mercredi 11 juillet 2018

HOPITAL BAUDENS

مستشفى وهران Baudens حي سيدي الهواري ( سانت لويس سابقا).......معالم في طريق الإندثار؟؟؟؟؟؟
يعتبر أول بناء لمستشفى عسكري في وهران عام 1845 على ما تبقى من المدرج الذى دمر في زلزال عام 1790، وبناء مجاور لأول كنيسة في المدينة، كنيسة سانت لويس.
كان هذا المبنى موجه لأغراض عسكرية حيث تم فتح أبوابه عام 1849.
بعد الاستقلال، أصبح المستشفى الرئيسي للمدينة وهران، ولكن تم التخلي عن ذلك لعدم وجود التمويل اللازم لعمليات الصيانة .
. خلال العشرية السوداء ، كان يستخدم ثكنة (قاعدة الحياة) من قبل فرقة التدخل التابعة للشرطة الوطنية. بعد رحيل عناصر الشرطة ترك المستشفى دون حراسة، والذي سمح "الأشخاص" عديمي الضمير حيث قام بعض الأشخاص بسرقة بعض المواد (الخشب والحديد والنحاس والكابلات الكهربائية. ..).
يقال بأن هناك دراسة لإعادة الإعتبار قصد تحويله إلى متحف جهوي .








وهران في أدب الرحالة

وهران في أدب الرحالة


( من ) قراءة في كتاب : ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا
للرحالة الألماني :هاينريش فون مالتسان 
ترجمة أبو العيد دودو 
حسن بربورة – ماستر تاريخ حديث و معاصر 
جامعة زيان عاشور - الجلفة 2010
الرحلة من أرزيو إلى وهران
يتكلم مالتسان في هذا الفصل عن مدينة أرزيو القديمة الرومانية و هي مدينة ( أرزيناريا ) أو ( أرسينا ) و عن آثارها من العصر الروماني و الفينيقي قبله، كما يصف النقوش الفينيقية بالمنطقة و التي يقول أنها موجودة بمتحف الجزائر ( تلك الفترة ).
ثم ينتقل بنا للحديث عن أرزيو الحالية ( القرن 19 ) و عن استقرار الفرنسيين بها سنة 1846 فينقل لنا ص 18: ( لم يستقر الفرنسيون في أرزيو إلا سنة 1846، و يبلغ عدد سكانها اليوم ألف أوربي نصفهم من الاسبان.. )، كما يصف فيها بعض الأبنية الأوربية ( كفندق الوصاية ).
و قد زار مالتسان في طريقه من أرزيو لوهران الكثير من القرى كسانت ليوني (بوفاطيس) و وصف حالة البؤس التي يعيشها سكانها، و قرية سان كلو ( قديل ) و يشير هنا إلى نقطة مهمة و هي أن عملية استغلال الأراضي و تعميرها قد نجحت في منطقة وهران أكثر من غيرها و السبب كما يراه يعود إلى وجود جاليات أخرى غير الفرنسيين كالأندلسيين و السويسريين و الألزاسيين و حتى الروسيين، ثم يمر على قرى أخرى كقرية كليبر ( سيدي بن يبقى )، و قرية أركول ( بير الجير ) و هي مستعمرة أخرى أنشئت سنة 1848 هي و قرية فلوروس ( حسيان الطوال ).ليصل في الأخير إلى جبل السبع أو ( جبل القديس أوغستين ) فيقول ص 24: ( بعدئذ يطالعنا منظر البحر الذي تحتل فيه وهران ثاني مدينة في الجزائر نقطة متميزة.. هذه المدينة التي فتحها خيمينيس قديما ).
مدينة وهران :
يقول مالتسان أن وهران و بالنظر لمبانيها يمكن أن تكون في أوربا، فليس هناك في الجزائر مدينة فقدت طابعها العربي مثلما فقدته وهران، و هذا بسبب أنها بقيت بأيدي الاسبان حتى نهاية القرن الماضي ( أي القرن 18 )، و بذلك فهي لم تبقى تحت حكم داي أكثر من ثلاثين سنة.
و موقع وهران كما يصفه المؤلف غير منتظم، حيث تتكون من مدن صغيرة متعددة تفصل بينها هوة عميقة إلى حد ما يسيل عبرها واد الرهى، و من ثم يواصل مالتسان وصف مدينة وهران و بناياتها و شوارعها و حتى أشجارها فيقول ص 33 مثلا ( و لا شك أن المدينة الاسبانية القديمة التي أعيد بناؤها اليوم من أجمل أقسام المدينة، ففيها بناية البحرية و المستشفى العسكري و الكنيسة الرئيسية، و هي اسبانية في الأصل، أما القسم الفرنسي الأعلى من المدينة فيحتوي على الثكنة و بعض البنايات العامة، و يحتوي كذلك على أحسن الفنادق و المقاهي )، و يتعجب مالتسان فيقول ص 34 ( و قد يكون من الصعب أن يصدق المرء أن وهران رغم أهميتها لا يسكنها إلا 21000 نسمة منهم 4700 من الفرنسيين و حوالي 8000 من الاسبان و 1000 من ذوي الجنسيات الأوربية المختلفة و 7000 من الأهالي أغلبهم من اليهود الذين يتمتعون بالثراء و الغرور.
ليعود بنا مالتسان بعد ذلك قليلا للوراء و يكلمنا عن اسم وهران القديم أو visa colonia كما يسميها المؤرخ بطليموس، أما بير بروجير فيعتقد أن وهران مدينة عربية.
و يتحدث مالتسان أيضا عن مرحلة مهمة في تاريخ هذه المدينة ألا و هي فترة الاحتلال الاسباني أين قام الكاردينال المتعصب خيمينيس بضم وهران عام 1509 إلى التاج القشتالي بعد أن فُتِح المرسى الكبير بأمر منه سنة 1505، كما انتقد مالتسان كذلك أعمال الأسبان و فظائعهم في وهران، و سخر من الكاردينال خيمينيس فقال عنه ( ص 29 ) : ( و حضر أكبر فقهاء المسيحيين، و هذا هو الاسم الذي أطلقه العرب على خيمينيس، و بعد أن استولى على القلعة و المدينة، لم يعرف أي عمل يستدعي سرعة التنفيذ غير اتخاذ تدابير تدل على عنصريته و تعصبه، فقد حول الجامعين الرئيسيين إلى كنيستين، و أنشأ ديرين لتنصير المسلمين، و نصب مفتشا لمتابعة الزنادقة، و لم يتورع الأسبان المتدينون، هؤلاء المسيحيون الطيبون.. عن نهب المدينة و ذبح الآلاف من حضرها )، و يقول مالتسان أن وهران قد عرفت في الفترة الأولى للاحتلال الاسباني ازدهارا لم تطل مدته فينقل لنا في نفس الصفحة السابقة 29 (.. فالكتب التاريخية تحدثنا أن كبار اسبانيا و جنوب ايطاليا كانوا يلتقون في وهران شتاء، فكانت حياة البذخ و الترف و اللهو تسيطر على المدينة، و من هنا أطلق عليها الاسبان اسم القصر الصغير ).
بعدها يضيف مالتسان أن قوة أتراك الجزائر المتزايدة أنهت الاحتلال الاسباني لوهران.
و يشيد المؤلف بمعاملة الحضر الحسنة للأسباني الوحيد الذي بقي في وهران بعد استعادتها من الأسبان، و عاش فيها إلى أن احتلها الفرنسيون بعد ذلك بسنوات عديدة، و لا شك أن كلاما من هذا النوع لا يمكن أن نقرأه في أي نص من النصوص الفرنسية.
و خلال كل ما سبق يقدم لنا مالتسان كثيرا من القصص التي حدثت له في وهران و التي تعتبر من تجاربه الشخصية منها حادثة سرقته في إحدى حمامات المدينة و التي يتهم فيها جنديا فرنسيا و كان يعرف رقم كتيبته، فكتب أوصافة و اشتكاه إلى ضابطه في الكتيبة العسكرية الذي أكد له أن سيستعيد نقوده و ساعاته و أقفاله المذهبة، فيقول مالتسان و لكني انتظرت حتى الآن عبثا، و سوف أنتظر أيضا مدى الحياة دون جدوى !
(إنتهى)
------------------------------------
من هو هاينريش فون مالتسان
هاينريش فون مالتسان Heinrich Von Maltzan (عاش 6 سبتمبر 1826 - 23 فبراير 1874) عالم آثار و رحالة ألماني أهتم بحياة الشعوب الشرقية و خاصة العربية زار المغرب و الجزائر و تونس كما زار مكة متنكرا في زي حاج وكتب تقريرا في 750 صفحة عن رحلته تلك.

.

