وهران في أدب الرحالة
( من ) قراءة في كتاب : ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا
للرحالة الألماني :هاينريش فون مالتسان
ترجمة أبو العيد دودو
حسن بربورة – ماستر تاريخ حديث و معاصر
جامعة زيان عاشور - الجلفة 2010
الرحلة من أرزيو إلى وهران
يتكلم مالتسان في هذا الفصل عن مدينة أرزيو القديمة الرومانية و هي مدينة ( أرزيناريا ) أو ( أرسينا ) و عن آثارها من العصر الروماني و الفينيقي قبله، كما يصف النقوش الفينيقية بالمنطقة و التي يقول أنها موجودة بمتحف الجزائر ( تلك الفترة ).
ثم ينتقل بنا للحديث عن أرزيو الحالية ( القرن 19 ) و عن استقرار الفرنسيين بها سنة 1846 فينقل لنا ص 18: ( لم يستقر الفرنسيون في أرزيو إلا سنة 1846، و يبلغ عدد سكانها اليوم ألف أوربي نصفهم من الاسبان.. )، كما يصف فيها بعض الأبنية الأوربية ( كفندق الوصاية ).
يتكلم مالتسان في هذا الفصل عن مدينة أرزيو القديمة الرومانية و هي مدينة ( أرزيناريا ) أو ( أرسينا ) و عن آثارها من العصر الروماني و الفينيقي قبله، كما يصف النقوش الفينيقية بالمنطقة و التي يقول أنها موجودة بمتحف الجزائر ( تلك الفترة ).
ثم ينتقل بنا للحديث عن أرزيو الحالية ( القرن 19 ) و عن استقرار الفرنسيين بها سنة 1846 فينقل لنا ص 18: ( لم يستقر الفرنسيون في أرزيو إلا سنة 1846، و يبلغ عدد سكانها اليوم ألف أوربي نصفهم من الاسبان.. )، كما يصف فيها بعض الأبنية الأوربية ( كفندق الوصاية ).
و قد زار مالتسان في طريقه من أرزيو لوهران الكثير من القرى كسانت ليوني (بوفاطيس) و وصف حالة البؤس التي يعيشها سكانها، و قرية سان كلو ( قديل ) و يشير هنا إلى نقطة مهمة و هي أن عملية استغلال الأراضي و تعميرها قد نجحت في منطقة وهران أكثر من غيرها و السبب كما يراه يعود إلى وجود جاليات أخرى غير الفرنسيين كالأندلسيين و السويسريين و الألزاسيين و حتى الروسيين، ثم يمر على قرى أخرى كقرية كليبر ( سيدي بن يبقى )، و قرية أركول ( بير الجير ) و هي مستعمرة أخرى أنشئت سنة 1848 هي و قرية فلوروس ( حسيان الطوال ).ليصل في الأخير إلى جبل السبع أو ( جبل القديس أوغستين ) فيقول ص 24: ( بعدئذ يطالعنا منظر البحر الذي تحتل فيه وهران ثاني مدينة في الجزائر نقطة متميزة.. هذه المدينة التي فتحها خيمينيس قديما ).
مدينة وهران :
يقول مالتسان أن وهران و بالنظر لمبانيها يمكن أن تكون في أوربا، فليس هناك في الجزائر مدينة فقدت طابعها العربي مثلما فقدته وهران، و هذا بسبب أنها بقيت بأيدي الاسبان حتى نهاية القرن الماضي ( أي القرن 18 )، و بذلك فهي لم تبقى تحت حكم داي أكثر من ثلاثين سنة.
يقول مالتسان أن وهران و بالنظر لمبانيها يمكن أن تكون في أوربا، فليس هناك في الجزائر مدينة فقدت طابعها العربي مثلما فقدته وهران، و هذا بسبب أنها بقيت بأيدي الاسبان حتى نهاية القرن الماضي ( أي القرن 18 )، و بذلك فهي لم تبقى تحت حكم داي أكثر من ثلاثين سنة.
و موقع وهران كما يصفه المؤلف غير منتظم، حيث تتكون من مدن صغيرة متعددة تفصل بينها هوة عميقة إلى حد ما يسيل عبرها واد الرهى، و من ثم يواصل مالتسان وصف مدينة وهران و بناياتها و شوارعها و حتى أشجارها فيقول ص 33 مثلا ( و لا شك أن المدينة الاسبانية القديمة التي أعيد بناؤها اليوم من أجمل أقسام المدينة، ففيها بناية البحرية و المستشفى العسكري و الكنيسة الرئيسية، و هي اسبانية في الأصل، أما القسم الفرنسي الأعلى من المدينة فيحتوي على الثكنة و بعض البنايات العامة، و يحتوي كذلك على أحسن الفنادق و المقاهي )، و يتعجب مالتسان فيقول ص 34 ( و قد يكون من الصعب أن يصدق المرء أن وهران رغم أهميتها لا يسكنها إلا 21000 نسمة منهم 4700 من الفرنسيين و حوالي 8000 من الاسبان و 1000 من ذوي الجنسيات الأوربية المختلفة و 7000 من الأهالي أغلبهم من اليهود الذين يتمتعون بالثراء و الغرور.
ليعود بنا مالتسان بعد ذلك قليلا للوراء و يكلمنا عن اسم وهران القديم أو visa colonia كما يسميها المؤرخ بطليموس، أما بير بروجير فيعتقد أن وهران مدينة عربية.
