أبو الحسن علي بن عبد الرحمان بن محمد بن والي الدزيري ثم الوهراني
1835-1906
1835-1906
أولا : الشخصية
هو العلامة المقدم الجليل الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الرحمان بن محمد بن والي الجزائري وجارا، الوهراني دارا، العباسي نجارا ( طريقة) الشهير بلقب "شويوش" تصغير شاويش( ). ولد في الجزائر العاصمة بتاريخ التاسع محرم سنة 1251 هجرية الموافق ل السادس ماي 1835 كما هو عندنا في سجل التشريفات – مخطوط-
ثانيا: حياته العلمية :
شيوخه وأساتذته:
أخذ الشيخ علي بن عبد الرحمان عن عدة شيوخ، ومن أبرزهــم
1-العلامة أبو الحسن مصطفى بن أحمد المعروف بابن الأمين الحرار، نسبة لخدمة الحرير، كانت وفاته سنة 1273هـ.(2)
وقد أجازه بثبته نظرا لملازمته له ملازمة تامة حتى وفاته.
2-العلامة المتفنن والفقيه المحدث، والكاتب البليغ، والمدرس المحقق القاضي الشيخ حميدة بن محمد العمالي نسبة إلى ناحية مرتفعات جبل عمال قرب الجزائر العاصمة، له ترجمة حافلة في رحلة المشرفي "ذخيرة الأواخر والأوائل " توفي سنة 1290هـ الموافق لــ1873م3
له كناش في إجازته العملية، توجد نسخة منه في زاوية البوعبدلي ببطيوة.
3-ومن شيوخه في العلوم العقلية و النقلية محدث الجزائر، ومسندها وشيخ الجماعة ومفتي المالكية بها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن حفاف الذي تلقى علومه عن أبيه، وعن الشيخ العربي بن حسن فرصادوا، وعلامة القطر الإفريقي الشيخ إبراهيم الرياحي، وأجازه الإمام محمد صالح بن خير الله الرضوي البخاري عندما حل بالجزائر سنة 1261هـ، وهي عندي بخط تلميذه القاضي شعيب التلمساني أجاز هو بدوره محمد بن سليمان الندرومي بتاريخ 20 صفر 1331هـ.
كانت وفات الإمام ابن الحفاف عام 1307هـ.
4- ومن شيوخه في الطريقة المحمدية العارف الذي جرت ينابيع المعارف من صدره ، البحر المتلاطمة أمواج علمه وسره ، الولي الشهير ، والقدوة الكبير ، العارف بالله ، والدال عليه في سره ونجواه أبو المكارم الشيخ محمد العربي بن السائح الشرقي العمري نسبة ، التجاني مشربا ، كان من العلماء العاملين ، والأولياء الكاملين والعارفين الواصلين ، والهادين المهتدين ، والراشدين المرشدين ، وهو أحد خلفاء الشيخ سي أحمد بن محمد بن المختار بن سالم التجاني المتوفى عـام 1230هـ.
5- تلاميذه :
نظرا لتمكن الشيخ من العلوم والمعارف، فقد أخذ عنه صفوة من الأمة منهم :
1- عبد الحليم بن علي بن عبد الرحمن المعروف بابن سماية المولود سنة 1866 م، وأخذ عنه جملة من العلوم والمعارف، وقد أجازه الشيخ علي بن عبد الرحمن نظرا لتحصيل، وخاصة في الصحيح البخاري .
2- الشيخ الحاج بلقاسم ابن الطيب عبد القادر المدعو أبو كابوا، والذي اسمه يتردد على أسماعنا لإرتباطه ببيت الله ويعرف "بجامع بن كابوا" في المدينة الجديدة، أخذ معظم علومه ومعارفه عن الشيخ علي بن عبد الرحمن، وكان يثني عليه ثناء جميلا لنه لم يعرف حقيقة العلم إلا بمجالسته، توفي الشيخ ابن كابوا سنة 1953م وكانت ولادته سنة 1279هـ.
قال الشيخ أبو القاسم ابن كايوا عندما تحدث عن شيوخه:« …فاجتمعنا مع لي الله العلامة السيد علي بن عبد الرحمن أخذت عليه لغة القطب التجاني رضي الله عنه وأخذت جميع ما أخذه عن أشياخه وسمعه عنهم .»
3- الشيخ الجليل الحاج عبد القادر بن مصطفى ابن عودة محمد بن قارة الشريف الحسني من جهة جدته لأبيه، الملود بتاريخ 1862 بمستغانم، وقد أخذ عن الشيخ علي بن عبد الرحمن من العلوم والمعارف خاصة عندما كان يتردد مترجما على مدينة مستغانم لوجود كثير من أصفائه وأحبابه هناك، وقد عين الشيخ بن قارة المستغانمي إماما ومدرسا في الجامع الأعظم بمستغانم بعد وفاة الشيخ محمد بن عمر المدرس الرسمي، وكان سنه 25 سنة رحمه الله رحمة واسعة .
4- ومن علماء المغرب الذين أخذوا عن الشيخ أبو عبد الله محمد سكيرج أخ العلامة القاضي سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج صاحب الرحلة الحبيبية الوهرانية وكان لا يذكر شبخه إلا بالصفات والأخلاق الحميدة .
قال: وأروي الكتب الستة الصحاح عن مجيزنا عالم الديار الوهرانية في وقته، الطائر الصيت، شيخ الفتوى بها أبي زيد عبد الرحمان الجزائري ، الذي أخذت عنه رحمه الله وأفادني سنة 1320 هـ تحقيقات في موضوعات من علوم شتى أصولية وفروعية، ورقاني جزاه الله خيرا عني إلى فهم أذواق واصطلاحات يستعملها سادات الناس الصوفية رضوان الله عليهم.
ثم أجازني إجازة عامة فيما لديه من المعارف والعلوم، المنطوق منها والمفهوم، بعد اختباره لي عدة أسابيع، كنت أتردد عليه يوميا فيها بمحله من المسجد الأعظم بحاضرة وهران من العام السابق 1320 هـ.
وإذ ذاك أجازني بسنده العجيب في الكتب الستة المشار لها البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة كما أجازه به هو شيخاه العارفان سيدي مصطفى الشهير بالحرار وسيدي علي الشهير بالحفاف ، كلاهما من أهل المزارات بالجزائر مسقط رأسيهما، وهما عن الشيخ الصالح سيدي الحاج محمد صالح الرضوي ’ وهو عن العارف بالله الشيخ سيدي عبد الكريم المكي، وهو عن الصحابي الجليل السيد شمهروش الجني عن مؤلفها مباشرة.