كارانتيكا ......اكلة تجمع اغنياء و فقراء الجزائر

كارانتيكا ......اكلة تجمع اغنياء و فقراء الجزائر
يأكلها الصغار والكبار، الفقراء والأغنياء، توضع على موائد الأسر البسيطة، وتجدها في أفخم
الفنادق والمطاعم،.. إنها الأكلة الشعبية الأكثر انتشارا في الغرب الجزائري والتي تسمى "كارانتيكا".
وتنتشر تلك الأكلة في عشرات المحال بمدينة وهران، عاصمة الغرب الجزائري، كما تقدمها "البسطات" (أماكن بسيطة لبيع الأطعمة على الأرصفة).
ويعود ظهور تلك الأكلة في شمال إفريقيا، وبشكل خاص في الغرب الجزائري، وفق مختصين، إلى القرن السادس عشر الميلادي، أثناء الاحتلال الإسباني لمدينة وهران، والذي استمر لأكثر من قرن.
و"كارانتيكا" تتكون من حمص مطحون وماء وقليل من البيض، وتُحضر بسرعة وتوضع في الفرن تحت درجة حرارة معينة لتصبح جاهزة للأكل خلال دقائق.
سهولة تحضير "كارانتيكا" من ناحية، ورخص ثمنها من ناحية أخرى، جعلها بحسب عدد من السكان، سيدة مائدة الغرب الجزائري.
أمام محل صغير لبيع "كارانتيكا" في شارع حوحة تلمسان، بمدينة وهران، يتدافع العشرات للحصول على نصيبهم من هذه الأكلة.
الواقفون أما المحل الذي حمل اسم "محل مسعود"، ويعد أحد أشهر المحلات التي تبيع هذا الطبق، يتسلمون "كارانتيكا" في الخبز أو في قطع من الورق ويلتهمونها ساخنة مع مسحوق الفلفل الحار، إنه مشهد يومي في مدن الغرب الجزائري، حيث تنتشر محلات بيع تلك الأكلة.
وفي شوارع أخرى في وهران، ذات المليوني نسمة (وهي أكبر مدينة بعد العاصمة الجزائر) يسير بعض الباعة بعربات جر يدوي؛ تسمى باللهجة الجزائرية "برويطة"، ويرفعون أصواتهم "أيا الكاران أيا الحامي" أي تعالوا لشراء "كارانتيكا" حيث تحمل أسماء أخرى منها "الكاران" و"الحامي".
ومن أهم مميزات "كارانتيكا"، أنك بمبلغ زهيد نسبيا 10 دينار (أقل من 10 سنت أمريكي)، يمكنك أن تأكل وجبة مشبعة، كما أنك ستجد هذه الوجبة في كل شارع وكل حي.
وفي مدن أخرى بالغرب الجزائري مثل "تلمسان"، "سيدي بلعباس"، "مستغانم"، "معسكر"، تعد الكارنتيكا الطبق اليومي في البيوت وفي الورشات.
عطاء الله زريد، صاحب مطعم شعبي من مدينة تلمسان (غرب)، يقول: "تعد الكارانتيكا، الطبق الأكثر استهلاكا في تلمسان؛ والسبب هو أنها رخيصة ومتاحة في كل مكان".
فيما يقول مسعود ميطاوي، صاحب مطعم من وهران: "لا يوجد بيت في المدينة لا يتناول أهله الكارانتيكا، ولو مرة واحدة في اليوم، الناس هنا لا يتصورون العيش بدونها، إنها الطبق الشعبي الذي يأكله الأغنياء والفقراء الصغار والكبار".
قريشي عبد الرزاق، أستاذ الطبخ التقليدي في مدرسة السياحة والفندقة بوهران، يرى أن "الكارانتيكا، وجبة أو أكلة إسبانية جلبها الإسبان معهم إلى وهران، في القرن السادس عشر".
ووفق عبد الرزاق، "تشير دراسات تاريخية إلى أن هذه الوجبة لم تنتشر في وهران وفي الغرب الجزائري أثناء الاحتلال الإسباني، في القرن السادس عشر، وبقي انتشارها منحصرا في منطقة حي سانتا كروز بأعالي وهران".
ويتابع: "ومع الاحتلال الفرنسي للجزائر في عام 1830 عاد الاسبان إلى وهران تحت حماية الفرنسيين حيث تحولوا إلى مستوطنين في المدينة ونشروا وجبة الكارانتيكا في وهران في القرنين التاسع عشر والعشرين حتى صارت الوجبة الأكثر شعبية في الغرب الجزائري".
و"الكارانتيكا تسمى أيضا الحامي والكاران في الغرب الجزائري وفي الوسط الجزائري تسمى قرنطيطة، وتختلف طريقة إعدادها حيث يعمد بعض الطهاة لإضافة الكمون لها كما يعمد آخرون لوضع الزيتون داخلها إلا أنها تتكون في الأصل من الحمص المسحوق الماء والبيض فقط وهي الطبق الأهم للفقراء في الغرب الجزائري، كما أنها طبق يومي في الموائد الوهرانية"، بحسب عبد الرزاق.
وتاريخ تلك الأكلة، يقول الدكتور مدوار عبد الله، الباحث في تاريخ شمال إفريقيا، إن "بعض الروايات التاريخية تشير إلى أن سكان وهران أقاموا احتفالات كبيرة بخروج المحتلين الإسبان من مدينتهم، وعند اقتحام قلعة سانتا كروز الشهيرة (في وهران) في 1792، فوجئ الجزائريون بوجود مخزون كبير من المؤن تتمثل في مسحوق الحمص، فبادروا لطهوه في مختلف أرجاء المدينة؛ احتفالا بمغادرة الاحتلال الإسباني للمدينة".
ومن الروايات المشهورة عن أصل الكارانتيكا في وهران، أن الإسبان الذين احتلوا المدينة في الفترة ما بين 1509 و1792، تم حصارهم في قلعة سانتا كروز، الواقعة في أعلى جبل صغير يطل على كامل المدينة، ولما طال عليهم الحصار ونفذت منهم المؤن، باستثناء الحمص، الذي هطلت عليه المطر، فسحقوه وطبخوه، ومن يومها بدأ مسحوق الحمص المطبوخ (الكارنتيكا) في الانتشار في وهران.
إلا أن عادة أكل طبق الكارانتيكا، في وهران على نطاق واسع ترسخت، وفق ما قاله عبد الله، للأناضول: "أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر بين عامي 1830و 1962، حيث شكلت الجالية الإسبانية أغلبية سكان وهران، أثناء الاحتلال الفرنسي للمدينة".
ويضيف: "أدت الحروب التي أعقبت طرد المسلمين من الأندلس بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، إلى انتشار كبير للثقافة الاسبانية والبرتغالية في الغرب الجزائر وفي المملكة المغربية، حيث تنتشر عادات إسبانية وأطعمة إسبانية أيضا".
وكالة انباء الاناضول