و يتحدث مالتسان أيضا عن مرحلة مهمة في تاريخ هذه المدينة ألا و هي فترة الاحتلال الاسباني أين قام الكاردينال المتعصب خيمينيس بضم وهران عام 1509 إلى التاج القشتالي بعد أن فُتِح المرسى الكبير بأمر منه سنة 1505، كما انتقد مالتسان كذلك أعمال الأسبان و فظائعهم في وهران، و سخر من الكاردينال خيمينيس فقال عنه ( ص 29 ) : ( و حضر أكبر فقهاء المسيحيين، و هذا هو الاسم الذي أطلقه العرب على خيمينيس، و بعد أن استولى على القلعة و المدينة، لم يعرف أي عمل يستدعي سرعة التنفيذ غير اتخاذ تدابير تدل على عنصريته و تعصبه، فقد حول الجامعين الرئيسيين إلى كنيستين، و أنشأ ديرين لتنصير المسلمين، و نصب مفتشا لمتابعة الزنادقة، و لم يتورع الأسبان المتدينون، هؤلاء المسيحيون الطيبون.. عن نهب المدينة و ذبح الآلاف من حضرها )، و يقول مالتسان أن وهران قد عرفت في الفترة الأولى للاحتلال الاسباني ازدهارا لم تطل مدته فينقل لنا في نفس الصفحة السابقة 29 (.. فالكتب التاريخية تحدثنا أن كبار اسبانيا و جنوب ايطاليا كانوا يلتقون في وهران شتاء، فكانت حياة البذخ و الترف و اللهو تسيطر على المدينة، و من هنا أطلق عليها الاسبان اسم القصر الصغير ).
و يتحدث مالتسان أيضا عن مرحلة مهمة في تاريخ هذه المدينة ألا و هي فترة الاحتلال الاسباني أين قام الكاردينال المتعصب خيمينيس بضم وهران عام 1509 إلى التاج القشتالي بعد أن فُتِح المرسى الكبير بأمر منه سنة 1505، كما انتقد مالتسان كذلك أعمال الأسبان و فظائعهم في وهران، و سخر من الكاردينال خيمينيس فقال عنه ( ص 29 ) : ( و حضر أكبر فقهاء المسيحيين، و هذا هو الاسم الذي أطلقه العرب على خيمينيس، و بعد أن استولى على القلعة و المدينة، لم يعرف أي عمل يستدعي سرعة التنفيذ غير اتخاذ تدابير تدل على عنصريته و تعصبه، فقد حول الجامعين الرئيسيين إلى كنيستين، و أنشأ ديرين لتنصير المسلمين، و نصب مفتشا لمتابعة الزنادقة، و لم يتورع الأسبان المتدينون، هؤلاء المسيحيون الطيبون.. عن نهب المدينة و ذبح الآلاف من حضرها )، و يقول مالتسان أن وهران قد عرفت في الفترة الأولى للاحتلال الاسباني ازدهارا لم تطل مدته فينقل لنا في نفس الصفحة السابقة 29 (.. فالكتب التاريخية تحدثنا أن كبار اسبانيا و جنوب ايطاليا كانوا يلتقون في وهران شتاء، فكانت حياة البذخ و الترف و اللهو تسيطر على المدينة، و من هنا أطلق عليها الاسبان اسم القصر الصغير ).
بعدها يضيف مالتسان أن قوة أتراك الجزائر المتزايدة أنهت الاحتلال الاسباني لوهران.
و يشيد المؤلف بمعاملة الحضر الحسنة للأسباني الوحيد الذي بقي في وهران بعد استعادتها من الأسبان، و عاش فيها إلى أن احتلها الفرنسيون بعد ذلك بسنوات عديدة، و لا شك أن كلاما من هذا النوع لا يمكن أن نقرأه في أي نص من النصوص الفرنسية.
و يشيد المؤلف بمعاملة الحضر الحسنة للأسباني الوحيد الذي بقي في وهران بعد استعادتها من الأسبان، و عاش فيها إلى أن احتلها الفرنسيون بعد ذلك بسنوات عديدة، و لا شك أن كلاما من هذا النوع لا يمكن أن نقرأه في أي نص من النصوص الفرنسية.
و خلال كل ما سبق يقدم لنا مالتسان كثيرا من القصص التي حدثت له في وهران و التي تعتبر من تجاربه الشخصية منها حادثة سرقته في إحدى حمامات المدينة و التي يتهم فيها جنديا فرنسيا و كان يعرف رقم كتيبته، فكتب أوصافة و اشتكاه إلى ضابطه في الكتيبة العسكرية الذي أكد له أن سيستعيد نقوده و ساعاته و أقفاله المذهبة، فيقول مالتسان و لكني انتظرت حتى الآن عبثا، و سوف أنتظر أيضا مدى الحياة دون جدوى !
(إنتهى)
------------------------------------
من هو هاينريش فون مالتسان
هاينريش فون مالتسان Heinrich Von Maltzan (عاش 6 سبتمبر 1826 - 23 فبراير 1874) عالم آثار و رحالة ألماني أهتم بحياة الشعوب الشرقية و خاصة العربية زار المغرب و الجزائر و تونس كما زار مكة متنكرا في زي حاج وكتب تقريرا في 750 صفحة عن رحلته تلك.
(إنتهى)
------------------------------------
من هو هاينريش فون مالتسان
هاينريش فون مالتسان Heinrich Von Maltzan (عاش 6 سبتمبر 1826 - 23 فبراير 1874) عالم آثار و رحالة ألماني أهتم بحياة الشعوب الشرقية و خاصة العربية زار المغرب و الجزائر و تونس كما زار مكة متنكرا في زي حاج وكتب تقريرا في 750 صفحة عن رحلته تلك.
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire