jeudi 15 mars 2018

القاضي أبو عبد الله محمد بن باهي الوهراني





القاضي أبو عبد الله
محمد بن باهي الوهراني
Le Juge abou abdellah mohammed ben bahi
 el wahrani

1256- بعد1331/1841-بعد1913

ضبط النّص : بليل حسني وهواري حاج.

أما حضرة القاضي فهو علامة قطره ووحيد عصره المتضلع من العلوم الشرعية بما وقف به على الأصول والفروع بتحقيق وتدقيق في كل مقام ألا وهو الفاضل الأمجد الكوكب الأسعد الراقي لأعلى المراقي حتى صارت به العلياء تباهي الشيخ القاضي أبو عبد الله سيدي محمد بن باهي وهو من خاصة المقدمين في الطريقة التجانية وقد حدثني أنه كان أولا على الطريقة الدرقاوية حتى دعته الحضرة التجانية بسائق العناية إليها فتلقاها بما لها من شروط وما بها من الأسرار منوط وقد تعاطى خطة القضاء وقد تعاطى خطة القضاء مرارا فكان في صور وتيارت وهو الآن القاضي بمستغانم وكنت مشتاقا إلى الاجتماع به ورؤيته قبل الوصول إلى هذه البلدة وقلت فيه ليلة مبيتنا عنده:
لكــــــل بـــــــلاد مفخــــــر بمكـــــــــــارم                              وأنــت لـدينــا مفخـر المستغـانـــم
فيهـــا أيهـــا القـاضــي الأجــل ومــن لــه                              فضـائـل شـاعـت بين كـل العوالـم
تبـاهـــي بــك العليـــاء فخـــرا وســــؤددا                              وفضـلـك معـروف لـدى كل عالــم
طبعــت علــى خلــق كريــم وســـدت فــي                              زمـانك بين النـاس يا ابن الأكـارم
فأصبحـــت فـــي أوج السعــــادة سيـــــدا                              تضيء بك الظلماء بكشف المظالم
ويا أيها القاضي محمد الرضى ابن باهـي                              الـــذي قـــد نـــال كــل المكـــــارم
لقــد كنــت مشــــــتـاقـا لـرؤيتـــك التـــي                              بهـا نلـك فـي الـدارين كـل الغنـائـم
فـدم فـــي رضـــاء الله ملحــوظ جانـــــب                              محـوطا بحفظ الله مـن كـل ظالــــم
وقد كتبت إليه مرة بعدما قضينا حق زيارته شاكرين له في اعتنائه بنا وكرامته:
لابـن باهـي فــي المجـــــد أعلــى مقـــام                              وهـو فـي رفعـة مدا الدهـر سامـي
فـيـه بـاهــــت المعالـــي وأوضحــــــــت                              بسنــاه مضينــة فــي الظــلامــــــذ
فـهـــو بــــدر فـــي بـهجــــة وبهـــــــاء                             وهـو جــرد ما مثلــه فــي الأنـــــام
أن أقـل قطـــب عصــــره قلــــت حقـــــا                              لـلـــذي نـالـــه بـكــل احتـــــــــرام
قــد تـحلـــى بـكـــل وصــــف جميـــــــل                              وتخــلـــى عــن كــل وصــف وذام
وتـجلــى عــلــى منـصـــــــة عـــــــــــز                              قـد تسـامـت مـن فـوق كـل مقــــام
بـعـدمــا راض نـفســــــه بـتقـــــــــــــاه                              قــد تصــدى لنيــل أقصـى المـــرام
فــحــــوى رتـبــــــة بــــه تتبــاهــــــــى                              فـي المعـالــي علـى قمــر الـــدوام
رتبتــــه نالهـــا بمــا نــال مــن عـلــــــم                             وفضــل حتــى غــدا فــي الأمـــــام
فاستحـــق العـلـــم فـــــوق ســـــــــــواه                              بعلــــوم ومكــــرمــات جســــــــام
إنــه فـــي العلـــوم بحـــر خـضــــــــــــم                              قــد حــلا وردة لـــروا وظـــــــــام
وهــو فــي الســر كـعبــــة حـجهــــــــــا                              الطــلاب مـن بين سائـر الأعــــلام
قـصـــــدوه مــن كــــل فــــج عميـــــــق                              فحبـــاهــم منــاهـــــم بالتمــــــــام
يا ابــن بـاهـــي الـــذي أبـهــــي بـــــــه                              أهــل المبـاهــاة فــي لقــاء الكـرام
أنـــت والله فــي سـويــــداء قـلبـــــــــي                              حاضــر فــي ترحـلـي ومقـامــــــي