jeudi 5 juillet 2018

سيدي لخضر بن عبد الله بن خلوف


سيدي لخضر بن عبد الله بن خلوف

ولد في حدود سنة 899 هجرية (1479 ميلادية) وتوفي في سنة 1024 هجرية الموافق لـ(1585 ميلادية)، 
هو لخضر بن عبد الله بن خلوف، من شعراء الجزائر في القرن السادس عشر توفي و عمره 124 سنة و يعتبر من أشهر الشعراء الجزائريين في تلك الحقبة ليومنا هذا ، اشتهر بفضل قصائده لمديح النبي محمد و الإلياذة التي وصف فيها معركة مزغران في 26 أوت 1558 ضد الإسبان
ولد في حدود سنة 899 هجرية (1479 ميلادية) وتوفي في سنة 1024 هجرية الموافق لـ(1585 ميلادية)، عاش 125 سنة وستة أشهر في القرن التاسع الهجري وهو ما أكده في إحدى قصائده، شارك في المعركة التي شنها العثمانيون ضد الأسبان والتي وقعت في 26 أوت 1558، وقد ألف قصيدة تصف بدقة الواقعة. ثم انتقل إلى مدينة تلمسان بقصد التقرب من الشيخ محمد عبد الحق بن عبد الرحمان بن عبد الله المعروف باسم سيدي بومدين بهدف التعلم وتصفية الروح وتكريسها للعبادة
تزوج بن خلوف امرأة إسمها ’’غنو’’ ابنة سيدي عفيف شقيق سيدي يعقوب الشريف و هو أحد الأولياء الصالحين و ضريحه موجود بغرب مدينة سيدي علي. أنجبت له ببنت سماها حفصة، وأربعة ابناء هم (أحمد، محمد، أبا القاسم، الحبيب).
كما أن الإسم الكامل لسيدي لخضر هو بلقاسم بن عبد الله بن خلوف المغراوي تلقى عند الميلاد إسم الأكحل اي الأسود لون في الإعتقاد السائد كان يحفظ من العين بعد وعد قطعته أمه خولة لله و في اثناء زيارتها لضريح سيدي محمد لكحل رات في المنام لإبنها بحزام أخضر فغير إسمه للأخضر رمز التفاؤل و في رواية أخرى لخضر نفسه هو من غير غسمه من لكحل للخضر لرؤيا في منامه رآى فيها النبي محمد.
سميت مدينة بإسمه سيدي لخضر (ولاية مستغانم)
-معركة مزعران
في هذه المعركة قضي الكونت الاسباني ألكودات وشهدت هزيمة الجيش الملكي. وقد وصف بن خلوف في إحدي قصائده الشهيرة معركة مزغران وصفا دقيقا، وشبهها بغزوة بدر الكبري.
وووفقا للروايات التاريخية فقد انطلقت الحملة الإسبانية من وهران (عاصمة الغرب الجزائري) بقيادة الكونت دالكوديت الذي جر وراءه جيشا مدججا بالأسلحة والمدفعية قوامه 12 ألف جندي، بالإضافة إلي سفن حربية راسية بخليج ارزيو تراقب الوضع عن قرب لتأمين الشريط الساحلي ولتزويد العساكر بالذخيرة والمؤن، قبل أن تعترضها السفن الجزائرية، وبعد مقاومة قصيرة استسلمت سفن الغزاة فكانت الهزيمة والغنيمة مما حفز وشجع المجاهدين الجزائريين، ونزل ذلك كالصاعقة علي الإسبان فانهارت معنوياتهم قبل الدخول في المعركة.
وحسب ما رواه مؤرخون لالراية فقد كانت معركة مزغران سباقا ضد الساعة، فالقوات الإسبانية حاولت التحرك والتقدم بسرعة لاحتلال مستغانم، والتمركز بها، قبل وصول المجاهدين الجزائريين، ووصلت فعلا إلي أبواب المدينة يوم 22 أوت 1558 فاصطدمت بمقاومة شعبية نظمها الأهالي بمشاركة المتطوعين الذين قدموا من المناطق المجاورة، وأسفرت عن وقوع خسائر فادحة في صفوف الطرفين.
ويضيف هؤلاء أنّ كفة المعركة تؤول لصالح الإسبان، غير أنّ وصول المجاهدين الجزائريين ساحة المعركة ودخولهم في مواجهة حامية انتهت بإحكامهم السيطرة علي مشارف المدينة ومداخلها، فتمكنوا من إلحاق خسائر فادحة بصفوف العدوالذي تراجع وتقهقر إلي الوراء واستحال عليه اقتحام أسوار مستغانم.
وفي صبيحة يوم 24 أغسطس تشتت صفوف الجيش الاسباني وضاق عليها الخناق ودارت رحي المعركة التي شارك فيها البحارة المجاهدون بعد أن تركوا سفنهم فما كان من الإسبان سوي الفرار باحثين عن مخرج، غير أن المجاهدين طاردوهم إلي مزغران فقتل الكونت دالكوديت الذي داسته الأقدام ولم يتم التعرف عليه إلا بعد انتهاء المعركة في 26 أغسطس 1558، كما أسر ابنه دون مارتن بعد أن بلغ عدد القتلي والأسري 12 ألف.
-قصيدة في مدح النبي صلي الله عليه وسلم بعنوان
اختارك الواحد الأحد، يقول فيها
اختارك الواحد الأحد
سبحانه الجليل الفرد الصمد
لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا أحد
أنت العزيز يا محمد
ما أعز منك إلا رب العباد
سعدي بسيدنا محمد
أنت العزيز يا معزوزي
عزك بالدوام رب العزة
سماك علي الرسل افروزي
نطفة من النعيم مفروزة
الأبيات من مديحك تجزي
والخير الكل من يجزا
مشغوف بك ماني رايد
سوي الجليل وأنت نعم المراد
زعزعتها وزير وقايد
نمدح النبي علي رؤوس الأشهاد
سعدي بسيدنا محمد.
-----------------------
-ويكبيديا بتصرف
-مواقع عدة






معركة مزغران الكبرى ضد الغزاة الأسبان في يوم الجمعة 26 أوت 1558

معركة مزغران الكبرى ضد الغزاة الأسبان في يوم الجمعة 26 أوت 1558

معركة مزغران الكبرى ضد الغزاة الأسبان في يوم الجمعة 26 أوت 1558 .
كانت مستغانم قبل هذه المعركة تخضع للنفوذ الاسباني بموجب اتفاقية تم توقيعها في 26 مايو 1511 حيث فضل سكان المدينة الاعتراف بالحماية ودفع الجزية لتجنب الوقوع تحت الاحتلال الاسباني الذي دخل المرسى الكبير (1505) ووهران (1509) وبجاية (1510).
غير انه بعد الحملات التي كان يقودها حسان بن خير الدين بربروس ضد الأسبان لمنع توسعهم في البلاد وطردهم وذلك ابتداء من سنة 1547 قرر أهالي المدينة عدم الالتزام بتلك الاتفاقية المذلة والمهينة مما اثأر غضب الأسبان الذين قاموا بمحاصرة مستغانم لاحتلالها لكن لم يتمكنوا من ذلك وبقيت دائما حصنا منيعا بفضل استبسال سكانها والمدد الذي كان يصل من مدينة الجزائر و تلمسان.
وفي 20 أغسطس 1558 قرر الحاكم الاسباني بمدينة وهران الكونت دو الكوديت تجهيزجيش ضخم قوامه 12 ألف رجل لاحتلال مدينة مستغانم بعد موافقة مجلس الحرب لمملكة قشتالة على ذلك حسب الأرشيف الاسباني.
وفعلا شرع الجيش الاسباني في الزحف برا وبحرا نحو مدينة مستغانم مدعوما ببعض الأعراب المأجورين ليحل مساء يوم 22 أغسطس إلى مدينة مزغران التي احتلها دون مقاومة وقام في اليوم الموالي بمحاصرة مدينة مستغانم حسب المؤرج يحي بوعزيز.
وعند محاصرته للمدينة دافع أهاليها ببسالة إلى أن وصل حسان بن خير الدين على رأس جيش يتشكل من 15 ألف مجاهد مدعوما بمقاتلين وفرنسان من مستغانم ومعسكر وغليزان وحاصر بدوره الأسبان.
وقد حاول الأسبان الفرار نحو منطقة مزغران غرب المدينة في يوم 26 من أغسطس وكان يوم جمعة فلحق بهم الجيش الجزائري وقتل وجرح أعدادا كبيرة وقام بأسر حوالي 6 الآلاف التي عاد بهم حسان بن خير الدين إلى الجزائر العاصمة حسب المصادر الاسبانية.
وقد قتل خلال هذه المعركة التي خلدها الشاعر سيدي لخضر بن خلوف في قصيدة "قصة مزغران معلومة" الكونت دي كوديت الذي حكم مدينة وهران 24 سنة واسر ابنه دون مارتن. وقد سمح القائد حسان بنقل جثة الحاكم الاسباني إلى وهران .
وعلى اثرهذه الهزيمة النكراء التي لحقت بالجيش الاسباني عاش الأسبان في خوف ورعب داخل أسوار مدينة وهران لا يقدرون حتى التنقل إلى منطقة المرسى الكبير التي كانت أيضا تحت الاحتلال الاسباني وفق ذات المصادر.
للإشارة لقد وقعت معركة مزغران يوم الجمعة 26 أغسطس 1558 بعد حصار لمدينة مستغانم دام ثلاثة أيام من قبل الجيش الاسباني القادم من مدينة وهران برا وبحرا بقيادة الكونت دي الكوديت والذي بلغ تعداده أكثر من 12 ألف رجل حسب المصادر التاريخية.
وقد كان النصر حليف الأهالي الذين قدم لدعمهم القائد حسان بن خير الدين بار بروس من الجزائر العاصمة بجيش قوامه 15 ألف مقاتل حيث تم إلحاق هزيمة بنكراء بالجيش .
يقول الشيخ المجاهد و الفارس المقدام لخضر بن خلوف الأكحل أثناء خوض رحى معركة مزغران المباركة و الفاصلة :
يا فارس من ثم جيت اليوم * عيد اخبار الصح معلومـــة
يا عجلان ريض الملجوم * رايت اجنود الشوم ملمومــة
يا سايلني عن طراد الروم * قصة مزغران معلومــــة
يا سايلني كيف ذا القصــة * بين النصراني وخير الديــن
اجتمعوا في بـرهم الاقصى * بجيش قوي جاوا معتمديــن
ترى سفون الروم محترسة * صبحوا في المرسى أعداء الديـن
خرجوا لك يرى خرج الشوم * لا خلاوا من فوق وجه المــا
خيروا البرحرية يا الي ملموم * تمشي لك بأخبار مزمومــة
يا سايلني عن طراد الروم قصة مزغران معلومة
احتاطوا بالأمير شنظاظوش * بالشيعة والقوس والبــطاش
انتهدوا وتخلفوا بجــيوش * جيش القنت الكــافر الغشاش
يلقطوا صيد البر والببوش * لا خــلاوا من فوق الأرض احشاش
ارفع راسك يا علي المفهوم * يا سيد الحسنين وفاطــــمة
شوف بلاد المسلمين كراها اليوم * تسبيها أهل الكفر الظالمـــة
يا سايلني عن طراد الروم قصة مزغران معلومة
الى اخر القصيدة ..............