ثانيا: حياته العلمية :
شيوخه وأساتذته:
أخذ الشيخ علي بن عبد الرحمان عن عدة شيوخ، ومن أبرزهــم
1-العلامة أبو الحسن مصطفى بن أحمد المعروف بابن الأمين الحرار، نسبة لخدمة الحرير، كانت وفاته سنة 1273هـ.(2)
وقد أجازه بثبته نظرا لملازمته له ملازمة تامة حتى وفاته.
2-العلامة المتفنن والفقيه المحدث، والكاتب البليغ، والمدرس المحقق القاضي الشيخ حميدة بن محمد العمالي نسبة إلى ناحية مرتفعات جبل عمال قرب الجزائر العاصمة، له ترجمة حافلة في رحلة المشرفي "ذخيرة الأواخر والأوائل " توفي سنة 1290هـ الموافق لــ1873م3
له كناش في إجازته العملية، توجد نسخة منه في زاوية البوعبدلي ببطيوة.
3-ومن شيوخه في العلوم العقلية و النقلية محدث الجزائر، ومسندها وشيخ الجماعة ومفتي المالكية بها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن حفاف الذي تلقى علومه عن أبيه، وعن الشيخ العربي بن حسن فرصادوا، وعلامة القطر الإفريقي الشيخ إبراهيم الرياحي، وأجازه الإمام محمد صالح بن خير الله الرضوي البخاري عندما حل بالجزائر سنة 1261هـ، وهي عندي بخط تلميذه القاضي شعيب التلمساني أجاز هو بدوره محمد بن سليمان الندرومي بتاريخ 20 صفر 1331هـ.
كانت وفات الإمام ابن الحفاف عام 1307هـ.
4- ومن شيوخه في الطريقة المحمدية العارف الذي جرت ينابيع المعارف من صدره ، البحر المتلاطمة أمواج علمه وسره ، الولي الشهير ، والقدوة الكبير ، العارف بالله ، والدال عليه في سره ونجواه أبو المكارم الشيخ محمد العربي بن السائح الشرقي العمري نسبة ، التجاني مشربا ، كان من العلماء العاملين ، والأولياء الكاملين والعارفين الواصلين ، والهادين المهتدين ، والراشدين المرشدين ، وهو أحد خلفاء الشيخ سي أحمد بن محمد بن المختار بن سالم التجاني المتوفى عـام 1230هـ.
5- تلاميذه :
نظرا لتمكن الشيخ من العلوم والمعارف، فقد أخذ عنه صفوة من الأمة منهم :
1- عبد الحليم بن علي بن عبد الرحمن المعروف بابن سماية المولود سنة 1866 م، وأخذ عنه جملة من العلوم والمعارف، وقد أجازه الشيخ علي بن عبد الرحمن نظرا لتحصيل، وخاصة في الصحيح البخاري .
2- الشيخ الحاج بلقاسم ابن الطيب عبد القادر المدعو أبو كابوا، والذي اسمه يتردد على أسماعنا لإرتباطه ببيت الله ويعرف "بجامع بن كابوا" في المدينة الجديدة، أخذ معظم علومه ومعارفه عن الشيخ علي بن عبد الرحمن، وكان يثني عليه ثناء جميلا لنه لم يعرف حقيقة العلم إلا بمجالسته، توفي الشيخ ابن كابوا سنة 1953م وكانت ولادته سنة 1279هـ.
قال الشيخ أبو القاسم ابن كايوا عندما تحدث عن شيوخه:« …فاجتمعنا مع لي الله العلامة السيد علي بن عبد الرحمن أخذت عليه لغة القطب التجاني رضي الله عنه وأخذت جميع ما أخذه عن أشياخه وسمعه عنهم .»
3- الشيخ الجليل الحاج عبد القادر بن مصطفى ابن عودة محمد بن قارة الشريف الحسني من جهة جدته لأبيه، الملود بتاريخ 1862 بمستغانم، وقد أخذ عن الشيخ علي بن عبد الرحمن من العلوم والمعارف خاصة عندما كان يتردد مترجما على مدينة مستغانم لوجود كثير من أصفائه وأحبابه هناك، وقد عين الشيخ بن قارة المستغانمي إماما ومدرسا في الجامع الأعظم بمستغانم بعد وفاة الشيخ محمد بن عمر المدرس الرسمي، وكان سنه 25 سنة رحمه الله رحمة واسعة .
4- ومن علماء المغرب الذين أخذوا عن الشيخ أبو عبد الله محمد سكيرج أخ العلامة القاضي سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج صاحب الرحلة الحبيبية الوهرانية وكان لا يذكر شبخه إلا بالصفات والأخلاق الحميدة .
قال: وأروي الكتب الستة الصحاح عن مجيزنا عالم الديار الوهرانية في وقته، الطائر الصيت، شيخ الفتوى بها أبي زيد عبد الرحمان الجزائري ، الذي أخذت عنه رحمه الله وأفادني سنة 1320 هـ تحقيقات في موضوعات من علوم شتى أصولية وفروعية، ورقاني جزاه الله خيرا عني إلى فهم أذواق واصطلاحات يستعملها سادات الناس الصوفية رضوان الله عليهم.
ثم أجازني إجازة عامة فيما لديه من المعارف والعلوم، المنطوق منها والمفهوم، بعد اختباره لي عدة أسابيع، كنت أتردد عليه يوميا فيها بمحله من المسجد الأعظم بحاضرة وهران من العام السابق 1320 هـ.
وإذ ذاك أجازني بسنده العجيب في الكتب الستة المشار لها البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة كما أجازه به هو شيخاه العارفان سيدي مصطفى الشهير بالحرار وسيدي علي الشهير بالحفاف ، كلاهما من أهل المزارات بالجزائر مسقط رأسيهما، وهما عن الشيخ الصالح سيدي الحاج محمد صالح الرضوي ’ وهو عن العارف بالله الشيخ سيدي عبد الكريم المكي، وهو عن الصحابي الجليل السيد شمهروش الجني عن مؤلفها مباشرة.
5- ومن علماء تونس الفقيه الأديب المسند الرحالة أبو عبد الله محمد الخليفة المدني، أصله من تونس والمعروف بالمسعودي، روى عن الشيخ علي بن عبد الرحمن ثبته، وكان جامعا للكتب والدواوين بالشراء والاستنساخ فحصل على عدة صناديق ضاعت وتفرقت بموته في مكناس المغرب الأقصى غريبا عن وطنه الأصلي سنة 1313 .
6- ومن الآخذين عنه من علماء المغرب العلامة الصوفي الحاج أبو حفص عمر ابن الطالب بن سودة أجازه الشيخ علي إجازة عامة .
