاق, وجاءت لها الملوك من أقاصي الأقطار, وتزاحمت عليها لنيل قضاء
الأوطار, ورحل لسكناها الأخيار والأشرار, والعبيد والأحرار, والمسلمون والكفَّار,
فكانت مفتخمة على غيرها بمخزنها السَّادات الأسود, أهل العناية والشَّجاعة والعطاء
الممدود, ومقصودة للعفاة والوجود, والعساكر والجيوش والحشود, مؤسَّسة في أسفل
(جبل هيدور)( 1) الأشمِّ , الذي اختطَّ الإسبانيون بقنته بالبناء المحكم, (برج مرجاجو)
الشامخ العتيد, وقطب رحا حربها الشديد, صعب المسلك, بعيد المدرك, ضيِّق
الفجاج, المشرف على المدينة والمرسى والأبراج, غصَّ منه الجو في الصعود. وكاد
يلمس بيده الأفلاك بالعقود, ذهب بالسماء بفروعه وكلاكله, وملأ الجو بقرونه
وهياكله, نظم النجوم في مفرقه, واستوى كالملك في جلسته وترقِّ يه ومرتفقه, وتلفع
بمروط السَّحاب, فضرب ببينه وبين الناس بحجاب, رعدُ ه صوت المدافع, وبرقه
شعلتها التي ليس لها دافع, كأنَّ الرِّ ياح أوت إلى جوِّ ه بإذنه, وأصغى لها ملاقيا إلى حيِّز
السَّماء بأُ ذنه, وأطل على البحر بشماريخه, وجعله يحاكي معاني تواريخه, واستدبر البر
بظهره, وأناخ سائر الجبال بمنيعه وحجره, حتى صارت جبال (قيزة) و(بني ماخوخ),
تبايعه وله تنوخ, وتسمى باسم الرجل الذي كان به من غير مناكث, وهل هو الرجل
الزَّ نَّاتي أو الاسبنيولي أو الحمياني أصحُّ ها الثَّالث, وطالما ارتفع للسَّماء جبل كهر,
فاحتفظ له وبعلوِّ ه أقر, تراه وأنت أسفله كأنه في الجوِّ قلامة, في قنة غمامة, أو بازا
وعقاب على ظهر سحاب, وقد قال في وصفِه بعض الفُصحاء في ملحونه:
سلُوا عليه مرجاجو كان اهْنايا وامْ راقب البحر وأبراج اْتْلمسان
شيخ الجبال عالي يا فطانا كل الجبال خرَّ ت له سجدان
ولما دخلها ابن خميس أحد العلماء الكبار والفقهاء السَّادات الأخيار في آخر القرن
الرَّ ابع وقعت منه كلَّ موقع بعد ما دخل (الجزائر) في الخبر الشَّائع, وكانت الجزائر إذ
ذاك قريبة عهد بالبناء والتَّ مدين, فقال: أعجبني بالمغرب مدينتان بثغرين (وهران) خزرٍ
و(جزائر) بلكين (بلقين بن زيري بن مناد) مؤسِّس مدينة (الجزائر.
منقول
من كتاب دليل الجيران وانيس السهران في اخبار مدينة وهران
تاليف الشيخ العلامة محمد بن يوسف الزياني

Aucun commentaire:

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...