قصيدة واد الشُولي


قصيدة واد الشُولي
اخبـار الْجماعـة جـاو بشـّـارة
أُشربـو لاَمونــات علَى خويــا
بيّاعهم بالرُّوبْلان يــدور
آنــارِي هــذَاك هو قَــدور
شـڤ الْجبـالْ ايحرر الوطَـن آنا
يـامّ بن عـلال غيـر اصغيّــر
الْجهــاد اقْليــلْ من يّديــه
يانـا صبـروا زهيّة اعلَى بن عـلاَلْ
يانـا لا اتعيـْدوا لا اديـروا حنـة
النار تڤْـدي والْتسركيلَـة آنـا
آبلَّحســن زيــر التحزِيمــة
من جابين الحْكُومـة و الزوج
يام ّ نهار الْجمعـة راه ايشيـب
يا عكَاشـة وارباعتـه ـجـاو
يانـا الكُونفَـة جايــه بالَّتـي
الشـار يضربونيضرب و التسركيلـة آنـا
يـا بلَّحسـن زيـر التحزِيمــة
الكُونفَـة جايـــه بالَّتــي
جايبـة الرايـس عكَاشــة آنـا
زغَرتـوا يـا ابنـات الشولـي
اللِّي مات فيكْـ الرايس بن علاَل آنا
االله يهديـكْـ آواد الشـــولي
الشار يضرب و التسركيلـة آنـا
زِيْـشْ التحريـر فَـات أعشيـة
المُورطــي والتساعية آنـا
زِيْـشْ بلَّحسن راه فَـات اعشيـة
دار الْنبـات اشـوار مغنِيـة آنـا
زِيْشْ التحريـر فـات اعشيــه
الزِيْـشْ الْمحـرّر وِين راه ايبـات
آبويـا ڤَـاع الْجبــالْ اتعـرات
خويـا ادّأداكاه الْغيـظْ مـا ولاَّش آنا
شاف الطَاڤَّـة والصنوبـر بـزاف
هـذَاك ولْد اثْناعـش المَلْيـون آنا
لا تبكـي لاَ اتڤُولـي ولْــدي
قَارِي الْعلْم او زايد النِظَـام آنـا
يا فْرانسـا ما ابقَالَـك احكَـام
همـا اللِّي جابـو الْحرِيـة آنـا
يـام واالله يرحــم الشهــدا
مـا دارشـي خويـا الدونِيـا آنا
يا الزَانـَة ڤُولـي اعليـه أنتيـا
واللّافيو تضرب والرصاص أيطير آنا
يـامّ هـذا انهـار الطاهــر
اللِّي مات فيك الرايس بن علاَل آنا
أنّايفَـــكـْ يا واد الشــولي
الحْْديـد أَنـدار لَلْكُفَّـار والْبسوا لَخضر يا ابنات الوطَن
خويا اداه الْغيـظْ او مـا ولاَّش آنا
شاف الطَاڤَّـة والصنوبـر بـزاف
دار الربـاطْ اشـوار مغنِيـة آنـا
زِيـش التحـرِير فَـات اعشيـة
همـا اللِّي جابـو الْحرِيـة آنـا
يـامّ واالله يرحــم الشهــدا
النار تڤْـدي و التسركيلَــة
آنا شوف ارجالي كي دايرة التحزِيمة
أنهار الْعدو ماكَانشِ النِجاح آنــا
شُبـانْ بلَحسـن عمـدوا لَلْكفَاح
غَطِّـي اعڤَابكْـ يـا عكاشة آنـا
سبـع طَيـارات فَالسما يُضربـو
مُحـالْ تنجـح آعكَاشة آنا
لاَفْيـو تضرب و الْمْحالْ أحداها
الْحسـاب حتى لْذيكـ الــدار
يا اللِّي خالَفْتـوا اعلَـى الشهـدا
تستهلـي قَصريـن فَالجَنــة
آ الْكَرش اللِّي جابت الُشهـادي
يا بصغيرهم بكْبِيرهم أجراو آنـا
آواد الشولـي انتـاع النِظَـام
فَكَرتنِـي باسبايـة بن عــلال
واش اتسالْنِـي ياسـي عكاشـة
يا ظَنيت ڤَابضها السي مسطَـاش
آ لديسِيـة بِين الْجبـالْ اتصـادي
ما ادرِيتشـي الْعيــن ابكَـات
آ لْقَندُوسـي أرباعتكْـ جــات
همـا اللِّي جابـو الْحرِيــة آنـا
واالله يرحـــم الشهــــدا
غِ الڤَــارة والتساعية آنـا
زِيـش التحريـر فَـات اعشيـة
الزِيـش الْمحـرر وِين راه ايبـات
يـامّ ڤَـاع الْجبــالْ اتعـرات
أهـدرِي نْتِيأ بينِي مُـوْلاَك آنا
آلديسِيـة لاَ ادرِيـش العيــب
يا عكَاشـة وارباعتـه جـاو آنا
آ الكُونفَــة جايــه باللَّتـي
والحْكَـاي همـا اللِّي حضـار آنا
الطاهــر صــوروه الكُفَّـار
يا بيّاعهم بالرُّوبْلان يــدور
آنـارِي هـذَاك خويا قَــدور
الْحسـاب حتى لْذيكـ الـدار آنا
آ للِّي خالَفْتـوا علَـى الشهــدا
دار الْعلاَ علَى خويـا اللِّي باعـوه
داير الڤَالُـو امع الشد اللِّي ڤَلْعـوه
هما اتلاَثَـة عولُـوا لَلْمـوت آنا
انهـار الْجمعـة او راه أيشيـب
الزِيـش الْمحـرر وِين راه ايبـات
آبويـا ڤَـاع الْجبــالْ اتعـرات
يا ڤَالي فُوطـي اعم ديڤُـول آنـا
يـامّ سوطْنِـي او هــدم دارِي
مـا نفُوطِيْشـيِ امع ديڤُـول آنا
سوطُونِـي بالطَاڤَـة و الْڤَنـدولْ
يا اشنايفَـه امـلاَح لَلشمـة آنا
ديڤُـولْ ماشـي انتـاع الهَمـة
الْجهـاد اقْليـلْ من يديــه آنا
صبـروا زهيـة علَى بن عـلاَلْ
همـا اللِّي جابـو الْحرِيـة آنـا
واالله يرحـــم الشهـــدا
قصيدة وادي الشُولي
تعتبر قصيدة " وادي الشولي " من أروع القصائد البدوية الّتي تغنت بالثورة التحريرية في منطقة البحث وهي أطولها من حيث عدد الأبيات .
لقد نظم الشعراء البدويون كثيرا من الأغاني على شكل قصائد ومقطوعات، ذكروا فيها أسماء الأبطال ومختلف الأحداث الّتي عاشتها هذه القرى اامجاهدة، الّتي تتكون
منها بلدية "وادي الشولي" الّتي أطلق عليها اسم "الوادي الأخضر". ولسوء الحظ، ضاعت قصائد كثيرة بسبب عدم تدوينها، ونقلها مباشرة من ناظميها الّذين وافتهم
المنية، كما أنّ عامل المشافهة يزيد أو ينقص من كلمات الأغاني والابيات بمرور الزمن؛ ثمّ أنّ ظاهرة النسيان تؤثر كثيرا على القصيدة البدوية حيث تقصرها لتصبح مقطوعة، لأنّ المرء يتذكر فقط، ما يراه مهما بالنسبة إليه .
دارت معارك كثيرة على تراب قرى ومداشر " وادي الشولي " منها هذه المعركة الّتي تحمل اسم البلدية والّتي وقعت في شهر نوفمبر سنة 1956 " بوادي الشولي " من
دائرة "أولاد ميمون" على مسافة 20 كيلومترا من "تلمسان" شرقا . دامت المعركة من الساعة السابعة صباحا حتى العاشرة ليلا، أُستعملت فيها مختلف الأسلحة (المدفعية والطيران)، شاركت فيها فصيلتان من جيش التحرير الوطني، كان على رأس واحدة منهما الشهيد البطل " بن علال "، الّذي أستشهد مع بقية رفاقه إلاّ سبعة جنود بقوا على قيد الحياة، بينما تكبد العدو الفرنسي خسائر بشرية ومادية فادحة قدرت بـ (480) قتيلا حسب إحصائيات العدو نفسه.
ينتمي " بن علال " الّذي خلدته الأغنية إلى أسرة فقيرة بقرية " بني هديل " بضواحي "عين غرابة" الواقعة على بعد 10 كيلومترات من دائرة " سبدو ".
وهو من مواليد سنة 1928، شكلت المنطقة الّتي ولد فيها قاعدة لتنفيذ العمليات العسكرية الّتي كانت تمتد حتى للحدود الغربية نظرا لحصانة المنطقة طبيعيا، شأا في
ذلك شأن "وادي الشولي" الّتي كانت همزة وصل بين مختلف المدن والجهات الّتي تتكون
منها المنطقة الخامسة .
أطلق اامجاهدون على منطقة " وادي الشولي " اسم " عروس المناطق "، عاش فيها أبطال كثيرون منهم " العربي بن مهيدي " و" هواري بومدين "و" عبد الحفيظ بوصوف
و" " أحمد لواج: المدعو " الرائد فراج "، و"عبد القوي"
وغيرهم من الشهداء والمجاهدين الّذين لا يزالون على قيد الحياة .
الاسم الحقيقي للرايس " بن علال " هو " ڤريش قويدر " ابن " محمد " "و سليماني فاطمة"، وهو خامس إخوته الشهداء وهم على التوالي :
- ڤريش محمد .
- ڤريش عبد القادر.
- ڤريش أحمد.
- ڤريش قويدر.
- ڤريش لخضر
كان هذا البطل المغوار يأبى الهزيمة، وقاد عدة عمليات حربية، وامتد نشاطه من قرية " عين غرابة" "، و واد الشولي" بمنطقة "تلمسان" إلى غاية منطقة "سعيدة". اشترك في تنفيذ الهجومات ضد العدو الفرنسي بعد تخطيط مسبق مع الشهيدين " الرائد فراج " و" عبد القوي ". أول عملية ساهم فيها "بن علال"، كانت في الفاتح نوفمبر 1954، حيث تم إتلاف وتخريب شبكة الهاتف، وحرق مخزن الفلّين بغابة "أحفير" أما بقرية "بوفايلة" فقد اشترك مع "امحمد الڤرموش "و" ابن خالدي "و" بن سعد محمد" في الهجوم على مركزين عسكريين بالمكان المسمى " تاسة " بـ " تل ترني " وبالمفروش، حيث قتلوا خمسين جنديا فرنسيا وحطموا المركزين.
وأهم معركة كانت " بسهب اللوزة " بقيادة الشهيد " سي نجيب " سنة 1956، كان " بن علال " ضمن الكتيبة الّتي واجهت العدو آنذاك، وكانت آخر معركة أبلى فيها " الرايس بن علال" البلاء الحسن معركة " وادي الشولي " الّتي دارت رحاها بجبل القادوس وقد استشهد هناك مع عدد من الرفاق في 14 نوفمبر سنة 1956 وهو في مقتبل العمر وسنه لا يتجاوز 29 ربيعا .
كان اسم الرايس " بن علال " عنوانا لعدة أهازيج شعبية، فهو ليس من مواليد " وادي الشولي " " الوادي الأخضر " حاليا ومع ذلك خلدته الأغنية رفقة أسماء ثورية
أخرى، وصارت هذه القصيدة البدوية الفولكلورية متداولة على ألسنة الناس يتغنون بها في مختلف المناسبات وقد تجاوزت هذه الأغنية حدودها المحلية لتصبح وطنية.
--------------------------------
منقول عن رسالة ماجستير للأستاذ شقرون غوثي .