7- وممن أخذ عنه الشيخ الفقيه المشارك أبو القاسم محمد الحفناوي صاحب تعريف الخلف برجال السلف المتوفى سنة 1941 م، وقد نوه بمقام الشيخ علي عبد الرحمن في تعريفـه بما نصه:« وهو من أصحاب الفتوحات المكية وجواهر المعاني خضرنا مجلسه مرارا فسمعنا منه ما رق وراق، مما خلت منه الأوراق واشتقاه الأذواق والفضل في ذلك كله للنحب المحبوب سيدي علي بن حداد، متعه الله بطيب الحياة وطولها وقر عينها بولده العزيز» .
8- و من آخذين عنه أيضاالقاضي أبو بكر شعيب بن علي الجليلي، أصله من قرية سبع شيوخ الواقعة قرب الفحول من ناحية تلمسان، أجازه سيدي عبد الرحمن في الطريقة وخاصة صلاة الفاتح، وأشار إلى ذلك القاضي شعيب في إجازته لمحمد النابلسي، ويشير له في إجازاته لتلاميذه بالوهــراني، نظـرا لاستقراره بها .
6- ومن الآخذين عنه من علماء المغرب العلامة الصوفي الحاج أبو حفص عمر ابن الطالب بن سودة أجازه الشيخ علي إجازة عامة .
7- وممن أخذ عنه الشيخ الفقيه المشارك أبو القاسم محمد الحفناوي صاحب تعريف الخلف برجال السلف المتوفى سنة 1941 م، وقد نوه بمقام الشيخ علي عبد الرحمن في تعريفـه بما نصه:« وهو من أصحاب الفتوحات المكية وجواهر المعاني خضرنا مجلسه مرارا فسمعنا منه ما رق وراق، مما خلت منه الأوراق واشتقاه الأذواق والفضل في ذلك كله للنحب المحبوب سيدي علي بن حداد، متعه الله بطيب الحياة وطولها وقر عينها بولده العزيز» .
8- و من آخذين عنه أيضاالقاضي أبو بكر شعيب بن علي الجليلي، أصله من قرية سبع شيوخ الواقعة قرب الفحول من ناحية تلمسان، أجازه سيدي عبد الرحمن في الطريقة وخاصة صلاة الفاتح، وأشار إلى ذلك القاضي شعيب في إجازته لمحمد النابلسي، ويشير له في إجازاته لتلاميذه بالوهــراني، نظـرا لاستقراره بها .
6 ــ كيفية دخـوله للطريقة التجانية : من المقرر والمعلوم عند أهل الطريقة التجانية أن سيدي عبد الرحمن الجزايري هو أول ناشر لهذه الطريقة المحمدية في مدينة وهران ، ومازالت الألسن تثني عليه خيرا إلي يومنا هذا ، وسنده في الطريقة قد بلغ حتى الجنوب الغربي من القطر الجزايري ، وربما وصل حتى المغرب الأقصى وهذا لا وخاصة أن أتباع هذه الطريقة منتشرون بكثرة في هذا البلد العزيز علي قلوبنا ، وسبب دخول الشيخ إلى هذه الطريقة والتمسك بعراها أن الشريف مـولاي عبد السـلام المغربي عندما حل بوهران جاء مبعوثا من قبل سيدي ابن سايح قصـدا لنشر تعاليم الطريقة التجانية، دخل المسجد الباشا للصلاة مصحوبا بكتاب بغية المستفيد في شرح منية المريد للشيخ العربي بن سايح ،ثم ترك الكتاب عند الإمام المفتي الذي ذاعت شهرته ، وخرج بنية قضـاء حاجة له ، وعندما طال غيابه ، سأل سيدي عبد الرحمن عن هذا الطالب المغربي فلم يجده ، فما كان من أمره إلا أن أدخل كتاب البغية إلى مقصورته وطالعه من أوله إلي آخره ، فوجد أن البغية هو شرح لأرجوزة منية المريد من نظم التجاني إسما بن بابا بن أحمد بيبا العلوي الشنقيطي ؛ والتي تتضمن التعريف بالشيخ أبي العباس التجاني وطريقته وأصحابه، وأن بعضهم من العلماء العارفين ، ومن خلال المتن والشرح تعرف علي حقيقة الشيخ التجاني وأحواله ، فتعلقت نفسه بهذه الطريقة ، وبعد مرور 24 ساعة قدم المغربي ، وبعد أن تعرف عليه سيدي عبد الرحمن الجزايري سأله عن كيفية الدخول في هذه الطريقة ، فماكان من الشريف المغربي بعد تيقنه من إصرار الشيخ علي التمسك بهذه الطريقة المحمدية إلا أن يبلغه بأنه مجاز فيها, و في أورادها من قبل الشيخ ابن السايح ، وأنه مطلع علي أسرارها، ملم بكلياتها وجزئياتها ، فأخذها عنه أولا ثم بعد اتصاله بالشيخ ابن سايح أخذها عنه ، وكذلك عن تلميذه الشيخ الميلود الماضوي
ثالثا : رحلته لغير العلم :
1- قدومه إلى مدينة وهران :
نظرا لما اشتهر به من شيوخه وأقرانه من التضلع في علوم الشريعة كالحديث والفقه، والاضطلاع الواسع، وتمسكه بالطريقة المحمدية وخاصة الفتوحات المكية وجوار المعاني، وما عرف به من التبحر في فنون الأدب كالعروض والقوافي والبلاغة وحسن السيرة مع الاستقامة، وعلو الهمة أسند إليه منصب الإفتاء بوهران،وذلك بعد وفاة الفقيه المفتي الحاج احميدة بن قايد عمرسنة 1870 م ، وقد إنتقل إليها مع أسرته ووالدته التي توفيت بمدينة وهران بالروضة.
ولما حل بمدينة وهران ، سمي مفتيا بالجامع الكبير أو مسجد الباشا ، والذي تسمية العامة عندنا بمسجد التـرك ، وقد أسسه الباي محمد بن عثمـان الكبير سنة 1796 بأمر من باشا الجزائر الداي بابا حسن ، تخليدا لفتح وهران الأكبر ، وذلك بجوار القصر الأحمر ، وعلى الرغم من أن هذا المسجد كانت له أوقاف كثيرة كالمتاجر والحمامات التى حوله إلا أن الاستعمار الفرنسي استحوذ عليها كما استحوذ على جــل أوقاف المساجد الأخرى في ربوع الوطــن ، ولهذا نجد أن الأئمة والمفتين كانوا يشتكون من الحالة التي آلت إليها المساجد ، وهذا ما نجده صراحة في مراجع الفرنسيين أنفسهم ، ومن ذلك ما ذكره الرحالة الفرنسي Abbe barges في مؤلفه القيم tlemcen , ancienne capital du royaume de ce non (6) ،ولما استقر المقام بسيدي عبد الرحمن الجزايري ، سعى جاهدا لإرجاع المسجد كما كان عليه في سالف عهده ، فــأتحف جامعها الأعظم جامع الترك غاية الإتحاف ورونقه بالفرش المختلفة الألوان والأنواع ، وأغناه حتى صار لا يسأل الإلحاف وطهره من الأدناس، وسائر المناكب، بعد أن وقع في زوايا الإهمال ونسجت بجميعه العناكب، فعاد بفضل الله مبتسما ضاحكا وأضاء منه ما كان ديجورا حالكا، وعلا بمنارته جهير الصوت بالأذان ونادى بقوله:« هلموا للطاعة والعبادة في الأوقات الخمسة والجمعة والعيدين يا أهل الإيمان فلله درة من ماهر ومربي سني باهر» .
رابعا : الشهادات والإجازات :
أخذ عنه كثيرون منهم الشيخ القاضي شعيب وأجازه وممن أخذوا عن هذا الشيخ أعني بن سماية، فقيه الجزائر ومؤرخها الشيخ عبد الرحمن الجيلالي شفاه الله تعالى وأبقاه لأمته دخرا.
قال الشيخ عبد الرحمن الجيلالي عنه : وإني لمعتز وفخور بما أتحفني بل وشرفني به من تفضله علي بكتابة إجازة بخطة أجازني فيها بما أجازه به والده وجمع من مشائخه في رواية صحيح الإمام البخاري متصلة السند المسلسل بشيوخ العلم والحديث على الطريقة السلفية …إلخ. وفي ذكره لأحد مجيزيه قال : …وألحقته بسند المتصل بالإمام البخاري كما رويته عن شيخ سيدي عبد الحليم بن علي بن سماية وهو عن شيخه العلامة السيد علي بن عبد الرحمن مفتي وهران عن شيخه الشيخ مصطفى الحرار عن شيخه مولانا محمد صالح بن خير الله الرضوي البخاري عن سيدي عمر بن عبد الكريم المكوي قدس سره عن محمد بن سنة الأزهري المعمر الشيخ أحمد بن عجيل اليمني عن مفتي بلد الله الحرام قطب الدين محمد أبي أحمد النهرواني عن أبي الفتوح نور الدين محمد بن عبد الله الطاوسي عن المعمر باب يوسف الهروي عن المعمر محمد بن شاذ بخت الفرغاني عن أحد الأبدال بسمرقند أبي لقمان يحي بن عمار الختلاني عن محمد بن يوسف الفربري عن الإمام أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمهم الله ورضي عنهم ونفعنا بعلومهم وبركاتهم …نقتله من خط الشيخ عبد الرحمن الجيلالي .
وهذا القبيل أيضا إجازة تقديرية من الشيخ ابن كابو إلي السيد عبد العزيز بن السيد البشير مبينا له فيها اتصال ســند ه بالقطب سيدي علي بن عبد الرحمن، ونص إجازة: « بسم الله الرحمن الرحيم ـــــــ اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم ـــــــــــــــــــــــــ قاله وكتبـــه بلقا سم بن الطيب عــرف بابن كابو – عفا الله عنه ـــ.
الحمد لله، وما بكم من نعمة فمن الله، والصلاة والسلام علي رسول الله واله وصحبه وكل من والاه، بفضل الله تعالى أروى جميع ما احتوي عليه د يــــوان قطف الثمــر من صحيح الأسانيد، والأ ثــر من صحيح الحديث، ودواوينه العشرة، ومسانيده، ومعاجمه المعتبرة، وأصــول الدين، وفروعه الفقهية، وما تضمنه من العلوم العقلية والنقلية، أروي ذلك كله بإجازة الأستاذ البركة سيدي علي بن عبد الرحمن الجزايري؛ مفتي حـاضرة وهــران وقته ــ قدس الله روحه وزوده رضــوانه ورحمته كما يروي ذلك كله ــ رحمه الله ــ عن شيخيه الشيخ سيدي الحاج علي بن حفاف الجزايري مفتى بلدة البليدة، وثانيهما الشيخ سيدي مصطفى بن سيدي الحاج أحمد الحــرار ــرضي الله عنهما، و أدام نفعهما وبركتهما ـــ ويرويان كلاهما عن الشيخ سيدي محمد صـالح الرضـاوي البخاري ــ رضي الله عنه ـــ، و هو عن سيدي عـمـار بن عبد الكريم المكي، وعن بقية الأ سـاتذة المنصوص عليهم في ذلك الديوان، أروي ذلك كله منه مشافهة، وفي بعضــه بخـط يده المباركة، وإني أسعفت الفاضل الأجل، الدراكة الأ مثـل السيد عبد العزيز بن السيد البشير قـوقـو مسقط رأسـه كما هو بخط يده، أن يروي عني ذلك كله، وأجزته بعد طلب الخيرة من الله تعالى ورسوله ــ صلى الله عليه و سلم ــ بما أجازني به ذلك الأستـاذ قدس الله روحه، وأناله من جنـــان فسيحه انه ولي ذلك و القادر عليه، واني أبريء إلى الله تعالى من أكون ممن يتولى ذلك المنصب، واسأله العـفـو، والصفـح في الحال و المنقلب.
كتبه عبد ربه وأحقر عبد معترف بذنبه ونحن بحاضرة بيت الله، و الحمد لله أوله وءاخره، وصلى الله على سيدنا محمد و ءاله وصحبه وسلم ءامين 7/12/1356 .
1- قدومه إلى مدينة وهران :
نظرا لما اشتهر به من شيوخه وأقرانه من التضلع في علوم الشريعة كالحديث والفقه، والاضطلاع الواسع، وتمسكه بالطريقة المحمدية وخاصة الفتوحات المكية وجوار المعاني، وما عرف به من التبحر في فنون الأدب كالعروض والقوافي والبلاغة وحسن السيرة مع الاستقامة، وعلو الهمة أسند إليه منصب الإفتاء بوهران،وذلك بعد وفاة الفقيه المفتي الحاج احميدة بن قايد عمرسنة 1870 م ، وقد إنتقل إليها مع أسرته ووالدته التي توفيت بمدينة وهران بالروضة.