لســـت أنســــى سويعـــة لـــي بهــا قـد                              جــاد وهــي بقــربــك المتسـامـــي
نلت فيها الوداد منك وما أحلى وداد في الله دون اتهام
فــجـــــزاه الإلــــــه عنــــا بـــدينـــــــــا                               وبــأخـــرى بنبـــل كـــل مــــــــرام
ســائــــلا مـنـــه أن يكــــون لــه فـــــي                               كــل حـال نـعـــم المجـيــر المحامي1
فـيــــرى مـــا يســـــره فـــي حـيـــــــاة                                ثـم يلقــى الســرور يــوم القيـــــام
ســائـــلا مـنـــه أن يـطيـــل بـقــــــــــاه                                ســالمــا غــانمــا بحســن الختـــام
وقد بتنا عنده ليلة مبيتنا في هذه البلدة فكانت ليلة زاهرة باهرة في نعمة باطنة وظاهرة، وانبسطنا معه في خلوتنا أي انبساط في ذلك البساط، وأظهر لنا من أسراره الخصوصية ما تحققنا به من أن له الوراثة الحقيقية في مقامات اليقين والخصيصة الكبرى في طريقتنا التجانية المحمدية، ولهذا السيد الفاضل همة عالية لا ترضى بسفاسف الأمور فقد رأيته مهتما بما ينفعه في العاجل والآجل وكان لسان حاله قائل:
وقــائـلــــة لــم عــرتـــك الـهمـــــــــوم                                  وأمـــرك ممتثــــل فــــي الأمـــــــم
فـقلــــت ذرينــــي علـــى حـــالتــــــــي                                  فـــإن الهمــــوم بقــــدر الهمـــــــم
قد خلع معنا العذار في خلوته ولله ما أبهى مباسطه رفيع القدر لمن يحضر بحضرته وبعد طلوع النهار خرجت مع سيدنا الحبيب من محله بقصد التفسح بهذه البلدة فرأيناها بلدة متسعة الطرق وأشجارها صاعدة للأفق وهكذا غالب زقاق هذه البلدة ثم قصدنا المسجد الكبير فوجدناه مغلق الباب وبقربه المستراح مفتوح وعن يمين الداخل إليه ورقة لازقة بجداره مكتوبة بالخط العربي والعجمي بما محصله يجب على من دخل هنا أن يغلق بعد فراغه من حاجته محل الماء وإلا فيلام على ذلك، ويمنع من الدخول مرة أخرى ثم مررنا على الطريق التي بها الوادي المعروف عندهم بوادي عين الصفراء يأتي من الصحراء يشق هذه البلدة عليه قنطرة حديد عالية مع اتساعه وانخفاض مسيله إلا أن قليل الماء في هذا الابان وقبالته البرج المعروف ببرج المحال يسمى بذلك لكون المنحلة هي التي بنته وفي طريقنا هذه تلاقينا مع حضرة القاضي المذكور قاصدا محكمته وهي بقرب المسجد المذكور، فرجعنا معه إليها فوجدناها مشتملة على ثلاثة بيوت أحدها معد للنساء به فرجة تقابل محل جلوس القاضي زمنه تخاطبه المرأة وخصمها من خارج، وعن يساره بيت العدول معد لاستراحتهم، وقبالة الباب بيت لاستراحة القاضي وبه جلسنا معه سويعة زمانية، أما محل المحكمة فقد اشتمل على خمس مواضع مهيأة للجلوس وسطها للقاضي وعن يمينه وشماله باشا عدل وثلاثة عدول وفي هذه المحكمة قلت:
ومــحــكـمــــة ابــن بـاهـــي تبــاهــــي                                  وليـس لهـا في البها من مضاهــي
ولـــم لا وقـــد حـلهــــا حــاكـمـــــــــــا                                  بـحـــق يـؤيــد حـكـــم الإلــــــــــــه
لــه رتبـــة فــي العـلـــى ارتـفـعـــــــت                                  ومــا فـضلــه فــي العــلا متناهـــي
رعـــــاه الإلـــه وبـيـــن الـــــــــــورى                                  وقــاه بحـفـــظ جميــع الــدواهــــي
وقد رأيته يجنح للخمول ولا يحب التظاهر بما هو غير معتاد من الأمور حتى لا يقع للعامة وغيرهم تشويش في الاعتقاد، يزن الناس بكلامهم وجميع أحوالهم إذا تكلم أفصح عن خبايا الضمائر بما له من الفراسة النورانية، وإذا سكت يجول بفكره في الغوص عن الحقائق العرفانية، غير أنه لا يخوض مع الخائضين فيما يفهم سامعه منه غير المراد من الحقائق التوحيدية من أسرار الألوهية والحقيقة المحمدية زاد الله في معناه آمين.
المرجع : الرحلة الحبيبية الوهرانية للقاضي أحمد سكيرج رحمه الله.


1 commentaire:

Unknown a dit…

السلام عليكم ورحمة الله اريد من حضرتكم موافاتنا بمعلومات إضافية عن العلامة بن باهي تاريخه نسبه... و شكرا لكم

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...