mardi 16 janvier 2018

ابراج وطبانات مدينة وهران

ابراج وطبانات مدينة وهران

اذا كانت اقدم تحصينات مدينة وهران يرجع الى العهد المريني ابو الحسن علي بن عثمان يعقوب الذي انشا البرج الاحمر وبرج المرسى سنة 748ھ/1347م فان باقي التحصينات الاخرى تعود الى العهد الاسباني والعثمانية و بالاخص الى الاسبان الذين عملوا منذ الوهلة الاولى من احتلال المدينة سنة 915ھ /1509م على ترميم اسوار المدينة وانشاء نقاط دفاعية جديدة جلبت حجارته من محاجر القديس اندري( saint andré ).
ومن ضمن الاعمال التي انجزت خلال القرن السادس عشر تلك التي قام بها المركيز (E GOMAREZ )مابين عام 924 ھ/1518م -942ھ/1535 م حيث بنى برج المونة او برج اليهودي وبرج لوس مانتوس( LOS SANTOS) والاعمال التي قام بها خلفه الكونت الكوديت (COMTE D’ALCAUDETE) الذي أنشأ برج سان تيريز (SAINT THERESE ) وبرج بوبنيقة(SAINT CARLOS).
وفي سنة 1100ھ/1588 م أنشأ دون بيير دوباديا (DON PIERRE DE PADIA) برج حسن بن زهوة (SAINT GREGOIRE) وبرج مرجاجو(SANTA CRUZ) وغيرها.
لكن كل هذه التحصينات لم تضعف من هزيمة الجزائريين الذين إستولوا على المدينة بقيادة الباي بوشلاغم سنة 1119ھ/1708م وعماو بدورهم على إنشاء بنايات جديدة وترميم بعض الدفاعات المتضررة بفعل المعارك. ولسوء الحظ فإن المدينة لم تدم طويلا وسقطت مرة أخرى في يد الإسبان سنة 1145ھ/1732م وأعيد النظر كليا في مخطط دفاعياتها مثلما يوضحه تقرير فاليجو (VALLEJO) الذي حكم المدينة من سنة 1146ھ/1733م-1151ھ/1732م،وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذا المخطط لم يكتمل إلا في عهد المهندس هنتبات (HONTABAT) في نهاية السبعينات.
ونتوقف هنا مع صاحب الثغر الجماني الذي يورد وصفا دقيقا لمدينة وهران وحصونها مع احصاء لأسلحتها ومقارنة قوتها الدفاعية في عهد الباي بوشلاغم والإسبان من بعده حيث يقول"ومن جملة حصون البلد قصبتها القديمة وطباناتها المتلاصقة المؤدي بعضها إلى بعض إلى غير ذلك من الأبنية التي أتقنو بناءها وأحكمو وضعها وآكثرها إنما يعرف بلغة النصارى لبعد العهد بينها وبين المسلمين لاستحداث النصارى دمرهم الله اكثرها بعد استلائهم عليها من يد أبي الشلاغم".
ويذكر لنا أكثر من ثلاثين برجاً بأسلحتها دون التى لا يعرفها اذ يقول:" وهناك بقية مواضع لم احفظ اسماءها.....وأما المواضع التي وضعت لمجرد الرمي بالرصاص فلا يمكن حصرها،وما من موضع من هذه المواضع الا وفيه نفق يؤدي إلى غيره فمن كان فيها وأراد أن يذهب تحت الأرض الى أي موضع منها أو المدينة ذهب".
ويشير من جهة آخرى ترابط دفاع المدينة وقوتها مع ابراز نقاط الضعف في عهد الباي بوشلاغم قائلا:" وبذلك إزدادت هذه المدينة تحصينا على ماكانت عليه في زمن أبي الشلاغم ،فإنما كانت في زمانه صماء إذا حصر البرج منها لم يكن غيره ليغيثه ولا أن يمده بزاد ولا رجال،لكن إذا أخذ الحصار بمخنقه مد يد الإنقياد ولاكذلك الآن.....وقد دارت بها وبأبراجها وأسوارها الخنادق من كل جهة كأنها نطاق ومن دونها فيما بينها وبين الدور السور يمنعها أيضا حتى لا يطيق أحد التوصل إليها أيضا،وهو دائر بها كدوران السوار بالمعصم وأكثر طباناتها فوقها المدافع والمهارس".
غير أن معظم هذه التحصينات تهدم اما بسبب الحروب المتواصلة بين الجزائريين والإسبان أو بسبب الزلزال المدمر الذي وقع سنة 1205ھ/1790م وأتى على قسم كبير من عمران المدينة ،زيادة عن بعض الأبراج التى هدمها الجزائريون بعد استرجاع المدينة من طرف محمد الكبير خوفا من اعادة الكرة من طرف العدو واستغلالها كما وقع في عهد الباي بوشلاغم.
--------------
المدفعية الجزائرية في العهد العثماني
رسالة تخرج دوكتوراه( الحلقة الثالثة) للطالب درياس لخضر،تحت إشراف الدكتور مولاي بلحميسي.
السنة الجامعية 89/90

Aucun commentaire:

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...