ولما حل بمدينة وهران ، سمي مفتيا بالجامع الكبير أو مسجد الباشا ، والذي تسمية العامة عندنا بمسجد التـرك ، وقد أسسه الباي محمد بن عثمـان الكبير سنة 1796 بأمر من باشا الجزائر الداي بابا حسن ، تخليدا لفتح وهران الأكبر ، وذلك بجوار القصر الأحمر ، وعلى الرغم من أن هذا المسجد كانت له أوقاف كثيرة كالمتاجر والحمامات التى حوله إلا أن الاستعمار الفرنسي استحوذ عليها كما استحوذ على جــل أوقاف المساجد الأخرى في ربوع الوطــن ، ولهذا نجد أن الأئمة والمفتين كانوا يشتكون من الحالة التي آلت إليها المساجد ، وهذا ما نجده صراحة في مراجع الفرنسيين أنفسهم ، ومن ذلك ما ذكره الرحالة الفرنسي Abbe barges في مؤلفه القيم tlemcen , ancienne capital du royaume de ce non (6) ،ولما استقر المقام بسيدي عبد الرحمن الجزايري ، سعى جاهدا لإرجاع المسجد كما كان عليه في سالف عهده ، فــأتحف جامعها الأعظم جامع الترك غاية الإتحاف ورونقه بالفرش المختلفة الألوان والأنواع ، وأغناه حتى صار لا يسأل الإلحاف وطهره من الأدناس، وسائر المناكب، بعد أن وقع في زوايا الإهمال ونسجت بجميعه العناكب، فعاد بفضل الله مبتسما ضاحكا وأضاء منه ما كان ديجورا حالكا، وعلا بمنارته جهير الصوت بالأذان ونادى بقوله:« هلموا للطاعة والعبادة في الأوقات الخمسة والجمعة والعيدين يا أهل الإيمان فلله درة من ماهر ومربي سني باهر» .
رابعا : الشهادات والإجازات :
أخذ عنه كثيرون منهم الشيخ القاضي شعيب وأجازه وممن أخذوا عن هذا الشيخ أعني بن سماية، فقيه الجزائر ومؤرخها الشيخ عبد الرحمن الجيلالي شفاه الله تعالى وأبقاه لأمته دخرا.
قال الشيخ عبد الرحمن الجيلالي عنه : وإني لمعتز وفخور بما أتحفني بل وشرفني به من تفضله علي بكتابة إجازة بخطة أجازني فيها بما أجازه به والده وجمع من مشائخه في رواية صحيح الإمام البخاري متصلة السند المسلسل بشيوخ العلم والحديث على الطريقة السلفية …إلخ. وفي ذكره لأحد مجيزيه قال : …وألحقته بسند المتصل بالإمام البخاري كما رويته عن شيخ سيدي عبد الحليم بن علي بن سماية وهو عن شيخه العلامة السيد علي بن عبد الرحمن مفتي وهران عن شيخه الشيخ مصطفى الحرار عن شيخه مولانا محمد صالح بن خير الله الرضوي البخاري عن سيدي عمر بن عبد الكريم المكوي قدس سره عن محمد بن سنة الأزهري المعمر الشيخ أحمد بن عجيل اليمني عن مفتي بلد الله الحرام قطب الدين محمد أبي أحمد النهرواني عن أبي الفتوح نور الدين محمد بن عبد الله الطاوسي عن المعمر باب يوسف الهروي عن المعمر محمد بن شاذ بخت الفرغاني عن أحد الأبدال بسمرقند أبي لقمان يحي بن عمار الختلاني عن محمد بن يوسف الفربري عن الإمام أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمهم الله ورضي عنهم ونفعنا بعلومهم وبركاتهم …نقتله من خط الشيخ عبد الرحمن الجيلالي .
وهذا القبيل أيضا إجازة تقديرية من الشيخ ابن كابو إلي السيد عبد العزيز بن السيد البشير مبينا له فيها اتصال ســند ه بالقطب سيدي علي بن عبد الرحمن، ونص إجازة: « بسم الله الرحمن الرحيم ـــــــ اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم ـــــــــــــــــــــــــ قاله وكتبـــه بلقا سم بن الطيب عــرف بابن كابو – عفا الله عنه ـــ.
الحمد لله، وما بكم من نعمة فمن الله، والصلاة والسلام علي رسول الله واله وصحبه وكل من والاه، بفضل الله تعالى أروى جميع ما احتوي عليه د يــــوان قطف الثمــر من صحيح الأسانيد، والأ ثــر من صحيح الحديث، ودواوينه العشرة، ومسانيده، ومعاجمه المعتبرة، وأصــول الدين، وفروعه الفقهية، وما تضمنه من العلوم العقلية والنقلية، أروي ذلك كله بإجازة الأستاذ البركة سيدي علي بن عبد الرحمن الجزايري؛ مفتي حـاضرة وهــران وقته ــ قدس الله روحه وزوده رضــوانه ورحمته كما يروي ذلك كله ــ رحمه الله ــ عن شيخيه الشيخ سيدي الحاج علي بن حفاف الجزايري مفتى بلدة البليدة، وثانيهما الشيخ سيدي مصطفى بن سيدي الحاج أحمد الحــرار ــرضي الله عنهما، و أدام نفعهما وبركتهما ـــ ويرويان كلاهما عن الشيخ سيدي محمد صـالح الرضـاوي البخاري ــ رضي الله عنه ـــ، و هو عن سيدي عـمـار بن عبد الكريم المكي، وعن بقية الأ سـاتذة المنصوص عليهم في ذلك الديوان، أروي ذلك كله منه مشافهة، وفي بعضــه بخـط يده المباركة، وإني أسعفت الفاضل الأجل، الدراكة الأ مثـل السيد عبد العزيز بن السيد البشير قـوقـو مسقط رأسـه كما هو بخط يده، أن يروي عني ذلك كله، وأجزته بعد طلب الخيرة من الله تعالى ورسوله ــ صلى الله عليه و سلم ــ بما أجازني به ذلك الأستـاذ قدس الله روحه، وأناله من جنـــان فسيحه انه ولي ذلك و القادر عليه، واني أبريء إلى الله تعالى من أكون ممن يتولى ذلك المنصب، واسأله العـفـو، والصفـح في الحال و المنقلب.
كتبه عبد ربه وأحقر عبد معترف بذنبه ونحن بحاضرة بيت الله، و الحمد لله أوله وءاخره، وصلى الله على سيدنا محمد و ءاله وصحبه وسلم ءامين 7/12/1356 .
3- تأثره وتأثيره
أثنى عليه كثير من الشيوخ منهم :
1-الفقيه المـؤرخ الآغا بن عودة المـازري في سعـوده: ومنهم بوقتنا الذي هو عام السابع من القرن الرابع عشر أستاذ الإخوان، و الياقوت البرهان، فائق البراعة وجزيل الفصاحة و البراعة مفتيها وخيبها ذو الإنصاف و الإحسان أبو الحسن السيد علي بن عبد الرحمن …..الخ.ما جاء في كلامه .
