mercredi 6 juin 2018

مولاي الحسن البغدادي

مولاي الحسن البغدادي

1886-1980/1303-1400

بقلم الأستاذ المختار بن عامر التلمساني
من كتاب مسيرة الحركة الإصلاحية بتلمسان/1907-1931-1956 : آثار و مواقف



نسبه : ولد مولاي الحسن البغدادي سنة 1886 بتلمسان، ابن عبد العزيز، وندرومي بدرة، من عائلة شريفة قادرية، نسبة للطريقة القادرية.

نشاته : عرف منذ صغره ماذا يجري في الجزائر من تمسيح للشعب ومحو لشخصيته العربية الإسلامية، شأنه في ذلك شأن كل المثقّفين الجزائريين المخلصين الذين كانوا يرون الاستعمار سرطانا يجب استئصاله من جذوره، ولا يكون ذلك إلا بالدعوة إلى المحافظة على ثوابت هذه الأمّة من دين ولغة وثقافة مهما كانت التضحيات وطال الوقت لذلك. من أجل هذا دخل في الإصلاح مبكّرا، وبدأ يعمل في إطار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

التقاؤه  بالأمير عبد الكريم الخطّابي: وبوصية من الأمير عبد المالك (عمّ الأمير خالد)، التقى مولاي الحسن البغدادي بالأمير عبد الكريم الخطّابي عندما جاء إلى تلمسان –وقد كان يزورها مرارا-للبحث عن مساندة، فتكونت لجنة خاصة لهذا الغرض متكونة من الشيخ محمد مرزوق، والمختار سُليمان، وعبد المجيد أغا بوعياد، ومصطفى علال. وكانت مهمّتها التقاط أخبار الجيش الفرنسي، وتمويل الأمير عبد الكريم الخطّابي بالمال. وما فتئ الشيخ مولاي الحسن البغدادي يحتك بالناس ويحرّضهم على تعميم الحرب في المغرب لأن العدو هو فرنسا.
وظيفته الأولى : عمل الشيخ مولاي الحسن البغدادي كاتبا عند أخي الأمير عبد الكريم الخطّابي، وشارك في المعركة ضد الأسبان ثم فرنسا لمدة زمنية. وبعد نهاية الحرب قبض عليه سنة 1926، وبقي في مخيّم السجناء بوجدة بالمغرب الأقصى. ثم فرّ منه، ودخل تلمسان وعاش في سرية عند الأصدقاء، لكن مصالح المخابرات استطاعت التعرّف عليه وتركته بأعينها في مراقبة مستمرّة.
وظيفته الثانية : لقد كان الشيخ مولاي الحسن البغدادي معلّما للقرآن الكريم في مدينة تلمسان. فقد تقدّم عدة مرات بطلب الترخيص من أجل إنشاء مدرسة قرآنية، وكان طلبه يرفض دائما من الإدارة الفرنسية التي لم تغفر له يوما مشاركته في الحرب ضدّها ومساندته للأمير عبد الكريم الخطّابي.
مساهمته العلمية والثقافية : كثّف الشيخ مولاي الحسن البغدادي نشاطه الديني والسياسي، حيث كان يقدّم دروسا في النوادي ثم بدريبة زرار وبدار الحديث. كان مراقبا من الشرطة ونائب الوالي، لكنّه لم يأبه بهم.   
علاقته بالحركة الإصلاحية : عندما جاء الشيخ ابن باديس إلى تلمسان سنة 1932 وجد مولاي الحسن البغدادي ساعده الأيمن، فتقدّم مع أصدقائه بطلب إقامة محاضرة بالمسجد الكبير، لكن الإدارة الفرنسية رفضتها.

محاضراته : وفي يوم 17 جويلية 1932 أقامت الجمعية السنوسية الخيرية -وقد كان  الشيخ مولاي الحسن البغدادي عضوا فيها- برفقة طلبة جمعية أحباب الكتاب محاضرة بالمسجد الكبير بتلمسان، وكان الهدف منها هو إحباط مخطّط الحكومة الفرنسية الذي يهدف إلى تنصير الشعب الجزائري، ومسخ شخصيته العربية الإسلامية والوطنية، وكان ذلك تزامنا مع الاحتفال المئوي لاحتلال الجزائر[1].
مساهته في ميدان النشر : كان الشيخ مولاي الحسن البغدادي يسيّر مطبعة في محل قريب من محل الشيخ محمد مرزوق في الوكالة الشرعية في سنة 1933، ثم انتقل إلى العاصمة، وكانت له هناك مجلّة يكتبها بنفسه اسمها "لسان الدين" كان يحاول أن يظهر فيها حقيقة ما يجري في الجزائر.
قال الشيخ خالد مرزوق : لقد كان للشيخ مولاي الحسن البغدادي ابن وحيد اسمه جمال الدين، وكان في سنّي[2]، وكنّا أصدقاء ندرس في دار الحديث. كان يدرس في قسم واحد مع ابن عمّي الأمين مرزوق عند الأستاذ عبد الوهاب بن منصور، وكان مثقّفا في اللغة العربية وخطّاطا، ويعتبر من الأوائل الذين قاموا بمبادرة كتابة أسماء المحلات على الواجهة باللغة العربية، وقد رأيته يكتب يوما "مقهى الهلال" على واجهة محل تابع للسيد محمد دالي-علي والمختار مرزوق[3]. وقد سافر سنة 1950 إلى القاهرة وعمره عشرون سنة.
دوره الجهادي في إحياء معالم نلمسان : جاهد الشيخ مولاي الحسن البغدادي كثيرا من أجل بناء دار الحديث، وعند افتتاحها سنة 1937 ثُبّت أُستاذا فيها للغة العربية. وكان يقدّم مع الشيخ محمد مرزوق دروسا بدون أجر، وعند اندلاع ثورة التحرير المباركة سُجن لمدّة خمس سنوات.
قدومه إلى وهران : لقد كان الشيخ مولاي الحسن البغدادي يحلم أن يكون إماما في مسجد كبير، وتحقّق حلمه بعد الاستقلال مباشرة حيث أصبح إماما وخطيبا لمسجد الباشا بوهران، مسجد الترك بشارع فليب - قرب ساحة الأمير عبد القادر، في مكان الإمام الفقيه العلامة الشيخ محمد بوكرسي، وقد أقيم حفل كبير بحضور ممثّل عن وزارة الشؤون الدينية في إحدى الجمعات الأولى بعد الاستقلال، وقد التقاه خالد مرزوق بعد الخطبة وسلّم عليه وهنأه وفرح الشيخ بذلك أشدّ الفرح.
انتقاله الي الجزائر العاصمة :       قضى في وهران مدّة زمنية قصيرة، ثم ذهب إلى العاصمة وعمل موظّفا في وزارة الشؤون الدينية. ومات في أواخر سنوات السبعينيات. وخلال هذه الفترة التقاه خالد مرزوق للمرة الأخيرة في شارع حمّو بوتليليس  بوهران، وتكلّما عن سنوات التضحية، وعن الكثير من الإصلاحيين من أمثال الشيخ محمد مرزوق الذين بذلوا النفس والنفيس من أجل حياة أفضل لهذا الوطن الذي أحبّوه كثيرا.

وفاته : توفي في حدود سنة 1980، وقد سمي عليه أحد مساجد العاصمة



1 commentaire:

Unknown a dit…

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أو بني صاحب المقال الاإمام الشيخ مولاي الحسن البغدادي امام مسجد الرحمة العتيق رحمه الله كانت وفاته في سنة 1984لا أذكر
الشهر و اليوم لكن وفاته على التحقيق كانت في هذا
العام

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...