mercredi 27 juin 2018

معركة المقطع الشهيرة بيوم المقیتلة


معركة المقطع الشهيرة بيوم المقیتلة
تحقيق الاستاذ بليل حسني وهواري حاج
مقدمة: 
يعتبر الجزائريون معركة المقطع من أشهر المعارك التي خاضها الأمير عبد القادر ضد الوجود الفرنسي بالجزائر و عمره لم يتجاوز ال26 سنة انتهج فيها إستراتيجية جديدة في الحرب لم يعهدها المقاتلون الفرنسيون من قبل و يحصي الجزائريون عدد قتلى معركة المقطع بـ 500 قتيل في الجانب الفرنسي.
الإحياء بالذكرى : وسيتم إحياء الذكرى 83 بعد المئة لمعركة المقطع يوم الخميس 28 من جوان 2018بنفس المنطقة الواقعة بحدود مدينة مستغانم المصادفة ليوم المقطع أو يوم الزبوجة حيث دارت معركة بين جيش الأمير عبد القادر و الجيش الفرنسي في 28 جوان 1835 أثناء مرحلة إحتلال فرنسا للجزائر .
وتعتبر معركة المقطع واحدة من المعارك التي حقق فيها الأمير انتصارا عظيما ضد الجنرال تريزال حيث خلال 17 سنة قاد الأمير عبد القادر 116 معركة بجيش يتكون من أكثر من 140 جندي و17 خليفة.
تاريخ المعركة
أسبابها :
في 18 جوان 1835 غادر الجنرال تريزل قائد حامية وهران هذه الأخير مجتازا أراضي الأمير بجيش يقدر ب 5000 عربة لنقل الزاد من 07مدافع قاصدا تخويف القبائل وممارسة الضغط السياسي على الأمير الذي عند بلوغه الخبر قام من معسكره على رأس قوة تتكون من 2000 فارس و 1000 من المشاة ونزل في غابة خفيفة ( حرش مولاي إسماعيل وأخذ يراقب العدو، وكان جيشه النظامي مدرب إضافة إلى عدد من المتطوعين واقتضت خطته تقديم فرقة الخيالة المتكونة من 2000 فارس لتلف الجيش الفرنسي ووضع الأمير لنفسه قيادة مؤخرة جيش المشاة. 
قال المزاري في طلوعه : 
ثم أنّ الدولة- أي الإحتلال الفرنسي- لمّا أذعن لها المخزن بالطاعة، تیقنت أنها تستولی علی الوطن بغایة الاستطاعة، فشمرت عن ساق الجد لغزو الوطن، و زال ما بها من الضعف و الوهن، و جهز الجنرال تریزیل جیشا محتویا علی نحو الألفی و خمسمائة مقاتل و أربعین كروسة لحمل الآلة فضلا عن قراریط التجارة ذات المحافل، و كان المخزن نازلا من السبخة ناحیة مسرقین إلی البریدیة، فأكثرهم جلس لحراسة وهران و أقلهم جاء مع المحلة (الجيش الفرنسي مع المخزن واللفيف الأجنبي) لنفعها النفعة الكلیة، فالذی جاء من أعیان الدوائر عدة ولد عثمان، و إسماعیل ولد قادی صاحب المیدان، و الصحراوی ولد علی، و الحاج الناصر بالطاوی و العربی ولد یوسف، و قادة ولد شقلال، و عبد القادر البوعلاوی و الحاج محمد ولد قاره، و أبو مدین ولد بلوط فاهم كل إشارة، و من الزمالة الحاج الوزاع بن عبد الهادی، و الحاج مخلوف ولد امعمر الشجاع المعدود، و الحاج الشیخ ولد عدة، و العربی ولد أحمد، و لیتنه قدور بالمولود.
و كان خروج المحلة من وهران فی الیوم الثامن عشر من جوان سنة خمس و ثلاثین و ثمانمائة و ألف، الموافق للحادی و العشرین من صفر سنة إحدی و خمسین و مائتین و ألف، و لما نزلت بتلیلات بعد جولانها خیّمت للمبيت و شرعت فی حفر المتاریس الحائطة بها من كل جهة لتطمئن النفوس فی حال المبيت و فی الحادی و العشرین من جوان رأت المحلة خیالة العدوّ لقصد الحمام، و فی الرابع و العشرین منه سمعت بأن الأمیر خرج من المعسكر بمحلته (أي جيش الأمير) و هو نازل بوادی الحمّام، و فی الخامس و العشرین منه انقطع عن المحلة ماء وادی تلیلات، فذهبت شرذمة لعنصره لإرساله فأحاطت بها توارق المقاتلة من كل الجهات، إلی أن قتل فرس كبیر محلة الجنرال ترزیل و هو القبطان لفندی بغایة التعجیل، و فی صبیحة الیوم المذكور قدم بن یخّو الذی هو قنصل وكیل الأمیر بوهران للمحلة لیتبدل مع عبد اللّه الكماندار، فیذهب كل لمحله من غیر خدیعة و لا إنكار، و فی الیوم السادس و العشرین ارتحلت المحلّة صباحا و مالت فی مشیها نحو أجمة مولای إسماعیل، الغابة الكبیرة التی هی مأوی الأسد و الأشابیل.
مقدمات معركة المقطع فی غابة الزبوج المقیتلة
و لمّا حلّ الأمیر بوادی الحمّام سمع بخروجها فجد السیر( أي أسرع) إلی أن بات بسیڨ، و لا زال لم یظهر له خبرها علی التحقیق، و صار یتحسس خروجها، و یستشعر خیالتها و مروجها.
قال العلامة القدوة الفهامة السید الحاج أحمد بن عبد الرحمان المداحی البوشیخی الصدیقی الذی من بنی شقران، فی كتابه- القول الأوسط في أخبار بعض من حل بالمغرب الأوسط. - و كان حاضرا للواقعة، ذات الأحوال الناصعة، فوجّه جیشا من صنادید القبائل و أبطالهم، و أهل الحزم فی أقوالهم و أفعالهم، أهل الخیول الجیاد، و الرّكاب الوقّاد، و أمّر علیهم وزیره و آغة مخزنه ذا النجدة و الشجاعة، و البسالة و البراعة، و الجزم و الحزم الشهیر، و الفراسة و النصیحة و المعرفة و الرأی و التدبیر، الذی لیس له بوقته الشبیه و لا المساوی، محمد المزاری ولد قدور بن إسماعیل الدایری البحثاوی، لیفتشوا سواحل البحر و أرباض المدینة، هل خرج جیش العدوّ أو لم یخرج من تلك المدینة، و واعدهم بالملاقاة فی الكرمة، و بها یحصل الفوز بالنعمة و الحرمة، و كان هذا الموضع قریبا من وهران، علی نحو الاثنی عشر میلا و غالب مجی‌ء النصاری معه فی السر و الإعلان، فذهبوا من سیڨ عشیة و أخذوا مع طریق الجیرة، و بات هو فی تلك الليلة بالوادی المذكور بالمجیرة، بعساكره و بقیة جیشه الخیالة، ثم ارتحل من الغد بكرة یرید الجرف الأحمر بوادی تلیلات ..