2- وقال عنه تلميذه الشيخ سيدي الحاج بلقا سم بن الطيب، المعروف بابن كابو في قصيدته الرائيـة جميلة
أضاءت نجوم السعد إذ ساعد الدهر وسار إلينا من سنــاه هو البـدر
وأثمر غرس ما تمنت قلوبنــــا وضاء به كل إرجائنــا العطــر
فلله مـا غنت بلابـــل انسنــا على روض أفراح مراتعه خضـر
ولله ما زفت إلينـا بشـــائـــر كريح الصبا أذبل أرادينـه القطـر
قد متم فجاء اليمن والعلم والتقـــى ونهـر من الآداب حصبــاؤه در
فزرتم فزار الأنس والصفو والهنــا وثغــر الزمان بالمسـرة يفتــر
لقد أقبلت أنفـاس زهو ربيعــــه إذ أنتم ربيع زانـه النـور والـنّور
فعلمكــم مزن ولطفكــم صبــا وعقلكـم شمــس وآدابكم زهــر
أثنى عليه كثير من الشيوخ منهم :
1-الفقيه المـؤرخ الآغا بن عودة المـازري في سعـوده: ومنهم بوقتنا الذي هو عام السابع من القرن الرابع عشر أستاذ الإخوان، و الياقوت البرهان، فائق البراعة وجزيل الفصاحة و البراعة مفتيها وخيبها ذو الإنصاف و الإحسان أبو الحسن السيد علي بن عبد الرحمن …..الخ.ما جاء في كلامه .
2- وقال عنه تلميذه الشيخ سيدي الحاج بلقا سم بن الطيب، المعروف بابن كابو في قصيدته الرائيـة جميلة
أضاءت نجوم السعد إذ ساعد الدهر وسار إلينا من سنــاه هو البـدر
وأثمر غرس ما تمنت قلوبنــــا وضاء به كل إرجائنــا العطــر
فلله مـا غنت بلابـــل انسنــا على روض أفراح مراتعه خضـر
ولله ما زفت إلينـا بشـــائـــر كريح الصبا أذبل أرادينـه القطـر
قد متم فجاء اليمن والعلم والتقـــى ونهـر من الآداب حصبــاؤه در
فزرتم فزار الأنس والصفو والهنــا وثغــر الزمان بالمسـرة يفتــر
لقد أقبلت أنفـاس زهو ربيعــــه إذ أنتم ربيع زانـه النـور والـنّور
فعلمكــم مزن ولطفكــم صبــا وعقلكـم شمــس وآدابكم زهــر
إلى أن قال :
وحلية هذا العصر والشرف الــذي لأوطاننا عما عداها لنـا فــخــر
فأهلا وسهلا بالسرى ومرحبــــا ولله إذ شرفتنا الحمــد والشكـــر
وأكرم بما قد صـادق البخـت أنـه لدينا الذي في فضله يحمد الذكـــر
أخو العلم والآداب والزهد والثقــى ومن فاح من أخلاقه المسـك والعنبر
ومن هو في أفق الوجــود كغــرة ومن ضمه في العلم صدره والنحـر
تقول له العليـــاء يا عمر ارتفـع فآفاقنـا منكــم كواكبهــا زهـر
8)مؤلفاته :
للشيخ عدة مؤلفات وفد كان الشيخ بلقاسم قائما عليها بعد وفاته ، البعض من هذه المؤلفات يوجد في خزائن تلاميذه او تلاميذ تلاميذه ، ونظرا للخصوصية لم اذكرهم ، ومن هذه المؤلفات .
1-لقـطـة المبـتـدى: وهو كتاب في علم العروض ، ونظرا لقيمته الأدبية اتخذته جامعة القرويين من ضمن الكتب المقررة ، وقد صرح بهذا الفقيه محمد بن أحمد الحرشوي الندرومي ت 1313هـ/ 1896م في مؤلفه تحفة الأكياس في أجوبة عن كيفية التدريس بفاس ، وأدرج – بالضم - هذا المؤلف- بفتح الهمزة- في مؤلف للسيد G.DELPHIN تحت عنوان:
FAS; SON UNIVERSITE ET L'ENSEIGNEMENT SUPERIEUR ، وبحوزتي نسخة جـيدة من هذا الكتاب في قرص مضغوط ، بعناوين ملونة (الأحمر – الأزرق – الأصفر) كانت من أملاك الحاج بلقا سم بن كابو بوهران، ثم آلت لتلميذه الشيخ بخالد بن كابوبسيدى بلعباس ، استهلها الشيخ سيدي علي بن عبد الرحمن بعد البسملة والتصلية بقوله: « ميزان الشعر ــ الشعر لغة هو العلم والفهم ، يقال شعرت بكذا أي تفطنت له ، وعلمته ثم خص الشعر بجنس الموزون من الكلام ......»، ونهاية المؤلف بقوله: « ..واعتمدت فيما جمعته على سعود المطالع، وشارحي الخزرجية كالشريفي الغرناطي، والزم وري، والحسني، والدماميني، ومشكاة الأنوار، والختام المفضـوض، والله الموفق للصـواب، وإليه المرجع والمآب، وبعد التمام سميته لقطة المبتدى.
2-ثبت: وهو عبارة عن فهرس لشيوخه ومرويا ته، وأغلبها عن الشيخ الحرار العاصمي، توجد نسخة منه عند أستاذنا الشيخ الفقيه المحد ث الدكتور طالب عبد الرحمن – عضو المجلس الإسلامي الأعلى -، وقد أجازني بسنده – في الفقه المالكي خاصة – عن شيخه بخالد بن كابو عن شيخه الحاج بلقا سم بن كابو الوهراني عن العلامة علي بن عبد الرحمن العاصمي ثم الوهراني بسنده .
3-كناش: فهو يشتمل على الأحداث التي شاهدها صاحب الكناشة وأشعاره ومساجلاته الأدبية وفوائده ، ويسميها بعضهم الزمام والبطاقات. وهي أوراق كالدفتر تقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط (»تاج العروس«، ج 4، ص. 347، مكتبة الحياة، بيروت. وهو أشبه أيضا بما عرف بالمشرق من تذكرات
3- مراسلات : وقعت له عدة مراسلات مع شيوخ طبقته ، كمراسلة مع الآغا بن عودة المزاري صاحب سعد السعود ، ومنها مراسلات مع بعض تلاميذه كالشيخ ابن قارة مفتي مستغانم، ومنها مراسلات مع بعض أحبابه من شيوخ الطريقة الأحمدية كالشيخ عبد اللاوي، وقذ اخترت هذه المراسلة الأخيرة لسببين:
1) -- لبيان أسلوبه في المراسلات و خاصة في مذي استخذامه للألفاظ المستعملة عنذ المتصوفة.
2)—لكونها آخر رسالة يبعثها للشيخ أحمد العبدلاوي قبل وفاته بشهرين، وقد ذكرها أحمد سكريرج في مؤلفه كشف الحجاب، ومما ذكره هذا المؤلف قوله : « ولنذكر هنا طرف رسالة بعثها المقدم الأمثل العلامة الأجل أبوالحسن سيدي علي بن عبد الرحمن مفتي وهـران المتوفى قريبا في رمضان عام 1324 وكأنها منه رحمه الله وداع لصاحب الترجمة نص المقصود منها : والدنا الروحاني، و طبـيبنــا النفساني، ولي نعمتنــا و ملا ذي وعمدتي قدوتي حامل لواء الطريقة المحمدية ومظهر أسرارالتجانية العارف بالله من الله سيدنا ومولانا أحمد العبدلاوي أبقى الله وجودك وأشرق في سماء العرفان شموسك أياشريكي في الصورة الإنسانية ، وإن كناواحدا من حيث الحقيقة المحمدية ، نورك الكل ، والورى أجزاء ؛ ويا نظرة العارف بالله سيدي الحاج علي التماسيني قدس الله سره ، ويا خزانة أسرار سيدنا محمد الحبيب نجل سيدنا الشيخ ــ رضي الله تعالى عنه – أ شهد بالله أني ما سمعت ولا علمت بعد انتقال سيدي العربي بن سائح ــ رضي الله عنه ــ ، ولا رأيت من يقوم مقامك في هذه الطريقة الأحمدية ، ولا من يعرف شروطها الصحية والكمالية ، ولا آدابها ولا أسرارها ولا أحوال سيدنا ــ رضي الله عنه ــ و أولاده مثلك سيما ركتها الأعظم ، وهو رفع الهمة عن الخلق،وعدم الإلتفات إلى ما في أيديهم أبقاك الله علما ومـدادا ، ومركزا لهذه العصبة المحمدية الإبراهيمية الحنيـفية وبارك لك في عمرك إلى أن يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده وجعلك من ورثة المقام المحمدي عين الرحمة الربانية التي وسعت كل شـيء إلى أن قال فهنيئا لك فيا خيبة من جهلك ، وبعدا لمن عاداك ، وياحسرة من لم يعرف قدرك ، ويا غبن من لم يفز بموالاتك ومحبتك ﴿ وكأين من آية في السموات و الأرض يمـرون عليها وهم عنها معرضون ) الله الله في دعائك الصالح لصالح أحوالي وتسديد أقـوالي وفتح بصيرتي وفك قيودي وخلاصــي من ربقة الغير والغيرية ، حتى نرى الحق بالحق من الحق للحق ، ســلام الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد... الخ بتاريخ رجب سنة 1324»
9) وفاته:
توفي الشيخ قي 24 رمضان 1324 الموافق لـ 11 نوفمبر 1906م ،ودفن في الروضة التي تسمى اليوم مقبرة إبن داود الواقعة في الجانب الأيسر للزاوية الطيبية الوزانية حيث يوجد ضريح سيدي الحسني، وكان ضريح سيدي عبد الرحمن الجزايري قرب ضريح والدته ولكن للأسف أزيل شاهدها، وما زال إلى يومنا هذا بعض تلاميذ تلاميذه يزورونه، وقد حضر في جنازته كثير من الخلق نظرا لصلاحه وتقواه وأعماله لفائدة مدينة وهران.
----------------------------------------------------
1-مصادر الترجمة: عند الأستاذ بليل حسني، والترجمة الموجودة في موسوعة أعلام الجزائر 1830 -1954 للأستاذ بليل حسني.
2- وثيقة قضائية عدلية تبين عقد إزدياد لسيدي علي بن عبد الرحمان. سنة 1835م ، ووثيقة التشريفات تزيد ذلك وضوحا، وهي بحوزتنا.
وحلية هذا العصر والشرف الــذي لأوطاننا عما عداها لنـا فــخــر
فأهلا وسهلا بالسرى ومرحبــــا ولله إذ شرفتنا الحمــد والشكـــر
وأكرم بما قد صـادق البخـت أنـه لدينا الذي في فضله يحمد الذكـــر
أخو العلم والآداب والزهد والثقــى ومن فاح من أخلاقه المسـك والعنبر
ومن هو في أفق الوجــود كغــرة ومن ضمه في العلم صدره والنحـر
تقول له العليـــاء يا عمر ارتفـع فآفاقنـا منكــم كواكبهــا زهـر
8)مؤلفاته :
للشيخ عدة مؤلفات وفد كان الشيخ بلقاسم قائما عليها بعد وفاته ، البعض من هذه المؤلفات يوجد في خزائن تلاميذه او تلاميذ تلاميذه ، ونظرا للخصوصية لم اذكرهم ، ومن هذه المؤلفات .
1-لقـطـة المبـتـدى: وهو كتاب في علم العروض ، ونظرا لقيمته الأدبية اتخذته جامعة القرويين من ضمن الكتب المقررة ، وقد صرح بهذا الفقيه محمد بن أحمد الحرشوي الندرومي ت 1313هـ/ 1896م في مؤلفه تحفة الأكياس في أجوبة عن كيفية التدريس بفاس ، وأدرج – بالضم - هذا المؤلف- بفتح الهمزة- في مؤلف للسيد G.DELPHIN تحت عنوان:
FAS; SON UNIVERSITE ET L'ENSEIGNEMENT SUPERIEUR ، وبحوزتي نسخة جـيدة من هذا الكتاب في قرص مضغوط ، بعناوين ملونة (الأحمر – الأزرق – الأصفر) كانت من أملاك الحاج بلقا سم بن كابو بوهران، ثم آلت لتلميذه الشيخ بخالد بن كابوبسيدى بلعباس ، استهلها الشيخ سيدي علي بن عبد الرحمن بعد البسملة والتصلية بقوله: « ميزان الشعر ــ الشعر لغة هو العلم والفهم ، يقال شعرت بكذا أي تفطنت له ، وعلمته ثم خص الشعر بجنس الموزون من الكلام ......»، ونهاية المؤلف بقوله: « ..واعتمدت فيما جمعته على سعود المطالع، وشارحي الخزرجية كالشريفي الغرناطي، والزم وري، والحسني، والدماميني، ومشكاة الأنوار، والختام المفضـوض، والله الموفق للصـواب، وإليه المرجع والمآب، وبعد التمام سميته لقطة المبتدى.