، و منه یذهب لملاقاة وزیره المذكور، و كان عنده من العسكر نحو الستمائة و ذلك مبلغ ما كتبه و من المطاوعة(المتطوعون) ما لیس بالمحصور، فبینما هو ذاهب و العدوّ قابل، و لا علم لواحد بالآخر للاستعداد حیث یقاتل، و إذا بالفریقین التقیا غفلة بالزبوج بموضع یقال له المقیتلة، من بلاد الغرابة فبانت به المصائب ذات الحوقلة، و اجتمع البعض بالبعض من أهل البلاد ما بین الراجلة و الفرسان، لا سیما اللیوث منهم و الشجعان و أداروا بالمحلة إدارة السوار بالساعد، أو الخاتم بالخنصر للصادر و الوارد، و أرادوا أخذها و اشتعلت فورا نار الحروب، و ترادفت علی الناس من الجانبین الفتن بالصعوبة و الكروب، و صار من الفریقین السیف بالضرب یلمع، و البندق بباروده یفرقع، و التقت الرجال بالرجال، و الأبطال بالأبطال، و الفرسان بالفرسان، و الشجعان بالشجعان، و اشتبك الناس البعض بالبعض، و أراد كل فریق القضاء لما فاته من النفل و الفرض، و اشتد الزحام و كثر الاشتباك، و غاب الحاجز بینهما و الفكاك، و حین دخلت المحلّة فی المواضیع المشعرة، أقبلت إلیها الفرسان من الفجوج المسهلة و الموعرة، و تشجعت و صالت صولا، و أتكبتها بالضرب الدائم فعلا و قولا، و وقعت من الفرقین العین فی العین، و حان فراق الأرواح بالبین، خشیت من الفرار اللوم بغیر المین، و جدّ عسكر النصاری فی المقاومة بالالتزام و المدافعة عن نفسه و من معه بغایة الاحترام و هو مع ذلك فی التعب الشدید، و العطب الذی ما له من المزید، و كَمَنَ العرب فی الأماكن المغیظة التی تؤذی منها و لا توذا، و لا یجد العدو لها فیها بضربه نفوذا، و أهلك الخلق الكثیر من الفریقین و حصل العطب الشدید من الجانبین، فكم و كم مات منهم بالتصبّر و الثبات، و كم و كم من حصل منهم بعد الهلاك فی النجاة و دام القتال إلی أن قرب ذهاب النهار، و إقبال الليل بما فیه من الاعتكار، و ثبت كل فریق لصاحبه و استقر بمركزه، إلی أن فني الجلّ من الجیشین بمحرزه، و تعاظم القتل و عدمت النجاة ، و اختلط من كثرة القتلی الأموات بالأموات، و كان للخلیفة الأعظم، و الوزیر الأنجم، صاحب الإیالة الشرقیة للتناجی، السید محمد بن أبی شاقور المجاجی، حملات علی العدو میمنة و میسرة و قلبا و جناحین، لا یأتی أحد من غیره بمثلها من غیر مین، و دام علی ذلك إلی أن استشهد بالتحقیق، كما استشهد الفارس الشجاع رایس شواش الأمیر السید مصطفی ولد سعید المعروف بولد حمروش الدنونی ثم النقایبی بالتوفیق.
قال ثم رجع الأمیر و الجیش الفرانسوی فی أثره تابعا له و كل فریق، یرید منهما النزول بوادی سیڨ فجاوزه الأمیر و نزل، و قابله العدو بجیشه و نزل، و صار الوادی بینهما هو الحاجز، و كل شجاع لقرنه مبارز.
ثم قبل النزول أتی الجیش الذی بعثه الأمیر، لما سمع رعد المدافع و فرقعة البارود خلعهم و هم فی غایة التشمیر، فألفی النصاری بقرب وادی سیڨ، الذی كاد أن یغص فیه الإنسان بالریق، و صار القتال بینه و بینهم فی فضا سیرات بقیة النهار، إلی أن غشیهم ظلام الليل بالاشتهار، فكم للمزاری فی ذلك الوقت من الحملات، و كم له من الضرب الكثیر و الجولات، و هو تارة یغیب فی وسط العدو و تارة یظهر، و مدیما علی الكرّ و لا یظهر منه المفر، و العدو بین یدیه كأنّه الزرزور، یقلبه حیث شاء، و لا یخشی من الرصاص و الكور، و ساعده علی ذلك رفیقه فی الجولان قدور بالمخفی، فكم له أیضا من ظهور و تخفّی، و لا زال المزاری علی ذلك إلی أن انجرح به فرسه الأشهب، فأوتي له بفرس آخر و بقی فی میدان الحرب یكافح إلی أن انجرح به فرسه الثانی الأنجب، فبعث له الأمیر فرسه الأدهم المسمی بباش طبلة، فجال علیه فی المیدان، جولان عظیما و تمادی علی الجولة و هو ملازم للكر، و مجانب للفر إلی أن انجرح تحته فرس الأمیر من الظهر، كما انجرح هو أیضا علیه من رجله الیمنی ذات الفخر، فأمر الأمیر فورا بقدومه، و تحیّر منه كثیرا خشیة علی عدومه، لاطلاعه یقینا علی صدقه، و خلاص نیته و قلبه فیه بحدقه، ثم أرسله فورا لبیته بالمعسكر و بقی الأمیر بمكانه فی المقر و بعد رجوعه للمعسكر صار یتعاهده بالوقوف علیه، مرتین فی الیوم ماشیا علی رجلیه، بهذا حدثنی الفقیه السید الحاج محمد بن الشریف ناظم جوهرة الرضا، و كان حاضرا للواقعة و ساكنا بالمعسكر أیضا.
قال، و یحكی أن الأمیر كان یبعث للمزاری و قدور بالمخفی حال القتال لما رأی ما وقع منهما من شدة النّزال، أن یتركا الحرب و یقدما إلیه فیقول الذاهب لهما من الحشم أن الأمیر یقول لكما تقدما للعدو و علیكما بالإقبال علیه، فلیست هذه عادتكما فی الحروب، و إنما عادتكما الاقتحام علی العدوّ إلی أن یصیر فی الهروب، و مراد الحشم بذلك الراحة منهما بالقتل، و التهنئة من رفعتهما وصولهما بالختل إلی أن سمع الشجاع النصوح خلیفة ولد محمود، مقالة الأمیر و مقالة الرّسل من الحشم لهاذین الشجاعین الفارسین حال الوفود، فتعجّب كثیرا و أخبر الأمیر بكل ما رأی و سمع، و قال لا ریب أنّ ما وقع من الحشم لهاذین البطلین فلنا معهم تحقیقا سیقع، فعند ذلك جزم الأمیر بإخراجهما من المعركة، و قال قبّح اللّه من لا یستحیی و یرید أن یلقی أخاه فی المشركة، و ما فعله هذان الشجعان فی ذلك الوقت من اقتحام الصفوف، لا یحصی و لا یقع إلّا من أجاوید العرب الذین یرون الموت علی الفراش إنما هو من حتف الأنوف، و ما ذاك إلا من شدة الخدمة و قوة النصیحة، و الإذعان التام لمن هما فی خدمته و التجنّب عن الفضیحة، و شأن أجاوید العرب و شجعانها الإذعان، و بذل الجهد و النصیحة فی الخدمة لكل دولة كانوا فی حكمها و تحت أمرها و نهیها فی السر و الإعلان.
ضحایا معركة المقیتلة فی غابة الزبوج‌
قال المزاري في طلوعه : و قد مات من جیش الدولة –أي الفرنسي - خمسة و عشرون نفرا و مائة و ثمانون مجروحة، و من جیش الأمیر ما لا یحصی قولة مشروحة، و من جملة أموات الدولة بمولای إسماعیل، رایس الرجیمة الثانیة من سرسور لفریق أدینوا الكرنیل ویقال أن الذی قتله من جیش الأمیر الشجاع الباسل، الفارس الكامل السید الحاج محمد بن أعوالی، و هو من أعیان الغرابة قیادة و أغواتا فلیس فی قتاله بأحد یبالی، و أصله من ذریة سیدی الناصر بن عبد الرحمان، و لذلك حاز الفضل عن الأقران، و فی عشیة ذلك الیوم وقع التبدیل، بین بن یخّو وعبد اللّه أكماندار فحصل التوصیل.
قال و بات الأمیر شرقی الوادی و النصاری غربه، و هو بینهما كالحاجز، و اشتغل النصاری من حینهم لتحصین أنفسهم فی محل النزول، لجعل المتارز، و تفرّق عن الأمیر الكثیر من جیوش القبائل، ظنا منهم بتلك الواقعة أنه لا یستقیم أمره و لا یجمع شمله كالشمایل، و لم یبق إلا فی القلیل من الناس و عسكره و هو لابث لمحلّه و مقرّه، و لو لا أنّ اللّه أیّده بقبیل الغرابة المزیل لما به من الضیم و اللّوم، لتفرق جمعه و انقطع ملكه من ذلك الیوم.ثم رجع الناس بعد المكاتبة، و صار جیشه كأنّه لم یفترق للمضاربة.
المكاتبة بین الجنرال و الأمیر : 
أدرك تريزل أن الوقت ليس في صالحه أمام تزايد عدد جيش الأمير فقام من معسكره على نهر تليلات وقاد مقدمة جيشه الكولونيل أودنيو وفي المساء دخل الفرنسيون إلى حرش مولاي إسماعيل ونشبت معركة أصيب فيها أودنيو واستشهد فيها عدد من رجال الأمير وبدأ جيشه في التقهقر وكان السبب في ذلك أن فرقة الخيالة لم يكفها الوقت لحصار الجيش الفرنسي الذي واصل سيره حتى ضفة وادي سيق، ولما سمع الناس هذا وأن الأمير مازال مقيم يراقب العدو بدؤوا يعودون إليه 
ويوم 27 جوان أرسل تريزل للأمير شروطه من أجل إعادة السلام معتقدا أنه كسب المعركة واشترط عله الاعتراف بالسيادة الفرنسية وتلقي الأوامر من ملك فرنسا. وفي انتظار الرد بلغه أن العرب قطعوا عليه طريقه إلى وهران فكر تريزل في أن يتجه إلى آرزيو ومن هناك عن طريق البحر إلى وهران.
قال المزاري : و فی سابع عشرین جوان حصلت المكاتبة بین الجنرال و الأمیر، علی شأن مصالح الجرحی من العسكر بالتحریر، و قد حصلت للنصاری الحیرة الكبیرة، و ضاعت للأمیر المنفعة الكثیرة، حیث تأخر عنهم عن القتال، و لو اطّلع لنال المراد بأقرب حال، و استمر الفریقان بالوادی المذكور لیلتین، و الحرب بینهما متصل و الناس فی تزاید بغیر مین.
استئناف المعركة في يوم الإثنين 28 جوان 1835/ 2 ربيع الأول 1251
ثم رحلت محلة النصاری صباحا فی الیوم الثامن و العشرین من جوان، الموافق للیوم الثانی من ربیع الأول بالتبیان،-بالضبط الصحيح يوم الإثنين 2ربيع الأول 1251- قاصدا مرسی ارزیو لقربها و یكون ذلك سببا لخلاصها من العدو و نجاتها، أحسن من رجوعها مع الزبوج البعید المسافة عن وهران المكثّر لأمواتها، فدارت المسلمون بالعدو و ركبت أكتافه، و اشتدت فتنتهم له و رامت انكفافه، و محو أثر تلك المحلّة، التی مع كثرتها صارت مع هذا القتال فی غایة القلّة، و لا زال منادی الحرب ینادی بالقتال الأبادی إلی أن ملّت القلوب و عیت النفوس و كلّت الأیادی، و قد تعاظم القتال و اشتد فی أرض حمیان، و تداولت الحملات من المسلمین علی المحلّة من كل جانب و مكان، و كان ذلك فی فصل الصیف فاشتد علی الفریقین القیظ الحار، و المحلّة ماشیة كأنها داخلة فی وسط النار لكون قدور بالمخفی تقدّم إلی المرجة فأوقدها بالنار، فكم من میت مات فی ذلك الیوم بالرصاص و النغش و كم من آخر مات بالعیاء و العطش، و أسرف جیش الأمیر فی تلك المحلّة بالقتل و الأسر و سبی الأموال، و هی مبادرة فی مشیها للبحر ناحیة المقطع بغیر الانفصال و اتفق الأمر أن الأدلة الذین یمشون بالمحلّة قد ذهلوا عن الطریق، فتركوها میسرة و مشوا میمنة إلی أن دخلوا فی المرجة فحصلت العجلات فی الوحل لفقد الطریق، و قد مسّ و قتئذ البعض من عسكر النصاری الرعب و الهول، و تضاعفت العرب و اشتد لها الصول، و هجمت علی المحلّة هجوما عنیفا، و تقدّمت لها تقدّما كثیفا، و تسارعت لها بالقتل و النهب، و شدة الطعن و الضرب و تیسّرت لها سائر الوجوه، و عظم الأمر علی ذی العقل و أحری المعتوه، و دارت طواحین المنایا علی رؤوس الرّاجلة و الفرسان و تطایرت الرؤوس بذلك عن الأبدان، و صارت القتلی من الجانبین تحت أرجل الخیل متداثرة، و زهت العرب و صارت عقولها مستنیرة متكاثرة، و قذف اللّه الخوف فی قلوب من بقی حول العجلات، ففرّوا هاربین لاحقین بمتقدم المحلّة من غیر التفات، إلی أن لحقوا بها بقصد المسالك و كانت المحلّة مفترقة علی ربوات هناك، و صارت كبراء المحلّة فی غم و لم یجدوا سبیلا للنجاة ، و كل من مات من النصاری قطعت العرب رأسه، و نهبوا المحلّة و لم یمنع من قراریطها إلا واحدة و نكس كل واحد من النصاری رأسه.
قال العلامة السید الحاج أحمد بن عبد الرحمان الصدیقی فی كتابه، و كان من الحاضرین للواقعة بغیر ارتیابه، و و اللّه إنی رأیت الحجلة تطیر یمینا و شمالا فی أرض حمیان، و لا تجد منفذا و لا مسلكا حتی تنزل فی حجر الراكب أو علی رأسه بالعیان، و الأرنب و الذئب لیجریان كذلك و لا یجدان مأوی یخلصهما من الأسر و القتل، حتی یقفان رأسا من غیر ممسك بتحقیق النقل.
قال: ثم بعد هنیئة من الزمان حصل الكلام من كبراء النصاری لبعضهم بعض فنقرت ما لهم من الطبول، و غنت ما لهم من المزامر بحنینها المقبول، و نهضت المحلّة قائمة مجتمعة علی ساق، و برزت للقتال جمیعا من غیر تراخ و لا افتراق، و امتزج فرقعة البنادق مع صوت المدافع، فكانت موقعة بوقعات التتابع، إلی أن أخذت العرب فی القهقراء و رجع كل متقدم منهم إلی الوراء، إلی أن بان للمحلّة صوب الذهاب، و فرارها إلی المحل الذی لا تصاب فیه بالعطاب و هی جهة المقطع، فعنت الربوات المتلاصقة بالمقطع، و جنحت بعد ذلك للبحر فی المحقق، و وصلت إلی ارزیو لیلا لما أعطاها اللّه من الصبر و عدم القلق، فانجرح لها بالمرجة خمسة عشر نسمة، و مات لها ما بین الزبوج و المقطع ستمائة نسمة، و مات فی ذلك الیوم من أعیان الغرابة البطل المفقود، الشجاع القاید خلیفة ولد محمود، و انجرح الشجاع الباسل قدور بالمخفی و مات فرسه الأشقر، و هو مع الأمیر من جیش آغة الحاج المزاری الأفخر، و قد صحّ فی هذه الواقعة قول الشاعر:
و كم من فرقة فی الحرب جات ‌تركت كأنّها طعم السّباع
تركت لیوثهم فی الحرب صرعی ‌علی الرمضاء فی تلك البقاع
قال و اكتفی الأمیر فی ذلك الیوم بالغنیمة و لم یرد لحوقهم، و لو لحقهم لفعل اللّه ما أراده فی غیبه و ترك سبوقهم. و لمّا بلغ الخبر لوهران، أتی الدوائر و الزمالة بجیش حافل من وهران و قصدوا إلی ارزیو مع الساحل، متأسفین علی عدم الحضور لتلك المعارك و المقاتل، فرجعوا فی یوم ثلاثین جوان بالخیالة و أهل المدفع و القراریط الذین وجدوهم بالمرسی مع البر لوهران، كأنهم لم یقع بهم شی‌ء من الهوان، و أمّا الجنرال و الأعیان و باقی العسكر ركبوا فی البابور من مرسی رزیو لوهران، فشكر الجنرال ترزیل و أعیان الدولة الذین معه فعلهم، و قالوا لهم لمّا أتیتم بالمحلّة مع البر كأنّها لم یقع لها شی‌ء، و أزلتم عنهم جهلهم، هكذا قاله بعض المؤرخین.