2-ثبت: وهو عبارة عن فهرس لشيوخه ومرويا ته، وأغلبها عن الشيخ الحرار العاصمي، توجد نسخة منه عند أستاذنا الشيخ الفقيه المحد ث الدكتور طالب عبد الرحمن – عضو المجلس الإسلامي الأعلى -، وقد أجازني بسنده – في الفقه المالكي خاصة – عن شيخه بخالد بن كابو عن شيخه الحاج بلقا سم بن كابو الوهراني عن العلامة علي بن عبد الرحمن العاصمي ثم الوهراني بسنده .
3-كناش: فهو يشتمل على الأحداث التي شاهدها صاحب الكناشة وأشعاره ومساجلاته الأدبية وفوائده ، ويسميها بعضهم الزمام والبطاقات. وهي أوراق كالدفتر تقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط (»تاج العروس«، ج 4، ص. 347، مكتبة الحياة، بيروت. وهو أشبه أيضا بما عرف بالمشرق من تذكرات
3- مراسلات : وقعت له عدة مراسلات مع شيوخ طبقته ، كمراسلة مع الآغا بن عودة المزاري صاحب سعد السعود ، ومنها مراسلات مع بعض تلاميذه كالشيخ ابن قارة مفتي مستغانم، ومنها مراسلات مع بعض أحبابه من شيوخ الطريقة الأحمدية كالشيخ عبد اللاوي، وقذ اخترت هذه المراسلة الأخيرة لسببين:
1) -- لبيان أسلوبه في المراسلات و خاصة في مذي استخذامه للألفاظ المستعملة عنذ المتصوفة.
2)—لكونها آخر رسالة يبعثها للشيخ أحمد العبدلاوي قبل وفاته بشهرين، وقد ذكرها أحمد سكريرج في مؤلفه كشف الحجاب، ومما ذكره هذا المؤلف قوله : « ولنذكر هنا طرف رسالة بعثها المقدم الأمثل العلامة الأجل أبوالحسن سيدي علي بن عبد الرحمن مفتي وهـران المتوفى قريبا في رمضان عام 1324 وكأنها منه رحمه الله وداع لصاحب الترجمة نص المقصود منها : والدنا الروحاني، و طبـيبنــا النفساني، ولي نعمتنــا و ملا ذي وعمدتي قدوتي حامل لواء الطريقة المحمدية ومظهر أسرارالتجانية العارف بالله من الله سيدنا ومولانا أحمد العبدلاوي أبقى الله وجودك وأشرق في سماء العرفان شموسك أياشريكي في الصورة الإنسانية ، وإن كناواحدا من حيث الحقيقة المحمدية ، نورك الكل ، والورى أجزاء ؛ ويا نظرة العارف بالله سيدي الحاج علي التماسيني قدس الله سره ، ويا خزانة أسرار سيدنا محمد الحبيب نجل سيدنا الشيخ ــ رضي الله تعالى عنه – أ شهد بالله أني ما سمعت ولا علمت بعد انتقال سيدي العربي بن سائح ــ رضي الله عنه ــ ، ولا رأيت من يقوم مقامك في هذه الطريقة الأحمدية ، ولا من يعرف شروطها الصحية والكمالية ، ولا آدابها ولا أسرارها ولا أحوال سيدنا ــ رضي الله عنه ــ و أولاده مثلك سيما ركتها الأعظم ، وهو رفع الهمة عن الخلق،وعدم الإلتفات إلى ما في أيديهم أبقاك الله علما ومـدادا ، ومركزا لهذه العصبة المحمدية الإبراهيمية الحنيـفية وبارك لك في عمرك إلى أن يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده وجعلك من ورثة المقام المحمدي عين الرحمة الربانية التي وسعت كل شـيء إلى أن قال فهنيئا لك فيا خيبة من جهلك ، وبعدا لمن عاداك ، وياحسرة من لم يعرف قدرك ، ويا غبن من لم يفز بموالاتك ومحبتك ﴿ وكأين من آية في السموات و الأرض يمـرون عليها وهم عنها معرضون ) الله الله في دعائك الصالح لصالح أحوالي وتسديد أقـوالي وفتح بصيرتي وفك قيودي وخلاصــي من ربقة الغير والغيرية ، حتى نرى الحق بالحق من الحق للحق ، ســلام الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد... الخ بتاريخ رجب سنة 1324»
9) وفاته:
توفي الشيخ قي 24 رمضان 1324 الموافق لـ 11 نوفمبر 1906م ،ودفن في الروضة التي تسمى اليوم مقبرة إبن داود الواقعة في الجانب الأيسر للزاوية الطيبية الوزانية حيث يوجد ضريح سيدي الحسني، وكان ضريح سيدي عبد الرحمن الجزايري قرب ضريح والدته ولكن للأسف أزيل شاهدها، وما زال إلى يومنا هذا بعض تلاميذ تلاميذه يزورونه، وقد حضر في جنازته كثير من الخلق نظرا لصلاحه وتقواه وأعماله لفائدة مدينة وهران.
----------------------------------------------------
1-مصادر الترجمة: عند الأستاذ بليل حسني، والترجمة الموجودة في موسوعة أعلام الجزائر 1830 -1954 للأستاذ بليل حسني.
2- وثيقة قضائية عدلية تبين عقد إزدياد لسيدي علي بن عبد الرحمان. سنة 1835م ، ووثيقة التشريفات تزيد ذلك وضوحا، وهي بحوزتنا.
بالمحكمة الشرعية بمدينة وهران أمام القاضي بها الواضع خاتمه وخط يده في هذا الرسم حضر شهيديه ، شهد المحترم السيد محمد ولد حاج مختار بن داوود آغا سنه 90 سنة والسيد أحمد الملقب نكروف ولد محمد بن الملياني إمام الجامع الأعظم بوهران سنه 74 سنة و محمد بن وارد عالم الحرفة سنه 77 سنة و السيد محمد بلحاج عبد القادر بن محمد إمام الجامع المذكور سنه 78 سنة الوهرانيون أصلا ومسكنا بعد الطلب بمعرفتهم السيد علي بن عبد الرحمان مفتي حاضرة وهران الجزائري الأصل والمنشأ أتم معرفة وأكملها بها ومعها يشهدون أنه إزداد لأبيه السيد عبد الرحمان بحاضرة الجزائر من زوجه السيدة عائشة بنت السيد محمد في سنة 1835مسيحية وبحسب ذلك فإن سنه الآن 57 سنة شهادة تامة واقعة بتاريخ فاتح كتبر (أكتوبر ) سنة 1892 مطابقا عاشر ربيع الأنوار عام 1315 وأجرته أربعة فرنك عبيد ربه حكيم موفق بن محمد بن أحمد وفقه الله وأمنه وعبيد ربه المختار بن عاشور وفقه الله بمنه آمين.(الإمضاء).