و قال آخر إن الجنرال ترزیل و العرب الذین معه صارت لهم معرة و ملامة كبیرة من القبرنور(الحاكم) فی التبیین، و سمی بالأعور، لأنه أصیب بعینه فی بعض الحروب فضاعت له و صار كالأخفر.
و لمّا جاء الأمر إلی الجنرال ترزیل بالدخول لفرنسا بالتصدیق، و ذلك فی ثانی عشر– جويلية - من السنة المسطورة بالتحقیق، طلب منه المخزن من الدوائر و الزمالة أن یجعل لهم بایا یكونون تحت أمره و نهیه بالحسن، لكون من علیهما الاعتماد غائبین من المخزن، و هما الحاج المزاری فإنه آغة الأمیر بالمعسكر، و عمه مصطفی بن إسماعیل فإنه بتلمسان فی حكم الأمیر أیضا بالمشتهر، فجعل لهم إبراهیم أباشناق التركی(بوشناق) بغیر المنن، لأنه كان مستقرا بمستغانم وقت ذهاب البای حسن، فذهب الجنرال ترزیل و جاء بمحلّه دارلانج جنرالا بوهران، و استقرّ بها للغزو بغایة ما كان.
موقف الفرنسيين من معركة المقطع :
ويعتبرها الفرنسيون من أكبر الهزائم أثناء حملات احتلال الجزائر الأولى و أدت إلى الاعتراف بالأمير عبد القادر كقائد عسكري و بدولته في الجزائر و يعيدون الهزيمة لأخطاء تكتيكية و أدى بالجنرال لإعادة تنظيم القوات الرابضة في الجزائر ، وقد اعترف الدكتور أوهلمان - Uhlman - المستشار العام لمدينة معسكر بهذه الهزيمة النكراء التي مني بها الجيش الفرنسي بقوله : بمساعدتنا ودعمنا، فإن عبد القادر نسق ونظم جيشه النظامي، وقضى على رؤوس المتمردين من قبيلتي الدواير والزمالة ، ووجه قوته ضدنا تلك القوة التي كنا قد أعطيناه له ؟ وبدأت الأعمال العدائية التي انتهت في 28يونيو 1835 في معركة شنيعة و التي كانت واحدة من أكثر الأحداث المؤلمة في حروبنا في أفريقيا ، وهذا النص الفرنسي كما جاء عند لويس أبادي في mascara une certaine capitale :
Le docteur Uhlman, conseiller général de Mascara, écrit par ailleurs: « Ainsi lorsque avec notre aide et appui, Abd el Kader eût organisé son armée de réguliers, brisé la résistance des chefs rivau, battu les Douairs et les Smelas, -'il tourna contre nous la force que nous lui avions donnée et recommença les hostilités qui se terminent le 28 juin 1835 par le malheureux combat de la Macta qui fut un des plus douloureux épisodes de notre guerre d'Afrique.
لتترك معركة المقطع بصمة شرف في مسيرة معارك الأمير، إذ تعتبر من أشهر المعارك الضارية التي خاضها الأمير وعمره 26 سنة فقط، إذ يقوم بخطط عسكرية يحبكها واستراتيجيات حربية متجددة في كل معركة. وقد واجه الأمير الجزائري عدة جنرالات كالجنرال كومت والذي تم تعويضه بالمرشال كلوزال. كل هذه الأسماء من الجنرالات الفرنسية التي وقفت في وجه الأمير أثبتت الهزائم النكراء التي تعرض لها الفرنسيون على يد عبد القادر الجزائري في معركة »غابة أزبوج« التابعة لغابة مولاي إسماعيل والتي أحصت فيها 500 قتيل في صفوف الجيش الفرنسي.فالأمير عبد القادر الرمز والعلم الشاب الذي كان يدير الحروب، وقف في وجه الإستعمار ويعتبر تاريخ 28 جوان 1835 في مسيرة الأمير الثورية نقطة انطلاق مرحلة طويلة في مسيرة الشعب الجزائري واصل الطريق إلى الحرية والإستقلال وذلك بعزيمة وإرادة فولاذية وما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة وبهذا دخل الأمير عبد القادر في ذاكرة الثورة ونقش اسمه بحروف من ذهب ليحمل من بعده المشعل عدة أسماء بارزة ضحت بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرّة مستقلة ليمضي الإستقلال بعد 132 سنة من الإستعمار بدماء مليون ونصف المليون شهيد.
حاليا: يحتفل في الجزائر سنويا بمعركة المقطع بكونها المعركة التي برهنت على إمكانية هزم المستعمر الفرنسي و أن هذا الجيش ليس بأسطورة لا تقهر، تم إحياء الذكرى 76 بعد المئة لمعركة المقطع بذات المنطقة الواقعة بحدود مدينة مستغانم المصادفة ل 28 من جوان من كل سنة حيث قررت مؤسسة الأمير عبد القادر لولاية وهران إحياءها والتذكير ببطولات الأمير الشاب عبد القادر بن محي الدين الحسيني ضد الإستعمار الغاشم وتعتبر معركة المقطع واحدة من المعارك التي حقق فيها الأمير انتصارا عظيما ضد الجنرال »الأعور تريزال«. حيث خلال 17 سنة قاد الأمير عبد القادر 116 معركة بجيش يتكون من أكثر من 140 جندي و5 أمراء بالإضافة إلى 16 رئيس حرب.
هذه هي معركة المقطع الخالدة التي انتصر فيها الامير و كانت في الحقيقة نقطة الانطلاق في مقاومته اما بالجزائر العاصمة اوت 1835 خطب كلوزي في جيوشه الجرارة التي كانت تعاني من انهيار معنوي كبير بعد المعركة قائلا : لقد عزمنا على الانتقام من عبد القادر لانه انتصر على تريزيل و كبده من الخسائر ما لا يعمله الا الله ..لن نرتاح حتى نكيل له بالمثل 
نتائج المعركة :
وكان من نتائجا اهتزت فرنسا برمتها حينما وصلتها اخبار معركة المقطع و هكذا اقيل الجينرال ايرلون ليأتي مكانه الجينرال كلوزيل كحاكم عام في شهر جويلية 1835 و استبدل الجينرال ترزيل بالجينرال دارنلاج على وهران.. و هذا ان دل على شيئ فاانما يدل الى مدرى ارتباك الحكومة الفرنسية و تخبط حربية باريس في الانهزامات كانت خسائر القوات الفرنسية هائلة جدا ..يقر ضابط بفداحة خسائرهم : أنا من كبراء العسكر كان تحتي 1800 جندي بقي منهم 18 فقط ! انضمت في المقاومة في متيجة بقيادة الحاج ابن زعموم و الحاج محي الدين بن مبارك الى الامير عبد القادر و اعترفت به كزعيم للجهاد انخفضت الأصوات المناوئة للامير عبد القادر في الغرب الجزائري كما بايعته قبائل اخرى كانت تشك في قدرته على قيادة المقاومة سابقا .

معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية

 حرب التحرير الجزائرية معسكرات إعادة التجميع، أو كيف عملت فرنسا على تفكيك الأرياف الجزائرية خلال حرب الاستقلال، قام الجيش الفرنسي بتجميع سكا...